“دراسات في الفكر الميثي الأمازيغي” عنوان الكتاب القيم الذي ألفه الأستاذ محمد أسوس حول الميطولوجيا الأمازيغية والذي نشر سنة 2007 بالرباط ضمن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ويتألف من 199 صفحة من الحجم المتوسط والكتاب قيم لتناوله لموضوع شائك موضوع الأساطير أو الميثات الأمازيغية،إذ أنه جمع ما تبقى من نصوص هذه الميثولوجيا الأمازيغية والتي ستكون معرضة للضياع كغيرها من مظاهر الأدب الشفهي الأمازيغي .
كثيرة هي الكتابات والدراسات، التي تناولت الحضور الصوفي الذكوري في المجتمعات الإسلامية المشرقية والمغربية، وأعطت مساحات واسعة لشخصياتها الوازنة عبر التاريخ، بل منهم من أفرد كتبا بعينها لمتصوفة وصلحاء وأولياء بعينهم، لكن، بالمقابل، ظل ال…حضور الصوفي النسائي في الدراسات والكتابات العربية قليلا جدا، بل وباهتا في أغلب الأحيان، إذ يجري إدراجهن عرضا مع أسماء ذكورية لا أقل ولا أكثر، وتظل رابعة العدوية هي الوحيدة، التي يجري ذكرها مع صلحاء وأولياء مروا عبر التاريخ الإسلامي، رغم أن الذاكرة الشعبية خلدت أسماء لم يرد ذكرها في الكتابات المناقبية، كان لها تأثير في المجتمعات، وكان لهن حضور يضاهي حضور الأولياء أو المتصوفة من الرجال.
وانطلاقا من هذا الهم البحثي الأكاديمي، وبعد إنجاز دراسة سابقة حول الولاية لدى الرجال، صادرة سنة 1999، يحاول الباحث الأنتروبولوجي المغربي، رحال بوبريك، في مؤلفه الجديد “بركة النساء: الدين بصيغة المؤنث”، الصادر، حديثا، عن “دار إفريقيا الشرق” بالدارالبيضاء، تسليط الضوء على هذا الموضوع الحساس، والكشف عن بعض تجليات الدين، من خلال حضوره النسائي في تاريخ المجتمعات الإسلامية المشرقية والمغاربية، أو تحديدا تدين النساء في بعده الصوفي والقداسي.
يمكن القول أن صدور الترجمة العربية لكتاب آرنست غيلنر “مجتمع مسلم” يمثل حدثاً ثقافياً وعلمياً ولكنه لم يحظ بعد بما يستحقه من اهتمام.
فارنست غيلنر (1925-1995) يعتبر من كبار المفكرين والباحثين في القرن العشرين، وقد ترك وراءه مجموعة كتب ترجمت إلى عدة لغات مثل “أمم وقوميات” و”حركة التحليل النفسي” و”المحراث والسيف والكتاب” و”ما بعد الحداثة والعقل والدين” و”شروط الحرية” وغيرها. ولكن من كتبه الكثيرة يبقى كتابه “مجتمع مسلم” يتمتع بجاذبية خاصـة، ومن حسن الخط أنه قد صدر أخيراً في العربية بترجمة متخصص في علم الاجتماع (د.أبو بكر باقادر) ومراجعة متابع وناقد لأنثربولوجيا الإسلام (د.رضوان السيد).
عن دار الأهلية، عمّان، صدر كتاب جديد للكاتب زكريا محمد بعنوان: (ذات النحيين: الأمثال الجاهلية بين الطقس والأسطورة). الكتاب الجديد دراسة في أديان العرب قبل الإسلام، لكن من خلال الأمثال الجاهلية هذه المرة. الاستنتاج المركزي لهذا الكتاب هو أن كثرة من الأمثال الجاهلية هي متحجرات طقسية وأسطورية، وأنه لا يمكن فهمها إلا على هذا الأساس. أما الغموض الذي تبديه هذه الأمثال ناتج عن فصلها عن قاعدتها الدينية. تقول مقدمة الكتاب: (يستطيع المرء تشبيه وضع الأمثال الجاهلية بتمثال فقد قاعدته التي نقشت عليها المعلومات الخاصة به، وبمن نصبه، وبالعهد الذي نصب فيه. فمن دون العثور على هذه القاعدة لا يمكن رد التمثال إلى أصله، ولا إلى عصره المحدد. يجب العثور على قاعدته، وإعادة نصبه عليها كي نفهمه. وكذا الأمر في ما خص المثل عموما. إذ يجب أن نعيد نصبه على قاعدته الدينية حتى نتمكن من فهمه وفهم مغزاه).
هل توجد لدى كل الشعوب والثقافات نفس الأساليب والكيفيات لتمثل مختلف عناصر الكون ومكوناته المتنوعة؟ ما مدى صوابية القول بوجود تمثلات ثقافية ذات طبيعة كونية؟ وإلى أي حد يصح تجاوز الطرح القائل بتنوع الثقافات؟
في محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة المحورية، ذهبنا في هذا البحث إلى مقاربة إشكالية “الثقافات الإنسانية والكفاءات المعرفية التي تحكم إنتاجها” بناء على منظور الأنتروبولوجيا المعرفية، وذلك اقتناعا منا بأن أي حديث عن الأنتروبولوجيا الثقافية لا يمكنه أن يتم خارج مدار نوع من المقاربة المعرفية لمكونات ومحددات هذه الأخيرة.