كتاب “البحث الاجتماعي” لسوتيريوس سارانتاكوس

الكتاب: البحث الاجتماعي

المؤلف: سوتيريوس سارانتاكوس،

المترجم: شحدة فارع

الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

عدد الصفحات: 736 صفحة من القطع الوسط

يتواصل إصدار المؤلفات التي تعرض لمناهج وأسس البحث الاجتماعي في مجالاته المتعدّدة، سواء عبر التركيز على أساليبه وطرائقه المختلفة، أو على تحليل الخطاب وتأويله ضمن تطبيقاته العملية.

في هذا السياق، صدرت ترجمة كتاب “البحث الاجتماعي” للأكاديمي الأسترالي سوتيريوس سارانتاكوس “عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، وقد نقله إلى العربية أستاذ اللغويات شحدة فارع من الأردن، والذي يعرض بطريقة نقدية أحدث أدبيات البحث لطلاب العلوم الاجتماعية والفروع الأخرى المتصلة بها.يعرض القسم الأول من الكتاب المعنون بـ”أسس البحث الاجتماعي”، أنواع البحوث الاجتماعية الأساسية ودوافعها، ويتناول بإيجاز بعض القضايا السياسية الرئيسة المتعلّقة بها، ويلخّص معاييرها الأخلاقية. وبحسب سارانتاكوس، يمكن اختصار تعريف البحث الاجتماعي بأنه “سيرورة بحث واستقصاء دقيقة وهادفة تسعى إلى إنتاج معرفة جديدة. وهو الأداة العقلية التي تسمح للعلماء الاجتماعيين بدخول ميادين أو موضوعات ذات أهمية خاصة أو عامة غير معروفة لديهم، بحثاً عن إجابات لتساؤلاتهم”.كما يدرس طبيعة البحث النسوي وأهدافه، ويناقش الموقع الإبستيمولوجي والأنطولوجي له باعتباره من أنواع الاستقصاء التي تسعى إلى التحرير، ويتخذ موقفاً شخصياً وسياسياً وفاعلاً تجاه العالم وقضاياه.يشتمل القسم الثاني على تخطيط البحث، ويقدّم أمثلة على بنيته وموقعه، إذ لا بدّ للباحث في هذه المرحلة أن يحدّد ويوضّح نوع المنهجية التي سيستخدمها. وقد يكفي في بعض الحالات أن يصرّح الباحث بأنه يستخدم الأنموذج الكمي أو النوعي في دراسته، وفي حالات أخرى لا بدّ من زيادة المعلومات والتفصيلات.في القسم الثالث المعنون بـ”طرائق جمع البيانات”، يركّز المؤلف على الدراسات متعدّدة العيّنات، وميّزات البحوث

الميدانية الرئيسة، وطبيعة البحث الإثنوغرافي وتصميمه، ويقدّم مناقشة موجزة لدراسات الحالة، وأنواع الاستبيانات واستعمالاتها، وكيفية بنائها، ويشرح دراسة الوثائق وتحليل المحتوى والنص.كما يعرّف البحث التطبيقي بأنه يعالج مشكلات محدّدة، ويبحث عن حلول لها، وأن الدافع وراءه ليس المعرفة العلمية في حد ذاتها بل التطبيق، وحلّ المشكلات والتغيير، أمّا البحث التقويمي، فيُستخدم لتقويم قيمة أو جدوى سياسة مطبّقة أو برنامج علاجي مخطط له، وله أنواع عدّة: الختامي، والتكويني، وتحليل الحاجات، وتحليل التأثير، وتحليل العملية.

يتضمّن القسم الرابع “تحليل البيانات” طبيعة التحليل النوعي وخصائصه، ويوضّح عرض البيانات في البحث النوعي، والنظرية المؤسَّسة والاستقراء التحليلي، ويناقش المقابلات السردية، ليقدّم أساساً للمقارنة بين التحليل النوعي والتحليل الكمي.

أمّا القسم الخامس، فيقدّم إرشادات لكيفية كتابة تقرير البحث، ويوضّح بنيته ومحتواه، ويصف تقارير البحوث في سياقات محدّدة، ويعرض أساليب كتابتها، ويناقش النوعية منها والكمية، إذ يرى المؤلف أن معايير التقرير الجيّد هي الوضوح والإيجاز واللغة الملائمة والكمال والموضوعية والنزاهة والقابلية للتحقّق والإثبات وتغييب الذات واحترام الأخلاق. وتكون تقارير البحوث الكمية أكثر انتظاماً وانضباطاً مما هي عليه في البحوث النوعية.

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.