أنثروبولوجيا الذهن: حوار مع تانيا لورمان

أنثروبولوجيا الذهن: حوار مع تانيا لورمان

إستكشاف الأحاسيس الغير مألوفة والخبرات الروحية عبر الثقافات

حاورها: مارتن فورتييه

تعريب: وليد عمري

 

  • في البداية،هل بإمكانكم إخبارنا بإقتضاب عن كيفية تموقعكم في الحقل الأكاديمي ؟ ففي “إقناعات حرفة الساحرة” Persuasions of  the  Witch’s  Craft  (Luhrmann,  1991)، قمت بإستحضار مقاربة الأنثروبولوجيا السيكولوجية (1991,    15  et  sq.) بينما في نفس الوقت كنتم تمجدون أهمية العلم التفهمي،1991,  pp.  13–14).  ومنذ ذلك الحين وأنتم تخضعون للقراءة والتبادل مع أكاديميين متميزين في عديد المقاربات – بما في ذلك  الأنثروبولوجيا السيكولوجية، الأنثروبولوجيا الظواهراتية ،الأنثروبولوجيا التفهمية، الفلسفة، علم النفس التطوري،الطب العقلي،الدراسات الدينية، علم النفس التنموي، علم النفس الثقافي، علم الأعصاب،الخ..بالإضافة إلى ذلك  فإنك المحققة الرئيسية لكثير من مشاريع البحوث متعددة الإختصاصات والعابرة للثقافات، والتي يتعاون فيها الأنثروبولوجيون مع علماء النفس.  كيف يمكنكم اليوم التعريف بأعمالكم ؟ وماهي الخطوط البحثية التي تجدون أنها ملهمة بشكل خاص ؟ ما الذي تشبهونه وتختلفون عنه ؟

تانيا لورمان: أنا أعرف بنفسي على أنني عالمة أنثروبولوجيا  يحدوني اهتمام عميق بعلم النفس،  وملتزمة بتوظيف مناهج علم النفس لاستكشاف الأسئلة التي لا يمكن للإثنوغرافيا الإجابة عنها. السؤال العام الذي يثير اهتمامي هو كيف يصبح العالم واقعيا عند الناس ، وخاصة عندما يبدو أن الواقعي بالنسبة اليهم ليس واقعيا بالنسبة لغيرهم .  ما يهمني هو نسيج الواقع، وكيفية تغيره عند الناس، وخصوصية الخبرة الفردية. أريد أن أتعرف على الإختلافات بين الناس، وعلى طرق  تحول وانسياب الخبرة الفردية .إن اشد هذه الطرق وضوحا لرصد هذه اللحظات توجد من خلال الخبرة : مثل الهواتف * ،و الرؤى، عالم ماوراء الطبيعة وعالم الذهان والاضطرابات العقلية.  ان ما يغذي هذه الخبرات  يؤثر بشكل كبير على الطريقة التي يطلق بها الناس أحكامهم على ما نسميه بالأحداث  الذهنية. وعليه بإمكانك أن تدعوني بعالمة أنثروبولوجيا الذهن.

 

  • أثناء دراسة السحرة في إنجلترا المعاصرة (لورمان، 1991) أو الإنجيليين في الولايات المتحدة (لورمان، 2012)، يبدو أن الملاحظة بالمشاركة قد آتت أكلها بالنسبة لكم. على عكس العديد من علماء الأنثروبولوجيا الذين يفضلون عدم ذكر الكثير عن تجربتهم في العمل الميداني، فقد كتبتم بصراحة عن التجارب الشاذة التي مررتم بها خلال عملك الميداني (لورمان، 1991، ص 319 ؛ Luhrmann, 2012, pp. 191-192). حسب قولكم، ما هي المكانة التي يجب أن تحضى بها الملاحظة بالمشاركة في الأنثروبولوجيا؟ وإلى أي مدى ينبغي أن يذهب علماء الأنثروبولوجيا المحليون لفهم الهدف من تحقيقاتهم بشكل صحيح؟ وهل تعتبرون أن التجربة المباشرة حاسمة لدراسة وفهم الحالات المتغيرة للوعي؟

 

تانيا لورمان: لا أعتقد أن الخبرة المباشرة ضرورية لفهم التجارب البشرية -التي تؤدي بنا إلى السقوط في حفرة الأرنب * كالتي عند وينش/ماكنتاير Winch/McIntyre وإلى السؤال عما إذا كان من الممكن فهم أي شيء من الخارج -مثل لله، أو أن يكون المرء أمريكيا، وحتى امتلاك الماشية-. ومع ذلك ليس هناك شك في أن الحصول على خبرة من الداخل يعطيك مستوى من البصيرة التي لا يمكن تحصيلها بأي طريقة أخرى . أتذكر أحد المشرفين في كامبريدج، ستيفن هيوج جونزStephen  Hugh-Jones، عندما أخبرني أنه ذهب للقيام بعمل ميداني في الأمازون في وقت كان فيه الكثير من النقاش حول اسباب ايمان الناس بآلهتهم، وحول الموضوع الأكثر تجريدا للتمثلات الاجتماعية . لقد تعاطى ستيفن مخدر “اياهواسكا” ورأى الأرواح (أولًا، لنكون واضحين، لقد كان يرى حافلات لندن ذات الطابقين.) فغيَّر ذلك بالنسبة إليه نهائيا الجواب عن السؤال: لماذا يؤمن الناس بالأرواح. حتى لو كنت لا تعتقد أن ما تراه تحت تأثير مخدر اياهواسكا حقيقي، فهذا يغير فهمك للحدث لتحيط الى حد ما  ببعده الظواهراتي .إنه يخلع دقة على تفسيرك وفي حالتي الخاصة، كنت قد أتيت إلى هذا المجال متوقعة أن يقتصر تفسيري لإيمان العقلاء بمعتقدات ظاهريا غير عقلانية على مجال السرد والتفسير. وعندما مررت بتجربة غريبة، وأدركت أن الآخرين كانوا يمرون بهذه التجارب بشكل جيد، أدركت أن كلام التأويل التفهمي ليس كافيًا لتصوير ما مررت به. وقد غيَّر هذا طريقة تفكيري في الدين وما ينبغي على العلماء ان يسعوا جاهدين لشرحه

 

  • أنتم تهتمون في عملكم خصوصا بفهم الآليات التي من خلالها يصبح الخيال تدريجيا شبيها بالإدراك. في حالة الإنجيليين، على سبيل المثال، استطعتم وصف كيف أنهم عادة ما يشرعون  بتخيل الله، وكيف أنهم يدربون أنفسهم ويدعون أنهم حقا يتفاعلون مع الله، فتصبح تجربتهم واقعية أكثر فأكثر إلى درجة أنهم يسمعون الله يتحدث إليهم مباشرة في نهاية المطاف .ان فهم كيفية اختبار الله  كحقيقة هو سؤال معقد جدا.إذ أنكم في بحثكم، تستكشفون عدة تفسيرات محتملة :
  •  أولاً، يمكن تفسير التحول من الخيال إلى الإدراك بمصطلحات ما وراء الإدراك. على سبيل المثال، أظهر ريتشارد بينتال أن الهلوسة الفصامية  لا يمكن تفسيرها من خلال التغيير في المحتوى الحسي نفسه، ولكن من خلال تغيير في كيفية “وسم” المحتوى من قبل الذهن : إذ يمكن وسم نفس المحتوى (الأكثر أو الأقل حسية) على أنه “قد نشأ خارجيًا” -وفي هذه الحالة يقع اختبار هذا المحتوى كإدراك للواقع- أو أنه” قد نشأ داخليا”  وفي هذه الحالة تنسب هذه التجربة إلى الخيال المجرد (بينتال، 1990 ؛ Bentall, Baker, and Havers, 1991). واستنادا إلى هذا الخط البحثي، تقترحون  أن التحول من الخيال إلى الإدراك يمكن أن يتوسطه تغيير في ما وراء الإدراك (Luhrmann, 2011a, pp. 72-73 ؛ Luhrmann, Nusbaum, and Thisted, 2013, pp. 171-172; Luhrmann et al., 2015b, p. 658).
  • ثانيا، تشيرون الى ان التدريب الذي يؤدّيه الانجيليون يبدو انه يؤثر في محتوى تجربتهم الحسية، وليس فقط في كيفية وسم هذا المحتوى. وهذا يعني أن الفرق بين الإله الصوري المتخيل والإله الحقيقي الذي نحن إزاءه لن يرتبط فقط  بما وراء الإدراك ولكنه سيتضمن أيضًا بعدًا حسيًا صحيحًا. وكما قد شرحت، فإن ممارسة الصلاة “تزيد من حيوية الصور” و”تؤدي إلى الإخبار عن تجارب حسية غير عادية والى الإخبار عن تجارب حسية غير عادية مرتبطة بالأفكار الدينية” (لوهرمان، نوسباوم، وستيد، 2013، ص 172).
  • ثالثا: هناك مقترح آخر مؤداه أن الانتباه  يلعب دورًا مهمًا في التحول من الخيال إلى الإدراك: “قد تغذي التصويرية الممارسات الى حد أن تجعل مما يمكن تصوره أكثر واقعية، ليس فقط لأن زيادة الانتباه تؤدي إلى مزيد التجلي، ولكن لأن تزايد الانتباه يؤدي إلى جعل الصور أكثر” واقعية ” وشبيهة أكثر بالإدراك” (لوهرمان، نوسبوم، وثيستيد، 2013، ص 161). والآن، يمكن القول إن هذه الخطوط التفسيرية الثلاثة ليست متكاملة كما قد تبدو للوهلة الأولى. وإذا تم تفسير التحول من الخيال إلى الإدراك بعمليات ما وراء الإدراك (التفسير (1))،فإن هذا يعني أن المحتوى الذي وقع اختباره قد بقي على حاله قبل وبعد التدريب الروحي، وما تغير بشكل كبير هو فقط كيفية وسم المحتوى، وليس كيف أصبح المحتوى أكثر حسية. لذا فإن التفسيرات  (1) و(2) غير متداخلة. وفيما يتعلق بالتفسير (3)، يمكن على نطاق واسع تفسير الانتباه هنا على أنه سيرورة صعود ونزول تقوم بصياغة الوصول الى الوعي (Dehaene et al., 2006). ثم يمكن للمرء أن يستنتج أنه من خلال التدريب المتروي، يمكن لمحتوى لاواع سابق أن يصبح فجأة واعيًا، مما يفسر سبب الإخبار عن المحتوى الحسي الثري (انظر التفسير  (2)). وبدلا من ذلك، يمكن تفسير تزايد المحتوى الحسي على أنه مثال لإنخفاض الوصول الى الحس ؛ كما هو موضح في حالة مرضى الفصام، يؤدي هذا الانخفاض عادة إلى تجربة التحميل  الحسي الزائد (Micoulaud-Franchi et al., 2014). وعلى الرغم من أن التفسير  (1) لا يبدو أنه يتناسب بشكل جيد مع التفسير (2) أو (3)،و  من ناحية أخرى، يبدو من المعقول أن نفترض أن التفسير  (2) و(3) قد يعملان بشكل تكاملي. ما هو رأيكم في هذا الجدل ؟ ما الذي تعتقدون أنه ضروري للتحول من الخيال إلى الإدراك؟ هل تعتقدون أن عاملا واحدا فقط من العوامل الثلاثة المذكورة آنفا ((1)، (2)،  و3)) يساهم في هذا التحول أم أن جميعها لازمة ليحدث التحول؟ وأخيراً، هل تعتقدون أن التحول من المخيلة إلى الإدراك يتداخل تماماً مع التحول من الشعور باللاواقع إلى الشعور بالواقع؟ أم أنكم تعتقدون أن هذين المفهومين يمكن أن يكونا متعامدَين، وأن الإحساس بالواقع هو أكثر من مجرد اختبار شيء شبيه بالإدراك  الحسي؟

تانيا لورمان: إنها أسئلة عميقة ومعقدة .إني أنزع إلى افتراض أن الوسم الماوراء تفهمي يغير الصفات الحسية المابعدية  post facto للحدث ، خلال لحظة خاطفة من الإنتباه .و هذا يعني  أن اللحظة الخاطفة التي يستدل بها على أن الحدث (سلسلة من الكلمات في العقل) هو ذكرى لحدث وقع في العالم، وليس حدثا ولده العقل، وهو ما يحول تجربة الحدث إلى مجال أكثر حسية. فالمرء يتذكر الحدث على أنه أكثر خارجية وأكثر حسية . وهذا يتوافق مع تفسير ريتشارد بينتال أكثر من تفسير مارسيا جونسون، ولكن هناك بعض الاقتراحات في مجموعتي البيانات الداعمة لهذا التأويل .

وفي الوقت نفسه، يذهب العمل الأصلي لجونسون الى أنه كلما تزايد المحتوى الحسي للحدث المعني، كلما زادت احتمالية تفسير الحدث على أنه صادر عن العالم الخارجي، وبالتالي زادت احتمالية أن يكون له خاصية حسية. لذا فأنا أرى التفسير  (3) كسبب نهائي ؛ وأعتقد أن التفسير الأول (1) و(2) يعملان بتناغم. قد يؤدي الاهتمام الحسي المتزايد بالصلاة والاستغراق *  إلى أن يسبغ الناس على أحداثهم مزيدا من المعطيات المحسوسة، وهذا بدوره قد يؤدي إلى مزيد الجزم بأن الحدث قد كان له مصدر خارجي وبالتالي تجربة مع أثر حسي أكثر ثراء. لا أعتقد أن التفسيرات الثلاثة ضرورية،لكن يمكنها الاشتغال معاً ،ولا أفترض أيضاً أن هذه هي السيرورات الوحيدة التي تشتغل، وهي ليست السيرورات الوحيدة المؤثرة في أي حدث شبيه بالهلوسة. وقد توجهت إلى النموذج النظري عند هذه النقطة  وذلك لشرح كيف يمكن لمثل هذه الظواهر أن تنشأ من السيرورة التفهمية العادية. إذ أن التصوير والإدراك يعتمدان على العديد من البنيات العصبية نفسها، كما أظهر ذلك كوسلين Kosslyn  مع كثيرين غيره. وبالتالي فإنه ينبغي لتزايد الاهتمام بالصور الذهنية أن يكون له بعض التبعات على جملة من السيرورات التفهمية المتعلقة بهذه الصور: وهي استتباعات تشمل  المعالجة الإدراكية، توظيف الصور سواءا في الخبرة الحسية الغير عادية، وأيضا حيوية الصور نفسها، كما حقا قد وجدت  في بحثي .

السمة الفردية للاستغراق (و التي يبدو أنها تقوم بإعداد الناس للحصول على هذه التجارب غير العادية) قد تكون القبض على الصور الذهنية بإنتباه مشابه، وهو حال العديد من العناصر التي يبدو أنها تحظى بأهمية في الصور الباطنية. يرتبط الإستغراق بقوة وبشكل كبير بالتجربة الذاتية للصور الذهنية. اللغز هنا، بالنسبة لي، هو التفكك dissociation * والتنويم المغناطيسي. هناك علاقة معقدة وسيئة الفهم بين التصوير الذهني، والاستغراق، والتنويم المغناطيسي والتفكك. لقد وقعت صياغة مقياس للإستغراق على شاكلة مقياس التنويم المغناطيسي   ،وعلى الرغم من أنه يقترن تلازميا وبشكل طفيف ( هذا إذا كان ذو صلة ) بمقياس ستانفورد لقابلية التنويم المغناطيسي، فإن الاستغراق يرتبط بوضوح بالتنويم المغناطيسي. فممارسة التنويم المغناطيسي تزيد من حيوية الصور،و مثلما يمكن وصف الممارسات الروحية المكثفة في كثير من الأحيان على أنها محفزة للتفكك .

فعلا هناك نقاش محتدم بين العلماء جادلوا فيه بأن معظم أو كل تجارب الإستماع الى الهواتف ترتبط أساسا بالتفكك جراء صدمة حدثت في السابق . قد يكون نمط ومسار الإستماع إلى الهواتف لأولئك الذين يعانون من الذهان مختلفا عن الذين لديهم أو ليس تفكك – بغض النظر عن تاريخ الصدمة. هذا سيجعلنا نعيد التفكير في بعض افتراضاتنا عن الهلوسة الذهانية. وأنا أفترض على نحو متزايد بأن الفرق بين الداخلي والخارجي هو فرق في شكل دائرة متصلة وليس في شكل ثنائي متعارض . وهذا بكل تأكيد ما أسمعه من الحديث مع أشخاص مصابين بالذهان، وأشخاص ليسوا مصابين بالذهان ولكنهم يعيشون تجارب غير عادية: فقد يقول بعضهم: أنا على علم بأن ذلك لم يكن في ذهني، ولكنني لست متأكداً ما إذا كنت قد سمعته بأذني أم لا .

أعتقد أن أنواعا معينة من الأحداث تتأرجح على الدائرة المتصلة Continuum بسهولة أكثر من غيرها. في الحقيقة، هذا هو لغز قصة رصد الواقع (مارسيا جونسون وريتشارد بينتال ويورام بيلو وآخرونMarcia  Johnson,  Richard  Bentall,  Yoram  Bilu  and  others) ) -فهناك بعض الشذوذ في الطريقة التي يحكم بها الناس على أصل الأحداث. لا أعتقد أننا نأخذ بعين الإعتبار ندرة الأحداث الشبيهة بالهلوسة. وشخصيا أشعر  أننا نشهد باستمرار بعض الأحداث الفوضوية التي نصححها دون أن نكون واعين بالتصحيحات. أعتقد أن الشعور بالواقع لا يتعلق بالإدراك فقط،فهناك سيرورة من نوع مختلف، وبطبيعة الحال السيرورتان لا تتماهيان. إذ يمكن للمرء أن يرى ذلك ببساطة من خلال حقيقة أن الإدراك قد يكون سليمًا/عاديا في حين أن الشعور بالواقع قد يكون مربكا للغاية، كما هو الحال في انتزاع الشخصيةdepersonalization  أو انتفاء الواقع Derealization .اذ يبدو الشعور بالواقع مرتبطا بفعل الإدراك أكثر مما هو حكم على الإدراك. ونحن نتطلع إلى مارتن فورتييه ليفسر لنا إحساسنا بالواقع في السنوات المقبلة.

 

  • لقد بينت في بحثكم أن التحول من الخيال إلى الإدراك يختلف بشكل كبير لدى الأفراد. وتحديدًا، يبدو أن النزوع الشخصي للإستغراق هو ما يحرك رغبة الفرد في أن يعيش خبرة غير عادية وللنجاح في تحويل الخيال إلى إدراكات (لوهرمان ونوبوم وسيستد، 2010). هذه النتيجة تعني أن التجارب الدينية تكمن وراء التدريب (على سبيل المثال، عدد الصلوات الكاتافاتية *cataphatic التي أداها المرء) ولكن تتم صياغة فعالية هذا التدريب من خلال الخاصيات المميزة (مثلا  مجموع نقاط المرء على  مقياس الإستغراق). فحسب  رأيك ،ما هو الدور الذي لعبه هذا الانقسام بين التدريب الثقافي (الصلاة، والتأمل، والصيام، إلخ) والاستعدادات الشخصية (مجموع النقاط على مقياس الاستغراق ) في تطور وتشكيل الدين عبر الثقافات؟ فعلى سبيل المثال، هل يمكن أن يكون تصنيف الأشخاص على مقياس الاستغراق في الأديان التخييلية أعلى من تصنيفهم  في الأديان العقائدية (وايتهاوس، 2000)؟ هل تعتقدين أنه، في بعض السياقات، تكون الطقوس أو التدريبات مكثفة وقوية الى الحد الذي ينعدم فيه الفرق بين الأفراد ذوي الاستغراق العالي والأفراد ذوي الاستغراق المنخفض (فلنستحضر على سبيل المثال الطقوس الشامانية التي تنطوي على تناول مادة مهلوسة قوية)؟ فمؤخرا ظهرت فرضية مؤداها أن النزوع إلى الإستغراق يستند إلى حد كبير إلى الجينات (Ott et al., 2005). برأيك، ما أهمية هذا الاكتشاف عند علماء الدين؟

 

تانيا لورمان: مرة أخرى، هذا سؤال ممتاز وجوهري . كنت أعتقد أن العضوية في الممارسة الدينية لا علاقة لها بالميول الشخصية. ذلك أن أغلب الممارسات الدينية تتألف من عدد كبير من الأعضاء (ربما يكون ربع الأميركيين من المسيحيين الكارزماتيين)، ويرتاد الناس الكنيسة لأسباب متنوعة (القرب، والاستجابة لتفضيل الشريك، إلى غير ذلك)، حتى أنني افترضت أنه من الممكن تجاوز الاختلافات في الميول . لكني صرت أفكر أكثر في أن الميول تلعب دوراً في اختيار الدين وأتوقع أن يكون هذا الدور أكثر وضوحاً في الأديان الأصغر حجماً والتي تتطلب بذل المزيد من الجهد للانضمام إليها. هل الميل مقيّد بطبيعته؟ بمعنى، هل ينبغي ان يتخلى شخص ذو استغراق منخفض عن طموحه في ان يعرف الله بطريقة غنية حسيا؟ حسنا،هذا ليس صحيحا. في عملي الإثنوغرافي، رأيت أن أناسا ذوي قدرة منخفضة على الاستغراق، أو ربما من الأفضل أن أقول ذوي توجه منخفض للإستغراق في عالمهم، يطورون القدرة على تجربة الله بشكل حي بطريقة حسية. وأعتقد أنه من الممكن التدرب على هذا الأسلوب من الانتباه والالتزام. وفي نفس الوقت : عندما شاهدت هذا، تساءلت عن أنواع مختلفة من الميول التي تبدو أقرب إلى الذهان. العلاقة بين الأحداث الروحانية العادية المشابهة  للهلوسة وبين الذهان علاقة شائكة وهي محل نزاع (انظر العدد المنشور للتو من نشرة الفصام). ولهذا السبب، فإن السؤال عن ماهية السيرورات  التي تنطوي على الذهان يثير جدلا عميقا.

نحن نشعر بثقة متزايدة بأن الذهان معقد. أعتقد أن سيرورات مختلفة قد تساهم في هذا، وأن بعض هذه السيرورات قد تساهم أيضًا في الاستجابة الروحية. هل من المهم بالنسبة لعلماء الدين أن يكون للإستغراق جانب وراثي؟ اذ لم يؤسس أي شخص دينا عظيما لا ينطوي على أصوات أو رؤى من أي نوع، حتى بالرغم أن الإستعداد المسبق للقبول بوجود كائنات أخرى غير مرئية قد يكون منتشرا على نطاق واسع، وهو جزء من توجه أدمغتنا المتطورة. وأعتقد بأنه لم يفترض أحد مطلقا أن الناس الذين لديهم رؤى وأصوات قوية بما فيه الكفاية لإقناع الآخرين بحقيقتهم كانوا هم الممسكين بزمام الأمور. ومع ذلك: فإني أعتقد أن الشروع في استخراج ما يميز المتدينين بشكل كبير هو أمر مثير للاهتمام .

 

  • أثارت مسألة النفاذية التفهمية (أي مسألة معرفة ما إذا كان بإمكان المعتقدات من المستوى العالي التأثير على السيرورات الإدراكية منخفضة المستوى) الكثير من المناقشات (على سبيل المثال، زيمبيكيس ورفتوبولوس، 2015)Zeimbekis  and  Raftopoulos,  في عملك الخاص -في الماضي والحاضر على حد السواء (لورمان، 2012 ؛ Luhrmann, 2011a; Luhrmann, 2011b; كاسانيتي ولورمان، 2014 ؛ Luhrmann et al., 2015a ؛ لوهرمان وآخرون، 2015 ب) – وجادلت بأن النماذج المحلية للذهن تؤثر على الكيفية التي يختبر بها الناس الأشياء. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كنت تؤيدين أطروحة النفاذية التفهمية القوية، لأنك عندما تتحدثين عن نماذج محلية للعقل فإنكم لا تشيرون فقط إلى نظريات تأملية للذهن ولكنك تشيرون أيضا إلى المزيد من السيرورات الإجرائية مثل الانتباه. لتوضيح الأمور قليلا، يمكن التمييز بين ثلاثة مستويات:
  • (1) النظريات الذهنية الصريحة (على سبيل المثال، الادعاء بأن الذهن يتكون من ثلاثة مكونات: العقل، والنفس والروح) ؛
  • (2) العادات الذهنية (على سبيل المثال، أن يكون المرء بارعا في التحكم في انتباهه بدلا من أن يكون دائم التعويل على ذهنه) ؛
  • (3) الخبرة والإدراك (على سبيل المثال، سماع شخص ما يتحدث أو الشعور بالألم في الظهر). لتوضيح كيفية تفاعل هذه المستويات مع بعضها البعض، يمكننا القول، أنه في البوذية مثلا، لا تؤثر النظريات حول الذهن (النظرية الفلسفية للمجاميع الخمسة)*  مباشرة على الإدراك، في حين أن ما يؤثر على الإدراك هو التدريب اليومي للذهن (ما عرفته للتو على أنه يقع ضمن المستوى (2)). ومع ذلك، يبدو أن تدريب الذهن (أي المستوى (2)) يتحسن ويتعزز من خلال استيعاب  وفهم نظرية المجاميع الخمسة (أي المستوى (1)). لذلك، في هذه الحالة تحديدا، قد يكون من المغري القول بأن المستوى (1) يؤثر على المستوى (2) ويؤثر المستوى (2) بدوره على المستوى (3)، ولكن المستوى (1) لا يؤثر مباشرة على المستوى (3). فما هي اقتراحات أبحاثك الإثنوغرافية والتجريبية حول التفاعل بين النظريات الذهنية الصريحة  ، وبين العادات الذهنية والتجربة؟

 

تانيا لورمان: إن توجهي الخاص يفترض أن هناك بالفعل تأثيرا مسقطا ، من التوجه اللاهوتي والتوقعات الثقافية المحلية على حد السواء، وربما تأثيرا يصعد من عادات الذهن بإتجاه النظريات  الصريحة. لدينا الآن مشروع كبير يركز على استكشاف هذا الموضوع تحديدا. يهدف هذا المشروع إلى فهم كيف أن التغيرات الثقافية للأفكار حول الذهن يقولب الطريقة التي يبحث بها الناس عن الخوارق ويختبرونها . نحن نفترض أن الفهم الثقافي المختلف للذهن – وتحديدا كيفية انفصال  الذهن عن العالم، مدى أهمية الخبرة الداخلية، والى أي حد يبدو الخيال حقيقيا – يتولى تشكيل الطريقة التي يهتم بها الناس ويفسرون الأحداث التي يعتبرونها خارقة للطبيعة. ونحن نقترح أنه على الرغم من أن الإيمان بفاعلين خارقين للطبيعة قد يبنى على التحيزات النفسية للفهم البشري، فإن الإيمان يتكون ثقافيًا. ونحن نعمل في خمسة بلدان مختلفة هي: غانا، والصين، وتايلند، وفانواتو/أوقيانوسيا، والولايات المتحدة، حيث ندرس في كل بلد أربعة أنواع من المتساكين: المسيحيون الكاريزماتيون الحضريون ؛ المسيحيون الكارزماتيون الريفيون؛ سكان الحاضرة من غير المسيحيين؛ وسكان الريف من غير المسيحيين. ونحن لا نقارن فقط هذه المجموعات السكانية الأربعة بغرض المقارنة ولكن أيضا للتحقيق في تأثير المسيحية الكاريزمية والتصنيع على طريقة تفكير الناس في الخوارق وخبرتهم فيها. في عملي السابق، لاحظت أن حديثي العهد بالكنيسة والذين تم إخبارهم بأن الله  يخاطب الأذهان قد تعلموا  معاملة الأفكار على أنها وليدة كائن آخر ( مصدرها من الله ) بينما ربما كانوا ينسبونها لأنفسهم في وقت من الأوقات  . وجدت أنا وزملائي أن ممارسة الصلاة المرتبطة بتدريب الحس الداخلي (الانتباه للخبرة الباطنية بشكل مقصود ) قد أدت بالمصلين إلى إختبار ما يسمونه بالله بشكل أكثر شخصنة وأشد حضورا. والشعور بأن عالمهم الباطني قد أصبح أكثر حيوية، وزاد في احتمال  تعرضهم لما عرفوه بأنه صوت الله ورؤاه وللأحاسيس الأخرى الغير مألوفة . يوضح الأدب الإثنوغرافي أن العديد من الممارسات الدينية تنطوي على تدريب الذهن (على وجه الخصوص، تنمية الحواس الباطنية) وأن التدريب يغير التجارب الذهنية للشخص المتدرب.

تذهب النقاشات النشيطة حول التجسد في أدبيات علم النفس  إلى أن هذه النتائج الإثنوغرافية هي تعبير عن الطريقة التي تشكل بها الممارسات المختلفة التجربة الذاتية. وقد وجد علماء الأنثروبولوجيا أن التأويلات الدينية المختلفة للحالة الذهنية للمؤمن لها عليه استتباعات جمة.  وعلى وجه الخصوص، هناك بعض الأدلة على أن المسيحية قد تغير الطريقة التي يفهم بها المتنصرون الفكر والأفكار . في تحليل إثنوغرافي للذين اعتنقوا حديثا المسيحية الخمسينية Pentecostalism * في ميلانيزيا، بين جويل روبينز تزايد شعور المتنصرين بالأهمية الإجتماعية لحالتهم الباطنية ولم يتمكنوا من تخليص اذهانهم  من الأفكار التي شعروا بأنها خطيئة. ولقد جادل ويب كين Webb  Keane  في دراسة للمسيحية الإندونيسية أن توقع الإخلاص والنقاء الباطني قد بدلت خبرة سكان جزيرة سومبا في الفكر واللغة بشكل كبير .

وجد بن بورزيكي (Ben Purzycki) وريتش سوسيس (RichSosis) أن الفهم المختلف لتفكير لله له أيضا تبعات على الطريقة التي يفكر بها الناس حول الذهنيات الإنسانية . ومن ناحية أخرى، جادل الفلاسفة وعلماء النفس وعلماء الأنثروبولوجيا لفترة طويلة بأن التربية والتصنيع يؤثران على طريقة تفكير الناس في الذهنيات والعمليات العقلية (كما في أعمال كارل بوبر ومايكل كول وسيلفيا سكريبنر وإرنيست جيلنر وروبن هورتون وتشارلز تايلور على سبيل المثال). ويتمثل برنامجنا في القيام بعمل إثنوغرافي وسيكولوجي في نفس الوقت وذلك لتحديد العلاقة بين علم اللاهوت الصريح والعادات الثقافية للذهن والإدراك. أنا أوافق على أن المستوى (1) لا يؤثر على المستوى (3) مباشرة.

 

  • تعتبر المشاركة، الوجود الحسي في العالم، والشعور بالحضور من جملة إهتماماتك حاليا . وتتجلى هذه الكوكبة من المواضيع عند كتاب اخرين، من بينهم كتاب ديفيد أبرام  David  Abram’1997) عن المقاربة الظواهراتية للحضور الحسي وكتاب إدواردو كون Eduardo  Kohn’s(2013) عن التصور الرمزي للعالم عند سكان الأمازون الأصليين. ما علاقة هذا الخط البحثي بأولئك الذين كنت تستكشفونهم  حتى الآن؟ هل تعتقدون أن بإمكان الباحثين في الدراسات الدينية وفي العلوم الدينية  التفهمية  تحصيل رؤى ذات قيمة من خلال  تجديد وإعادة تأهيل  مفهوم المشاركة عند ليفي -برول Lévy-Bruhl’s ؟

 

تانيا لورمان: أعتقد أنه بإمكان الباحثين تعلم شيئ من ليفي -برول: أعتقد أنه يصف حالة التواجد في العالم الأكثر شيوعا، والأشد أهمية للدين مما نعتقده غالبا.  لقد رأى ليفي برول أن ما يعنيه التدين هو إختبار العالم على أنه يمتلك استجابة وعلى أنه محمل بالمعنى. في كتاب كيف يفكر السكان الأصليون، جادل ليفي بروهل بأن السمة المميزة للعقل “البدائي” هي أن هؤلاء البدائيين قد اختبروا أنفسهم كمشاركين فاعلين في العالم الخارجي، كما يشارك العالم الخارجي بشكل فاعل في عقولهم وأجسادهم. وصف ليفي -بروهل هذا التوجه بأنه “صوفي”، ووصفه بأنه محكوم بـ “قانون المشاركة” الذي تكون فيه الأشياء “ذاتها وغير ذاتها في نفس الوقت “. “في نهاية حياته، تخلى ليفي بروهل في مذكراته عن الادعاء بأن ما يسمى بالذهنيات البدائية تختلف اختلافا جوهريا عن تلك التي لدى الأوروبيين. وقد تخلى عن مصطلح “ما قبل المنطقي ” (1975 [1949]: 99) وشرع في الكتابة عن المشاركة باعتبارها موحدة عند الناس، وعن أنماط مختلفة من التفكير بدلا من الذهنيات المختلفة.لقد كان الفكر الصوفي عاطفيًا ومفاهيميًا على حد السواء، وكانت له تلك الخصائص التي دائما ما نسبها إلى المشاركة: الاستقلال عن المكان والزمان العاديين، والتناقضات المنطقية ( كأن يكون الشيء هنا وهناك على حد السواء)، والتماهي بين الأشياء وخصائصها البديهية (مثل قصة الشعر والشخص الذي قام بها)، “الشعور بالتواصل الغير متوقع غالبا، مع واقع آخر غير الواقع الموجود في البيئة المحيطة. فقد كان يعتقد أن النمط الصوفي دائما ما يختلط في أذهاننا  مع التفكير في اليومي .و أصبح اللغز بالنسبة له  “كيف يحدث أن تجعل هذه” العادات الذهنية” من الشعور بها ممكنا في ظروف معينة وليس في غيرها؟ « اعتقد ان مقياس الاستغراق يلتقط الاهتمام بالارتباط حسيا بعالم متجاوب، وهذا الاهتمام يسهِّل الشعور بأن العالم حيّ وواع وذكي ومهتم -أي أنه باختصار يحتوي كائنا آخرا غير مرئي. في السنوات الأخيرة، كنت أعمل على تطوير مقياس بديل لمقياس تليجين للاستغراق Tellegen  absorption  scale (المقياس الأصلي يخضع لحماية براءة الاختراع ، وهو ما يجعل من الصعب إلى حد مزعج استخدامه كأداة بحثية). هنا بعض الأشياء الجديدة التي ترتبط بقوة مع مقياس الإستغراق :

“أحيانا يظهر لي العالم حاضرا بشدة “ 

“حين أتمشى في الغابة، أحب أن أفكر في أن الأشجار تهمس لي بعبارات الحكمة” 

ينتابني إحساس مميز بحضور كائن حكيم مبصر.

“عندما أصغي الى  موجة ترتطم بالشاطئ، أتسائل أحيانا عن كم المعرفة التي تحيط بها الأمواج ”

 

هوامش:

*الهاتف :

لقد ورد في لسان العرب ما يلي:  وسمعت هاتِفاً يَهْتِف إذا كنت تسمع الصوت ولا تُبْصِر أَحداً، فالهاتف هو الصوت الذي يسمع ولا يرى صاحبه،و عند عرب الجاهلية والاسلام  الكثير من القصص التي تتضمن ذكرا للهواتف ولهذا اثرنا استخدام هذه العبارة بدلا من غيرها لإستجابتها لمقتضيات السياق. المترجم

 

**حفرة الأرنب :

هو تعبير مجازي يحيل الى شيء ينقل الأشخاص الى أماكن عجيبة ويزج به الى وضعيات أو حالات سريالة. المترجم

  

Dissociation التفكك  أو التفارق :

يحيل في علم النفس الى مجموعة من التجارب التي تتراوح بين الانفصال العاطفي عن المحيط بشكل معتدل،و لكن قد تصل حدتها الى الانفصال عن الواقع اكثر من ذلك (المترجم )

الإستيعاب أو الإستغراق absorption :

يعرف الدكتور مدحت عبد الرزاق الحجازي  في معجم مصطلحات علم النفس الإستغراق على أنه توجيه الذهن والعاطفة توجيها تاما نحو موضوع معين وامتصاص ما يتعلق به من أفكار بشكل لا يسمح له بمتابعة موضوع آخر .

 

الصلاة الكاتافاتية :

بإختصار،الصلاة الكاتافاتية  cataphaticصلاة تتضمن محتوى ما،فهي تستخدم الصور والافكار والكلمات والرموز،و هي تختلف عن الصلاة الأبوفاتية apophatic التي تقوم على استفراغ الذهن من الأفكار والكلمات من اجل الشعور بالحضرة الالهية. المترجم

 

cognitive penetrability النفاذية التفهمية:

 يحيل مفهوم النفاذية التفهمية على تأثير الظروف النفسية والمعتقدات والرغبات والمزاج على الإدراك والتجارب الحسية،فعلى سبيل المثال عندما تسمع بأن شخصا ما غاضبا وتذهب لتلتقي به،من الحتمل جدا أن ترى الغضب على ملامحه وبالتالي يزيد ذلك من تعزي  الفكرة التي جعلتك تراه غاضبا رغم أنه ليس غاضبا. المترجم

 

five  aggregates المجاميع الخمسة

هي نظرية بوذية تفسر وتشرح العوامل والمواد التي يتكون منها الفرد والشخصية. المترجم

 

المسيحية المشيخية Pentecostalism:

هي حركة تفرعت عن المسيحية الانجيلية في مطلع القرن العشرين على يد Charles Fox Parham et William Joseph Seymour المترجم

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.