“أطلنتس: أنثروبولوجيا ذاتية” لـ ناثانيال تارن.. الأنا هو الآخرون

يمكن القول إنّ كتاب “أطلنتس: أنثروبولوجيا ذاتية” (2022)، لمؤلِّفه الشاعر والأنثروبولوجي ناثانيال تارن، ينطلق من مقولة مفادها أنَّ الأنا آخر، متجاوزٌ للحدود القومية واللغوية والدينية، أو بالأحرى الأنا آخرون، ذلك أنّ الآخر الذي صار يسكن الذات ويعاود صناعة هُويتها هو أمكنةٌ وأزمنةٌ ولغات وأشخاص وغداءات وأَعشية وعلاقات وطفولة وشباب وكهولة وحِرف يدوية وضروبُ إبداعٍ شتّى ورصد لجمال الطبيعة وجمال مخلوقاتها. فالذات، في النهاية، هي ابنة الحياة، والحياة إذا ما عيشت بحرية وانفتاح على الجهات كافّة وعلى المجهول في العالَم، الذي يعاود تشكيلنا وينجبنا من جديد، فإنّها تصبح أكثر غنىً وتحضُّراً.

الكتاب، الصادر عن منشورات “جامعة ديوك”، سردٌ روائي، وتأمّل فلسفي، ودراسة أنثروبولوجية، ونقد أدبي، وسيرة ذاتية ومذكّرات ويوميات، وغوص في الطفولة وحياة العائلة وسنوات الدراسة، ورصد للطيور والحيوانات والبشر، واحتفاء بالأصدقاء والأوقات الجميلة، واستعادة للحظات مكوَّنة من كثافة وجودية خاصّة عيشت من قبل، أي إنّه نص متجاوِز لحدود الأنواع، كما الذات متجاوزة لحدودها اللغوية والعائلية الوطنية والقومية.

يقع العمل في 300 صحفة، وهو مقسَّم إلى ثلاثة وثلاثين فصلاً، كلّ فصل منها مقسَّم إلى موضوعات مرقَّمة. وقد اشتُقّت الكلمة التي تُعَنْون فصول الكتاب من صناعة الفخار، وتحديداً تشكيله على العجلة، والكلمة هي throw التي تشير إلى الصناعة والبناء الفنّي، كما تشير إلى رمية النرد، وإلى الرمية التي تصيب أو تخطئ، كما لو أنّ الكتاب رمية نحو هدف يظلّ هارباً.

تأمُّلُ حياة عيشت في ثقافات مختلفة وبناؤها من جديد

يعتمد الكتاب المقاربة الأنثروبولوجية الذاتية، من طريق تحليل الذات في سياقها الثقافي والاجتماعي، واكتشاف التعدّدية داخلها، والتي تصنع هويتها الحقيقية، فما يقوم به الأنثروبولوجي والشَّاعر وكاتب المقالة والمترجم ناثانيال تارن هو تأمُّلُ حياة عيشت في ثقافات مختلفة وبناؤها من جديد، كي يصنع ذاته في مراياها الحقيقية، ولقد استغرق تأليفه للكتاب ثلاثين عاماً.

قد يبدو مصطلح Autoanthropology غريباً على القارئ العربي، فهو تعريفاً، يعني جنساً من الكتابة الأكاديمية يركّز على السيرة الذاتية، ويحلّل أو يؤوّل تجربة حياة المؤلِّف ويربط استبصارات البحث بالهوية الذاتية والقواعد والمصادر الثقافية، والتراث والرموز والمعاني المشتركة والعواطف والقيم والمسائل الثقافية والسياسية الأشمل.

تَستخدم الأنثروبولوجيا الذاتيةُ التجربةَ الشخصية للمؤلِّف لوصف ونقد المعتقدات الثقافية والممارسات، ودراسة علاقات الباحث مع الآخرين، ويُستَخدم التأمّل الذاتي العميق لاستجواب التقاطعات بين الذات والمجتمع، بين الخاص والعام، الشخصي والسياسي. لا يقتصر الأمر على هذا، بل يتجاوزه إلى تناول موضوعات تتعلّق بكلّ ما يرتبط بحياة الشخص الباحث.

وبما أن الأنثروبولوجيا الذاتية، كما استُخدمت في هذا الكتاب، تُذوِّت الآخر، وتَعُدّهُ من مكوِّنات الذات، يمكن القول بناءً على ذلك إنّ الكتاب مضادّ للدراسات الاستشراقية، وينأى بنفسه عن النظرة الاستعلائية القائمة على المركزية والتفوق الغربي؛ فالثقافة لا توجد في كتب ومتاحف وجامعات ومؤسّسات الغرب فحسب، بل هي ظاهرة عابرة للحدود ومبثوثة في العالم كلّه، وعلينا أن نشمّر لفراق أمكنة الولادة الضيّقة، كي نفتح أنفسنا على هذه الأنفاس الكونية التي تأتي من كلّ جهات العالَم ويستلهمها المرء في أسفاره وتنقّلاته عبر اللغات والجغرافيات، كي نروي ذواتنا بها لتنمو أغصانها وتثمر ثمراً كونياً.

حين نقرأ هذا الكتاب نكتشف أنه رواية، لا بالمعنى المألوف للكلمة، بل بالأحرى سرد استكشافي لما يمكن أن نفعله ونراه ونتذوّقه ونشمّه ونعانقه ونقبله ونلاحقه ونحلم به ونصبو إليه في حياتنا. إنه رواية كاتب عن نفسه، كما يراها تتدفّق منذ الطفولة عبوراً بالشباب ومرحلة النضج، فكاتبنا ابن ثلاث ثقافات: الثقافة الفرنسية، والبريطانية، والأميركية، وحين ضاقت به أوروبا، قرّر أن يهاجر إلى عالم بكر، هو الولايات المتّحدة، كي يشهد ولادة أُخرى لنفسه كشاعر وأنثروبولوجي، كما لو أنه يستكشف جزيرة أطلنتس المفقودة، ثمّ من هناك يعثر لنفسه على مكان آخر في سانتافي.

ليست الذات، في الضوء الذي يتوهّج من قراءة الكتاب، معزولةً عن عالمها إلّا إذا أرادت ذلك، وحينها تموت فقيرة، أمّا إذا قرّرت أن تحيا حياة تفيض غنىً، فإنّها تصنع هويتها وتشكّلها من طين الأشخاص والأمكنة، ومن التجارب مع هؤلاء الأشخاص وهذه الأمكنة، ومن الكتب والفنون وكلّ ما يمدّ الجسد الإنساني بالزاد الغذائي والثقافي كما يُشكَّل الفخّار على العجلة. يقتبس ناثانيال تارن من جوزيف روث في مطلع كتابه: “إنّ المرء ليس واحداً فقط، بل عشرة، عشرون، مئة، وكلّما منحتنا الحياة فرصاً، كشفت فينا أشخاصاً”، ويمكن أن يموت المرء فقيراً على هذا المستوى؛ لأنه لم يجرّب أيّ شيء، ولأنّه كان فقط شخصاً واحداً أحادي التوجُّه طوال حياته.

نقدٌ للثقافة الاستهلاكية وتسليعِ الفنون واستغلال البشر

كما أسلفنا، الكتاب مقسَّم إلى تشكيلات، وفي كل تشكيل من هذه التشكيلات، أو الصَّليات لشباك المؤلّف، ثمّة صيد أنثروبولوجي ثمين، حين نعاينه تنفتح لنا نافذة كشف جديدة على حياة تتقاطع فيها الأمكنة والثقافات وتشكّل ذاتاً جديدة معولمة وخارجة على الحدود، هي الشخصية التي تدور حولها “التشكيلات” في الكتاب كلّه. إنّ التشكيل هنا هو محاولة إغواء لطرائد الذكريات، وللتأريخ لحياة الشخص في تقلّبات الأزمنة وتغيُّر الأمكنة، لإعطائها حضوراً في اللغة. إنّها استعادة، غوص في مجهول الذاكرة. هنا يفيدنا عنوان رواية مارسيل بروست: إنّ الكتاب عملية بحث معقّدة عن الزمن المفقود، عن طريق ملاحظات رصدية أنثروبولوجية دقيقة.

يأخذنا كلّ فصل إلى أمكنة وأشخاص وأفكار، ويعود بنا إلى أمكنة، يطرح أفكاراً جديدة، يحتفي بأصدقاء، يوثّق أحداثاً ويسرد حكايات، ويندب فقيداً، ويثني على كل ما صُنع جيداً، كما يقول جوزيف دوناهو في المقدّمة. ويتحدّث المؤلّف، في مقدمته، عن العنوان قائلاً إنه يشير إلى أمور ثلاثة: الأول، هو أنّه لم يستطع أن يفكّر في نفسه على أنه شخص واحد؛ الثاني، هو أنّ كلّ واحد منا لا يستطيع أن يَقْصُرَ حياته على الاهتمام بأمر واحد فحسب؛ الأمر الثالث والأهمّ، يلقي الضوء على المجال الذي يتحرّك فيه الكتاب هو أننا “سياقيون” على نحو عميق، بحيث إنّنا نادراً ما نبدو قادرين على أن نفكّر في أنفسنا وحدَنا، بل نفكر في أنفسنا في سياق الجماعات والمجتمعات التي عشنا أو نعيش في وسطها، وعليه يمكن القول إنّ هذا الكتاب رواية بطلها إنسان واقعي، تتنقّل فصولها بين الأمكنة والأزمنة، وبين لغة الشعر والنثر ولغة البحث الأنثروبولوجي لتقدّم لنا نصّاً متجاوزاً للأجناس، وأنثروبولوجيا ذاتية لشخص يقدّس الطبيعة، ويرى نفسه في مراياها، كأحد كائناتها المقدّسة.

يقول جوزيف دوناهو، في مقدّمته للكتاب، إنّ “أطلنتس: أنثروبولوجيا ذاتية”، شهادة على حياة شخصية خيالية، لكنّ هذه الشخصية واقعية جدّاً، فبطلنا الذي كان في جميع الأمكنة، وقابَل الجميع، فعل في حياة واحدة ما لم يستطع فعله كثيرون. يتناول الكتاب في البداية السنوات الأُولى لحياة عيشت في تقاطع المؤثّرات، ناسجاً شبكة ثقافية واجتماعية كثيفة. ينقلنا الكتاب من أجواء بريطانيا تحت القصف النازي وكيف عثر تارن على طريقه عبر الحرب، والمدرسة والكلّية، إلى أجواء باريس  ومقاهيها؛ حيث التقى كلود ليفي شتراوس وأندريه بريتون ومارسيل دو شامب وجورج ستاينر، كما نقرأ عن أشخاص غير معروفين، لكنّهم كانوا بالنسبة إلى المؤلّف منارات هادية.

أفقٌ لتحقّق هوية منفتحة، مسلَّحة بالشعر ورفضِ الحدود

إنّ ما يجري في العالم يُربك ذواتنا الصغيرة المسجونة ضمن حدود لغتها وثقافتها، يبيّن لها أنّها معزولة عن حركية الحياة وانفتاحها. وبالتالي يحرّضها على الانطلاق إلى أبعد، وفي رأيي، إنّ هذا الكتاب يقدّم شهادة على ولادة ثقافة جديدة كونية، نحتاج إلى التسلّح بها كي نفهم أنفسنا في هذا العالم الذي -بعد أن أشرقت شمس العولمة- لم يعد كما كان متباعداً ومنفصلاً  بعضه عن بعض، بل صار قرية صغيرة. ادخلْ إلى أيّ مدينة أوروبية أو أميركية، كباريس أو نيويورك مثلاً، لن تجد ما هو فرنسي أو أميركي، ما يشكّل نقاءً فرنسياً أو أميركياً معيّناً، بل سترى مدينة تتلاقح فيها المؤثّرات العالمية وتمنحها هوية جديدة.

وإذا كنتَ من أبناء باريس، فلا شكّ أنّك ستشعر بقوّة هذا التنوّع وستراه في اللكنة والثقافة والطعام والأزياء، وإذا ما نظرتَ إلى شارع مزدحم، فستجد أنّه كرنفال ألوان عالمية عابرة للحدود، هذا هو عصر العولمة، وهذا هو المناخ الذي يتحرّك فيه كتابنا، والذي ألّفه شخص يجمع بين الشاعر والأنثروبولوجي، في تقاطُع فريد من نوعه، فكما أنّ القصيدة خرق لحدود اللغة، وكشف لما يسمّيه هايدغر ليل العالم، فإنّ الذات البشرية، في سياقها المعولم الجديد تصبح أكثر كونية وحضوراً، بل يتجسّد فيها التنوّع الخلّاق للوجود.

لم تعد هناك ثقافة واحدة، لها هوية ثابتة وجامدة نتحصّن خلفها وننظر بريبة إلى الثقافات الأُخرى، المجتمعات تتحوّل وتتغيّر، بعد زوال الحدود والحواجز، هذا التعدّد للذات في سياق ثقافي تعدّدي يحتاج إلى مقاربة أنثروبولوجية ذاتية لقراءة الذات في سياقات أوسع وأكثر غنىً وتنوّعاً، حيث تتّصف الشخصية بالانوجاد في حالة تدفُّق وسيلان وامتزاج وتلاقُح وتعدُّد وتفرُّد، حتى إنّها تحتوي على هويات متعدّدة داخل الهوية، وإلى أن تكون الذات نتاج انفتاح هذه الهويات بعضها على بعض أو حوار بعضها مع بعض.

ورغم أنّنا نعيش في عصر العولمة ما يمكن أن نسمّيه اصطدام الهويات وتنافرها، بمعنى أنّ الغرب يسوّق لفرادته على طريقته، متنكّراً لأصول تكوّنه، متربّعاً على عرش مركزية استعلائية، نرى هويات دينية في تضادّ معه، ما حوّل العالم إلى حلبة ملاكمة، يقوم فيها الخصوم بتحطيم وتشويه وجوه بعضهم، وإذا ما اضطرّوا إلى الضربة النووية القاضية الماحية، فإنّهم لن يتردّدوا في تسديدها، كما حدث من قبل.

شاعرٌ لم يستطع التفكير في نفسه على أنّه شخص واحد

غير أنّ في العالَم أفقاً لتحقّق الهوية المنفتحة، المسلَّحة بالشِّعر، وبرفض الحدود، وبتدفّق الروح الحرّة عبر الحواجز، وهذا ما يريدنا مؤلّف الكتاب أن ننتبه إليه، في عصر يغلق على الفرد، يعلّبه ويصنّفه ويضع عليه إشارة إكس، فيما يقودنا، الشِّعر بوصفه واهب الروح أو مانح الهوية المتعدّدة، إلى آفاق إنسانية أوسع.

يتمرّد الكتاب على المركزية الغربية، التي تسكن الثقافة الرفيعة في قلاعها، وتتعامل مع ثقافات العالم كعيّنات أنثروبولوجية، وعلى النزعة الذكورية الغربية البطركية، كي يقول لنا إنّ الإبداع العظيم موجود في جميع الأمكنة، والثقافة الرفيعة موجودة في غابات الأمازون وبين السكّان المحليّين كما هي موجودة في باريس ولندن ونيويورك، وإنّ الإبداع العظيم لا يمكن حصره في اسمٍ أو حضارة.

في بعض الفصول تأمُّلات فلسفية حول الزمن كما في التشكيل الـ24، الذي يتحدّث فيه المؤلّف كيف أنّه حتى وقت متأخّر في حياته واجه عجزاً واضحاً في التصالح مع مرور الزمن. ولقد كان هذا بصورة رئيسة مع العبور من وقت إلى آخر، أي مع الفاصل بين كمية من الزمن وأُخرى، وهذا التقسيم يعتمد على الأنظمة العشوائية التي وضعناها نحن البشر كي نقيس مفهوم الزمن. ويتحدّث في الفصل نفسه عن مشكلة التوقّع، قائلاً إنّ من عادة الحياة أن تنتهي بشكل صادم، ولا تقدّم لنا مكافأة كما نعتقد أنها ستفعل: سيكون من الأفضل ألّا يتوقع المرء كثيراً، ألّا يترك الآمال تحلّق عالياً وأن يبقى مشرعاً على الاحتمالات.

ثمّة فصول عن الأمكنة التي زارها في مختلف البلدان، والطيور التي شاهدها، والأشخاص الكثيرين الذين التقاهم، ويتحدّث عن عضويته في “المجموعة”، وهي هيئة للشعراء البريطانيّين، وعمله في “مطبعة كيب جوليارد”، وطباعته لمجموعته الشعرية “متوحّش قديم، مدينة فتية”. وبعد الهجرة إلى أميركا، يتحدّث عن اندماجه في الحياة الأميركية ولقاءاته مع شخصيات مشهورة؛ مثل إدوارد دورن، وروبرت دونكان، وإليوت واينبيرغر، وتشارلز أولسون.

وللشِّعر نصيب في هذا الكتاب. ثمّة استبصارات حول الشِّعر الرؤيوي لوردزورث وبليك، وحاجة الشاعر ليس كي يقدّم المتعة فقط، بل جوهرياً كي يصبح جزءاً من الدوران نفسه لعالم في حال حركة. يتحدث أيضاً عن الجوانب المختلفة لتارن: المسافر المهتم بالثقافات الأُخرى، وخصوصاً الأديان والأنظمة الرمزية، الخاصة بهنود المايا والبوذية، وتارن جامع النسيج والخزف والطوابع البريدية والكتب، وتارن عالم الطيور، وتارن عالم النبات. يتحدّث عن رحلاته إلى إندونيسيا والصين واليابان والإكوادور وزيارته للمتاحف والصروح الثقافية. ينتقد بحدّة الثقافة البرجوازية الاستهلاكية وتسليعها للفنون، ويعبر عن رعبه من استغلال البشر، وعجز المؤسّسات عن وقف هذا الاستغلال، ونظرته التشاؤمية للمستقبل. ينظر إلى الشِّعر على أنّه الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يبدع المرء من خلالها عالماً، ولأن التحرّر الشِّعري هو أقدم حركة تحرّر. يستطيع أيّ شخص أن ينضمّ إليها، ويجب عليه فعل ذلك، كما يقول في نهاية الكتاب.

يُذكَر أنّ ناثانيال تارن شاعر فرنسي وبريطاني وأميركي وُلد في باريس سنة 1928. نشر أكثر من ثلاثين ديواناً شعرياً وتُرجم شعره إلى 15 لغة. وكأنثروبولوجي، عمل لثلاثين عاماً في أميركا الوسطى وفي مينامار. درس في “جامعة كينغ” و”السوربون” و”كلية لندن للاقتصاد” و”جامعة شيكاغو” التي حصل منها على شهادة الدكتوراه في الأنثروبولوجيا.

* شاعر ومترجم سوري مقيم في الولايات المتّحدة

 

المصدر: صحيفة العربي الجديد

الرابط: أنقر هنا

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.