عجائب بلاد الترك والروس والصقالبة

تركي علي الربيعو *

يبدو لي أن أدب الرحلات عموماً, يظل مضمراً بما هو ميثولوجي وذلك في سعيه الى تأطير ما نسميه بالغرائبي والعجائبي في سلوك الآخرين, خصوصاً أن أدب الرحلة يقيم فروقاً بين الأنا والآخر, لنقل بين الأنا المتحضرة كحالة ابن فضلان القادم من دار السلام وعاصمة الخلافة, حيث الغنى والثروة والجاه والمنعة والقوة وبراعة التمثيل, وبين الآخر الغريب الذي يُشبّه ابن فضلان سلوكه بسلوك الدوابّ الضالة ولغتهُ بلغة الزرازير. الأهم من ذلك, أن ابن فضلان الذي يدفعنا الى اقتفاء أثره في بلاد العجائب, لا يمل من عرض عجائبه. فرسالته التي يصف فيها الأقوام الأخرى من الأتراك والصقالبة والروس والخزر, مفتوحة على كلِّ ما هو عجائبي وغرائبي, بل هي مُوَشّاةٌ متناً وهامشاً بالعجائبي والغرائبي, في وصفه للحيوانات الأسطورية التي رآها في بلاد البلغار (الصقالبة) أو للرجال العماليق في بلاد الروس, حيث يدفعُهُ الاستهوال الى اعتبارهم من بقايا يأجوج ومأجوج؟

إقرأ المزيدعجائب بلاد الترك والروس والصقالبة

كتاب رحلة ابن بطوطة

لتحميل الكتاب إضغط على الصورة

المؤلف: ابن بطوطة

عدد الاجزاء: 1

سنة النشر: 1997

الطبعة رقم: 1

الناشر: المكتبة العصرية ، بيروت

عدد الصفحات: 752

القياس: 25cm x 17cm

الغلاف: تجليد عادي

رحلاته ثلاث استغرقت كلها زهاء تسع وعشرين سنة، أطولها السفرة الأولى التي لم يترك فيها ناحية من نواحي المغرب والمشرق الا زارها.

إقرأ المزيدكتاب رحلة ابن بطوطة

الرحلة العربية وأدبياتها

رضوان السيد*

الرحلة العربية

بدأ تأمّل العرب للعالم من حولهم في أسفارهم التجارية, وفي رحلات الشتاء والصيف, التي ذكرها القرآن الكريم. ونعرف من القرآن أيضاً رؤية استراتيجية تبدّت في المفاضلة بين فارس والروم. ثم شكّلت الفتوحات نقلة واسعة لا يزال المؤرخون مختلفين حولها, وهل كانت نتاج خطة أو توجهات عامة على الأقل, أم انها حدثت بطريقة التداعي والاطّراد, اي كلما فُتح اقليم قاد ذلك الى التدخل في الناحية المجاورة. بيد ان البارز في هذا السياق, المعرفة الجيدة التي أظهرها العرب الأوائل بالمسالك والممالك من المدينة وحتى الصين – وبالقوى السياسية والدينية في تلك الأصقاع الشاسعة.

إقرأ المزيدالرحلة العربية وأدبياتها

أدب الرحلة والرحّالة في التراث العربي

عالج المستشرقون الأدب الجغرافي العربي بمنهاجٍ تاريخاني, يهتم للمصادر والمعلومات ولتناسل الخرائط وترتيبات الفلك, وصورة الأرض وأقسامها لدى اليونان والفرس والهنود, وماذا أضاف العرب, وكيف طوَّروا. وقد برز في هذا المجال فيستنفلد ودي غويه وكراتشكوفسكي. فيستنفلد نشر “معجم البلدان” لياقوت الحموي, ودي غويه نشر “المكتبة الجغرافية العربية” التي شملت عشرة نصوصٍ جغرافيةٍ شديدة الأهمية, وتنتمي جميعاً الى القرنين الرابع والخامس للهجرة/ العاشر والحادي عشر للميلاد. ثم جاء كراتشكوفسكي ليستند الى نشرات السابقين للنصوص وملاحظاتهم, فيكتب كتابه المهم بعنوان: “تاريخ الأدب الجغرافي العربي”.
وعندما تقدمت الدراسات والمناهج بعد الحرب العالمية الثانية, بدأ الاهتمام بقراءةٍ أُخرى للجغرافيين العرب والمسلمين. كما تصاعد الاهتمام برحلات الرحّالة في البر والبحر, والنصوص التي سجلوها عن أنفسهم, ودلالات تلك النصوص على رؤى الذات والآخَر, وكيف فهم الرحّالة العرب, والبحّارة العرب موقع دار الإسلام في “العالم المعمور” ثم كيف فهموا العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية بين “الممالك” الإسلامية, والممالك الأخرى الدانية والنائية.

الانطباع الذي ساد لدى الدارسين أن الرحالة الأوائل مثل أبي دلف وأبي مِسعرَ وابن فضلان كانوا مبعوثين رسميين, باعتبار ان الرحلة البعيدة كانت تتطلب نفقاتٍ لا يستطيعها المسافر العادي, مهما بلغ حبه للترحل والاطلاع على أحوال الناس والحيوان والنبات والطبيعة. لكن اليعقوبي والمسعودي يحدثاننا عن رحلاتٍ لهما أفادا منها في كتابة كتبهما من دون أن تكون لهما علاقة أو اهتمام بالتواصل مع الدوائر الرسمية. ثم ان التجارة البعيدة المدى تواصلت منذ القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي, وقصص السندباد البحري لا بد من أنها نشأت إبان ازدهار ميناء البصرة, قبل دمار المدينة في ثورة الزنج بعد أواسط القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي. وهذا كله مع التجاهل والتجاوز للرحلة في طلب العلم, والتي بدأت مطلع القرن الثامن الميلادي” وان لم تكن لها الأهداف والشروط التي لرحلات الفضول والاستشكاف والتواصل مع الآخر المختلف ديناً وخَلْقاً وخُلُقاً وتبعيةً سياسية.

إقرأ المزيدأدب الرحلة والرحّالة في التراث العربي

كتاب: العرب في الجاهلية الأخيرة والإسلام المبكّر

* نبيل درغوث

صدر عن دار أمل للنشر والتوزيع بتونس كتاب “العرب في الجاهلية الأخيرة والإسلام المبكّر للدكتورة حياة قطاط في 360 صفحة من الحجم الكبير وهذا الكتاب هو في الأصل أطروحة دكتوراه.

واعتمدت الباحثة فيه علي المنهج الأنثروبولوجي الستروسي (نسبة إلي Levi Strau Claude) محاولة فيه تقديم استقراء أنثروبولوجي بنيوي. وقد خرجت الباحثة بكتابها هذا ـ وهي المؤرخة في الأصل ـ عن نطاق ما هو مألوف ومعروف في كتابات المؤرخين الكلاسيكية ويكمن هذا الخروج عن المألوف في الكتابات التاريخية من حيث الموضوع والمنهج في نفس الوقت يتنزّل الموضوع في إطار تاريخ الأبنية الثقافية داخل الفضاء العربي الإسلامي وهو إطار لم يوله المؤرخون في البلاد التونسية ـ علي حدّ علمنا ـ الاهتمام الذي أولوه للدراسات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

إقرأ المزيدكتاب: العرب في الجاهلية الأخيرة والإسلام المبكّر