“أطلنتس: أنثروبولوجيا ذاتية” لـ ناثانيال تارن.. الأنا هو الآخرون

يمكن القول إنّ كتاب “أطلنتس: أنثروبولوجيا ذاتية” (2022)، لمؤلِّفه الشاعر والأنثروبولوجي ناثانيال تارن، ينطلق من مقولة مفادها أنَّ الأنا آخر، متجاوزٌ للحدود القومية واللغوية والدينية، أو بالأحرى الأنا آخرون، ذلك أنّ الآخر الذي صار يسكن الذات ويعاود صناعة هُويتها هو أمكنةٌ وأزمنةٌ ولغات وأشخاص وغداءات وأَعشية وعلاقات وطفولة وشباب وكهولة وحِرف يدوية وضروبُ إبداعٍ شتّى ورصد لجمال الطبيعة وجمال مخلوقاتها. فالذات، في النهاية، هي ابنة الحياة، والحياة إذا ما عيشت بحرية وانفتاح على الجهات كافّة وعلى المجهول في العالَم، الذي يعاود تشكيلنا وينجبنا من جديد، فإنّها تصبح أكثر غنىً وتحضُّراً.

إقرأ المزيد“أطلنتس: أنثروبولوجيا ذاتية” لـ ناثانيال تارن.. الأنا هو الآخرون

البنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 3\3

الجزء الثالث

ألتوسير فيلسوف البنيوية
ألتوسير فيلسوف البنيوية

2-2-لاكان وإعادة قراءة فرويد قراءة فلسفية‏

كان للهيدغرية والهيغلية نصف الماركسية التي قدّمها كوجيف (سواء أُخذَت منه بصورة مباشرة أو غير مباشرة) تأثيرها الهائل في الفكر الفرنسي في الأربعينيات والخمسينيات. وكان جاك لاكان، الذي التحق بمحاضرات كوجيف، قد أعاد قراءة كامل أعمال فرويد وأعاد التفكير بها على نحوٍ شديد التدقيق، في ضوء مواقف فلسفية مثل هذه، منذ عام 1936. وقد انطوت إعادة القراءة التي قام بها لاكان على الإطاحة بالجوانب الميكانيكية في مذهب فرويد، وعلى وضع مبدأ الواقع الفرويدي تحت طائلة الشك، وأصبح موضوع هذا العلم هو الواقع النفسي وليس الموضوع، وقُصِرَ موضوع البحث في علم النفس على وقائع تتعلق بالرغبة.‏

إقرأ المزيدالبنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 3\3

البنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 2\3

الجزء الثاني

أبو البنيوية : كلود ليفي ستروس

1-3 البنى الأولية للقرابة‏

غالباً ما يعتبر الأنثروبولوجيون أنّ أنظمة القرابة هي المؤسسات الأساسية في تلك المجتمعات التي يدرسونها. وكتاب ليفي شتراوس الأوّل، البنى الأولية للقرابة‏

(1949)، كان كتاباً في هذا الموضوع. والتّبصر الذي يلفت الانتباه في هذا الكتاب هو أنّ المجتمع مبنيٌّ على تابو الزنا بالمحارم، أي على تحظير الجنس ضمن العائلة، مما يدفع الرجال لتبادل النساء، من عائلة إلى أخرى، بغية الزواج. وهذا ما يخلق بنيةً اجتماعية إجماليةً أكبر من العائلة النووية (المؤلّفة من أب وأم وأولادهما).‏

وتشتمل هذه المجتمعات على ثلاثة أشكال أساسية للتبادل، هي التي تجمع المجتمع معاً وتؤمّن تماسكه؛ الشكل الأول هو تبادل الهبات، الذي يناظر البنية الاقتصادية في مجتمع أشدّ تعقيداً؛ والثاني هو تبادل النساء، تبعاً لقواعد بالغة التعقيد والتكلّف تخلق بنيةً قرابية؛ والثالث هو تبادل الرسائل الكلامية عبر اللغة، الذي يخلق معظم ثقافة المجتمع، التي هي في أعمال ليفي شتراوس اللاحقة عبارة عن بنية رمزية، أو نظام دواليل.‏

إقرأ المزيدالبنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 2\3

البنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 1\3

الجزء الأول

البنيوية ستروس لاكان دريدا
حفلة غداء البنيويين للرسام الفرنسي هنري موريس و يظهر فيها ستروس و أصدقاؤه باللباس البدائي في إحدى الغابات

ا

تأليف: ليونارد جاكسون

ترجمة:  ثائر ديب

يبدأ الطور الفرنسي للبنيوية في الأربعينيات مع تكييف ليفي شتراوس أعمال جاكوبسون بحيث تتوافق مع الأنثروبولوجيا، وربما مع تكييف لاكان بعض المصطلحات السوسورية في الخمسينيات بحيث تتوافق مع طبعته الخاصة من التحليل النفسي. وقد بلغ هذا الطور ذروته في أوائل الستينيات وكان آنئذ ضرباً من الجنون الفكري طغى على كلّ المباحث التي أمكنه أن يطالها من التاريخ حتى الرياضيات؛ جنونٌ يصعب إيجازه هنا (أو ربما في أيّ مكان آخر). أمّا العناصر الألسنية في هذا الطور فلم تكن في الغالب أكثر من نثار متفرّق من الرطانة (انظر بياجيه 1968). في حين تمثّل الحدث اللافت بالنسبة للنظرية الأدبية في محاولة التوليف بين النموذج الألسني وفلسفة الذات الإنسانية التي عُرِفَت في فرنسا، حيث تمّ تفسير العقل والمجتمع بوصفهما أثرين لبنىً، ألسنيةٍ في الغالب. كما شهدت هذه الفترة إعادة تصوّر سوسور بوصفه فيلسوفاً. وحوالي عام 1967، كان انهيار المشروع البنيوي، بتأثير لاكان، وديريدا، وغيرهما، وبتأثير الأحداث السياسية، ليعقب هذا المشروع تشكيلة متنوعة من ما بعد البنيويات التي انتشرت في جميع أرجاء أوروبا وأمريكا.‏

إقرأ المزيدالبنيوية في طورها الفرنسي: ليفي شتراوس، لاكان، ألتوسر، فوكو، ديريدا 1\3

البنيوية .. وانتاج المعنى

ترجمة واعداد: ناطق خلوصي

البنيوية

تُعرف ” البنيوية ” (Structuralism ) كنظرية في الانسانيات او الدراسات الثقافية ، ويمكن وصفها بشكل اكثر دقة ً كمقاربة في فروع المعرفة بصورة عامة ، تستكشف العلاقات بين العناصر الجوهرية او الرئيسية في اللغة والأدب والحقول الاخرى التي تنسحب عليها ” البنى ” و ” الشبكات البنيوية ” العقلية واللغوية والاجتماعية والثقافية العالية . ويقدم المعنى من خلال هذه الشبكات عن طريق شخص معين او نظام معين او ثقافة معينة .

وكانت قد ظهرت اكاديميا ً لأول مرة في القرن التاسع عشرثم عاودت الظهور في النصف الثاني من القرن العشرين حيث بدأت مجددا ً كحقل اهتمام اكاديمي في حدود العام 1958 وبلغت ذروتها في ستينيات هذا القرن وسبعينياته ، وتطورت لتصبح المقاربة الأكثر شيوعا ً في الحقول الأكاديمية المعنية بتحليل اللغة والثقافة والمجتمع . ان اعمال فريناند دي سوسير التي تهتم بعلم اللغة تُعتبر ، بشكل عام ، نقطة البداية لبنيوية القرن العشرين .

إقرأ المزيدالبنيوية .. وانتاج المعنى