هي البيئة الخارجية – الجغرافية والبيولوجية- المحيطة بالإنسان وثقافته. ويعرفها وينيك Winick بأنها «مجموع الظروف والمؤثرات الخارجية التي تؤثر في الإنسان».
وقد انتقد بيتس Bates التمييز بين البيئة والكائن البشري وذلك «لأن الكائن الحي والبيئة في حالة تفاعل مستمر، بحيث تتأثر البيئة بالكائن الحي والعكس بالعكس». وهذا صحيح في الواقع، كما يرى هو، إلا أنه يسلم أيضًا بأنه لابد من وجود مثل هذا التمييز.
Marshal Sahlins : the western illusion of human nature, Prickly Paradigm Press ,Chicago, 2008
هل هناك فعلا تناقض بين الثقافة والطبيعة وعقيدة الشر الإنساني؟
هذا ما يراه مارشال سالينز عالم الأنتروبولوجيا الأميركي الشهير الذي خصص لهذا الموضوع كتابه الأخير وهو بعنوان «الوهم الغربي عن الطبيعة البشرية» . نظر الفكر الغربي إلى الطبيعة البشرية على أنها سيئة في الجوهر بسبب الجشع وحب التملك اللذين يميزانها، وكذلك بسبب نزوعها الدائم نحو العنف وحب السيطرة, وذلك منذ ثيوكيديدس في القرن الخامس قبل الميلاد (وربما منذ هزيود قبل ذلك بأربعة قرون) وحتى أيامنا الحاضرة. هذه النظرة شكلت الأساس الذي بُني عليه العلم السياسي الغربي خاصة والعلوم الاجتماعية بشكل عام.
الإيكولوجيا الثقافية هي دراسة تغير الثقافة الناشىء عن التكيف مع البيئة الطبيعية.
وقد صك ستيوارد Steward هذا المصطلح في عام 1955، وهو مشتق من كلمة «إيكولوجيا» التي صكها «هيكيل» في عام 1870 للدلالة على المجموعات الحيوية.
وتعني «إيكولوجيا» في علم الحياة، العلاقات المتبادلة بين الكائنات العضوية وبيئتها الطبيعية. ويجب التمييز بين الإيكولوجيا الثقافية من ناحية، والإيكولوجيا الاجتماعية و»الإيكولوجيا البشرية» من ناحية أخرى. لأنها – على حد تعبير ستيوارد – تحاول «تفسير أصول الملامح والأنماط الثقافية الخاصة التي تميز مناطق ثقافية مختلفة». وهي لا تسعى إلى «استخلاص مبادئ عامة يمكن تطبيقها على أي موقف بيئي ثقافي».