البنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 2\3

الجزء الثاني

أبو البنيوية : كلود ليفي ستروس

1-3 البنى الأولية للقرابة‏

غالباً ما يعتبر الأنثروبولوجيون أنّ أنظمة القرابة هي المؤسسات الأساسية في تلك المجتمعات التي يدرسونها. وكتاب ليفي شتراوس الأوّل، البنى الأولية للقرابة‏

(1949)، كان كتاباً في هذا الموضوع. والتّبصر الذي يلفت الانتباه في هذا الكتاب هو أنّ المجتمع مبنيٌّ على تابو الزنا بالمحارم، أي على تحظير الجنس ضمن العائلة، مما يدفع الرجال لتبادل النساء، من عائلة إلى أخرى، بغية الزواج. وهذا ما يخلق بنيةً اجتماعية إجماليةً أكبر من العائلة النووية (المؤلّفة من أب وأم وأولادهما).‏

وتشتمل هذه المجتمعات على ثلاثة أشكال أساسية للتبادل، هي التي تجمع المجتمع معاً وتؤمّن تماسكه؛ الشكل الأول هو تبادل الهبات، الذي يناظر البنية الاقتصادية في مجتمع أشدّ تعقيداً؛ والثاني هو تبادل النساء، تبعاً لقواعد بالغة التعقيد والتكلّف تخلق بنيةً قرابية؛ والثالث هو تبادل الرسائل الكلامية عبر اللغة، الذي يخلق معظم ثقافة المجتمع، التي هي في أعمال ليفي شتراوس اللاحقة عبارة عن بنية رمزية، أو نظام دواليل.‏

إقرأ المزيدالبنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 2\3

البنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 1\3

الجزء الأول

البنيوية ستروس لاكان دريدا
حفلة غداء البنيويين للرسام الفرنسي هنري موريس و يظهر فيها ستروس و أصدقاؤه باللباس البدائي في إحدى الغابات

ا

تأليف: ليونارد جاكسون

ترجمة:  ثائر ديب

يبدأ الطور الفرنسي للبنيوية في الأربعينيات مع تكييف ليفي شتراوس أعمال جاكوبسون بحيث تتوافق مع الأنثروبولوجيا، وربما مع تكييف لاكان بعض المصطلحات السوسورية في الخمسينيات بحيث تتوافق مع طبعته الخاصة من التحليل النفسي. وقد بلغ هذا الطور ذروته في أوائل الستينيات وكان آنئذ ضرباً من الجنون الفكري طغى على كلّ المباحث التي أمكنه أن يطالها من التاريخ حتى الرياضيات؛ جنونٌ يصعب إيجازه هنا (أو ربما في أيّ مكان آخر). أمّا العناصر الألسنية في هذا الطور فلم تكن في الغالب أكثر من نثار متفرّق من الرطانة (انظر بياجيه 1968). في حين تمثّل الحدث اللافت بالنسبة للنظرية الأدبية في محاولة التوليف بين النموذج الألسني وفلسفة الذات الإنسانية التي عُرِفَت في فرنسا، حيث تمّ تفسير العقل والمجتمع بوصفهما أثرين لبنىً، ألسنيةٍ في الغالب. كما شهدت هذه الفترة إعادة تصوّر سوسور بوصفه فيلسوفاً. وحوالي عام 1967، كان انهيار المشروع البنيوي، بتأثير لاكان، وديريدا، وغيرهما، وبتأثير الأحداث السياسية، ليعقب هذا المشروع تشكيلة متنوعة من ما بعد البنيويات التي انتشرت في جميع أرجاء أوروبا وأمريكا.‏

إقرأ المزيدالبنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 1\3

البنيوية .. وانتاج المعنى

ترجمة واعداد: ناطق خلوصي

البنيوية

تُعرف ” البنيوية ” (Structuralism ) كنظرية في الانسانيات او الدراسات الثقافية ، ويمكن وصفها بشكل اكثر دقة ً كمقاربة في فروع المعرفة بصورة عامة ، تستكشف العلاقات بين العناصر الجوهرية او الرئيسية في اللغة والأدب والحقول الاخرى التي تنسحب عليها ” البنى ” و ” الشبكات البنيوية ” العقلية واللغوية والاجتماعية والثقافية العالية . ويقدم المعنى من خلال هذه الشبكات عن طريق شخص معين او نظام معين او ثقافة معينة .

وكانت قد ظهرت اكاديميا ً لأول مرة في القرن التاسع عشرثم عاودت الظهور في النصف الثاني من القرن العشرين حيث بدأت مجددا ً كحقل اهتمام اكاديمي في حدود العام 1958 وبلغت ذروتها في ستينيات هذا القرن وسبعينياته ، وتطورت لتصبح المقاربة الأكثر شيوعا ً في الحقول الأكاديمية المعنية بتحليل اللغة والثقافة والمجتمع . ان اعمال فريناند دي سوسير التي تهتم بعلم اللغة تُعتبر ، بشكل عام ، نقطة البداية لبنيوية القرن العشرين .

إقرأ المزيدالبنيوية .. وانتاج المعنى

الثقافة..بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا

د.ناهد رمزي

الثقافة

على الرغم مما يبدو أن هناك عددا كبيرا من علماء الاجتماع يهتمون بدراسة النظم الاجتماعية والبناء الاجتماعي,وان هناك الى جانب ذلك تيارا آخر قويا يجذب اليه عددا كبيرا من العلماء ويوجههم نحو دراسة الثقافة والتعرض لمشكلاتها ومايقابل ذلك في الانثروبولوجيا من انصراف بعض الانثروبولوجيين نحو دراسة النظم الاجتماعية,واتجاه البعض الآخر من علماء الانثروبولوجيا نحو دراسة الثقافة,وانه يمكن القول عموماً ان الاتجاه الثقافي يغلب على الدراسات الانثروبولوجية في أمريكا,بينما تميل الانثروبولوجيا في بريطانيا ميلا شديداً نحو الدراسات البنائية.

إلا أنه مع ذلك قد يكون من التعسف أن نحاول تقسيم العلم والعلماء وحتى العالم الى مناطق محددة ونزعم انه يسود فيها أحد الاتجاهين: الاتجاه البنائي أو الاتجاه الثقافي.

إقرأ المزيدالثقافة..بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا

الوعي بالآخر رحلة باريس لفرنسيس المرّاش نموذجا

د. نضال محمد فتحي الشمالي
جامعة البلقاء، عمان (الأردن)

تستغرق الدراسة في تفكير محتدم حول فكرة سوق لها أحد الباحثين الجادين – عبد الله إبراهيم – في موضوعة التواصل الحضاري مؤداها أن “المسار الخاص بتطور الثقافة العربية الحديثة صورة شديدة التعقيد والالتباس، صورة تتقاطع فيها التصورات والرؤى والمناهج والمفاهيم والمرجعيات، ولا يأخذ هذا التقاطع شكل تفاعل وحوار، إنما يتمثل لمعادلة الإقصاء والاستبعاد من جهة، والاستحواذ السلبي والتنكر والتخفي من جهة ثانية. وهذا التعارض الذي يتحكم بالأنساق الثقافية أفضى إلى نتيجة خطيرة؛ وهي: أن الثقافة العربية الحديثة أصبحت ثقافة (مطابقه) وليس ثقافة (اختلاف)”(1)، وهذه إشكالية يستهل بها عبد الله إبراهيم كتابه ليعلن النتيجة قبل الإجراء، ليلغي بذلك فكرة التواصل الحضاري للأدب بوصفه مكوناً أساسياً من مكونات الثقافة للأمة لصالح فكرة الانسياق والتبعية والمطابقة، فهل مؤدى الثقافة العربية في عصر النهضة وما تلا عصر النهضة هو فكرة المطابقة.

إقرأ المزيدالوعي بالآخر رحلة باريس لفرنسيس المرّاش نموذجا