تحت هذا العنوان انتظمت يوم السبت 11 أبريل 1986 جلسة ثقافية بمدينة مكناس، بمبادرة من فرع اتحاد كتاب المغرب وجمعية البعث الثقافي، واسهم فيها الأساتذة: عبد الله زيوزيو، محمد الشركي، محمد أسليم، موليم العروسي.
ترى هل تمكنت الندوة من تحقيق مطمحها المرسوم في العنوان الذي اختارته؟ هل قدرت المداخلات على حفر خطى الجمهور الحاضر إلى مغرب غير مرئي؟ مغرب مسكوت عنه في الخطابات المعرفية المتداولة؟ عن هذين التساؤلين لا يمكننا إلا أن نجيب بالإيجاب، إذ شكلت الندوة إطارا مفتوحا لصياغة قراءات وتأملات لا يهمها القبض على مغرب جاهز ونهائي قدر ما استهدفت توريط الجمهور في حفريات شفافة للجسد المغربي، كهوية وجغرافيا وثقافة… ولا شك أن ردود الفعل المختلفة التي أثمرتها المداخلات داخل القاعة أكدت أنه في الإمكان قراءة المغرب وتأمله بعيدا عن سلطة الأرقام والإستبيانات والتواويخ والتنميطات المتجاوزة.