الاختلاف والتماثل الثقافيان : رؤى انثروبولوجية

 

الدكتورعبد القادر بوطالب
لم يكن ممكنا أن يظهر ويتطور البحث الانثروبولوجي لولا وجود ظاهرة التنوع الثقافي : تنوع الأديان واللغات والأجناس وغيرها، ذلك أن انه حينما يطرح التنوع والتعدد ، فان ذلك لا يكون ممكنا إلا باستحضار الذات في مواجهة الآخر المختلف، و بالتالي فكل محاولة يتوخى فهم الآخر والتعرف عليه تنطلق من اعتبار الآخر قد يكون مصدر خطر أو تهديد سواء كان فعليا أو محتملا ،أو على الأقل إن ثمة مسؤولية أخلاقية تقتضي ذلك، وبالتالي فان كل فهم من هذا القبيل ـ من الناحية العلمية ـ لن يكون بالبراءة المطلقة سواء في مبتغاه أو وسائله.

إقرأ المزيدالاختلاف والتماثل الثقافيان : رؤى انثروبولوجية

التنوع الثقافي

التنوع الثقافي

حسن الصفار

يشير مصطلح التنوع الثقافي عموما إلى الاختلافات القائمة بين المجتمعات الإنسانية في الأنماط الثقافية السائدة فيها و يتجلى هذا التنوع من خلال أصالة و تعدد الهويات المميزة للمجموعات والمجتمعات التي تتألف منها الإنسانية فهي مصدر للتبادل و الإبداع، كما أنه ضروري للجنس البشري مثل ضرورة التنوع البيولوجي بالنسبة للكائنات الحية.و بهذا المعنى فإن التنوع الثقافي هو التراث المشترك للإنسانية و ينبغي الاعتراف به و التأكيد عليه لصالح أجيال الحاضر و المستقبل إلا أن التاريخ قد أظهر أن النازحين الجدد أو مجموعات الأقلية لا ينظر إليهم على كل حال  من زاوية إيجابية. فالحروب و النزاعات في أفريقيا و منطقة البلقان و الشرق الأوسط تدور رحاها بسبب

إقرأ المزيدالتنوع الثقافي

فرانس بواس والمفهوم الذاتي للثقافة

franz boas
franz boas

إذا عٌدّ تايلور مخترع المفهوم العلمي للثقافة، فإن بواس هو أول أنثروبولوجي يقوم باستطلاعات ميدانية عبر الملاحظة المباشرة والطويلة للثقافات البدائية.وبهذا المعنى يكون مخترع علم وصف الأجناس البشرية Ethnographie .

فرانز بواس(1858-1942)ينحدر من أسرة يهودية ألمانية ذات تفكير ليبرالي.وقد تأثر بالمسألة العنصرية وكان أحد ضحايا معاداة السامية على يد أحد زملائه في الجامعة.تابع دراسته العليا في الجامعات الألمانية المختلفة فدرس الفيزياء أولاً ثم الرياضيات وبعدها الجغرافيا (الفيزيائية والبشرية).وقادته دراسته الأخيرة إلى الأنثروبولوجيا .في عام 1883-1884 شارك في بعثة إلى أرض بافن في بلاد الإسكيمو، باعتباره جغرافيّاً مثقلاً باهتمامات رجل الجغرافيا(كان الموضوع المطلوب هو دراسة أثر الوسط المادي على مجتمع الإسكيمو)، فلاحظ أن التنظيم الاجتماعي كان محكوماً بالثقافة أكثر منه بالبيئة المادية.وبالتالي عاد إلى ألمانيا عازماً على تكريس بحوثه،  من الآن فصاعداً، للأنثروبولوجيا بشكل أساسي.

إقرأ المزيدفرانس بواس والمفهوم الذاتي للثقافة

تايلور والمفهوم العالمي للثقافة

Edward Burnett Tylor
Edward Burnett Tylor

ندين لإدوارد تايلور(1832-1917)، الأنثروبولوجي البريطاني بأول تعريف إناسي للثقافة:

“الثقافة أو الحضارة بمعناها الإناسي الأوسع، هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والأعراف والقدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع.

هذا التعريف الواضح والبسيط يستدعي بعض التعليقات.فهو، كما نرى، تعريف وصفي وموضوعي وليس تعريفاً معيارياً.ومن جانب آخر، فهو يختلف عن التعاريف الأخرى الحصرية والفردانية للثقافة.يرى تايلور أن الثقافة تعبير عن شمولية الحياة الاجتماعية للإنسان.وتتميز ببعدها الجماعي.والثقافة،  في نهاية الأمر، مكتسبة، وبالتالي فهي لا تنشأ عن الوراثة البيولوجية.ومع أنها مكتسبة فإن أصلها وطابعها غير واعيين إلى حد كبير.

إذا كان تايلور أول من اقترح تعريفاً مفهومياً للثقافة، فهو ليس أول من استخدم هذا المصطلح في علم الإناسة.وهو نفسه كان، في استخدامه لهذا المصطلح،  متأثراً مباشرة بعلماء الإناسة الألمان الذين قرأ لهم،  لا سيما غوستاف كليم  G.Klimm  الذي كان يستخدم كلمة  kultur بمعنى موضوعي لا سيما حينما كان يحيل إلى الثقافة المادية وهو ما كان مخالفاً للتقاليد الرومانسية الألمانية.

إقرأ المزيدتايلور والمفهوم العالمي للثقافة

التنوّع الثقافي والاختلاف

الدكتور المنجي بوسنينة*

نظرا الى أن الأمر يدور على معنى “التنوع والاختلاف” فإننا بإزاء مفهومين متقاربين دون أن يتماهيا، ومتميزين دون أن يتضادا، إذ يمكن في مقاربة أولية القول بأن التنوع هو تعدد الرؤى والأشكال والأنماط التعبيرية، وهذا بحد ذاته إغناء للمعرفة وإخصاب لها وتعديد لروافدها.

. فالثقافة العربية التي ننتمي إليها من أبرز مظاهرها وأهم مميزاتها أنها ثقافة واحدة من جهة اللغة التي هي العربية التي جاء بها الإسلام ودُوّن بها القرآن الكريم، ولكنها ثقافة زاخرة بإبداعات الدول العربية، ومتنوعة بالأشكال والألوان والأصوات والتشكيلات، وانه لتنوّعٌ خصب في إطار الوحدة، إذ أن لكل بلد أنماطه الثقافية، وأسلوبه ومشافهاته وتراثه الخصوصي، وكل ذلك روافدُ تصب في نهر الثقافة العربية الواحدة.

إقرأ المزيدالتنوّع الثقافي والاختلاف