تغنَّى اليهود في الجزائر طيلة قرون بما تغنى به المسلمون في هذا البلد إلى غاية رحيلهم الجماعي مع اقتراب موعد تحرر البلاد من ربقة الاحتلال الفرنسي. وكان غناؤهم ابنَ بيئته، جزائريَّ القلب والقالب، شرقي الروح، عربي اللسان والمخيال.
ولم يحدث خلال مئات السنين أن أثارت ممارستهم للطرب الجزائري التعجب والاستغراب ولا حتى التساؤلات، لأنهم كانوا في بلدهم وفي أحضان ثقافتهم العربية الإسلامية التي لم تكن أبدا نقيضا لمعتقداتهم الدينية الموسوية.
ومن مفارقات التاريخ أن علاقة يهود الجزائر بالغناء والموسيقى المحليين لم تتحول إلى إشكالية مثيرة للجدل إلا بعد مرور عشرات السنين على رحيلهم عن البلاد…
وانطلق هذا الجدل حولها وسط زخم مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط وقرع طبول سلام اتفاقيات أوسلو حيث خرج من تحت رماد السنين فجأة فنانون يهود جزائريو الأصل ساد الاعتقاد لفترة طويلة أنهم فارقوا الحياة منذ أمد بعيد، ولم تبق من ذكراهم سوى بعض الأسطوانات الموسيقية القديمة التي يحتفظ بها عدد من العائلات الجزائرية الحضرية منذ النصف الأول من القرن العشرين أو حكايات شيوخ وعجائز تِلِمْسَانْ والجزائر وقَسَنْطِينَة وبِجَايَة وغيرها من المدن التي عاشت بها الطوائف اليهودية الجزائرية.
الجزائر
أشكال الطب الشعبي في منطقة الزيبان (بسكرة) الجزائر
ملخــص رسالة ماجستير في الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية
إعداد الطالب: بوغديري كمال*

الممارسات العلاجية التقليدية أو الطب الشعبي وما ينجر عنه من مفاهيم ومعتقدات وممارسات متداولة في حياة الناس اليومية صيغت حوله خطابات كثيرة ومتنوعة مما أدى إلى ترسيخها في الخيال الجمعي للناس وبالتالي فالمرض والصحة مجالان للتعبير عن المعتقدات والقيم السائدة وهو ما يمكن أن نعتبره “معرفة اجتماعية” تتضمن تفسيرات مختلفة حول جانب مهم من حياة الإنسان الأمر الذي دفع بالبعض إلى الحكم على أن لا فائدة من اللجوء إلى الطب الحديث أو الرسمي، لأن الحلول المجدية موجودة لدى المطببين الشعبيين (العشابين، الطلبة، الرقاة، السحرة الأولياء المرابطين..) فهم القادرون على علاج الأمراض العضوية والنفسية التي تتسبب فيها كائنات خفية كالجن والعين والسحر… ولهذا ففي أشكال الطب الشعبي تظهر أنماط الثقافة المحلية إضافة إلى ذلك فإن اللجوء إلى الطبيب الشعبي يتحدد في ضوء مجموعة من الاعتبارات منها
القبلية في الجزائر: جدلية التغيير بين الفكر التقليدي وتحديات العصرنة
أ.منصور مرقومة
جامعة مستغانم/ الجزائر
مقدمــة
تعتبر الدراسات التي تبحث في تاريخ الإنسان بصفة عامة، ودراسة النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكلاسيكية أو الحديثة، والبنى التقليدية بصفة خاصة، ذات أهمية بالغة في الكشف عن الحقائق والوقائع المختلفة لمثل هذه الظواهر والنظم والبنيات، ومعرفة استمرارها من انقطاعها، أو تواصلها من قطيعتها، وكذا رتابتها من تغيرها. ويعتبر تبني مثل هذه الدراسات من الأهمية بمكان خاصة في الوقت الحالي والعصر الحديث الذي كثرت فيه الإيديولوجيات، وطغى عليه الفكر الغربي المادي، واستحالت فيه ثقافة المجتمعات بمفهومها الواسع، إلى خليط من الفلسفات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. كما تعتبر هذه الدراسات ذات أهمية في كونها تبحث في راهنية وتجدد ما هو تقليدي واستمرار ما هو تاريخي، خاصة في المجتمعات العربية المحلية، التي تعيش حالة من الانتقال والتغير فيها كثير من التناقضات والمواجهات بين ما هو تقليدي كلاسيكي (موروث)، وما هو حديث عصري (مكتسب)، تطغى عليه تبعية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، حيث تعيش هذه المجتمعات المحلية ”حالة عدم استقرار ونزوع دائم، أي في حالة صيرورة وتكوّن وجهاد”.
الملتقى السنوي الأول لمركز فاعلون
الملتقى السنوي الأول لمركز فاعلون
تحت عنوان: البحث الميداني في السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا
يومي 14 و 15 ديسمبر 2016
إشكالية الملتقـى:
عرف البحث السوسيولوجي والأنثروبولوجي في السنوات الأخيرة قفزة نوعية من حيث العناية بالميدان، ومن هذا المنطلق بدأ الباحثون يتحررون من قيود الأطر النظرية التي لا يمكن التنكر لقيمتها ولكن ما تم
الإعلان عن تأسيس الجمعية الجزائرية للأنثروبولوجيا والدراسات الثقافية والشعبية
