ثنائية الروح والجسد في مقاربة أنثروبولوجية لرواية السويداء نموذجا


أقام فرع اتحاد الكتاب العرب بريف دمشق بالتعاون مع المركز الثقافي بجرمانا محاضرة بعنوان مقاربة انثروبولوجية / رواية السويداء نموذجا / بين فيها من خلال دراسته النقدية أن ثنائية الروح والجسد دخلت الفلسفة والمعتقدات الدينية على تنوعها وأن الروح لاتدل على كائن قائم بذاته وإنما هي مجموعة الوظائف الحيوية التي يقوم بها الكائن الحي.

وقال المحاضر اسماعيل ملحم إن البحث في ماهية الروح وتجلياتها لازم الاعتقاد بخلودها موضحا أن وجود هذا الاعتقاد سبق الأديان والطوائف والمذاهب إذ شغلت هذه المسألة جلجامش الباحث عن سر الخلود وابن سينا الذي تحدث عن الروح وتحولاتها بالجسد وغيرهم كثر.

وأضاف ملحم أن فكرة التقمص برزت منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد وشكلت جزءا من معتقدات متقاربة أحيانا ومتباعدة أحيانا في معظم الأديان ولم تكن غائبة عن فلاسفة اليونان / سقراط وأرسطو وأفلاطون / كما أن فيثاغورث قال لا تفنى الروح بفناء الأجساد واستشهد ملحم أيضا بقول المعري شاعر الفلاسفة والجسم كالثوب على روحه ينزع أن يخلق أو يتسخ.

وأكد أن مسألة الروح حالة مثيرة للجدل يصعب الوصول إليها معتبرا أن بحثه يقدم شرائح مختلفة من المعتقدات والحالات التي تدور في الرواية التي كتبت في السويداء مشيرا أن هناك كتابا كثرا من السويداء تناولوا هذه المسألة مثل محمد رضوان ووهيب سراي الدين وتجلت الفكرة أيضا في رواية ممدوح عزام قصر المطر مؤكدا أن الحديث تم تناوله بطرائق مختلفة حسب التطرق له بالبيئة وحراكها الاجتماعي.

الناقد الدكتور نزار بريك الهنيدي قدم مداخلة اعتبر فيها أن اسماعيل ملحم قام بجولة بانورامية في الرواية التي وردت فيها فكرة التقمص في السويداء وكان من الأضل لو تناول البحث الضرورات الفنية التي أتت بها الرواية والإضافات الجمالية التي نجمت عن فكرة التقمص والجوانب الأخرى التي كانت خلال التقمص متسائلا عن سبب الاقتصار على الرواية بالسويداء علما أن هناك من وظف الفكرة أيضا مثل الأديب غسان ونوس في رواية المآب وسمر يزبك في رواية الصلصال.

وقال الباحث خضر آغا إن البحث لم يناقش مدى صحة الفكرة أو هل يوجد لها أسس أم لا بل اكتفى بسرد ما يدور في السويداء خلال الرواية المطروحة.

وأوضح الدكتور غسان جبور أن وجود ظاهرة التقمص في الرواية يعطيها بعدا جديدا مشوقا يثير فضول الناس ويسلط الضوء على أشياء بعيدة عن سياق العمل المطروح ووجود شخصية مزدوجة في الرواية التي تؤمن بالفكرة يثير أيضا الفضول والمحبة للعمل المطروح وهذا ألق أدبي موفق علما أن هذه الظاهرة موجودة في الأدب العربي والعالمي.

وأشار الأديب فريد نرش إلى أن الأجدى أن يتحدث عن فكرة التقمص من ناحية الضرورة الفكرية والفنية والثقافية إذ أن الناقد سرد حوادث اعتقد أن الرواية تناولتها بشكل أكثر جدية وأعاد ملحم سردها كما هي واردة بجبل العرب فهي حوادث جاءت خلال قصص اجتماعية عادية.

ورأى نرش أن الكتاب لم يدخلوا بظاهرة الإقناع إنما وظفت مسائل التقمص لأغراض فنية وثقافية واجتماعية كما وردت في قصر المطر لممدوح عزام حيث وظف الفكرة في جوانب عديدة منها طرح مكافحة الاستبداد.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.