منهج البحث الأنثروبولوجي : الجزء 1 / 3

.

مالينوفسكي رائد البحث الأنثروبولوجي الميداني يتحدث مع أحد السكان الأصليين

مقدمة:

لقد كان لتعدد اهتمامات وموضوعات الدراسة والبحث الأنثروبولوجي، تفرع وتعدد أقسام الأنثروبولوجيا، فهناك قسم يهتم بالدراسات الفيزيقية، ومنها ما تعلق بالدراسات الاجتماعية والثقافية، وهناك فرع اهتم بدراسة اللغات، والآداب، واللهجات، وفرع كان موضوع دراسته الشخصية والجوانب النفسية، وظلت الأنثروبولوجيا تتفرع، حتى صارت تتضمن فروع تركز مجال اهتمامها على دراسة شؤون الحياة المعاصرة، كالأنثروبولوجيا الحضرية مثلا.

وانطلاقا مما سبق أصبح من الطبيعي أن يستخدم المتخصصون والباحثون في مجال الأنثروبولوجيا مناهج متعددة، منها ما هو مشترك مع بعض فروع العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومنها ما هو خاص بعلم الأنثريولوجي، وكمثال على ذلك انفراد الأنثروبولوجيا الفيزيقية بمنهج القياس الأنثروبولوجي ( الأنثروبومتري)، وقد كان تطور المنهج في الأنثروبولوجيا مصاحبا لتطور الفكر الأنثروبولوجي، وكان تفسير الحقائق الأنثروبولوجية قائم على أساس ترابطها وتداخلها بعضها ببعض، وهذا الذي ميز مناهج البحث الأنثروبولوجي عن مناهج البحث في العلوم الطبيعية، وبعض فروع العلوم الإنسانية والاجتماعية.

إقرأ المزيد

التاريخ عند مارك بلوك و المنهج السوسيو-أنثروبولوجي

مرقومة منصور

إذا كانت الدراسات التاريخية تقوم على بحث أحوال الناس وأوضاعهم وحياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية وتراثهم الثقافي وأدوارهم الحضارية في مراحل تطورها عبر الزمن، فإن الوصول إلى الحقائق التاريخية يتطلب الاستعانة بعدة مناهج وتخصصات تعتمد على النظرة الترابطية والتكاملية بين النظم والظواهر الاجتماعية الملازمة لها، وذلك بإرجاع الحقائق إلى حيثياتها التي لا يمكن لعلم واحد أن يحيط بها. ولقد اتسعت الدراسات الاجتماعية والإنسانية حديثا إلى مجالات لم تكن معروفة سابقا، وتعددت التخصصات نتيجة لذلك في تناول التجارب والأحداث و التي تشمل الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، كما تشعبت وتداخلت المناهج العلمية الخاصة بهذه العلوم مكملة بعضها بعضا للاستفادة منها في الحاضر والمستقبل، واختلفت هذه المناهج باختلاف مشارب أصحابها العلمية وتعددها، وباختلاف نظرتهم وتوجهاتهم الفكرية والعقائدية، بل والسياسة والاقتصادية والاجتماعية في أحيان كثيرة.

إقرأ المزيد

مناهـــــج دراســـــة الفولكلور

يتمثل هدف علم الفولكلور في دراسة الجوانب المادية والروحية عند الشعوب، ويعود السبيل إلى ذلك إلى الظروف التاريخية والإجتماعية التي مرّ بها هذا العلم وتنوع موضوعاته والخلفيات الثقافية لرواده. ومن هنا تعددت النظريات واختلفت الإتجاهات والمذاهب ثم تركزت هذه الأبحاث مع مرور الزمن واعتمدت على مناهج واضحة.

إقرأ المزيد

الفر دانية في سوسيولوجيا ريمون بودون

العمق النظري والمرتكزات المنهجية

زهيـر بن جنـات[*]

ريمون بودون
ريمون بودون

مقدمة

تكمن أهمية سوسيولوجيا عالم الاجتماع الفرنسي ريمون بودون في نجاحها في تزعم حركة تجديديّة أصيلة في علم الاجتماع. فلا أحد بإمكانه أن ينزع عن كتابات بودون سبقها في إثارة مسألة على غاية من الأهمية في حقل علم الاجتماع والعلوم ذات الصلة ألا وهي مسألة الفردانية (L’individualisme). وبرغم تأكيد هذا السوسيولوجي الفرنسي المعاصر في مختلف كتاباته عن أصالة المقاربة الفردانية وتجذّرها في الإنتاج السوسيولوجي الكلاسيكي فإن كتاباته شكلت منحى موازيا لما تعورف عليه بالمسلّمات النظرية الكليانية في حقل علم الاجتماع. بل أكثر من ذلك، لقد خلَص بودون الفرد من ضيق أفق النظريات الكلاسيكية وخصَه بمقاربة منهجية جد شاسعة هي التي مكنته من ولوج أغلب البراديقمات السوسيولوجية اليوم.

إقرأ المزيد

الدراسة الحقلية(الميدانية) في مجال الأنثروبولوجيا

الأستاذ : درنوني سليم

مالينوفسكي
مالينوفسكي

 مراحل الدراسة الحقلية
I. مرحلة ما قبل الدراسة.
1. خطة البحث.
1) هدف البحث.
 اختيار إحدى النظريات القائمة (التأكيد، التعديل، الخطأ).
 إثارة الإنتباه نحو ترابط معين بين متغيرات مختلفة.
 تجربة أساليب مستحدثة في بحث موضوعات أو مشكلات سبقت دراستها ومقارنة النتائج الجديدة بالسابقة.
2) موضوع البحث.
• ماذا يريد الباحث أن يعرف؟
 ما المقصود بهذه الظاهرة؟
 هل المطلوب هو معرفة أسباب هذه الظاهرة؟
 هل المطلوب معرفة آثارها ونتائجها؟
 هل المطلوب هو معرفة الآثار والنتائج والأسباب؟
• ما أفضل السبل لتحقيق هذه المعرفة؟
 كيف يمكن التوصل إلى معرفة هذه الأسباب أو النتائج؟
 هل تلزم لذلك دراسة حقلية في إحدى القرى أو المدن، أو أكثر من قرية ومدينة؟
 أين يمكن أن تنجح مثل هذه الدراسة؟
 أي الأساليب المنهجية الأكثر ملاءمة لها؟
3) تحديد المفاهيم.
 تحديد وتعريف الألفاظ المحورية.
 الحرص على تحديد نوع التعريف الجاري استعماله.
 التزام الدقة الموضوعية.
4) الفروض والنظريات في البحث.
 التساؤلات هي التي تساعد على صياغة الفروض.
 يمكن أن تتم هذه الصياغة من واقع الخبرة الشخصية للباحث، وقدرته على استنباط العلاقات المحتملة بين المتغيرات.
 يلعب التخصص دورا هاما.
 قد يستمد الباحث فروضه من تخصصات أخرى نتيجة لتأثره ببعض النظريات في علم النفس أو علم الإجتماع أو اللغويات أو البيولوجيا.
 ترتبط الفروض بالنظريات ارتباطا وثيقا، فهي تستنبط منها وتعمل من خلال البحث على دعمها أو تعديلها أو إثبات خطئها.
 النظريات تساعد على طرح التساؤلات وصياغة الفروض الجديدة.
 النظريات تساعد الفروض على تحديد مجال الملاحظة وتوجيهها.

إقرأ المزيد