ثقافة الفقر

أمين جوطي

تناولت العديد من الدراسات في العالم العربي مسألة الفقر، التي تعتبر أحد المشاكل العويصة التي تهدد الاستقرار الاجتماعي، إلا أن مسألة «ثقافة الفقر» لم تحظ بذات الاهتمام، على الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا المفهوم. فمنذ تقديمه في الستينيات من القرن العشرين، اهتم العديد من الباحثين الغربيين ب«ثقافة الفقر»، ويقصد بهذا المفهوم – الذي ألقى عليه الضوء الباحث «أوسكار لويس»- أن «الناس الذين يعيشون في كنف الفقر تنطبع سماتهم وسلوكهم وشعورهم بقيمتهم داخل المجتمع، إذ يتعدى الأمر مسألة الحرمان إلى الجريمة، الإدمان وفقدان القدرة على الحراك الاجتماعي…».
هذه السلوكيات وإن كانت تجعل الفقراء «يتعايشون» مع فقرهم بشكل ما، وإلى حد ما، فإنها تعمل مع الزمن على تكريس فقرهم، وكذا على استنبات ثقافة الفقر لدى الأفراد والأسرة والمجتمع. هذه الثقافة التي يرى بعض علماء الأنثروبولوجيا أنها «ثقافة فرعية تنتقل من جيل إلى جيل مع مسارات العائلة، موضحين أنها تتجاوز الاختلافات الإقليمية والقومية وقائلين إن لها أوجها شبه مشتركة بين الدول تتجسد في بنية العائلة، وهي في نظرهم تكيفات عامة لمشاكل عامة». ويتسم الأفراد المتشربون للثقافة الفرعية للفقر بمستوى طموح منخفض وبانصياعهم للقدرية وغياب مشاركتهم في الحياة العامة وعدم اندماجهم في المؤسسات الأساسية للمجتمع الأكبر… وتنتقل هذه القيم عبر

إقرأ المزيدثقافة الفقر

مقاربة معلقة امرئ القيس في ضوء المنهج الأنثروبولوجي

فريد أمعضشو

حين نستحضر امرأ القيس فإننا نكون أمام أحد أبرز وأشهر شعراء العربية، وإن لم نقل أمام أبرزهم وأشهرهم على الإطلاق. إنه يعد، كما قال المرحوم شوقي ضيف، “أباً للشعر الجاهلي، بل للشعر العربي جميعه”1. وقد وضعه محمد بن سلام الجُمَحي (ت231هـ) على رأس الطبقة الأولى من شعراء الجاهلية، يليه، في الطبقة نفسها، النابغة الذبياني، فزهير بن أبي سُلمى المُزني، ثم الأعشى ميمون بن قيس2. وكان مقدَّماً، أيضاً، لدى علماء البصرة، ولدى كثير من فُحول الشعراء العرب في الجاهلية والإسلام؛ فقد سُئل لبيد بن ربيعة العامري عن أشعر الناس، فأجاب: “الملك الضّـلّيل”؛ وهو لقب لامرئ القيس، وُسِم به لأنه كان ملكاً ابن ملك ابن ملك، قُدر له أن يعيش حياة التشرد والتنقل بين الأحياء والقبائل؛ سعياً لاسترداد مجْد أجداده، وللثأر لمقتل أبيه الذي اغتالته بنو أسد. وقيل للفرزدق، الذي كان راوية مُكثِراً لامرئ القيس: “مَن أشعر الناس يا أبا فراس؟”، فقال: “ذو القروح”؛ وهو لقبٌ آخرُ لامرئ القيس لُقب به مِن بعد التحاقه بيوستينْيانُس؛ قيصر الروم، الذي رحّب به وأكرمه وأعانه، إلى أن وشى به أحدُهم لدى القيصر، كما تقول بعض الروايات، متهماً إياه بتطاوُله على شرف ابنة مُضيِّفه وكرامة أهلها، فما كان من القيصر إلا أن ابتعث له بحُلة جميلة، لكنها كانت مسمومة، بداعي رغبته في إسعاده وإكرامه، ولما ارتداها امرؤ القيس، في يوم صائف، بدأ لحمه يتناثر، وجسدُه يتقرّح، إلى أن مات؛ فسُمي باللقب المذكور. وقال عمر بنُ الخطاب رضي الله عنه للعباس بن عبد المطلب لما سأله عن الشعراء: “امرؤ القيس سابقهم، خَسَف لهم عين الشعر”. ولهؤلاء وغيره، ممّن يُقدِّمون امرَأ القيس، مُسَوِّغاتٌ يسوِّغون بها إيثارَهم الشاعرَ على باقي شعراء العربية. قال أبو عبيدة مَعْمر بن المثنى (ت210هـ): “يقول مَن فضّله (أي امرأ القيس): إنه أولُ من فتح الشعر واستوْقف، وبكى في الدِّمَن، ووصف ما فيها. ثم قال: دَعْ ذا رغبةً عن المَنْسَبَة،

إقرأ المزيدمقاربة معلقة امرئ القيس في ضوء المنهج الأنثروبولوجي

العقائد العابرة: بحث في الأصول للممكنة للعقائد الإيزيدية

شعار الايزيدية

ثامر الغزّي[1]

مدخل:

من أكثر القضايا إشكالا وأشدّها إثارة للحساسية في العقائد النبشُ في أصول عقائدها، ولئن كان معلوما في علم الأديان المقارنة أنّه لا يوجد معتقد “صاف” لا أثر فيه لرواسب من معتقدات حافّة به حضاريا أو سابقة له زمنيا، فإنّ من شأن أتباع المعتقد أن يزعموا، غالبا، أصالة معتقداتهم وعدم وجود أيّة روافد لها، إذ من شأن ذلك، فضلا عن تلبية نخوة نفسية، إكساب ذلك المعتقد فرادة وتميّزا.

إقرأ المزيدالعقائد العابرة: بحث في الأصول للممكنة للعقائد الإيزيدية

ماهي الثقافة الرقمية؟

الثقافة الرقمية

 

 

 

يشهد العالم تحولا رقميا في الحياة بشكل عام، غير الكثير من المشهد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الحديث، وجاء ظهور فيروس كورونا ليزيد هذا المشهد انتشارا وتعميما. لذلك دعت الحاجة بأن تكون الثقافة الرقمية محور الاهتمام ومن ضمن الأولويات التي توليها المؤسسات في المجتمعات المختلفة، وذلك من أجل نشر الوعي التقني والاستخدام الأمثل لتلك التقنية في تيسير المهام والعمليات وتقديم الخدمات للمستفيدين بكل جودة وإتقان.

إقرأ المزيدماهي الثقافة الرقمية؟

عبد الله الشامخ مأخوذاً بـ «الغابة المقدّسة»

الغابة المقدسة . طقوس العبور

ريم بن خليفة

يعتبر الفيلم الإثنوغرافي مرآة الحضارات والشعوب، فهو يقدّم سينما إنثروبولوجية واقعية تتداخل بين التوثيق والصورة والبحث العلمي. وقد كان المستكشف والمخرج روبرت جيه فلاهيرتي أبّ هذا الجنس السينمائي، اشتُهر بفيلمه Nanook of the North عام 1922. في السياق الفني والمعرفي نفسه، جاء فيلم «الغابة المقدسة» للمخرج التونسي عبد الله الشامخ، الذي حصل أخيراً على جائزة أفضل عمل وثائقي طويل في «مهرجان الفيلم الإفريقي» في دالاس الأميركية.

إقرأ المزيدعبد الله الشامخ مأخوذاً بـ «الغابة المقدّسة»