كتاب تأويل الثقافات

 

كتاب تأويل الثقافات

لتحميل الكتاب أنقر فصورة الغلاف أو أنقر هنا

 

صدر عن المنظمة العربية للترجمة كتاب: “تأويل الثقافات” تأليف كليفورد غيرتز، ترجمة الدكتور محمد بدوي.

يتجاوز المؤلف في هذا الكتاب الشهير الحدود التقليدية للأنثروبولوجيا الثقافية، ويطور مفهوماً مهماً جديداً للتراث. ولقد أسهم عمله الإبداعي هذا إسهاماً كبيراً في مساعدة جيلٍ كامل من الأنثروبولوجيين على إعادة تعريف حقل اختصاصهم هذا وتحديد أهدافه العليا.

يوفر هذا الكتاب فرصةً ثمينة للتعرف على أحد كبار أساتذة الأنثروبولوجيا المعاصرين، وللتأكد من أن مقابرة التراث التي اقترحها، قبل أكثر من ثلاثين سنة، ما زالت ذات أهمية مركزية بالنسبة إلى الفكر الحديث في ما يخص الملاحظة والتجربة.

• كليفورد غيرتز: أستاذ العلوم الاجتماعية في معهد الدراسات المتقدمة، في برنستون/ نيوجرسي. من مؤلفاته:
The Religion of Java (1976), Available Light: Anthropological Reflections on Philosophical Topics (2000).

• د. محمد بدوي: أستاذ اللغة الإنجليزية وآدابها في الجامعة اللبنانية. من ترجماته: عنف اللغة لجان لوسركل

وصف الكتاب

يعتبر الكتاب بحث في الثقافة من وجهة نظر أنثروبولوجية. وگيرتز كان واحداً من أبرز علماء الأنثروبولوجيا الأميركيين وأبعدهم تأثيراً خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي. وهو يعتبر مؤسس المدرسة التأويلية في الأنثروبولوجيا ومن أكبر الدعاة لإيلاء الأهمية لدراسة الرموز في الثقافة وللفكرة القائلة بأن هذه الرموز تضفي معنى ونظاماً على حياة الإنسان. وفي عام 1951 قام بأبحاث ميدانية في إندونيسيا حيث درس موضوع الدين وكانت نتيجة أبحاثه في جاوة كتاب الدين في جاوة عام 1960. ولكنه انتقل إلى المغرب وقام بأبحاث بين 1963 و1971 وكانت من نتيجتها كتابه ملاحظة الإسلام: التطورات الدينية في المغرب وإندونيسيا 1968، وهو مقارنة عميقة في الإسلام، كما يراه المغاربة والإندونيسيون.

وقد كان لكتابه تأويل الثقافات، الذي كان معبَراً عن أفكاره الأساسية في التراث، أثر مهم في الدراسات الأنثروبولوجية. وكانت له منهجيته في الدراسات الأنثروبولوجية تقوم على تحليل المعطيات التي كان يستقيها من أعماله الميدانية في وسط المجتمعات التي يدرسها. وكانت الأنثروبولوجيا التأويلية عنده هي قراءة النصوص بما هي كذلك. ولذلك فإن كل عناصر الثقافة التي يجري تحليلها يجب أن تفهم في ضوء هذا التحليل النصّي. وقد توصل إلى استنتاج يقول بأن الكائن البشري هو «حيوان يصنع الرموز والمفاهيم وينشد المعاني». كما حاول أن يستكشف الرغبة الدفينة لدى البشر «لإيجاد معنى للعالم ولتجربتهم فيه، وإعطاء هذه التجربة شكلاً ونظاماً».

وقدمت كتاباته استبصارات حول مدى الثقافة وحول طبيعة البحث الأنثروبولوجي وحول فهم العلوم الاجتماعية عموماً. يقول غيرتز إن نظرية «الأنثروبولوجيا التأويلية» «كانت امتداداً لاهتمامي بأنظمة المعاني والعقائد والقيم والنظرات إلى العالم وأشكال الشعور وأساليب الفكر التي كانت شعوب معيّنة تبني وجودها من ضمن شروطها». ويحاجج بأن الثقافة هي التي تضفي المعنى على العالم في أعين أصحابه، فالثقافة تُقرأ كما يُقرأ النص. والثقافة، بما هي نص، تتألف من الرموز، التي هي نواقل للمعنى. وهكذا مهّد غيرتز، في ابتعاده عن البحث الإمبيريقي ليدخل في عالم كتابي خاص، الطريق إلى اتجاه أدبي الطابع في الكتابات الأنثروبولوجية في الثمانينات من القرن الماضي.

وكان لكتاب تأويل الثقافات وقع كبير في عالم الفكر وفي حقل الأنثروبولوجيا والدراسات التراثية على وجه الخصوص. وهو مجموعة مقالات نشرها غيرتز في الستينات من القرن الماضي، وهو يعترف بأنه لم يجد الكثير ما يربط بينها سوى أنها من تأليفه. إلا أنه عاد فوجد أن ما يجمع بينها هو أنها كلها تعالج مسائل تتعلق بالثقافة من وجهة نظر «الأنثروبولوجيا الرمزية» التي اتخذها منهجاً له. وليوضح ذلك ويؤسس له نظرياً، كتب مقدمة نظرية شكلت الفصل الأول للكتاب، بعنوان «التوصيف الكثيف: نحو نظرية تأويلية للثقافة»، ويتألف الأساس النظري الذي تقوم عليه سائر فصول الكتاب، بمعظمه من مفهوم «التوصيف الكثيف» الذي استعاره من الفيلسوف البريطاني جيلبرت رايل (1900ـ 1976)، الذي ميّز بين وصف ما يظهر من فعل ما أو سلوك ما (التوصيف الرقيق)، ووصف هذا الفعل أو السلوك في السياق الذي يجري فيه (التوصيف الكثيف)، وهو ما يؤدي إلى فهم أفضل لهذا السلوك. والمثال الذي يورده غيرتز على ذلك، هو الغمزة، فالتوصيف الرقيق يصف فعل الغمز الظاهر بأنه مجرد تحريك لجفن العين فقط. أما التوصيف الكثيف فيخبرنا ما إذا كانت الغمزة مجرد اختلاج لا إرادي للجفن أو إشارة خفية للتواصل بين اثنين أو حركة هازئة من شخص يقلد غامزاً آخر… هذا المنهج اعتمده غيرتز في ملاحظاته ومراقباته في عمله الميداني في إندونيسيا والمغرب في شكل أساس. فالنظر في الأبعاد المميزة للعمل الاجتماعي – سواء كان فناً أو ديناً أو عقيدة أو علماً أو قانوناً – يعني عدم إشاحة النظر عن الإشكالات الوجودية في الحياة لمصلحة أشكال جامدة في العلم، بل هي الغوص في لجة هذه الإشكالات لتفسيرها وتحليلها من الداخل. وبهذا تكون مهمة الأنثروبولوجي التأويلي ليس تقديم إجاباته عن الأسئلة العميقة في الوجود، بل في تقديم الإجابات التي قدمها الآخرون في ثقافات أخرى عن هذه الأسئلة.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.