العمل الميداني بين النظرية والتجربة

شاب من قبائل الزاندي

علي الضو*

مقدمة:

على الرغم من توفر بعض المعارف الأكاديمية حول العمل الميداني والتي تمثل نتاج تجارب قام بها العلماء في مجال الدراسات الإنسانية، والتي تعين كثيراً في إنجاح مهمة الجامع للمادة من الحقل، إلا أن التجربة العملية دائماً لها نتائجها الذاتية. فكثير من العموميات قد يتعثر تطبيقها على الواقع المعين، وكثير من الأدوات والوسائل التي يُعتقد أنها على درجة عالية من الفعالية قد تفشل جزئياً أو كلياً في أداء المهام، أو تكون عائقاً حقيقياً في إنجاز العمل.

إقرأ المزيدالعمل الميداني بين النظرية والتجربة

المنهج في دراسة المعتقدات والعادات والتقاليد

محمد الجوهري
كاتب من مصر

أولاً: في البحث عن إطار شامل

قضية المنهج في دراسة عناصر التراث الشعبي لا تنفصل عن مسألة الجمع (الذي يكفل توفير المادة الميدانية أو التاريخية.. وغيرها وتصنيفها وحفظها)، ولا عن التوجه النظري الذي يتبناه الباحث. ومع أن مثل هذا التلازم واضح ومحل اتفاق في أغلب العلوم الاجتماعية والإنسانية، إلا أنني أزعم أن هذا التلازم بين الجمع، والمنهج والنظرية أقوى وأوضح ما يكون في علم الفولكلور.

إقرأ المزيدالمنهج في دراسة المعتقدات والعادات والتقاليد

الإتجاه الاثنوميثودولوجي أو منهج الجماعة

الإتجاه الاثنوميثودولوجي أو منهج الجماعة

 د.طاهر حسو الزيباري

يتصف هذا الاتجاه مثل غيره من الاتجاهات الظاهراتية بموقفه النقدي و الرافض للاتجاه الوضعي في علم الاجتماع، و قد ظهر هذا المصطلح (الاثنوميثودولوجيا) في عام 1967 م حينما نشر العالم الأمريكي هارولد جارفنكل ، كتابه بعنوان : ” دراسات في الاثنوميثودولوجيا ” حيث صاغ جارفنكل مصطلح الاثنوميثودولوجي متأثرا ً بالفلسفة الظاهراتية ( فلسفة الظواهر ) و من ثم فقد نهض المنظور الاثنوميثودولوجي على أسس فلسفية و على مستوى من التنظير يوصف بأنه ما وراء النظرية. (أحمد،1977،ص245)

هارولد جارفنكل
هارولد جارفنكل

نبذة صغيرة عن العالم هارولد جارفنكل :

نال جارفنكل الدكتوراة من جامعة هارفارد على يد تالكوت بارسونز، و كان محور اهتمامه التنظيم الاجتماعي و خاصة في الحقل المسمى مناهج بحث الشعوب أو (المنهجية الشعوبية) الذي ساهم فيه مساهمة كبيرة و

إقرأ المزيدالإتجاه الاثنوميثودولوجي أو منهج الجماعة

الاتجاه الفينومينولوجي

الفيلسوف الالماني ادموند هوسرل
الفيلسوف الالماني ادموند هوسرل

خلفية تاريخية للنشأة :

تعرض علم الاجتماع بصفة عامة و النظرية الاجتماعية بصفة خاصة إلى الكثير من الشك و النقد من جانب الشباب من دارسي علم الاجتماع ، الذين لم يقتنعوا بما درسوه عن الوضعية و الوظيفية ، خاصة مع التغيرات العميقة التي حدثت في المجتمعات الغربية بعد الحرب العالمية الثانية و الأزمات التي مر بها العالم الرأسمالي.
و قد اتخذت هذه المقاومة لقيم المجتمع الرأسمالي الصناعي أشكالاً متعددة، فعلى المستوى السلوكي لجأ الكثير من الشباب إلى رفض هذه القيم و ما يرتبط بها من تصرفات و انسحبوا من المجتمع انسحاباً سلبياً دون أن يحاولوا إحداث تغيير جذري فيه و استبدلوا هذه القيم بقيم أخرى تتمركز في معظمها حول الغوص في الذات و التعبير عنها بحرية فكانت حركات الهيبز و جماعات العقاقير المخدرة و سواها من الجماعات.

إقرأ المزيدالاتجاه الفينومينولوجي

المنهج الأنثروبولوجي والدراسات الميدانية

عيسى الشماس

مقــدّمـة‏
قد يكون من المفيد أن نبدأ بالسؤال التالي : هل يعدّ علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) علماً؟ والإجابة عن هذا السؤال تبدو إيجابية في ظاهرها، وسلبية في ضمنيتها. فثمّة ممثّلون للعلوم (الحقيقية) يرون أنّ هناك ثغرة (عائقاً) تحول دون عضوية علم الإنسان في زمرة العلوم، وتتمثّل في تخلّفه عن ذلك العالم المهيب المسمّى بـ(العلوم الإنسانية ).‏
إنّ الواجب الذي يقع على عاتق العلوم جميعها، يتمثّل في دراسة الثوابت والمتغيّرات التي تبثّ الحياة في مجالاتها ؛ فعلم الأحياء، يدرس أشكال الحياة ومكوّناتها في العالم. وعلم الاجتماع، يركّز على دراسة اللامتغيرات، وثمّة تنافس في هذا المجال بينه وبين علم الأعراق.‏
وعندما نبدأ بالفكرة القائلة بأنّ علم الإنسان، لـه مهمّة محدّدة عليه إنجازها، وأنّ هذه المهمّة حيوية، وأنّها قابلة للتبرير عملياً، وأنّه ليس في مستطاع أي مجال من العلوم الأخرى الاضطلاع بها، حتى وإن كان ذلك مؤقّتاً. وأنّ هذا القطاع أو ذاك من علم الأحياء، يعلن اكتشافه لطريقة تمكّنه من فعل كذا وكذا – يوماً ما – فإنّ ذلك يغيّر بشكل جذري الأسلوب الذي نرى به المشكلة .‏
ومن هذا المنطلق يتمّ تمييز النزعة العلمية لعلم الإنسان، فيما يتّصل بالعلاقة بين الغاية التي يضعها علم الإنسان ذاته، وبين الوسائل التي يكتسبها في طريقه لأداء مهامه. ولكي نقترب من جوهر المشكلة، لا بدّ من مقارنة النزعة العلمية المفترضة عند (علم الإنسان) بحقيقة علمية معلومة، وذلك بغية تحديد أوجه التوافق والاختلاف، أو بالأحرى أوجه النقص التي تمنع علم الإنسان من أن يتوافق مع نموذج (علمي ). وهذا ما سنحاول مناقشته في هذا المقال .‏
أولاً- الأنثروبولوجيا بين النظرية والتطبيق‏
إذا كان علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) ليس علماً، ولا يشبه أبداً أي علم من العلوم الطبيعية (التطبيقية )، فإنّ النقاش في طبيعة هذا العلم سرعان ما ينتهي لأنّه لن يكون مجدياّ، وبالتالي لا يحقّ للأنثربولوجيا أن تدّعي بالمنهجية العلمية.‏
لكنّ الميدان هو مخبر عالم الأنثربولوجيا الثقافية – كما يقول / هرسكوفيتز /، حيث يذهب الأنثربولوجي لكي يقوم بعمله إلى موطن الشعب الذي اختاره موضوعاً للدراسة، فيستمع إلى أحاديثهم ويزور بيوتهم، ويحضر طقوسهم ويلاحظ سلوكهم العادي .. ويسألهم عن تقاليدهم، ويتآلف مع طريقة حياتهم حتى تصبح لديه فكرة شاملة عن ثقافتهم، أو يحلّل جانباً خاصاً من جوانبها. فعالم الأنثروبولوجيا، في عمله هذا، أثنوغرافي وجامع للمعلومات، يحلّلها ويربطها بمعلومات أخرى، عندما يرجع من الميدان .( هرسكوفيتز ،1974، ص 85) وفي ذلك جانب علمي تطبيقي.‏
فالأنثروبولوجيا في جانبها الميداني / التطبيقي إذن، تشكّل فرعاً من فروع الأثنولوجيا، حيث يدرس التطبيق العملي للمعلومات والأساليب الفنيّة الأنثروبولوجيا، على الشعوب التي تعيش حياة بدائية بسيطة، والتي يحتكّ بها الإنسان المتحضّر، سواء عن طريق الدراسة، أو عن طريق الاستعمار أو الاحتلال الخارجي . (كلوكهون، 1964، ص 360)‏
ولذلك، يلاحظ أنّ الدراسات الأنثروبولوجية الميدانية، نشطت بشكل واسع وازدهرت، في أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث لجأت الدول المستعمِرة، ولا سيّما (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) إلى تشجيع هذه الدراسات على الشعوب التي تستعمرها، بغية التوصّل إلى معارف دقيقة عن الأنظمة السياسية والاجتماعية السائدة عند هذه الشعوب، والتي تنعكس في أحوالها الشخصيّة والمعيشية، بما في ذلك من طقوس دينية وعادات وتقاليد، وأساليب تعاملية بين أفراد المجتمع .‏

إقرأ المزيدالمنهج الأنثروبولوجي والدراسات الميدانية