Site icon

أبعاد الغرامشية والنضال – تجربة محمد القاسمي نموذجا

أبعاد “الغرامشية” والنّضال: تجربة محمد القاسمي نموذجا – الفنّان المثقّف الّذي قاوم التشتيت والتّدمير بالفن

بقلم: د. زينات بوحاجب

إنّ أشدّ ما أثار اهتمامنا في المقاربة “الغرامشية”، هو التنظير إلى خطورة المخلفات التي تنحدر من اوضاع سياسية اجتماعية واقتصادية متردية، إذا ما اعتبرنا أنّ المخلّفات هي كلّ ما ينفصل عن المنتوج الثّقافي الإيجابي  المندرج ضمن المتن التراثي المحلي ومن ثمة الإنساني بصفة عامة.

ولعل ما شدّنا أكثر إلى مثل هذه النّظريات، ما يشهده العالم حاليّا من عتامة وقتامة تطفو على السّاحة المجتمعيّة العربية بصفة خاصّة. وهذا ما لا ينفي توضّح الرّؤى عند عدد من المثقّفين الّذين يرون في انفسهم قاطرة قدرها أن تجرّ مجتمعاتها –على ثقل الحمل الذي تعاني منه هذه المجتمعات ونسبة الجهل والفقر والتهميش والتبعية- إلى ركب الحضارة، هذا بالإضافة إلى ظاهرة نعتبرها طارئة عليها (على المجتمعات) وهي “الكسل الذّهني” وتفضيل الإبقاء على  الجهل عوضا عن الإدراك والفهم والتّأويل والاجتهاد والشّروع في التّغيير.

 تقوم نظرية “المثقف العضوي” عند غرامشي  على التأسيس لمشروع الإصلاح الثقافي والأخلاقي، الذي لا ينفصل عن القاعدة الاجتماعية والاقتصادية، إذ ينخرط المثقف في النّسيج  المجتمعي لمعايشة مشاغل الأفراد وآلامهم ومعاناتهم ومن ثمّة يحاول تغيير هذه الأوضاع  بإيصال صوتهم إلى مختلف الشّرائح والطّبقات، ليضمن تسجيل لحظة من لحظات المجموعة. تضمن عمليّة  تأويل  الأوضاع السّوسيو-اقتصادية أوّل الخطى نحو الاصلاح والتّغيير:  يتساءل غرامشي «هل يمكن تحقيق إصلاح ثقافي، أي الرفع من المستوى “المدني” للشّرائح الاجتماعية الدّنيا، دون إصلاح اقتصادي سابق وتغيير في الوضعيّة الاجتماعية والمستوى الاقتصادي»[1]

1- الواقع والحاجة إلى البركسيس وإلى المثقف العضوي

 نعتقد أنّ الحاجة إلى المثقف ما زالت حاجة قائمة وملحة، بل ما فتئت تشتدّ تعاظما بانحدار الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على إثر ما يسمّى بـ”الربيع العربي” الذي أنتج تمزّقا اجتماعيا رافقة تدهور الأوضاع الاقتصادية وهشاشة على المستوى السّياسي، مما شلّ “الكيان العربي” سلطات وشعوبا، ثقافة وسياسة. ولا نعتقد أن المثقف العربي مطالب بأن يقوم بدور الدّاعية الإيديولوجي، ولا بأن يقتصر دوره على رجع الصّدى أو التّحول إلى بوق يردّد الخطابات السّياسية للسّلطات، أو معارضا سيزيفيا ينوب الطّبقات الاجتماعيّة المهمّشة أو البروليتاريا في صياغة مطالبها والدّفاع عنها، ولكنّنا، وفي المقابل، نرى أن المثقف -وخاصة في المجتمعات العربية والمغاربية – حيث  لا خيار له سوى أن يتقن حرفته كصانع للأفكار التي قد تفيد “الشّعب”، أن يساهم في ايجاد الحلول والاضطلاع بدور المصلح والباعث لروح التّنوير والوعي، من أجل ذلك تظلّ نقطة تحيين مسؤوليّة المثقّف في الالتزام بقضـايا مجتمعه الحارقة.

هذه المقاربة الغرامشية ومن ورائها الفكر الماركسي وجدت حيّزا من الاقبال عند الفنان المغاربي محمد القاسمي ذي الميول اليسارية والمتمرد على السّلطة والواقع والتّراث وعلى كل ما يكبح جماح المبدع الهائج الذي يحتويه ويتماهى معه.

الفنان المغربي محمد القاسمي (فيفري 2003)

تنبني تجربة محمد القاسمي على آلية رئيسية وهي التمرد والنسيان وتجاوز كل البديهيات وليس غريبا أن يتبنى الفنان مقولة ابن عربي” : “لكي تكون نفسك أُمح ما كتبته وانس ما تعلمته“. من أجل تحقيق هذه الآلية الرئيسة وظّف محمد القاسمي آلية ثانوية تضمن حدوث الأولى ونتحدّث عن آلية الترحال وتلمس الأشياء وتحويلها إلى أغراض إستطيقية ومعايشة الموجودات والطوارئ بامتلاء، ليبدع في روحها. وفي هذا الاطار كان الترحال بالنسبة للفنان آليّة لمعرفة ذاته من جهةٍ أولى : إذ يعتقد الفنان أنّ لا مجال للخلق والإبداع إلاّ بعد أن يستوعب كل فرد خارطته الجينية التي تحدد حقيقة “هويته الثقافية” بمعزل عن الصورة التي يقدمها عنه غيره، فيقول مثلا :”لا يمكن لأحد أن يكون هو-هو إذا لم يتمكن من إدراك كنهه الثقافي[2]، ويؤمن الترحال، من جهة ثانية، آلية محمد القاسمي من أجل تملّك أنساق التغيّرات العالمية وارهاصاتها، فبقدر ما تبدو نواظم العالم معقّدة متشعّبة وبقدر ما يسيطر التداخل والتناقض على العناصر المكونة لهذا الواقع، يتفاعل المثقف إيجابيا مع هذه التغيرات حتى يكون قادرا على مطاوعتها وعدم التكسّر على عتبات تبدّلها والاندثار أو الانحصار بين صلابة مكوناتها . وأما الجهة الثالثة والتي يعالج من خلالها الفنان محمد القاسمي مسائله الفكرية والفنية منها تحديدا، فهي توظيف الترحال باعتباره آلية من أجل التغيير والاصــلاح، لا سيّما وأنّه أعلن بوضوح عدم اكتفائه بدور ناقل صور الواقع والمحاكي لها بطريقة أو بأخرى موضحا أنه يطمح إلى المرور إلى دور المبدع وصانع الأفكار والممارس للأبداع التصوري والشعري وما إلى ذلك من فنون شتى دأب الفنان على اتيانها دون انفصال ذاته المبدعة عن لأحد هذه الضروب الإبداعية عن ذاته المنتجة لأنواع أخرى من الفنون.

2- المنهج الغرامشي في التّصوّر الفنّي لدى “القاسمي”:

علاوة عن هذه المقاربة الماركسية في تعاطيه مع تجربته الفنية يلتقي محمد القاسمي مع الغرامشية في مستويات  عديدة يمكن حصرها في اربع نقاط:

إنّ ما تعيشه المجتمعات المغاربية من هيمنة للرأسمالية حتى يومنا هذا يشير بما لا يترك مجالا للشك إلى أن حركة المقاومات الثقافية ما تزال ترضخ لقوى تحول دون قيام فكر إصلاحي متماسك يؤسس لمشروع كامل وشامل، رغم مساعي مفكرين عديدين على غرار محمد القاسمي، من بينها تكلّس الأفكار واعتماد البديهيات كحقائق مطلقة لا تقبل المساءلة ومن أجل ذلك تحدّث غرامشي بإطناب عن ضرورة أن نسائل كل المعارف وندحض الأحكام المسبقة. وفي روح فكر غرامشي قدم محمد القاسمي أعماله التشكيلية، وهي نقطة التشابه الثانية بين المنظرين.

3- التّصدّي لمشروع التشتيت ومقاومته بالفن:

لئن انبنت تجربة محمد القاسمي في بداياته على محاولة البحث عن هويته وفيها وعلى اصرارٍ على ابتكار لغة عالمية يريد أن يعمّم استعمالها عند جميع الناس ليتواصل بها مع كل الأعراق -مما ترجم تشكيليا إلى مساحات مفتوحة عالج فيها المصور حيزاته التشكيلية بذات الأسلوب من أعلى لوحاته إلى أسفلها (أنظر عمل بدون عنوان)، فإن الرجل قد انقطع فعليا عن هذا الهاجس منذ التسعينات (الحرب على العراق) حيث تكونت لدى الرجل شديد الحساسية والفنان المتتبع لنبضات الواقع بإنصات واهتمام لا متناهيين، نظرة استشرافية لما سيؤول إليه واقع المنطقة برمتها من دمار وشتات، فهو الذي تحدث مطولا عن  تّأثّره بما تنتجه الحروب من تجزئة وتشتيت، ناقلا إلى صديقه الشاعر حسن نجمي إحساسه حول ما تعرضت إليه بغداد: “لقد أنجزت دفترا كاملا من تخطيطات كمذكرات سريعة وانفعالية لحالة الفتك والدمار، وبغداد تسكن رأسي[12].

انتقل محمد القاسمي منذ منتصف التسعينات إلى تركيز أعماله التشكيلية على مفهوم “التعبير الصرف” فجاءت أعماله لا تحكي عن الطاقة المبذولة في انتاجها بل تحدّث عن الطاقة المنبعثة منها، طاقة نضالية تروم المقاومة والصمود أمام دمار هيئت له كل الظروف  فانبعثت من أعماله الأخيرة رائحة موتين: موت في “صيغة الفرد” حاربه محمد القاسمي بشجاعة وبمفرده وهو يعلم أنه مغادر ومدرك تمام الادراك أنها حرب لا مجال لأن يشاركه فيها أحد، و”موت في صيغة الجمع” وهو الموت الأشد إيلاما لأنه لا يهدد الحياة فحسب بل يهدد الثقافات والتاريخ والمستقبل، وهو الموت مع الشتات مع سابق الاضمار، لأنه موت ضمن مشروع كامل. هذا “الموت الجماعي” كان مؤرقا لمحمد القاسمي فأعدّ كل ما يملك من سلاح فكري ساعدته في اكتسابه تجربته الطويلة وثقافته العالية وكذلك تجربته مع الدكتور والمحلّل النّفسي جليل بناي.

لم يترك الفنان “المثقف العضوي” حسب ما بيناه في بداية دراستنا مجالا فكريا إلّا وخاض فيه فكان يعالج المسائل الحارقة التي سيطرت على تفكيره وأقلقت راحة ذهنه تدوينا وتشكيلا فبعث الفنّان محمد القاسمي رسائل إلى رئيس الفيدرالية الدّولية لحقوق الإنسان بباريس دعاه فيها إلى رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وإلى الإفراج عن الصحافيين ونظّر إلى ثورة على التّعليم فقال مثلا: “أظنّ أنّنا في حاجة إلى إحداث ثورة داخلية في النّظام التعليمي وفي حاجة إلى أناس مغامرين، إلى تجارب جديدة.”[13]، إلّا أنّه وأمام كلّ هذه المظاهر السّلبية لعلاقة الإنسان “بأخيه الإنسان” كان يركّز تعبيراته ويشحنها طاقة ورسائل لمن يقرأ ويفهم. فكانت له رُؤى استشرافية إلى درجة أنّ لوحاته التّي أنتجها في مرحلة “محاولة التغيير” لم تكن مفهومة دائما في زمنية انتاجها، حيث كانت تحذّر من مغبّة أن يخرس الفنّان وصوته.

مرّ الفنان المنظر محمد القاسمي في أعماله الأخيرة التي عرضها  في صالة عرض المنار 2003، من التعّبير الملطّف المخفّف والدّاعي إلى التّسامح والسّلم والقبول بالآخر وبالاختلاف، إلى التّعبير المركّز الحامل لطاقات الرفض، والمندّد بالتشتيت وبالجبروت والهدم وتقطيع الأوصال والعنف والفصل والتّفصيل على هوى المتجّبرين المستبدين…فإذا ما تأمّلنا في أعماله الصغيرة الحجم نلاحظ أنّ المواد على غرار الحديد والزجاج والخشب والقماش قد تمّ إقحامها بطريقة تحمل الكثير من الحرفيّة والخبرة، إلا أنّ الطارئ على أعماله الصّغيرة هذه، هو الحضور المكثّف للأشكال الهندسية، على غرار الدائرة والمستطيل والمربّع والمثلّث، فحتّى المحامل اتخذت أشكالا هندسيّة مختلفة، ونعتقد أنّ هذه الأشكال الهندسية إنما تعبر عن توضّح الرؤية بالنسبة للفنان وعن حسمه في أمور شتّى كانت ضبابية بالنسبة إليه في أوقات سابقة. أمّا تنصيبته (انظر تنصيبة) ولعلها الأكثر تعبيرا -حسب اعتقدنا -عن إصرار الفنّان على الصمود والمقاومة بالفن: فهي تحمل الكثير من التعبير، بل والامعان فيه عبر عملية الفصل والوصل بين اللوحات الصغيرة المكوّنة لها وعبر اللعب على تغيير المحاور الرابطة بينها وهي كما يتضح للعيان محاور تدخل في الحيز التشكيلي وتحمل أبعادا تشكيلية عميقة غيّر الفنان في طولها وسمكها وموقعها من الأعمال المتصلة بها، كما أنّها تدخل في قراءة التنصيبة كوحدة متماسكة ومتكاملة، وعسانا نتساءل، في هذا الاطار، إذا ما كان ثمّة علاقة بين هذه التواصلات والانفصالات و”الإسمنت الاجتماعي” الذي يؤمن نفس المفارقة أو التناقض بين الانفصال والاتصال؟

تدعّمت محاولات محمد القاسمي في لمّ الشمل ومقاومة التشتيت الممنهج والتدمير والقتل عبر دعوة تشكيلية وجهها إلى المتلقي يحثّه فيها على التحرّك والانخراط في هذه الحرب ضد الموت الجماعي، فوظف في دعوته المرآة لتخدم انفتاح العمل على بعضه وعلى الخارج وعلى المتلقّي، حيث تستحيل التنصيبة  إلى قطعة من الواقع تنفتح عليه، إذ هي تمثيل وتقديم له. هكذا تكون التنصيبة “جسدا للواقع” (كما يقول هو) وامتدادا للذات المبدعة، وهنا تحديدا يمكن أن نفهم قولة محمد القاسمي الشهيرة ” جسد الكون في جسدي”.

صالة عرض المنار 2003، صورة لمحمد القاسمي وهو يضع اللمسات الأخيرة قبيل عرض تنصيبته

لا تتناقض قراءة الأعمال المكوّنة للتنصيبة على حدة، في سياقها التعبيري، عن قراءتها (التنصيبة) الشاملة أي باعتبارها عملا متكاملا، بل نعتقد أنّ الفنان كان بليغا في تنسيقه بين الشكل والمحتوى، حتى خلناه يطابق بينهما، فالشّخوص الممثّلة تبدو للمتفرّج في حالة قلق وعدم استقرار تعيش ضغطا وتوتّرا خلقها الفنان بعناية أولاها للجسد ووضعيّته وحركته وتعابيره وأبعاده الجماليّة. لقد عرف القاسمي عبر تمثيله للأجياد المتألمة والمتأملة والرافعة رأسها تضرعا أو/و كبرياء كيف يمرّر فكره، الغارق في التوتر وفي المقاومة أيضا، إلى عمق الذّات القارئة للعمل. يقول محمد نجيم عن هذه الأجساد ما يلي: “لمواجهة هذا الدمار والتخريب اختار هذا المناضل والفنّان الرّاحل للوحاته شخصيات عبارة عن هياكل كما اختار أن يضعها في عالم داكن غير محدّد المعالم[14].  يسمع المتأمل لأعمال محمد القاسمي الأخيرة الجلبة المتدفّقة من الحيّز التشكيلي فيشارك هذه الأجساد حالاتها ووضعياتها، فتتحول وحدة الفنان إلى ونس، ويستحيل صوته إلى تعويذة جماعية أو نشيد يسمعه كل من يتألّم. وبهذا المنطق يصبح الفن فعلا السبيل لكي لا تضيع الأصوات ولا تندثر حريّات التفكير والتّعبير كما نظّر الفنان إلى ذلك منذ 1995، وعمل على تحقيقه قبل أن تنطفئ شمعته الأخيرة حين صرح في نصه “من الصحراء إلى الأطلسيات”  (Du desert aux atlassides): “إنّ التّصوير هو أيضا طريقة كي لا نفقد أصواتنا، وحتى لا يخنقنا الكبريت والاستبداد والأسلحة الشيطانية.[15]

رحل محمد القاسمي تاركا موروثا زاخرا: تدوينا وتشكيلا وشعرا، مثبّتا مواقفه الشجاعة وهو مؤمن بأنه، حتّى إن غادر ساحة المعركة، فإنّ أعماله وكتاباته ستواصل حثّ المتلقيّن على إعادة النظر في مكانة الثقافة في مجابهة الاستبداد والاستعباد والهيمنة المقيتة، ولعلّنا نتساءل في هذا الإطار عن ما كانت قد تكون ردّة فعل هذا الفنّان المناضل إزاء ما يشهده العالم اليوم من ارهاب وعدوان على مناطق عديدة من “الكيان العربي” ومن ضربٍ للمقاومات بأوجهها العسكرية والأمنية والسياسية والثقافية أيضا. وعسى القارئ لمسيرة محمد القاسمي والمتمعّن فيها يسمع رجع صدى موروثه، فكأن لسان حال الفنّان يقول: أتركوا محاربة الارهابيين للعسكر وهبوا أيّها المثقفون لمحاربة الإرهاب. لأنّ مجابهة الإرهابيين غير مجدية إذا لم نواجه الارهاب، ولن يحدث ذلك عبر التأسيس لـ”عقيدة أمنية” جديدة فقط، بل وبـ “عقيدة ثقافية جديدة” غير منفصلة عن القاعدة الاجتماعية والاقتصادية أيضا…لقد قدمنا هذه الدراسة نحاول من خلالها قراءة تجربة الفنان محمد القاسمي قراءة تضاف إلى بقية البحوث التي خصت  تجربة هذا الفنان المنظّر بما تحمله من مواقف ودعاوات للصمود واستنهاض للفنانين  من أجل مقاومة التجبر والتدمير والتفتيت، فعمدنا إلى مقاربة بينها وبين الغرامشية، حيث أننا نعتقد أن محمد القاسمي كان المصور الذي رسم في روح الأديب غرامشي، متناغمين مع ما تحدث عنه جاك ديريدا حول نظرية  الكاتب الذي يسبق المصور الذي يقدم أعمالا  في روح فكره، فها هو محمد القاسمي يستلهم فكرة “المثقف العضوي” من فكر انطونيو غرامشي، ومن ثمة يدعو المثقفين للالتحاق بما تحمله “الغرامشية” من روح وجوهر وممارسة نضالية..




ملحق باللوحات

لوحة: “بدون عنوان” (سنة 1987): (تقنية مزدوجة) / 256*178صم

“بدون عنوان” 2003 محمد القاسمي – تقنية حرة على قماش 160 × 135 صم

“بدون عنوان” 2003 محمد القاسمي زيت على قماش، :160/135صم

عمل لمحمد القاسمي: تنصيبة 200×300صم صالة عرض المنار 2003



د. زينات بوحاجب، تونس، أستاذة بالمعهد العالي للفنون والحرف – قسم تصوير (جامعة صفاقس)، ناشطة في المجتمع المدني، الإهتمامات البحثية: الثقافة المغاربية بين الفكر المدون والمنتوج الفني.




الهوامش:

[1] غرامشي(انطونيو)، عن الإدريسي( لطفي)، عن موقع  الحوار المتمدن- العدد: 2903، بتاريخ  2010 / 1 / 30 –  المحور: الفلسفة، علم النفس، وعلم الاجتماع

[2]  « Nul ne peut être digne d’être lui-même sans connaitre son corps culturel». Kacimi (M.), Parole nomade, l’expérience d’un peintre, Ed, Al Manar., p.129.

[3] « A un certain moment de l’histoire, il faut avoir l’audace et l’intelligence, de mettre en crise, de violer certains dogmes pour aller au-delà d’une condition établie, figée depuis plusieurs siècles ». Kacimi (M.), Ibidem., p.61.

[4] « Les artistes (Au Maroc) sont marginalisés, prolétarisés  puisque leurs revendications n’obtiennent jamais de réponses, puisque leurs appels ne sont même pas écoutés ». Kacimi (M.), Ibid. p.69.

[5] « A un certain moment de l’histoire, il faut avoir l’audace et l’intelligence, de mettre en crise, de violer certains dogmes pour aller au-delà d’une condition établie, figée depuis plusieurs siècles ». Kacimi (M.), Ibidem., p.61.

[6] «  Le créateur, au Maroc(ou ailleurs), doit sans cesse opérer un va-et-vient entre le présent et le passé qui l’amène à transcender sa situation. ». Kacimi (M.), Parole nomade, op.cit., p.60.

[7] غرامشي  (انطونيو) عن سيّار (الجَميل)، من مقال “مفهوم المثقف العضوي ودوره في التغيير” من مجلة “العرب“، 29 ديسمبر 2007

[8] « L’art est lié organiquement à l’essence et au secret de la vie. L’artiste tire les composantes  de sa création de ses liens avec les éléments, il se meut dans l’univers épousant au plus près ses rythmes. » Kacimi (M.), Ibidem., p.90.

[9] « J’entends prendre la rue en charge, proposer à la rue quelque chose qui vient d’elle-même, prendre les évènements de la rue en charge ». Kacimi (M.), Ibidem., p 83

[10] غرامشي  (انطونيو) عن سيّار (الجَميل)، من مقال “مفهوم المثقف العضوي ودوره في التغيير” من مجلة “العرب” (المصدر مذكور)

[11]  « Mais en tant qu’artiste, par rapport à l’identité et la tradition ancestrale je ne suis pas obligé de n’être qu’un transmetteur d’idée: je veux aussi être un inventeur d’idées.». Kacimi (M.), Ibidem., p.159.

[12]  القاسمي (محمد)، مجلة إيلاف، مقال بعنوان “محمد القاسي يجعل إبداعه ضد الخراب”، (المصدر مذكور).

[13]   القاسمي(محمد)، مجلة إيلاف في حوار أجراه محمد نجيم مع الفنّان، (مصدر مذكور)

[14]  محمد نجيم، مجلة إيلاف، مقال بعنوان: “التشكيلي الذي كان يرفض الجلوس في المقاهي”، www.jehat.com

[15] « Peindre est une façon aussi de ne pas perdre sa voix, de ne pas être étouffé par le soufre. La tyrannie, les armes diaboliques ». Kacimi (M.), Parole nomade, L’expérience d’un peintre, op.cit., p.71

Exit mobile version