ألفريد كروبر Alfred Kroeber

ألفريد كروبر   (1876-1960)    Alfred Kroeber

من تلاميذ فرانز بواس وكان مهتماً بسكان امريكا الاصليين indigenous  وحرص على وصف وتصنيف مناهج البحث الاثنوغرافي. عرف الثقافة بأنها ظاهرة ما فوق العضوية أو ما وراء العضوية  super organic وأسس اهم مراكز البحث الانثروبولوجي في جامعات كاليفورنيا وبيركلي حيث درب جيلاً من العلماء مثل جوليان ستيوارد وسترونغ. أكد كروبر طيلة مسيرته العلمية بأن كل المجتمعات فريدة تاريخياً ويجب ملاحظتها بشكل شمولي لتقييم اجزائها الاساسية (الدين ،القرابة ،اللغة ..)  ولذا طور طرقاً لوصف وتصنيف السمات الثقافية للمجتمع المدروس. وأحد الامثلة على ذلك هو توثيقه لتوزيع العناصر الثقافية عبر امريكا الشمالية لاستقصاء تطورها وكتابة تاريخ الثقافة للسكان المحليين. هذا العمل دفع كروبر على  وصف الثقافة بكونها ما فوق العضوي ، وهي ظاهرة تطورت تبعاً لقوانين داخلية ومحصنة من تدخل البشر. وصف كروبر الثقافة بمفهوم (ما فوق العضوي) باعتبارها كيان يوجد بعيداً ومستقلاً عن الافراد. انها ليست موروثة لكنها منقولة ومتوارثة اجتماعياً. بكلمة اخرى أن الثقافة تنتج عن الثقافة.

وقد أستعمل هذا المصطلح اساساً من قبل هربرت سبنسر اواخر القرن 19 مقابل العضوي Organic وغير العضوي inorganic. وعنى به ان المجتمع  البشري ما فوق العضوي لأنه موجود في مستوى عالٍ من التعقيد اكثر من العضويات (عالم الاحياء) والجمادات. وهذه اشارة الى ان الثقافة هي كيان يوجد فوق وما وراء الافراد الذين صنعوها. وقد نقل هذا المفهوم الى الانثروبولوجيا عام 1917 في الجدل الذي دار بين كروبر وسابير في مجلة الانثروبولوجي الامريكية.

ساهم كروبر في فرعي الانثروبولوجيا : الآثار واللغويات بشكل مميز. ولفهم اللغة بكونها السمة الثقافية النهائية ، فقد سجل مجموعة لغات في طور التلاشي خلال عمله بين سكان كاليفورنيا المحليين. وفي عمله على مصطلحات القرابة طور ما أصبح تعريف لاحقاً بتحليل العناصر Componential Analysis حيث تفكك فيه اللغة الى عناصرها الاساسية ومن ثم يمكن تصنيفها تبعاً لمعايير محددة.

كروبر كان منجذباً لعلم الآثار ليس فقط بموجب مسؤولياته ، ولكن ايضاً في سعيه لإعادة بناء تاريخ ثقافة هنود امريكا. خلال بحثه وتنقيبه في غرب جنوب امريكا ووادي المكسيك وبيرو ،كان كروبر مهتماً بأساليب صناعة الخزف وآثارها. وادخل التسلسل في بحث الآثار والذي من خلاله ترتب الثقافة المادية في نسق Order لإنتاج تنميط متناسق لسماتها الثقافية.

حسب بواز اصبح واضحاً ان الفرد كان اساسياً سواء كان مكتسباً او مستفيداً من الثقافة او ناقل ومبدع لها. لذا رفض كروبر- مثل بقية اتباع بواز- المفهوم البيولوجي للثقافة ،او كونها متوارثة جينياً. وقد افترق كروبر عن بواز الذي أكد وقوع البشر في شبكة القوى الثقافية والتاريخية. لقد شبه كروبر الثقافة بعلم النحو لان كل منها يحتوي انماط او قواعد ذهنية لا واعية يمكن وصفها وتمييزها.

اعتبر كروبر الانثروبولوجيا طريقة لصنع التاريخ ، وأكدت بحوثه العلمية على نوعين من الاهتمامات : التنظير لطبيعة الثقافة ، ورسم حدود الانماط ضمن ثقافات خاصة. وهذه الاخيرة نمت في تحرياته بعلم الآثار في بيرو ونازكا التي ساهم من خلالها في المفهوم الآثاري لتقسيم الزمن Striation  او التاريخ النسبي بملاحظة التغيرات الاسلوبية عبر الزمن.

 

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.