كتاب الحياة المشتركة بحث أنثروبولوجى عام

 

لتحميل الكتاب أنقر هنا

عنوان الكتاب: الحياة المشتركة بحث انثروبولوجى عام

المؤلف: تزفيتان تودوروف

المترجم: منذر عياشي

يدور هذا الكتاب حول مقولة أن “الإنسان كائن اجتماعي” ويطرح تساؤلات حول معنى هذه العبارة.
وفي هذا البحث الأنثروبولوجي الذي تتوازى فيه الفلسفة مع التحليل النفسي، وتتلاقى فيه الأعمال الأدبية بالاستبطان، يخلص المؤلف إلى أن الكائن البشري محكوم بالنقص وأنه يتوق إلى الاعتراف به وأن ذاته حتى في العزلة مصنوعة من العلاقات مع الآخرين. 
يعمد تزفيتان تودوروف في بداية كتابه “الحياة المشتركة” إلى إلقاء نظرة حول تاريخ الفكر الفلسفي الغربي، وهي نظرة لا يزعم المؤلف أنها تنوب عن الدراسات التاريخية المعمقة. 
ويتعرض الكاتب إلى ما يعرف بـ “التقاليد اللااجتماعية” التي كانت سائدة في العصور القديمة، قائلاً: “إذا تعرفنا على التيارات الكبرى للفكر الفلسفي الأوروبي الخاصة بتعريف ما هو إنساني، نصل إلى خلاصة تثير الفضول وهي أن البعد الاجتماعي، واقعه العيش المشترك، أمر غير متصور عموماً بصفته ضرورة للإنسان، ومع ذلك فإن هذه الأطروحة لا تظهر كما هي، بل هي بالأحرى فرضية غير مصوغة.
ومؤلفها لهذا السبب، لم تتح له فرصة المحاجة، وإننا لنقبلها بسهولة على كل حال، بالإضافة إلى هذا، فإنها تشكل القاسم المشترك لنظريات تتعارض وتتقاتل، مهما تكن الجهة التي تميل إليها في هذه الصراعات، فإننا نعانق فيها على الدوام تعريفاً معزولاً، غير اجتماعي للإنسان”. 
ويستشهد تودورف على هذا الرأي بما قاله مونتاني الذي أراد أن يوجه نصيحة إلى أقرانه فنجده يعبر عن ذلك قائلاً: “فلتكن موافقتنا منوطة بنا، ولنتخلص من كل الارتباطات التي تربطنا بالآخر، ولنحمل على عاتقنا القدرة على العيش وحدنا بدراية وأن نعيش كما يحلو لنا”، ويقول في نصيحة أخرى: ”غادروا مع المتع الأخرى المتعة التي تأتي من رضا الآخر”. 
وتبعاً لمونتاني، فإنه من الممكن إذاً بل من المحمود أن نتحرر من العلاقات مع الكائنات الإنسانية الأخرى في الوقت ذاته ولاسيما من الرضا الذي نوجهه إليهم، وهذا الرأي يعتبره الكاتب بمثابة حكمة.
ثم يشير تودوروف إلى أنه من حسن الحظ أن تلك النظرة لا تطبق دائماً وفي كل مكان، لافتاً إلى أنه في أزمنة أخرى ومع وجود الوهم الإنساني بوجود الاكتفاء الذاتي المثالي فإن مفكراً كبيراً مثل باسكال ارتأى، إننا لا نعرف أن نكفي أنفسنا بأنفسنا وإنه يراقبنا بسوداوية ونحن متروكين للهو اجتماعي دائم، ولذا فإن النزعة الاجتماعية نزعة واقعية، ولكن المثالية أيضاً واقعية لأن الحقيقة العميقة لطبيعتنا هي الوحدة وهذه هي الصيغة الأولى الكبرى لتصور الفردانية الذي يكمن تحت تمثلاتنا للحياة المشتركة.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.