التراث الشعبي وعلاقته بالتنمية المجالية

كرونولوجيا سوسيو_تاريخية ترصد دور العوامل الثقافية في تحديث المجتمعات النامية

عبد الوافي مدفون

إن التنمية في العالم الثالث كممارسة تنفيذية وفعلية ما تزال محاطة بكثير من القيود السياسية والاجتماعية والدينية والدولية أيضا، والتي تتسبب في تشتيت جهود وإمكانيات التنمية إن لم تكن تعمل على تعويقها فعلا. باعتبار أن التحقق الفعلي للتنمية هو تهديد حقيقي لكثير من الكيانات الاجتماعية التقليدية القائمة، وما ترتكز عليه من مصالح تقليدية أيضا إضافة إلى اعتبار التنمية الحقيقية في بلد نام تهديدا حقيقيا لمصالح احتكارية دولية، الأمر الذي يؤكده بول باران بقوله: إن الطبقات الحاكمة في الغرب لديها مصالح خاصة في استمرار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الراهنة في البلاد النامية..وهي تتبنى استراتيجية لضمان استمرار تخلف الدول بتأييد ودعم أشكال من الاعتقاد القائم على التعامل مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية تعاملا ميثولوجيا. وبالتالي شكل لديه هذا التعامل نمطا عقليا وفكريا شائعا في تفسير وجود الحياة في هذا الكون. ولهذا السبب فإنه كثيرا ما تتعالى الأصوات والدعوات إلى أهمية التوفيق بين التنمية المنشودة والواقع القائم.

إقرأ المزيد

البعد السوسيوأنثروبولوجي لمؤسسة الضريح

من واقع التراث الثقافي الديني  بالمغرب

عبد الوافي مدفون

دأبت الدراسات التي أنجزت حول الإسلام والمجتمع الإسلامي بشكل عام على الاعتماد فقط على تحليل النصوص المكتوبة، وقليلة جدا هي الأبحاث التي غامرت خارج هذا النطاق، وسبب ذلك راجع في اعتقادنا إلى اعتبار التقاليد الدينية المحلية بما تتضمنه من معتقدات وممارسات، تبتعد أحيانا عن مظاهر التعاليم الإسلامية الصحيحة، مجرد بقايا أزمنة غابرة أو إضافات بمعناها البدعي الانحرافي.

ويعتبر الأنثروبولوجيون أول من اعترف بأهمية هذه الطقوس والعادات والتقاليد المحلية باعتبارها تصورات دينية ذات دلالة وعلاقة بالواقع.

وقد ترسخت مع مرور الوقت ضرورة دراسة هذه المعتقدات والطقوس ليس فقط في صفوف الباحثين السوسيولوجيين والانثروبولوجيين، بل تعدتهم لتشمل أيضا بعض مؤرخي الأديان. وتتميز هذه المعتقدات والطقوس بتعددها وتنوعها حسب المجتمعات الإسلامية، إذ لا يجمع بينها، فيما يبدو، سوى طابع التشتت والارتباط بالواقع والتداول عبر المشافهة.

إقرأ المزيد

التراب العسكري في تونس: المفهوم والأهمية التاريخي

الحماية الفرنسية على تون

لبنى المسعودي بو حاجب

لئن تميز البحث التاريخي بالتنوع والتراكم مما أدى إلى تعدد الرؤى والمقاربات والأدوات المنهجية الموظفة لتحليل المسائل التاريخية المختلفة فقد شهدت البحوث في العقود الأخيرة تركيزاعلى الدراسات المنوغرافية خاصة في البلدان المغاربية. و الملاحظ أن ما يسمى بالتاريخ “المونغرافي” أو “الجهوي” أو “المحلي” أو “الإجتزائي”… هو جملة البحوث التي تهتم بتاريخ

إقرأ المزيد

التاريخ عند مارك بلوك و المنهج السوسيو-أنثروبولوجي

مرقومة منصور

إذا كانت الدراسات التاريخية تقوم على بحث أحوال الناس وأوضاعهم وحياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية وتراثهم الثقافي وأدوارهم الحضارية في مراحل تطورها عبر الزمن، فإن الوصول إلى الحقائق التاريخية يتطلب الاستعانة بعدة مناهج وتخصصات تعتمد على النظرة الترابطية والتكاملية بين النظم والظواهر الاجتماعية الملازمة لها، وذلك بإرجاع الحقائق إلى حيثياتها التي لا يمكن لعلم واحد أن يحيط بها. ولقد اتسعت الدراسات الاجتماعية والإنسانية حديثا إلى مجالات لم تكن معروفة سابقا، وتعددت التخصصات نتيجة لذلك في تناول التجارب والأحداث و التي تشمل الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، كما تشعبت وتداخلت المناهج العلمية الخاصة بهذه العلوم مكملة بعضها بعضا للاستفادة منها في الحاضر والمستقبل، واختلفت هذه المناهج باختلاف مشارب أصحابها العلمية وتعددها، وباختلاف نظرتهم وتوجهاتهم الفكرية والعقائدية، بل والسياسة والاقتصادية والاجتماعية في أحيان كثيرة.

إقرأ المزيد

موقف حمدان خوجة من اليهود من خلال كتاب ” المرآة “

قراءة  الباحث كمال بن صحراوي

ماجستير تاريخ حديث،  الجزائر

كتاب المرآة
كتاب المرآة

تقديــــم:

ينتمي حمدان خوجة إلى عائلة جزائرية عريقة كانت في العاصمة، حيث كان والده عثمان فقيها وإداريا، يشغل منصب الأمين العام للإيالة، يشرف على حسابات الميزانية وعلى السجلات التي تشمل أسماء ورتب ورواتب الإنكشارية. أما خاله الحاج محمد فكان أمينا للسكة قبل الاحتلال الفرنسي.

ولد حمدان سنة 1773، حفظ القرآن و تعلم بعض العلوم الدينية على يد والده ، ثم دخل المرحلة الابتدائية التي نجح فيها بتفوق فأرسله والده مكافأة له مع خاله في رحلة إلى اسطنبول سنة 1784م، وكان خاله في مهمة حمل الهدايا إلى السلطان العثماني، فكان لهذه الرحلة دور كبير في نفسية الطفل الذي لم يتجاوز الحادية عشرة، حيث فتحت له أبوابا للتطلع لكل ما هو أسمى.

بعد عودته من إسطنبول انتقل إلى المرحلة العليا حيث تلقى فيها علم الأصول والفلسفة و علوم عصره، ومنها الطب الذي كتب في بعض جوانبه كالحديث عن العدوى ومسبباتها في كتابه ” إتحاف المنصفين والأدباء في الاحتراس من الوباء”[1].

إقرأ المزيد