Site icon

فكتور تورنر Victor turner

1-حياته:

 ولد فكتور تورنرفي  28 ماي 1920 بمدينة غلاسكو الاسكتلندية من عائلة متوسطة الحال حيث كان أبوه مهندسا في الإلكترونيك أما أمه فكانت ممثلة مسرحية.

درس في مسقط رأسه حتى نال بلغ سنه 18 سنه فانتقل إلى لندن أين التحق باليونيفرستي كوليج University college  لدراسة الشعر و الأدب الكلاسيكي، لكن اندلاع الحرب العالمية بعد ذلك يسنة واحدة أجبره على ترك مقاعد الدراسة و تم تعيينه بأحد الوحدات البريطانية غير القتالية إلى نهاية الحرب. وفي هذه المدة التقى زوجته اديث تورنر Edith Turner  وتزوجا وأنجبا ولدين، وخلاله أيضا بزغ اهتمامه بالأنثروبولوجيا.

بعد أن وضعت الحرب أوزارها التحق تورنر بجامعة مانشتر ينال الماجستير في الأنثروبولوجيا و يبدأ للتحضير للدكتورا، ومكنته العلاقة الجيدة التي كانت تربطه بماكس قلوكمان رئيس قسم الأنثروبولوجيا  من الحصول على منصب باحث في معهد رودس ليفنغستون Rhodes Livingstone  وسمح له المنصب الجديد من الحصول على تمويل لدراسة قبائل ندامبو Ndembu  في زامبيا في إطار أطروحته للدكتوراه التي ناقشها سنة 1955 تحت عنوان “الإنقسام والإستمرار في مجتمع إفريقس” “Shism and continuity in an african society” والتي قام من خلالها بطرح مفاهيم جديدة في النثروبولوجيا من خلال دراسة عوامل الصراع و التوازن التي تحكم الالنظام القبلي في افريقيا.

بعد عودته عمل في جامعة مانشتر أين نشر أطروحته للدكتوراه على شكل كتاب نال شهرة واسعة كما نشر كتابين آخرين مما أهله لاحتلال مكانه هامة بين صفوف الأنثروبولوجيين الإنجليز.

في سنة 1961 حصل على وظيفة كأستاذ محاضر في جامعة ستانفورد الأمريكية بالولايات المتحدة الأمريكية لكنه لم يلبث إلا سنة واحدة عاد بعدها إلى بريطانيا حيث أصدر أشهر أعماله “طبول الحزن: دراسة في الممارسات الدينية لشعب ندامبو”  “Drums of affliction rums of afflictionالدينية لشعب ندامبو”  بريطانيا حيث أصدر أشهر أعماله “طبول الحزنالمريكية بين آخرين مما أهله لاحتلال مكانه هامة: A study of religious process among the Ndembu” وذلك سنة 1968.

 ظل تورنر يحن إلى الجو الأكاديمي الأمريكي الديناميكي والمتفتح وهو الأمر الذي شجعه على العودة إلى امريكا مرة أخرى سنة 1964 كأستاذ محاضر في جامعة كورنيل التي مولت رحلة بحثية لدراسة قبائل جيزو Gisu  في أوغندا.

في سن 1968 التحق بجامعة شيكاغو العريقة معقل الأنثروبولوجيا الأمريكية كأستاذ للأنثروبولوجيا الإجتماعية وفي هذه المرحلة ظهر اهتمامه  بالطقوس والممارسات الدينية وانتقل من الإهتمام بالمجتمعات القبلية الصغيرة إلى الإهتمام بالمجتمعات الكبرى من خلال تركيزه على دراسة الحج في المجتمعات المسيحية لمدة عشر سنوات هي مدة تدريسه في جامعة شيكاغو. بعدها انتقل إلى جامعة فرجينيا كأستاذ للأنثروبولوجيا والأديان حيث انتقل اهتمامه إلى الدراما والتمثيل والمسرح التجريبي كأحد المظاهر الحديثة للتهميش والحيادية.

توفي في 18 ديسمبر 1983.

2- مؤلفاته:

3- اتجاهاته الفكرية:

بدأ تورنر حياته العلمية متأثرا بأساتذته الإنجليز وعلى رأسهم رادكليف براون وريموند فيرث و ادموند ليش ومن هنا جاءت مقاربته للصراع والتوازن في قبيلة ندامبو بنائية وظيفية وهي التيار الطاغي آنذاك على الساحة البريطانية وحتى مفهومه للدراما الإجتماعية التي تناولها بعد ذلك لم تخل من النزعة الوظيفية.

وحتى أعماله في الأنثروبولوجيا السياسية من خلال كتابه “المظاهر الطقوسية للتحكم في الصراعات في الميكروبوليتيك الإفريقية” “Ritual aspects of conflict control in african micropolitics”       . 1966

وظهر تأثير أستاذه قلوكمان وتيار مدرسة مانشستر كبيرا خاصة في دراسته للطقوس والممارسات الدينية وعلاقتها بالصيرورة الإجتماعية.

ومن أهم العلماء الذين تأثر بهم تورنر نجد فان جينيب Van Gennep وأعماله حول “طقوس العبور” وأنها تؤدي ثلاث وظائف: الفصل ، الحياد وإعادة التكامل.

 وأن كل الطقوس يجب أن تفهم ضمن هذه الأطر ، لكن تورنر قام بنقل هذه النظرية من المستوى الفردي إلى المستوى الجمعي من جهة و بين الدور الرئيسي لمرحلة الحياد من جهة ثانية وأعطاها الأهمية القصوى.

4- اسهاماته

يعتبر مفهوم الدراما الإجتماعية Social dramas  من أهم الإسهامات التي قدمها تورنر للأنثروبولوجيا الحديثة وقد ظهرت ملامحه في دراسته حول قبائل ندامبو ثم طوره في أعماله اللاحقة.

يعرف تورنر الدراما الإجتماعية بأنها “الحلقات العامة لإنفجار التوترات الإجتماعية” أي انها النتيجة الحتمية للصراعات التي تسود المجتمعات.

ويؤكد تورنر أن المجتمعات في حالة دائمة من الصراع بين مجموع البنى التي تعمل على حفظ التوازن ومجموع البنى المضادة التي تعمل على خلخلة هذا التوازن أي بين البنية وضد البنية Structure and Anti-Structure    وأن هذا الصراع هو ما يفسر حالة القلق الدائمة التي تعانيها المجتمعات القبلية في افريقيا.

واعتمادا على أعمال فان غينيب يرى تورنر أن الدراما الإجتماعية تمر بأربع مراحل أساسية قابلة للملاحظة الإمبيريقية هي : التصدع، الأزمة، الإصلاح والتكامل :  Breach, Crisis, Redressement, Réintegration

يظهر التصدع حين يخل أحد الأطراف بواجباته ليبدأ الإبتعاد بين الأطراف  شيئا فشيئا ويتسع الصدع ليصل إلى مرحلة الإنفصال التام وهو ما نطلق عليه اسم مرحلة الأزمة التي تبدأ في الإنتشار حتى تصل إلى أقصاها لكن ونتيجة لميكانيزمات بنيوية معينة يظهر الإصلاح من خلال الوسطاء كضرورة لاستمرار البنية العامة للمجتمع ليتم بعدها إعادة إدماج الأطراف المضادة أو المهمشة في المجتمع العام وهو ما يطلق اسم التكامل حيث يتم حل المشاكل العالقة بين الأطراف والإعتراف المتبادل بمشروعية مطالبها.

ويحدد تورنر مفهوم “ضد البنية” anti-structure  بأنها الحالة التي تصل فيها الأطراف إلى مرحلة تنسلخ فيها كلية من العهد القديم لكنها في الوقت نفسه لا تندمج في العهد الجديد وهنا تكون في حالة هامشية حيادية لا تنتمي لا إلى البنية القديمة ولا البنية الجديدة.

المراجع:

 

Exit mobile version