لئن تميز البحث التاريخي بالتنوع والتراكم مما أدى إلى تعدد الرؤى والمقاربات والأدوات المنهجية الموظفة لتحليل المسائل التاريخية المختلفة فقد شهدت البحوث في العقود الأخيرة تركيزاعلى الدراسات المنوغرافية خاصة في البلدان المغاربية. و الملاحظ أن ما يسمى بالتاريخ “المونغرافي” أو “الجهوي” أو “المحلي” أو “الإجتزائي”… هو جملة البحوث التي تهتم بتاريخ
ينتمي حمدان خوجة إلى عائلة جزائرية عريقة كانت في العاصمة، حيث كان والده عثمان فقيها وإداريا، يشغل منصب الأمين العام للإيالة، يشرف على حسابات الميزانية وعلى السجلات التي تشمل أسماء ورتب ورواتب الإنكشارية. أما خاله الحاج محمد فكان أمينا للسكة قبل الاحتلال الفرنسي.
ولد حمدان سنة 1773، حفظ القرآن و تعلم بعض العلوم الدينية على يد والده ، ثم دخل المرحلة الابتدائية التي نجح فيها بتفوق فأرسله والده مكافأة له مع خاله في رحلة إلى اسطنبول سنة 1784م، وكان خاله في مهمة حمل الهدايا إلى السلطان العثماني، فكان لهذه الرحلة دور كبير في نفسية الطفل الذي لم يتجاوز الحادية عشرة، حيث فتحت له أبوابا للتطلع لكل ما هو أسمى.
بعد عودته من إسطنبول انتقل إلى المرحلة العليا حيث تلقى فيها علم الأصول والفلسفة و علوم عصره، ومنها الطب الذي كتب في بعض جوانبه كالحديث عن العدوى ومسبباتها في كتابه ” إتحاف المنصفين والأدباء في الاحتراس من الوباء”[1].
تعالج هذه الورقة موضوعا تم هجرانه ولسنوات عديدة ضمن البحوث الاجتماعية في الأوساط العربية ، نظرا لارتباطه بحقبة تاريخية سابقة ، ولكن عودة بروز المعطي القبلي و تمظهراته المختلفة في مجالات متعددة ، بل وقوة حضوره كمعطي فاعل في تحريك الأحداث استدعى إعادة استنطاقه ، واستحضار الأجهزة المفاهيمية التي عولجت بها هذه الظاهرة تاريخيا ،
تظل الأنثروبولوجيا من أقل الحقول المعرفية حضوراً في الجامعات العربية، لأسباب عديدة، منها تلك المسافة النقدية التي كانت ضرورية منتصف القرن الماضي خلت حين كُشف العمق الاستعماري لـ”علم الإناسة”، وانضاف إلى ذلك اختلاط الثيمات الأنثروبولوجية منذ عقود بأدوات علم الاجتماع، فباتت معظم الدراسات الأنثروبولوجية تحسب على
في إطار الدراسة السوسيولوجية التي أنجزتها حول المستشفيات بالمغرب ، و من خلال اللقاءات و تعدد الحالات المرضية التي تمكنت من محاورتها، وجدتني ملزما بوضع تساؤلات و استفهامات و تخوفات المرضى الحاملين للأمراض المزمنة و الوراثية و تلك غير القابلة للشفاء موضع تأملات انتروبولوجية. لفتح نقاش حول قضايا الصحة/ المرض،الحياة والموت وارتباطها بالجسد و تصوراتنا للطبيعة الإنسانية. و هي من جهة محاولة لتقديم نظرة مغايرة للمريض عن النظرة الطبية العلاجية و مناسبة لإعادة التفكير في مفاهيم الجسد /المرض/ الطبيعة الإنسانية من جهة أخرى.