في السياق العام
تبلورت في نهاية القرن التاسع عشر في فرنسا ثلاث توجهات حول الاكتشاف المعرفي للمغرب، الأول: اتجاه المغرب المجهول Le Maroc inconnu، وهو عمل الرحالة والمستكشفين. والثاني: اتجاه المغرب المتحف Le Maroc musée، وهو للعلماء والباحثين. وثالثا: اتجاه المغرب العجائبي# Le Maroc pittoresque ، وهو لعلماء الآثار والفنانين#. وبحق يمكن القول مع دانييل ريفي أن إرادة المعرفة في هذه المرحلة كانت رغبة جمالية لا أكثر، وتميزت بكونها مبادرات فردية “بطولية”، وبمساعدة المخزن/السلطة والأهالي.
على درب السؤال العميق يواصل الأستاذ نور الدين الزاهي محاورة المسكوت عنه في المشهد المجتمعي ، و بذات النفس العلمي، الذي أهدانا بواسطته قبلا ” الفلسفة و اليومي ” و ” الزاوية و الحزب ” و ثلة من المقالات و الدراسات الرصينة ، على الدرب إياه ، يستمر الزاهي في الاشتغال على الملتهب من الأسئلة و القضايا .
لم تبرز الحداثة السياسية بالغرب إلا في وقت متأخر نسبيا، حيث ستعرف تقدما بطيئا، كما أنها ستعرف أحيانا بعض التراجعات، خاصة على إثر صعود بعض الأنظمة الكليانية (التوتاليتارية). وبالمقابل، يمكن أن نتساءل اليوم، هل هي حاضرة بالعالم الإسلامي، أم أن
المؤلف: مالك شبل
الناشر: باريس: المنشورات الجامعية الفرنسية بباريس، 1993، (388 صفحة).
مؤلف هذا الكتاب باحث في علم الأنثروبولوجيا المتأثر بمنهج التحليل النفسي ورؤيته في فهم سلوك الإنسان وتفسيره فرداً وجماعةً. يتكون الكتاب من خمسة فصول، هي:
1. المخيال الاجتماعي والسياسي.
2. المخيال الديني.
3. مخيال العالم والخلق.
4. المخيال الجمالي (الفني).
5. مخيال الجنس والحب.
وكما نرى، فإن كلمة المخيال يأتي ذكرها في عناوين فصول الكتاب الخمسة. وفي ذلك إشارة إلى أن المؤلف يركز كل اهتمامه على دراسة مفهوم المخيال العربي الإسلامي مظاهره وتجلياته. ومن الجدير بالملاحظة أن مصطلح المخيال L’Imaginatire) ) لا نكاد نجد له استعمالاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية الأنجلوسكسونية، في حين استعمل بنحو واسع في الثقافة الفرنسية للعلوم الاجتماعية والإنسانية. وليس في هذا الأمر غرابة. إذ إن مفردة المخيال L’Imaginatire)) قد ولدت على أيدي عالم التحليل النفسي الفرنسي جاك لاكان (Jacques Lacan) في منتصف هذا القرن، وقد استعملت الأنثروبولوجيا الفرنسية مفهوم المخيال الجماعي فعرفته على النحو الآتي: “المخيال الجماعي هو مجموعة من التمثلات (Representations) الأسطورية للمجتمع”.
استطاع الشيخ يحيى محسن مبارك جمالة من أبناء مديرية مجزر بمحافظة مأرب من خلال كتاب (الأحكام العرفية في المناطق الشرقية اليمنية وموقف الشريعة الإسلامية منها) أن يضع النقاط على الحروف لبيان ما وافق الشريعة الإسلامية من الأحكام العرفية والقبلية السائدة في المناطق الشرقية وما خالفها، واعتبرت مقدمة الكتاب الذي يقع في (225) صفحة من القطع المتوسط أن تسابق أبناء المناطق الشرقية وخصوصا (مأرب- الجوف- شبوة) إلى الأعراف القبلية لفصل خصوماتهم وفض نزاعاتهم كانت وراء عزم المؤلف على جمع وترتيب محتويات ذلك الكتاب، وتيسير لغته ليكون مرجعا لكل قارئ يحتاج إليه، كونه في الأصل بحث ميداني أهم مراجعه (مراغات)( ومشائخ) العرف القبلي.