أنثروبولوجيا الدين. نائلة منصور. ٣٠ تمّوز ٢٠٢١. القبض بالمعرفة على عالم متغير وسائل. حوار مع الباحثة الأنثروبولوجية إيمّا أوبان-بولْتَنْسْكي.

الأنثروبولوجيا الدينية

إيمّا أوبان-بولْتَنْسْكي أنثروبولوجية مستعربة. بعد دراستها العربية والإسلاميات بدأت عملها البحثي كأنثروبولوجية دينية على أماكن الزيارات المقدسة في فلسطين : مقام النبي موسى ومقام النبي صالح بين عامي 1996 و2003. ثم انتقلت لدراسة العلاقات البين-دينية القائمة حول صورة العذراء وتحديداً في قرية بيشوات في البقاع اللبناني بين عامي 2005 و2008. فيما بعد، ولغاية عام 2015، بحثت في ظاهرة النساء التقويات المسيحيات، مثل ميرنا من الصوفانية في سوريا وكاترين من النبعة في بيروت. لاحقاً عملت على موضوع القبيسيات السوريات، ولكنها لم تنشر خلاصات أعمالها عن القبيسيات. بدءاً من عام 2017 وحتى الآن، تعمل على ميدان متعلق بعاملات ورشات الخياطة السوريات في «حي غربي» البيروتي العشوائي، وكذلك على كشّاشي الحمام في الحيّ نفسه. وتعمل كذلك على اللاجئين السوريين في البقاع في عمل تشاركي مع الباحثة ليلى فينييال. من الجدير بالذكر أنها ترجمت، بالشراكة مع نبراس شحيّد، كتاب تسع عشرة امرأة يروين للكاتبة السوريّة سمر يزبك، والذي صدر في ترجمته الفرنسية عن دار ستوك عام 2019. نذكر هنا من كتبها المنشورة، دوناً عن العشرات من المقالات الأخرى والفصول المشاركة في مؤلفات جماعية: الوطنية والحج في فلسطين، أنبياء أبطال وأجداد (2007) وجسد الآلام: التجارب الدينية والسياسية لامرأة متصوفة مسيحية في لبنان (2018)، ونذكر من المؤلفات الجماعية التي شاركت بالإشراف عليها: التفكر في نهاية العالم (2014)، والإيمان بصفته أفعالاً (2014). وهي تعمل حالياً كمديرة أبحاث في المركز الوطني للأبحاث (CNRS) وفي مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية (EHESS).

إقرأ المزيدأنثروبولوجيا الدين. نائلة منصور. ٣٠ تمّوز ٢٠٢١. القبض بالمعرفة على عالم متغير وسائل. حوار مع الباحثة الأنثروبولوجية إيمّا أوبان-بولْتَنْسْكي.

مسألة الثقافة الشعبية بين “أنطونيو غرامشي” و “بيير بورديو”

محمد حسن عبد الحافظ

محمد حسن عبد الحافظ
محمد حسن عبد الحافظ

– 1 غرامشي ومسألة الثقافة الشعبية

1 – 1 – الإطار المرجعي

يعالج أنطونيو غرامشي (1891-1937) مسألة الثقافة الشعبية في إطار اشتغاله بحقول المجتمع المدني Civil Society الإيطالي المعاصر. فقد اختفى مصطلح المجتمع المدني مع النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولم يعاود الظهور إلا مع غرامشي، بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها. ومع غرامشي – الذي يعتمد على بعض العناصر الواردة في فلسفة هيجل – اكتسب المجتمع المدني دلالات مفهومية جديدة نتجت عن قراءته النقدية للماركسية ولممارسات الحزب الشيوعي الإيطالي. وقد استهدف غرامشي البحث في الخصوصية التي تميز الحركات الشيوعية في المجتمعات ذات التقاليد الديمقراطية البرجوازية1. وبدا اهتمام غرامشي واضحًا بالجوانب غير الاقتصادية للمجتمع المدني، فلم يكن المجتمع المدني بالنسبة إليه كينونة منفصلة عن الجهاز القهري (الحديدي) للدولة (السلطة) فحسب؛ وإنما أيضًا عن المؤسسات الاقتصادية للمجتمع2. وقد استندت بعض التجارب التنظيرية المغاربية إلى المعنى الغرامشي لمفهوم المجتمع المدني، من حيث هو فضاء سياسي واجتماعي للنضال من أجل الديمقراطية، من أجل إعادة الدور العضوي للمثقف في مجتمعه، وهو الدور الذي رأى المثقفون أنه سُلب منهم عنوةً من قبل سلطة الدولة3.

إقرأ المزيدمسألة الثقافة الشعبية بين “أنطونيو غرامشي” و “بيير بورديو”

فرانز بواس ونقل تأويل الاختلافات البشرية من علم الأحياء إلى حقل الثقافة

فرانز بواس

 

ثمّة فكرة  سائدة في أوساط الإنتلجنسيا العالمية مفادها بأن مبحث الأنثروبولوجيا الثقافية (أو الاجتماعية؛ إذ لا فرق) هو الأصل الذي يمكن منه اشتقاق كل المباحث السائدة في الإنسانيات (أدب – شعر – تاريخ – جغرافيا – علم اجتماع – سياسة، اقتصاد… إلخ). الاشتقاق هنا بمعنى أن الأصول الأولى للمبحث المقصود في الإنسانيات يمكن معاينة بداية نشأتها بتوجيه البؤرة البحثية نحو موضوعة محددة في الأنثروبولوجيا الثقافية . وعليه؛ فإن الإحاطة ببدايات نشأة الأنثروبولوجيا الثقافية ستكون شرطاً لازماً لكل المشتغلين في حقل الإنسانيات، وفي الوقت ذاته لكل الشغوفين بمباحث الأنثروبولوجيا والثقافة.

إقرأ المزيدفرانز بواس ونقل تأويل الاختلافات البشرية من علم الأحياء إلى حقل الثقافة

الدّين والأسطورة كنظامَين مُستقلّين وَمتقاطعَين ـــ فراس السوّاح

فراس السوّاح

فراس السواح
فراس السواح

هناك حقيقة على غاية من البساطة والوضوح يتوصل إليها كل من يتأمل مسار الحياة الفكرية والروحية للبشر منذ حلول عصر الإنسان العاقل قبل مائة ألف سنة مما نعد الآن1، وهي أن تاريخ الإنسان الفكري والروحي هو في المحصلة الأخيرة تاريخ دياناته وأساطيره وسجل إبداعاته الأسطورية والدينية.‏

لقد تلقت الأسطورة أولى ضربات الفلسفة الإغريقية الفتية منذ القرن السادس قبل الميلاد، وخلال قرنين أو ثلاثة تلت، قالت الفلسفة معظم ما أرادت قوله، ولكنها ما لبثت أن تراجعت مندحرة أمام الأسطورة والدين، وغاب الفكر الفلسفي قروناً طويلة قبل أن يبعث مجدداً في أواخر القرن السادس عشر على يد فرانسيس بيكون في بريطانيا ورينيه ديكارت في فرنسا.‏

إقرأ المزيدالدّين والأسطورة كنظامَين مُستقلّين وَمتقاطعَين ـــ فراس السوّاح

المناهج الأنثروبولوجية للوقت

المناهج الأنثروبولوجية للوقت

المناهج الأنثروبولوجية للوقت:

في العقد الماضي، كان هناك العديد من المراجعات الممتازة لأنثروبولوجيا الوقت ، لذلك ليس هناك حاجة للتغطية تلك المراجعات هنا، وبدلاً من ذلك، من خلال مناقشات الوقت، سيتم الاستمرار في مصارعة مسألة الوحدة النفسية من حيث الإدراك والدورات البيولوجية اليومية ، حيث يكمن أساس كلتا القضيتين في مسألة ما هو طبيعي وغير طبيعي بالنسبة لطرق البشر لتجربة الوقت والتفكير فيه.

إقرأ المزيدالمناهج الأنثروبولوجية للوقت