كتاب الأنثروبولوجيا نظريات وتجارب

 

رحال بوبريك، الأنثروبولوجيا نظريات وتجارب

الكتاب: الأنثروبولوجيا نظريات وتجارب

المؤلف: رحال بوبريك

دار النشر: افريقيا الشرق

الطبعة الأولى، 2019.

 

كلمة المؤلف:

نضجت فكرة هذا الكتاب بعد تجربة سنوات من تدريس الأنثروبولوجيا في عدة جامعات مغربية (أكادير-القنيطرة – الرباط)، أدركنا خلالها قلة المراجع بالعربية في هذا التخصص بالذات. لقد تجنبنا قدر الإمكان الدخول في التفاصيل واعتمدنا على مقاربة تركيبية شمولية في متناول جمهور واسع من القراء مع مراعات الصرامة العلمية الضرورية. يعد الكتاب مدخلا عاما للأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، يقدم السياق العام الذي ظهر فيه هذا التخصص المعرفي وأهم المحطات التي مر منها على مستوى دراساته للمجتمعات الإنسانية والأسئلة المرتبطة بوضعه ومكانته في الوقت الحالي. يتلوها التوقف عند أهم المدارس والتيارات والتجارب، بدءا من المدارس المؤسسة منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى أواسط القرن الماضي وبعدها المدارس التي ميزت حقل الأنثروبولوجيا منذ الخمسينيات. ومن أهم المدارس التي عرفتها الأنثروبولوجيا، في تاريخها، منذ أواسط القرن التاسع عشر إلى حدود السبعينيات من القرن العشرين : التطورية والانتشارية والوظيفية والثقافية. أضف إليها تيارات ظهرت في بداية النصف الثاني من القرن الماضي : البنيوية والدينامية والماركسية الجديدة والتأويلية والمابعد استعمارية والمابعد حداثية. إذا كان من السهل حصر أهم المدارس التي طبعت بدايات الأنثروبولوجيا فإنه من الصعب الإلمام بكل المدارس التي ظهرت منذ الحرب العالمية الثانية إلى الآن. لقد تعددت الاتجاهات الأنثروبولوجية مع الانتشار الواسع للدرس الأنثروبولوجي في الجامعات وتضاعف عدد المختصين. ما قمنا به هو إلقاء نظرة شاملة على هذا التطور من خلال أهم التيارات المعاصرة ؟إلى حدود التسعينات، وتوقفنا عند هذه الفترة يعكس صعوبة الإلمام بكل التيارات و الاتجاهات التي ظهرت عبر العالم وفي كل البلدان التي أصبحت فيها الأنثروبولوجيا علما قائما في الجامعات ومراكز البحث. تناولنا في المحور الرابع والميادين الكبرى التي تناولتها الأنثروبولوجيا وهي التي أيضا تعتبر أهم ركائز النظام الاجتماعي : القرابة والسياسية والاقتصاد والدين. كما هو الحال بالنسبة للمدارس الأمر ينطبق على ميدان دراسات الأنثروبولوجية، إن حصرها في القرابة والسياسية والاقتصاد والدين لايعني أنها لم تهتم بجوانب أخرى. فالأنثروبولجيا تعددت مواضيع دراساتها وأصبحت تدرس كل الظواهر الوقائع الاجتماعية من البسيطة والتقليدية إلى المعقدة والحديثة. لم يكن من الممكن تخصيص كتاب للأنثروبولوجيا دون تناول وضعها في البلدان العربية والمغرب بالذات مع طرح الأسئلة حول سياق الدراسات الأنثروبولوجيا والصعوبات والرهانات التي صاحبت هذا التخصص في هذه البلدان. تركنا المنهجية للمحور الأخير بالتركيز على البحث الميداني الكيفي وعن ما يميز الأنثروبولوجيا عن باقي العلوم الإنسانية الأخرى في علاقة الباحث بموضوع الدراسة سواء كان هذا الباحث ينتمي للمجتمع المدروس أو من الخارج.

 

 

 

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.