الدراسة الحقلية(الميدانية) في مجال الأنثروبولوجيا

الأستاذ : درنوني سليم

مالينوفسكي
مالينوفسكي

 مراحل الدراسة الحقلية
I. مرحلة ما قبل الدراسة.
1. خطة البحث.
1) هدف البحث.
 اختيار إحدى النظريات القائمة (التأكيد، التعديل، الخطأ).
 إثارة الإنتباه نحو ترابط معين بين متغيرات مختلفة.
 تجربة أساليب مستحدثة في بحث موضوعات أو مشكلات سبقت دراستها ومقارنة النتائج الجديدة بالسابقة.
2) موضوع البحث.
• ماذا يريد الباحث أن يعرف؟
 ما المقصود بهذه الظاهرة؟
 هل المطلوب هو معرفة أسباب هذه الظاهرة؟
 هل المطلوب معرفة آثارها ونتائجها؟
 هل المطلوب هو معرفة الآثار والنتائج والأسباب؟
• ما أفضل السبل لتحقيق هذه المعرفة؟
 كيف يمكن التوصل إلى معرفة هذه الأسباب أو النتائج؟
 هل تلزم لذلك دراسة حقلية في إحدى القرى أو المدن، أو أكثر من قرية ومدينة؟
 أين يمكن أن تنجح مثل هذه الدراسة؟
 أي الأساليب المنهجية الأكثر ملاءمة لها؟
3) تحديد المفاهيم.
 تحديد وتعريف الألفاظ المحورية.
 الحرص على تحديد نوع التعريف الجاري استعماله.
 التزام الدقة الموضوعية.
4) الفروض والنظريات في البحث.
 التساؤلات هي التي تساعد على صياغة الفروض.
 يمكن أن تتم هذه الصياغة من واقع الخبرة الشخصية للباحث، وقدرته على استنباط العلاقات المحتملة بين المتغيرات.
 يلعب التخصص دورا هاما.
 قد يستمد الباحث فروضه من تخصصات أخرى نتيجة لتأثره ببعض النظريات في علم النفس أو علم الإجتماع أو اللغويات أو البيولوجيا.
 ترتبط الفروض بالنظريات ارتباطا وثيقا، فهي تستنبط منها وتعمل من خلال البحث على دعمها أو تعديلها أو إثبات خطئها.
 النظريات تساعد على طرح التساؤلات وصياغة الفروض الجديدة.
 النظريات تساعد الفروض على تحديد مجال الملاحظة وتوجيهها.
5) منهج البحث.
تحتاج كل دراسة حقلية إلى المنهج أو المناهج الملائمة لموضوعها والنتائج التي تسعى للكشف عنها. والنجاح في اختيار المنهج نجاح في سلوك الطريق المناسب.
الباحث1 المنظور المعرفي
كيفية الوصول إلى الأبنية التصورية الموجودة في أذهان أفراد الجماعة
تكون اللغة هي المدخل الأساسي الذي يستعين به الباحث في تحقيق هدفه.
وسيلة جمع المعلومات تتمثل في المقابلات والحوار مع الأفراد
(قهم العلاقة القائمة بين العناصر اللغوية والعناصر الفكرية) المجتمع المحلي (موضوع البحث والدراسة
الباحث 2 المنظور السيكولوجي
كيفية الوصول إلى استكشاف الأنماط والقواعد العامة التي تجعل للثقافة شخصيتها المتميزة.
التركيز على المظاهر السلوكية التي تمثل مدخله الأساسي.
وسيلة جمع المعلومات تتمثل في ملاحظة السلوك
(الربط بين التصرفات وبين عملية التنشئة الإجتماعية أو فهم الأسباب التي تجعل الأفراد يحكمون بالسواء أو الشذوذ على سلوك معين دون آخر)
الباحث 3 المنظور الإيكولوجي
الوصول إلى استكشاف تكامل الأفراد مع البيئة ومكوناتها وأسلوب تكيفهم معها.
التركيز على الحياة النباتية والحيوانية والطبيعية والسكانية، وربط هذا بالعناصر الثقافية والإجتماعية القائمة، ومتابعة العمليات الإقتصادية والتكنولوجية…
وسيلة جمع المعلومات تتمثل في ملاحظة كل هذه العمليات.
(فهم العلاقة القائمة بين أفراد المجتمع المحلي والبيئة المحيطة بهم).

6) أساليب جمع المعلومات.
 انتقاء البيانات التي لها صلة وثيقة بموضوع البحث والدراسة.
 اختيار الوسائل الأنسب إلى نوع المعلومات التي يسعى وراءها الباحث.
 الوسائل الأساسية في الأنثروبولوجيا تتمثل في: الملاحظة بالمشاركة، المقابلة غير الموجهة، الإعتماد على الإخباريين، قصة الحياة.
II. الإتجاهات المنهجية.
1) الإتجاه الوظيفي.
يهتم بالتعرف على مدى التشابك والتفاعل القائم بين النظم التي تؤلف حياة المجتمع ككل ونصيب كل نظام منها في المحافظة على تماسك ذلك المجتمع واستمرار وحدته وكيانه.
رادكليف براون مالينوفسكي
درس الأنديمان
نظام البوتلاتش
تعمل الشعائر والطقوس والأساطير الدينية على تماسك المجتمع واستمراره.
التزم بمبدأ دوركايم وهو الفصل بين ما هو اجتماعي وما هو سيكولوجي. درس التروبرياند
نظام الكولا
يربط نظام الكولا بين مجموعة من الجزر في حلقة من عمليات التبادل تحاط بالإحتفالات والشعائر.
تأثر بالتحليل النفسي وبمنهج فرويد.

2) الإتجاه السيكولوجي.
يهتم بدراسة الأسس الثقافية للتابين بين الأفراد والجماعات في العمليات السيكولوجية.
3) الإتجاه المعرفي.
يوجه اهتماماته إلى الإنسان في تفكيره أكثر من الإهتمام بسلوكه.
4) الإتجاه البنيوي.
البنيوية منهج فكري وأداة للتحليل، تقوم على فكرة الكلية أو المجموع المنتظم. اهتمت بجميع نواحي المعرفة الإنسانية، وإن كانت قد اشتهرت في مجال علم اللغة والنقد الأدبي، ويمكن تصنيفها ضمن مناهج النقد المادي ..اشتق لفظ البنيوية من البنية إذ تقول: كل ظاهرة، إنسانية كانت أم أدبية، تشكل بنية، ولدراسة هذه البنية يجب علينا أن نحللها (أو نفككها) إلى عناصرها المؤلفة منها، بدون أن ننظر إلى أية عوامل خارجية عنها.
5) الإتجاه التاريخي.
يهتم بتتبع المسارات التاريخية لكل ثقافة على حده والإهتمام بصفة خاصة بالثقافات التي توجد في منطقة واحدة. إن بواس يفهم التاريخ على أنه تعاقب زمني بين الوقائع، بينما كروبر يأخذ بالبعدين الزمني والمكاني للوقائع.
6) الإتجاه الإيكولوجي.
عندما حدد ستيوارد موضوع الإيكولوجيا الثقافية بأنه دراسة العمليات التي يتم على أساسها تكيف أي مجتمع مع بيئته فقد أوضح في الوقت نفسه ضرورة استخدام أسليب مناسبة في البحث والتحليل تكشف طبيعة هذه العمليات، ولكي يتم هذا التحليل الذي يصفه ستيوارد بأنه إمبريقي لابد من توفر نوع معين من البيانات التي تمثل أطراف العلاقة في عملية التفاعل.
7) الإتجاه المقارن.
تدور عملية المقارنة حول محاور ثلاث هي: أولا نوع الوحدات التي تجرى المقارنة بينها، وثانيا الهدف من إجراء المقارنة، وثالثا الكيفية التي تتم بها المقارنة. فمن الناحية الأولى قد تجرى المقارنة بين عدد من السمات أو العلاقات كالمقارنة بين الأواني الفخارية أو النقوش الفنية أو علاقات الأبناء بالأعمام والأخوال، كما تجرى بين النظم الإجتماعية في المجتمعات المختلفة سواء كانت عائلية أو اقتصادية أو سياسية أو غيرها، أو داخل المجتمع الواحد بين مجتمعين محليين صغيرين، وقد تتم المقارنة بين كيانات ثقافية أو اجتماعية كامنة وفي هذه الحالة يركز الباحث على الملامح التي تناسب اتجاهه في البحث. وبالنسبة للهدف من المقارنة يمكن القول بأنها تحقق أغراض الدراسة لدى أصحاب الإتجاهات المختلفة في الأنثروبولوجيا، فقد تتم بغرض توضيح التطور التاريخي لعنصر ثقافي معين، أو بغرض إيجاد الملامح المشتركة بين عدد من الوحدات الأجتماعية أو الثقافية، وقد يكون الغرض من المقارنة محاولة الوصول إلى الأحكام والقوانين العامة. وبالنسبة لأسلوب المقارنة نجد أن كثيرا من الدراسات تقوم المقارنة فيها على أساس ذكر الشواهد التي تؤيد القضايا التي يوردها الباحث في معالجته للموضوع، وقد تتم المقارنة على أساس اختيار نطاق معين للبحث ثم تجرى المقارنة بين الوحدات الموجودة فيه على أساس العنصر أو العناصر التي يختارها الباحث.

8) الإحصاء والإتجاه السوسيوأنثروبولوجي.
في الأنثروبولوجيا لا يكون جمع البيانات والإحصاءات هدفا في حد ذاته وإنما إحدى وسائل دعم محاولة البيانات الكيفية الوصول إلى فهم المجتمع أو الثقافة على أساس تكاملي، فالبيانات الكمية يمكن أن تساعد في اختبار الفروض وتعديلها وصياغة فروض بديلة، وفي الكشف بين القواعد المثالية كما ترد في أقوال الإخباريين وبين السلوك الفعلي الذي توضحه الإحصاءات، وهذا يعني أن البيانات الكمية تلقي الضوء على الجوانب السلبية التي تتطلب التفسير إلى جانب النواحي النمطية المعتادة.
ومع تعدد استخدام الباحثين الأنثروبولوجيين للبيانات الكمية والأساليب الإحصائية جنبا إلى جنب مع البيانات الكيفية والأساليب التقليدية المميزة للطريقة الأنثروبولوجية في البحث، نشطت الدعوة إلى التقريب بين الإتجاه الأنثروبولوجي والاتجاه السوسيولوجي وخاصة بعد أن أظهر كثير من علماء الإجتماع المعاصرين اهتماما بطريقة الملاحظة بالمشاركة والمقبلات غير الموجهة في بحوثهم، وأيضا بعد التطورات التي حدثت في مجال الأنثروبولوجيا من حيث موضوعات الدراسة وطرق معالجتها. وقد صحب هذا التوسع في معالجة تلك الموضوعات الحديثة اهتمام أكبر بالأساليب التي كانت إلى عهد قريب تستخدم بصفة خاصة في البحوث السوسيولوجية.

4 رأي حول “الدراسة الحقلية(الميدانية) في مجال الأنثروبولوجيا”

  1. مقالة رائعة لأستاذ رائع
    شكرا أستاذ درنوني على هذه المقالة التي وضحت كثير من الأمور المنهجية الضرورية لنجاح البحث الميداني للأنثروبولوجيا

    رد
  2. اشكر لك استاذنا الجليل هذا المقال الثرى ..وأود الاستفسار عن كيفية التعامل مع المتغير التجريبى فى البحث الانثروبولوجى ودراسة علاقة المتغيرات العاملة به وكيف تؤثر على اثره فى المتغير التابع “بعبارة اخرى “- ماهى قواعد المنهج التجريبى الانثروبولوجى وخطواته وادواته ” ولحضرتك وجميع القائمين على هذا الموقع كل العرفان والتقدير ..كما اعرب عن اعتزازى وسعادتى لكونى عضوة فى هذا الموقع الراقى والرفيع المستوى فى اختياره للموضوعات وطرق عرضها واتمنى لكم التوفيق
    نجوان موسى

    رد
  3. الاستاذ مشكور على هذا المقال المفيد، و ارجو ان يتم اثراءه بتقنيات تحليل المعطيات الميدانية ، و كتابة التقارير النهائية للبحوث الانثروبولوجية.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.