مشهد 3 – القاهرة 2005
داعبت مندوبة اليونسكو “السيدة جانيت” خيالي عندما استمعت إليها بمقر الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية شتاء 2005، على خلفية بدء مشروع جمع روايات السيرة الهلالية، حيث وجهت سؤالها للحاضرين: لماذا لا تطرقون طريق الهلالية؟
أدركت أن السيدة جانيت تتحدث من منطلق اهتمام اليونسكو بطريق الحرير منذ عام 1988، هذه الطريق التي امتدت لمسافات طويلة بعيدة تصل إلى أقاصي الشرق بما يحوي من حضارات وعمران وآثار وعطر وبخور ولبان وتوابل، إلى جانب عالم ثري من الثقافة الروحية التي أنبتتها جبال الشرق السامقة. هذا الشرق لم يبخل بثرواته على بقية أنحاء العالم، فعمل على نقلها إلى أطراف بعيدة من الأرض وعبر طريق متشعبة أطلق عليها اسم “طريق الحرير”، وكان اسمًا على مسمى، فالحرير كان ولايزال من نتاج الشرق. ودار الزمن دورته، وطُمست طرق الحرير، وأصبحت أثرًا بعد عين، وكاد العالم أن ينساها.