كتاب “الأسطورة والمعنى”

ostora

لتحميل الكتاب أنقر فوق صورة الغلاف أو أنقر هنا

إذا واجهت مشكلة في تحميل الكتاب أنقر هنا

الكتاب:الأسطورة والمعنى

المؤلف: كلود ليفي شتراوس

المترجم: صبحي حديدي

الناشر: دار الحوار، اللاذقية، 1987

كتاب «الأسطورة والمعنى» لعالم البنيوية الفرنسي كلود ليفي شتراوس‚ يجيب فيه هذا المفكر على عدد من الأسئلة المتعلقة بالبنيوية في الاسطورة والمعنى‚ وقام بترجمة صفحاته الثماني والاربعين الناقد السوري صبحي حديدي عام 1985

ينقسم الكتاب إلى: مدخل‚ لقاء الاسطورة بالعلم‚ التفكير البدائي والعقل المتحضر‚ الشفاه الشرماء والتوائم: انشطار الاسطورة‚ حين تصبح الاسطورة تاريخا‚ الاسطورة والموسيقى‚ ولأهمية هذا الكتاب/المبحث فاننا نذكر به‚ ونقتطف جزءا من فصله الأخير «الاسطورة والموسيقى»:

لعل العلاقة بين الموسيقى والأسطورة‚ هذه العلاقة التي شددت عليها في القسم التمهيدي من «الفج والمطبوخ» وايضا في القسم الثاني من «الإنسان العاري» ـ وهذا الكتاب ليس له عنوان بالانجليزية حيث لم يترجم بعد ـ كانت الموضوع الذي أثار معظم سوء الفهم‚ خاصة لدى الناطقين باللغة الانجليزية وفي فرنسا ايضا حيث ساد الظن بان هذه العلاقة تعسفية تماما‚ لقد احسست على العكس بانه لا توجد علاقة واحدة بل نوعان مختلفان منها: الأولى تخص التشابه والثانية تخص التماس‚ بينما العلاقة هي ذاتها في واقع الأمر‚ لكن هذا هو بالضبط ما لم أفهمه على الفور‚ وقد ادهشتني علاقة التشابه أولا‚

حول جانب التشابه انحصرت وجهة نظري في أنه من المستحيل فهم الأسطورة كسياق متصل‚ تماما كما في التأليف الموسيقي‚ لهذا يتوجب علينا ان ندرك اننا إذا حاولنا قراءة الأسطورة كما نقرأ رواية أو مقالة صحفية ـ سطرا بعد سطر ومن اليسار إلى اليمين‚ لما فهمنا الأسطورة‚ إذ سيكون علينا ادراكها كمجموع كلي واكتشاف عدم انتقال المعنى الأساسي للأسطورة بواسطة سياق الأحداث بل من خلال طائفة من الأحداث اذجاز لي القول‚ رغم ظهور هذه الأحداث في لحظات مختلفة من القصة‚ علينا بالتالي قراءة الأسطورة وكأننا بهذا القدر أو ذاك نقرأ نص أوركسترا فلا ندركه مقطعا بعد آخر بل صفحة كلية بعد صفحة‚ فما هو مدون في المقطع الأول على رأس الصفحة لا يستحوذ معناه إلا إذا ظل جزءا لا يتجزأ مما هو مدون في الأسفل من المقطع الثاني والمقطع الثالث‚ وهكذا‚ بمعنى آخر‚ علينا ألا نقرأ من اليسار إلى اليمين بل نقرأ عموديا في الوقت ذاته‚ من الأعلى إلى الأسفل‚ ينبغي ان نفهم كيف تشكل الصفحة الواحدة مجموعا كليا‚ ودون معاملة الأسطورة كنص اوركسترالي ـ يكتب مقطعا إثر الآخر ـ لن يكون في وسعنا فهمها كمجموع كلي واستخلاص معناها‚

لماذا يحدث هذا وكيف؟ احس ان الجانب الثاني ـ جانب التماس ـ هو الذي يعطينا الدليل ذا المغزى‚ الحق ان الفكر الاسطوري قد انتقل إلى كواليس الفكر الغربي ولا اقول تلاشى أو اختفى‚ في عصر النهضة والقرن السابع عشر بينما ظهرت أول رواية بديلة عن القصص التي كانت تبنى وفق نموذج الاسطورة‚ في ذلك الوقت بالضبط اخذنا نشهد ظهور الأساليب الموسيقية العظيمة التي اتسم بها القرن السابع عشر ومعظم القرنين الثامن عشر والتاسع عشر

كأنما الموسيقى قد غيرت شكلها التقليدي تماما بهدف تولي الوظيفة العقلية والوجدانية التي كان الفكر الاسطوري يؤديها بهذا القدر أو ذاك خلال الحقبة ذاتها‚ وحين اتحدث عن الموسيقى هنا فلابد لي من تحديد المصطلح‚ الموسيقى التي تولت الوظيفة التقليدية للمثيولوجيا ليست أي نوع من الموسيقى‚ بل هي الموسيقى كما تبدت في الحضارة الغربية في مطلع القرن السابع عشر مع فريسكو بالدي وفي مطلع القرن الثامن عشر مع باخ‚ الموسيقى التي بلغت اوج تطورها مع موزارت وبيتهوفن وفاغنر في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر‚

ما أود القيام به بهدف ايضاح هذه الملاحظة هو ضرب مثال ملموس سوف استمده من رباعيات فاغنر «الخاتم»‚ أحد أهم المواضيع في الرباعية ذاك الذي نسميه في الفرنسية «موضوع نكران الحب»‚ وكما هو معروف يظهر هذا الموضوع للمرة الأولى في «ذهب الراين» في اللحظة التي يعلم بها اولبرخ من قبل صبايا الراين ان بمقدوره الاستيلاء على الذهب اذا انكر كل نوع من أنواع الحب الانساني‚ هذا الموتيف الموسيقي الصاعق بالذات هو علامة لأولبرخ‚ تعطى في ذات اللحظة التي يقول فيها أنه يقبل الذهب وينكر الحب مرة وإلى الأبد‚ كل هذا بالغ الوضوح وبسيط‚ انه المعنى الحرفي للموضوع: أولبرخ ينكر الحب

 

رأي واحد حول “كتاب “الأسطورة والمعنى””

  1. شكرا جزيلا على كرمكم واخلاقكم العلمي الراقي في توفيركم كل ما هو مفيد للقاريء ان شاء الله ستكونون في وضع افضل كي تتمكنوا ان توفروا مصادر علمية اكثر لمن زاده المعرفة ويحتاج ان يتعلم اكثر
    مع تقديري لكم وشكري لجميع من يكن لكم الاحترام والتقدير

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.