فرانس بواس والمفهوم الذاتي للثقافة

franz boas
franz boas

إذا عٌدّ تايلور مخترع المفهوم العلمي للثقافة، فإن بواس هو أول أنثروبولوجي يقوم باستطلاعات ميدانية عبر الملاحظة المباشرة والطويلة للثقافات البدائية.وبهذا المعنى يكون مخترع علم وصف الأجناس البشرية Ethnographie .

فرانز بواس(1858-1942)ينحدر من أسرة يهودية ألمانية ذات تفكير ليبرالي.وقد تأثر بالمسألة العنصرية وكان أحد ضحايا معاداة السامية على يد أحد زملائه في الجامعة.تابع دراسته العليا في الجامعات الألمانية المختلفة فدرس الفيزياء أولاً ثم الرياضيات وبعدها الجغرافيا (الفيزيائية والبشرية).وقادته دراسته الأخيرة إلى الأنثروبولوجيا .في عام 1883-1884 شارك في بعثة إلى أرض بافن في بلاد الإسكيمو، باعتباره جغرافيّاً مثقلاً باهتمامات رجل الجغرافيا(كان الموضوع المطلوب هو دراسة أثر الوسط المادي على مجتمع الإسكيمو)، فلاحظ أن التنظيم الاجتماعي كان محكوماً بالثقافة أكثر منه بالبيئة المادية.وبالتالي عاد إلى ألمانيا عازماً على تكريس بحوثه،  من الآن فصاعداً، للأنثروبولوجيا بشكل أساسي.

إقرأ المزيد

أزمة الأنثروبولوجيا المعاصرة

كلود ليفي ستروس

في حقبة استقلال البلدان الأفريقية، كان كل شيء يوحي بأن الأنثروبولوجيا سوف تقع ضحية المؤامرة التي حاكتها ضدها الشعوب التي تعارضها في ظل تواري شعوب أخرى. فما هي أهداف هذا العلم في السياق العالمي الجديد؟ أجاب ليفي ستروس على هذا السؤال في “رسالة اليونسكو” نوفمبر/تشرين الثاني 1961.

تحتل الأنثروبولوجيا في الفكر الحديث موقعاً قد تبدو أهميته على شيء من التناقض. فهي تمثل علماً مطابقاً لذوق العصر، كما يشهد عليه رواج أفلام وروايات الرحلات، وإنما أيضاً حب اطلاع الجمهور المثقف على كتب علم الإنسان. في أواخر القرن التاسع عشر، كنا نتوجه أولاً إلى علماء البيولوجيا طلباً لفلسفة تعنى بالإنسان والعالم؛ ثم التفتنا نحو علماء الاجتماع والمؤرخين وحتى الفلاسفة. لكن الأنثروبولوجيا بدأت تقترب أكثر فأكثر من هذا الدور منذ بضعة أعوام، وبتنا ننتظر منها أيضاً الاستنتاجات والأجوبة الكبرى، علاوة على الأسباب التي تحثنا على العيش والأمل.

إقرأ المزيد

كتاب: هذا الإنسان وعالمه – دراسة أنثروبولوجية ثقافية

تأليف: حسين محمد فهيم
القاهرة: المكتبة الأكاديمية، 2001

قبل أن نعرض للكتاب الذي كتبه واحد من كبار الأنثروبولوجيين العرب أنفسهم وصدر عن المكتبة الأكاديمية بالقاهرة (2001) يجب الاعتراف بأن هذا الكتاب يمثل إحدى الرؤى النقدية الجديدة التي يمكن الاعتماد عليها في إزاحة أو زعزعة تلك القناعات الأحادية اللاواقعية التي فرضتها ثنائية الغرب والآخر غير الغربي على أهل الفكر والثقافة والسياسة العرب، وذلك لأن المؤلف لا يتعمد فقط ممارسة الكتابة الأنثروبولوجية من منظور مغاير للمنظور الصوري الغربي، وإنما يحرص، إلى جانب ذلك، على حضور نوع من الجوهر الثقافي العربي في تعامله المخلص مع القارئ داخل النص، فالمظهر المفصل والمثير للتأمل في هذا الكتاب هو عدم تبني المؤلف لثنائية الغرب والآخر، وذلك لأن هذه الثنائية المتعالية لا تنكر إمكانية التداخل بين الثقافات الغربية وغير الغربية أو وجود المظاهر المشتركة بينها فقط، وإنما تنكر إمكانية صياغة العلاقة القائمة بينهما من منظور يخالف المنظور الغربي أيضاً.

إقرأ المزيد

قداسة المكان

المسجد الأقصى

شمس الدين الكيلاني
أشار ياقوت الحموي مقارباً المعنى اللغوي للمقدس قائلاً: “المقدس في اللغة المتنزَّه… ومعنى نقدَّس لك: أي نطهر أنفسنا لك…. ومن هنا بيت المقدس… أي البيت المقدس المطهر الذي يُتطهر به من الذنوب… وقال قتادة المراد بأرض المقدس أي المبارك”(1). وعندما نطلب بالعربية مراعاة (حرمة) مكان ما، نكون أمام حكم على هذا المكان بأنه يحمل في ثناياه (القداسة)، كما أن الطاهر في اللغة يحيل إلى “ القداسة”، وجاء في قاموس الشيخ عبد الله البستاني

إقرأ المزيد

المتحف كرابط انثروبولوجي تواصلي

صورة للمتحف البريطاني أعرق متاحف العالم

علي النجار

أورد د .ت. سوزوكي في كتابة(التصوف البوذي والتحليل النفسي): رغب رئيس الرهبان في احد أديرة زن بأن يتم تزيين سقف قاعة الدهارما بتنين. وطلب من احد الفنانين المشهورين أن يقوم بهذا العمل… لكن الفنان اشتكى من انه لم ير أبدا تنينا حقيقيا..أجابه رئيس الرهبان, لا تهتم, ستتحول إلى تنين حي, وترسمه. لا تحاول أن تتبع النموذج المعروف.. بعد مكابدات شاقة لعدة أشهر أصبح الفنان واثقا من نفسه ورأى التنين الخارج من لا وعيه. وكان التنين الذي نراه على سقف الدراهما في ميوشينجي في كيوتو.

إقرأ المزيد