منهج توثيق المادة الفولكلورية

مصطفي جاد

مصطفي جاد*

كيف يمكننا توثيق المادة الفولكلورية بمنهج علمي ، وكيف يمكننا الوقوف على منهج رصين لتوثيق تلك المادة كما هو الحال في مناهج البحث الميداني في التراث الشعبي؟

واقع البحث الفولكلوري العربي بداية من منتصف القرن الماضي حتى الآن، يشير إلى أننا قد وصلنا إلى مرحلة مستقرة فيما يخص مناهج البحث والجمع الميداني ، فأصبح لدينا أدلة للجمع الميداني تميزت عن سائر الأدوات في العلوم الأخرى، كما استفدنا بمناهج الملاحظة والملاحظة بالمشاركة والمقابلة وغيرها من مناهج البحث الأنثروبولوجي التي تم توظيفها في البحث الفولكلوري. بل أصبح لدينا منهج متكامل في البحث يحمل اسم (المنهج الفولكلوري) الذي يبحث المادة الفولكلورية في مداخلها التاريخية والجغرافية والسوسيولوجية والنفسية. ومن ثم أصبح لدينا أدوات ومناهج تم اختبارها على مدى عقود وتم استخلاص نتائجها البحثية. كما ساير البحث الفولكلوري أيضاً استخدام النظرية في البحث والتحليل كالوظيفية والعوالم الفولكلورية والعبور وإعادة الإنتاج وغيرها.

وقد يعود السبب الرئيسي إلى اهتداء علماء الفولكلور العربي إلى مناهج للبحث في مجال العلم إلى أن علم الفولكلور وثيق الصلة بالأنثروبولوجيا إن لم يكن أحد فروعها كما يذهب لذلك البعض. أما توثيق العلم وتكشيف مادته فهي عملية ذات صلة بعلم الوثائق والمعلومات والمكتبات، وهو مالم يكابده الباحثون في الميدان، ومن ثم غابت الرؤية بعض الشيء عن الاستفادة بمناهج علم الوثائق والمعلومات في توثيق التراث الشعبي. ولعلنا من المفيد أن نشير في هذا السياق إلى أن التصنيف العالمي الذي وضعه ستيث تومسون للحكاية الشعبية تحت اسم (آرني- تومسون) والذي لايزال حتى الآن يستخدم على المستوى العالمي هو تصنيف اعتمد على علوم المكتبات، بل إن تومسون نفسه كان متخصصاً في علم المكتبات والوثائق قبل وضعه لهذا التصنيف. أما في المجال العربي فإن الاستفادة الكبرى من علم المعلومات ارتبطت بعمل الببلبوجرافيات المتخصصة في علم الفولكلور. فمنذ مطلع السبعينات حتى الآن تم إنجاز مجموعة من الببليوجرافيات وضعت علم الفولكلور في مكانة مميزة بين أقرانه من العلوم، ولعل آخرها وأهمها الببليوجرافية الكبرى التي تحمل عنوان (الإنتاج الفكري العربي في الفولكلور). غير أن توثيق المادة الفولكلورية الميدانية بوسائطها المتعددة باتت طيلة نصف القرن في مرحلة التنظير، واستسلمت للعديد من الرؤى الذاتية التي لم تخلص في النهاية إلى منهجية عامة وواضحة يمكن الاعتماد عليها في البحث.

ولعل حاجتنا اليوم إلى منهج في توثيق المادة الفولكلورية أصبحت أكثر إلحاحاً عن ذي قبل، فعصر المعلومات الذي نعيشه أفرز تياراً عالمياً يفرض على المشتغلين بالعلوم الإنسانية أن يتواصلوا مع غيرهم في جميع أنحاء العالم عن طريق تبادل المادة الميدانية لكل ثقافة على حدة من أجل البحث والمقارنة. كما أن أدوات التسجيل الميداني الصوتية والفوتوغرافية والمرئية أصبحت أكثر انتشاراً وأكثر دقة وأقل ثمناً. الأمر الذي جعل علماء الأنثروبولوجيا في أمريكا ينادون بمنهج في التسجيل والجمع ظهر مع نهاية التسعينات تحت اسم «الأنثروبولوجيا البصرية» يحفز الإخباريين على جمع مادتهم بأنفسهم ويصوروا ثقافتهم برؤيتهم الخاصة. وهو ما يساير التقدم المذهل الذي يفرض علينا الجديد كل يوم في مجال الوسائط المتعددة .

وقد ارتبط علم المعلومات بثلاثة مناهج رئيسية يمكن توظيفها في علم الفولكلور من أجل الوقوف على منهج في التوثيق وهي:

– علم التصنيف

– علم الاستخلاص

– علم المكانز.

وسنعرض في هذه الدراسة لكيفية استخدام هذه العلوم في توثيق المادة الفولكلورية.

1 – مناهج واتجاهات تصنيف المادة الفولكلورية:

تعد عملية التصنيف في مقدمة عمليات التوثيق. ويمكننا تعريف التصنيف بأنه «مبدأ عام لترتيب الأشياء في نظام منطقي وفقاً لدرجات التشابه، وفي مجاميع تسهل الوصول إليها. ولأن كلاً من هذه المجاميع لا تقف وحدها منعزلة عن المجموعات الأخرى، فإن نظم التصنيف يجب أن تكشف عن العلاقات التي تربط بين المجموعات المتباينة المصنفة، وإذا كانت نظم التصنيف تنطلق من مفاهيم عامة قد تشترك فيها النظم المختلفة فإنها تختلف عن بعضها في أمرين: في المعيار الذي تعتمد عليه في الانطلاق. وفي درجة التوثيق المرفق بالمادة، والتي ترتبط بالغرض من التصنيف2. وقد ارتبطت مناهج تصنيف علم الفولكلور ومواده خلال نصف القرن الماضي بعدة اتجاهات اختلفت باختلاف الهدف من التصنيف. وتنحصر تلك الأهداف إما بغرض عمل قواعد معلومات عامة يدخل الفولكلور كقسم أو كفرع فيها، أو بغرض التصنيف المكتبي لعلوم المعرفة البشرية. أما التصنيفات المتخصصة في العلم والتي وضعها رواد الفولكلور فقد جاءت إما بغرض التعريف بالعلم وموضوعاته، أو إعداد أدلة الجمع الميداني للفولكلور، وهي الرافد الأكبر لعمليات التصنيف. يضاف إلى ذلك العديد من التصنيفات التي ارتبطت بإجراء أبحاث علمية في موضوع محدد مما جعل صاحب التصنيف يطرح رؤيته لهذا الموضوع. وسنحاول في الجزء التالي قراءة تلك الاتجاهات المنهجية.

1-1 منهج التصنيف في الأرشيفات وقواعد المعلومات العامة

يحتل موضوع الفولكلور مكانة مميزة في التصنيفات العامة للعلوم تختلف باختلاف خطط التصنيف، كما تختلف من ناحية وظيفة الخطة المتاحة. وعلى سبيل المثال نجد أن موضوع الفولكلور ورد في مكنز جامعة الدول العربية3 ضمن قسم الثقافة (تحت رقم 14). ويتفرع عن هذا القسم 11 موضوعاً فرعياً حول: الحضارة والتطور الثقافي والتراث الثقافي والسياسة الثقافية والإبداع الثقافي واللغات والمطبوعات والتوثيق والترفيه والديانات. أما موضوع الفولكلور فيقع ضمن القسم الفرعي«التراث الثقافي»، الذي يشمل بدوره موضوعات: الآثار الإسلامية – الآثار المسيحية- الأدب الشعبي – الأغاني الشعبية- الأناشيد الوطنية- التاريخ الشفاهي – التراث الشفاهي– الفولكلور. ويعرّف مكنز الجامعة في التبصرة التوضيحية مصطلح «فولكلور» بأنه «دراسة كافة المواد المنقولة شفهياً بكافة أنواعها وتجميعها وتصنيفها وتفسيرها». أما الواصفات ذات العلاقة مع مصطلح فولكلور فيحصرها في موضوعات : التقاليد الشعبية – السحر – علم الأساطير – الموسيقى الشعبية – الميثولوجيا الأفريقية. وقد تتبعنا واصفات أُخر في مكنز الجامعة فوجدناها ذات صلة وثيقة بموضوعات الفولكلور، رغم عدم الإشارة لتلك العلاقة صراحة، ومنها: التقاليد الشفهية – التقاليد المكتوبة – الحكم والأمثال – الزي – الهدايا – الحرف اليدوية. أما تصنيفات الفولكلور في مكنز «أليكسو» فقد جاءت ضمن موضوع الفنون (تحت رقم 3.45) واشتمل موضوعات: الآثار الفنية – الأيقونات – الفن الديني- الفن الشعبي – الفن العامي (وهي الترجمة التي اعتمدها المكنز للمصطلح الإنجليزي Folkart والفرنسي ArtPopulaire4

كما حفلت قوائم رؤوس الموضوعات العربية ببعض المصطلحات المرتبطة بالفولكلور على نحو ما نجده في قائمة رؤوس الموضوعات العربية الكبرى التي ضمت مجموعة من رؤوس الموضوعات المرتبطة بنواحي الفولكلور مثل : آداب الحديث – آداب الرقص – آداب السفر – آداب السلوك – آداب السلوك العسكري – آداب السلوك للرجال – آداب السلوك للنساء – آداب المائدة – الأعياد – أغاني الحرب – الأمثال العامية – أمثال القرآن – الضيافة – العادات والتقاليد – الفكاهة – الفن الشعبي(وتحيل القائمة هذا المصطلح إلى استخدام رأس الموضوع “فولكلور”) – فولكلور – القصص الفكاهي – المجاملات – الموسيقى الدينية – النكت5 . أما “قائمة رؤوس الموضوعات العربية في العلوم الاجتماعية”، فقد قسمت فيها العلوم الاجتماعية إلى عشرة أقسام، وخصص قسماً مستقلاً لموضوع الفولكلور وهو القسم الثالث من القائمة .

وبالنظر لتصنيف ديوي العشري العالمي6 سنجد أنه حفل بالعديد من المصطلحات الفولكلورية الموزعة ضمن أقسامه العشرة ، حيث ورد موضوع الفولكلور صريحاً (تحت رقم 390) ضمن العلوم الاجتماعية حاملاً ثلاثة عناوين بنفس المستوى: العادات والتقاليد – آداب السلوك – الفولكلور، ويتفرع عنها موضوعات: الزي والمظهر الشخصي – العادات المرتبطة بدورة الحياة – الحياة اليومية – العادات الجنائزية – العادات العامة – آداب السلوك – الفولكلور – العادات والطقوس المرتبطة بالحرب. أما موضوعات الفولكلور الأخرى فقد تفرقت في أقسام شتى كموضوع “العلاج الشعبي” الذي يقع في قسم الطب ، والموسيقى التقليدية – الألعاب المنزلية – الأحاجي – ألعاب المهارات المنزلية – ألعاب الحظ. ألعاب الكوتشينة  – العروض التمثيلية. وجميعها موضوعات متفرعة عن القسم السابع في الخطة والخاص بالفنون.

نستطيع على هذا النحو أن نتتبع العديد من الرؤى المنهجية لعلم الفولكلور في الخطط العامة كخطة تصنيف مكتبة الكونجرس، وتصنيف الكولون، وتصنيف رانجاناثان وغيرها. إذ نلحظ أن قضايا التصنيف مرتبطة في كل منها بسياق محدد ضمن خطة ذات هدف محدد، كتوثيق الكتب أو توثيق المعلومات العامة أو العربية.. وهكذا. كما نلحظ أيضاً أن هذه التصنيفات لم تهتد لمصدر رصين لمعالجة الموضوعات، باستثناء المصادر الببليوجرافية التي تحكمها اتجاهات متعددة في المعالجة. ومن ثم جاءت تصنيفات العلم شديدة العمومية ومتناثرة في عدة مواقع. كما اتسمت رؤية العلم باتجاهات منهجية أخرى كمعالجة موضوعي الفولكلور والأدب الشعبي ضمن موضوعات التاريخ والآثار. واستخدام مصطلح الثقافة الجماهيرية كبديل عن مصطلح “الثقافة الشعبية”. ووضع مصطلح فولكلور في الدرجة نفسها مع موضوعات فرعية كالقصص والموسيقى، فضلاً عن تداخل مصطلح “فولكلور” مع مصطلح “الفن الشعبي”، والتداخل بين مفهومي التاريخ الشفاهي والتراث الشفاهي..وهكذا.

1-2 منهج التصنيف المرتبط بتعريف العلم.

وعند تتبعنا لمناهج تصنيف موضوعات علم الفولكلور التي وضعت بهدف التعريف بالعلم وحدوده خلال نصف القرن الماضي، سنلاحظ أن هناك جهوداً متعددة ميزت تلك الفترة التي ارتبطت بحركة الاهتمام بجمع عناصر المأثور الشعبي. ففي مطلع الستينات قدم رشدي صالح تصنيفاً موضوعياً لمواد الفولكلور اعتمدت مداخله الرئيسية على موضوعات: المعتقدات – العادات والتقاليد – الأدب – الموسيقى – الرقص – فنون التشكيل – فنون المحاكاة7. وكان منهجه مرتبطاً بأقسام مركز الفنون الشعبية وعمليات الجمع الميداني.

وفي نهاية الستينات ظهرت الطبعة الأولى من الدراسة العلمية للعادات والتقاليد الشعبية وقد طرحت الدراسة تصنيفاً للمادة الفولكلورية قام على ستة أقسام رئيسية هي: العادات الشعبية – المعتقدات الشعبية – المعارف الشعبية – الأدب الشعبي – الفنون الشعبية – الثقافة المادية. وكان هذا التقسيم مرتبطاً بمناهج الجمع الميداني وأدوات الجمع القائمة على إنشاء الأدلة في المقام الأول، وهو ما سنفصل فيه في الجزء التالي. كما قدم عثمان الكعاك خلال تلك الفترة مقترحاً يصنف العلم إلى ثلاثة أقسام رئيسية:  قسم الحياة المادية ويشمل: الأرض والمدينة – الغذاء والأطعمة – اللباس – المسكن – الأثاث – وسائل النقل. وقسم الحياة العقلية، ويشمل شتى ضروب الحياة الشعبية من معتقدات وآداب شعبية وفنون موسيقية وجمالية ولهجات عامية ..الخ. وقسم الحياة الاجتماعية ويشمل: عادات وتقاليد دورة الحياة8. وقد شهدت مناهج تصنيف العلم رؤى متعددة خلال عقود السبعينات والثمانينات، فقدم عبد الحميد يونس تصنيفاً آخر للعلم في ستة أقسام هي: الأدب الشعبي – المعتقدات الشعبية – العادات والتقاليد – فنون الحركة والإيقاع والمحاكاة – الموسيقى – الفنون التشكيلية والحرف الشعبية9.

ولم تتوقف حركة الاجتهادات في تصنيف العلم عند هذا الحد، حيث طرح محمد علي أبو ريان – 1985 – منهجاً جديداَ لتصنيف المادة الفولكلورية بوضع الأنواع الشعبية في صورة تبدأ بالبسيط منها لتنتهي إلى ما هو معقد أو مركب10. مستخدماً مصطلح فنون التراث الشعبي التي قسمها إلى: فنون شعبية بسيطة (وهي فنون من الدرجة الأولى ذات بعد واحد) وهي: اللهجات العامية – الفن التعليمي – الفنون القصصية الشفاهية – فنون الفطنة الشعبية اللفظية – الشعر العامي والزجل – الفن السمعي – الفن الحركي – الفن التشكيلي – فن النحت – الفن المعماري. ثم فنون شعبية مركبة (وتشتمل على أكثر من بعد واحد ومن ثم فهي فنون من الدرجة الثانية) وهي: فنون السحر والعرافة والتنجيم – الفنون الطبية – فن المناسبات الطبية – فن المناسبات الدينية – الفنون الترفيهية. كما قدم هاني العمد في الفترة نفسها اقتراحاً آخر لتصنيف العلم معتمداً على مناهج علم المكتبات ومقسماً موضوعات الفولكلور إلى تسعة أقسام: المعتقدات – العادات والتقاليد – الأدب – الموسيقى والفنون الجميلة – الطب الشعبي – الصناعات والفنون اليدوية – حملة التراث الشعبي(تراجم) – تاريخ التراث ونقده – المسح والإحصاء11. أما سيد حامد حريز فقد قدم في منتصف الثمانينات أيضاً اقتراحاً لتصنيف العادات والتقاليد من خلال ثلاثة محاور هي: الإنسان ومن حوله وما حوله12. وقد استعرض الموضوعات الفرعية لكل قسم على الوجه التالي:

 أ – الإنسان : العادات والتقاليد التي تتصل بالمواطن العربي –  بنشأته – بختانه – بصباه – بمأكله – بمشربه – بملبسه – بمسكنه – بعمله – بأسفاره – بزواجه – برجولته – بكهولته – بشيخوخته – بمماته .

ب – الإنسان ومن حوله: عادات وتقاليد تربط بين المواطن وعائلته – وعشيرته – وقبيلته – وجيرانه – وأقرانه في الدراسة – وزملائه في العمل – وزملائه في الرياضه – والقبائل المجاورة – والأقطار العربية – والعرب من غير بلده – وغير العرب (الأجانب) .

ج – الإنسان وما حوله : العادات والتقاليد التي تتصل بدورة العام – بالحيوان – بالنبات – بالجمادات .

كما ظهرت خلال نصف القرن الماضي محاولات مميزة لتصنيف موضوعات متخصصة في العلم. فقدم رشدي صالح تصنيفاً للأدب الشعبي عام 1955، وفي منتصف السبعينات علق الجوهري على تصنيف رشدي صالح قائلاً أنه لولا بعض التفاصيل الفنية الدقيقة لكان هذا التصنيف أوفي التصنيفات جميعاً وأصلحها للاستشهاد به عند جمع التراث الشعبي المصري، فهو لا يفرق بدقة – وبشكل واضح – بين ثلاثة أنواع متقاربة بعض الشيء من مواد الإبداع الشعبي هي النكتة والنادرة والقصة الفكاهية. وقدم الجوهري تصنيفاً مقترحاً لأهم الأنواع الأدبية الشعبية، والذي وضع أصلاً كجزء من الخطة المقدمة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية لمشروع بحث الفولكلور. ويعلق أحمد مرسي على تصنيف الجوهري للأدب الشعبي بأنه يصلح أساساً للبناء عليه، وذلك ضمن تحليله لمجموعة من الدراسات التي أوردت حدود الأدب الشعبي، ويشير أحمد مرسي لمنهجه في عرض تلك الدراسات بقوله «إنني سوف أستخدم هنا منهجاً تحليلياً يركز أساساً على وجهات نظر الدارسين والجامعين العرب للأدب الشعبي، محاولاً اكتشاف وجوه اتفاقهم، ومظاهر اختلافهم في النظر إلى الميدان، واضعاً في الاعتبار أن هؤلاء الدارسين والجامعين لم يكونوا منفصلين أو بعيدين عن الدراسات والمناهج العالمية الخاصة بدراسة المأثورات الشعبية (الفولكلور) عامة، والأدب الشعبي خاصة13. كما ظهرت اقتراحات جديدة في تصنيف موضوعات الأدب الشعبي، منها تصنيف عاتق بن غيث البلادي الذي أورد في تصنيفه للأدب الشعبي سبعة أقسام رئيسية هي: الشعر بأقسامه – القصة بأنواعها – الأمثال – العادات والتقاليد – أسلوب التعبير – العلوم الشعبية – اللهجات14.

وتأتي هذه الاتجاهات مرتبطة بحصر الموضوعات التي تدخل في نطاق علم الفولكلور ومواده، وقد نجد بعض الاختلافات في التقسيم والحصر والتصنيف كورود موضوع العادات والتقاليد ضمن موضوعات الأدب الشعبي. غير أن اختلاف المسميات قد نتج عنه أيضاً إشكاليات خاصة بالمصطلح وحدوده. ولعل هذا الاتجاه المرتبط بتحديد العلم وتصنيفه قد استغرق زمناً ليس بالقصير. فالجميع يتفق على حصر الموضوعات، أما تصنيفها فقد حفل بآراء شديدة التباين .

1-3 منهج التصنيف في أدلة الجمع ميدانى.

لعل أبرز التصنيفات العلمية المتخصصة لموضوعات علم الفولكلور هي تلك التي قامت على أدلة العمل الميداني وقد قاد هذا الاتجاه محمد الجوهري وتلاميذه من بعده. وكان أول دليل مصنف هو دليل دورة الحياة الذي نشر تحت اسم «الدراسة العلمية للعادات والتقاليد الشعبية» عام 1969، ومنذ هذا التاريخ توسع هذا الاتجاه للتطبيق في أدلة أخرى فظهر عام 1980 دليل المعتقدات الشعبية الذي صنف موضوعات المعتقدات في عشرين فرعـاً تدرجت من العام للخاص. ثم قدمت علياء شكري تصنيفاً مميزاً من خلال دليل الدراسة العلمية لعادات الطعام وآداب المائدة عام 1992. وفي عقد التسعينات أيضاً قدم محمد عمران تصنيفاً لموضوعات الموسيقى الشعبية مسجلاً منهجه في التصنيف بقوله أن «معياري مناسبة الأداء في صفة المؤدي يمكن أن يصلحا معاً أساساً لحصر المادة التي يمثلها النشاط الموسيقي الواقعي . أما الاسم الاصطلاحي للنوع أو للشكل الموسيقي فلن نعتمد عليه كأساس للحصر، وإنما سوف نورده في إطار المعيارين الآخرين. وفي ظل حركة الدفع العلمية لأدلة العمل الميداني قدم عبد المجيد عفيفي تصنيفاً للثقافة المادية في ستة أقسام على النحو التالي: أدوات الزراعة – الفنون الشعبية – الحرف والصناعات الشعبية  – المسكن الريفي ومنقولاته  – الزي الريفي – الطعام وأدوات تناوله15 وقد مهدت هذه الجهود الرائدة في إعداد أدلة الجمع الميداني لظهور مكنز الفولكلور الذي سنعرض لمنهجه بعد قليل، حيث أصبح المناخ صالحاً لإعداد قاعدة معلومات قائمة على أسس وخبرات امتدت نحو نصف قرن من الجهد الميداني والتحليلي لموضوعات التراث الشعبي.

1-4 منهج التصنيف في الأبحاث المتخصصة

وعند تأمل الدراسات الميدانية التي اهتمت بتصنيف فرع أو أكثر من فروع العلم ، ستواجهنا مجموعة مميزة، يأتي في مقدمتها تصنيف صفوت كمال ويشر الرومي للأمثال. وتصنيف رجب النجار للأمثال والألغاز، ثم تصنيف نصوص العديد لعبد الحليم حفني. أما موضوعات الموسيقى الشعبية فقد شهدت أيضاً جهوداً بحثية في التصنيف على نحو ما نجده في دراسة شهرذاد قاسم حول “مفاهيم التصنيف الموسيقي وإشكالاته التطبيقية” والتي عرضت لأرشيف قسم موسيقى الشعوب في متحف الإنسان بباريس، وتصنيف الفارابي للآلات الموسيقية، ونظام ساخس – هونبستل في تصنيف الآلات الموسيقية. كما شرحت نماذج البطاقات المستخدمة في توثيق الموسيقى الشعبية بباريس وبغداد، حيث اعتمد نموذج التوثيق العراقي على تطويع نظام ساخس – هونبستل في خطوطه العامة، مع الأخذ بنظر الاعتبار محاولات التصنيف الأخيرة التي تقوم بها اللجنة الدولية للمتاحف ولمجموعات الآلات الموسيقية التابعة للمجمع الدولي للموسيقى، وقد شمل التصنيف أكثر من مائة مدخل فرعي، جاء التقسم الرئيسي لها على النحو التالي:

الآلات القارعة: عن طريق تصادم جزئياتها بعضها البعض – عن طريق القرع أو الضرب – عن طريق الاهتزاز الذي يسبب تراطم الأجزاء المكونة للألة .

الآلات الجلدية: تُستخرج الأصوات عن طريق الضرب المباشر باليد أو بالمضرب – عن طريق الضرب غير المباشر – عن طريق الاحتكاك خلال عملية الدوران .

الآلات الهوائية : يتولد الصوت من خلال احتكاك الآلة بالهواء – عن طريق النفخ .

الآلات الوترية : الأوتار موازية للصندوق (فصيلة السيتار) – الأوتار تُشد بين الصندوق والذراع موازية لكليهما16 .

وفي مجال الثقافة المادية تبرز دراسة الناصر البقلوطي «نحو تصنيف منهجي لعناصر الثقافة المادية في الوطن العربي» والذي قدم خلالها للتعريفات والتصنيفات العالمية في مجال الثقافة المادية منتهياً لتصنيف مقترح لعناصرها في ثلاثة أبواب عامة :

1 – باب منتجات الفنون الحرفية، ويضم المنسوجات والخزف والخشب والمعادن والجلد والمواد الخوصية ..الخ .

2 – باب وظيفي، وترتب فيه الأزياء والمساكن وأواني التغذية.

3 – الباب الثالث مزدوج : مادي / وظيفي، ويضم الأدوات الحرفية والآلات مرتبة قطاعياً، كأدوات الزراعة وأدوات النجارة وأدوات البناء وآلات الموسيقى17. وفي إطار تصنيف الثقافة المادية أيضاً قدم ابراهيم حسين في دراسته التطبيقية على أزياء الحياة اليومية والعمل بالوادي الجديد تصنيفاً للزي في أربعة أنماط: أزياء الحياة اليومية للرجال – أزياء الحياة اليومية للنساء – أزياء الحياة اليومية للصغار (دون سن البلوغ) – أزياء العمل (للرجال والنساء). من خلال أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في موضوع الأزياء18

وقد أفادت تلك الدراسات في تيسير عمل التصنيفات الفرعية للعلم، مما جعل لدينا فرصة لربط العلاقات الموضوعية بينها.

2 – المنهج في علم المكانز :

وعلى الرغم من تعدد الرؤى المنهجية في تصنيفات علم الفولكلور فلم نجد من بين هذه المحاولات تجربة متكاملة أعدت خصيصاً من أجل توثيق المادة الفولكلورية. ولعل تعدد أغراض التصنيف كان سبباً في تعدد الرؤى. ومن ثم كان هناك فرصة رحبة للتعرف على الاتجاهات العلمية والمنهجية وإعداد قائمة موحدة يمكن الرجوع إليها في توثيق التراث الشعبي العربي. ومن هنا نشأت فكرة الاستفادة بعلم المكانز في تصنيف المادة الفولكلورية، حيث يتيح هذا المنهج رؤية المادة الفولكلورية في مداخلها المتعددة.

ويقوم مفهوم المكنز على تقديم موضوعات العلم في صورته المصنفة، ثم العلاقات التي تربط بين الموضوعات بعضها البعض مما يساعد على تجنب تكرار الموضوعات أو تشتتها. وقد صدر مكنز الفولكلور – الذي يتم تطبيقه الآن في مصر – في مجلدين:

الأول القسم المصنف : ويشمل الواصفات الفولكلورية حسب التصنيف الموضوعي لها في ستة موضوعات رئيسية هي:

1- موضوعات الفولكلور العامة.

2- المعتقدات والمعارف الشعبية.

3- العادات والتقاليد.

4- الأدب الشعبي.

5- الفنون الشعبية.

6- الثقافة المادية. وهذا القسم  يتبع التقسيم الهرمي للموضوعات من العام للخاص للأكثر خصوصية . كما رتبت الموضوعات العامة والخاصة في كل قسم ترتيباً منطقياً مما ساعد على تعرف موضوعات العلم والعلاقات الموضوعية بين الأقسام والفروع .

الثانى القسم الرئيسى: فيشمل الواصفات الفولكلورية الموجودة بالقسم المصنف فضلاً عن الواصفات غير المستخدمة. ورُتِّب ترتيباً هجائياً يُمكِّن القائمَ بعملية التوثيق من الحصول على الواصفة المناسبة للعنصر الذي يقوم بتوثيقه19، إذ يشمل جميع العلاقات التي تربط بين المصطلح ونظائره في نفس القسم والأقسام الأخرى.

وقد ارتبط مفهوم المكنز بالعديد من المراحل والتطورات في علم المعلومات والمراجع الموسوعية. حيث بدأت الفكرة مع بدايات معاجم المعاني في التراث العربي والإسلامي كالمخصص و«فقه اللغة وسر العربية». ثم تطور المفهوم في معاجم المترادفات والأضداد في الثقافة الغربية، وخطط التصنيف ورؤوس الموضوعات خلال القرن العشرين. وكان أول مكنز لغوي هو مكنز بيتر مارك روجيه -1852- بعنوان «مكنز الكلمات والجمل الإنجليزية» وفي إطار المكانز العربية هناك عدة مكانز عامة نذكر منها: المكنز الشامل للمصطلحات في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية (1979) – مكنز مصطلحات علم المكتبات والمعلومات/ محمد فتحي عبد الهادي (1980) – مكنز جامعة الدول العربية (1987) – المكنز العربي للطفولة (1992) – مكنز الفيصل في علوم الحضارة (1994) – مكنز التربية والثقافة والعلوم (ط1 ، 1977 و ط2، 1995) – المكنز الموسع/ محمود أتيم (1996). مكنز أليكسو (2002).

ومصطلح (مكنز) هو «المقابل العربي للمصطلح الأجنبي ذي الأصل اليوناني Thesauros اللاتيني Thesaurus الذي يعني المستودع أو الكنز . ولعل أكثر التعريفات تداولاً وشهرة بين المتخصصين في علم المعلومات لمفهوم المكنز Thesaurus هو التعريف الذي اعتمدته المنظمة الدولية للتوحيد القياسي InternationalStandardizationOrganization والذي يشير إلى أن “المكنز من حيث الوظيفة هو وسيلة ضبط للمصطلحات، وتُستخدم للترجمة من اللغة الطبيعية للوثائق من قبل المكشفين أو المستفيدين إلى “لغة نظام” أكثر تقييداً (لغة توثيق، لغة معلومات). والمكنز من حيث البناء هو لغة مضبوطة وديناميكية تتكون من المصطلحات المتصلة ببعضها البعض دلالياً وهرمياً وتغطي أحد حقول المعرفة20.

ونستطيع في هذا الإطار أن نضع تعريفاً علمياً لمكنز الفولكلور، وهو “قائمة بالواصفات المرتبطة بالتراث والمأثور الشعبي المصري وعلاقاتها التكافؤية والهرمية والترابطية ، ويكون ترتيب وعرض الواصفات وعلاقاتها بما يخدم بكفاية وفاعلية في تحليل محتوى المادة الفولكلورية ، وتستخدم واصفات المكنز في تكشيف واسترجاع عناصر الظواهر الفولكلورية بوسائطها المتعددة”21. ويقوم مفهوم مكنز الفولكلور على عدة قواعد منهجية على النحو التالي:

2-1  التعبير عن الواصفات

ويقصد بها التعبير عن مصطلحات العلم ، حيث تعددت أشكال الواصفات بالمكنز على النحو التالي: 1- واصفة بسيطة: (مثل الأعشاب – العطارون – العين – المهر – الوشم ..إلخ) والقاعدة في الواصفة البسيطة هي استخدام صيغة الجمع إلا إذا كان المفرد هو الشائع أو الأصل في التعبير ، أو إذا كان المثنى هو المنتشر في الاستخدام . أيضاً إذا كان المفرد يعبر عن العلم أو الفن أو النوع أو الجنس ولا يستقيم الأمر بدونه22.

2 – الواصفات المركبة : تتضمن كلمتين ، أو كلمتين بينهما رابط (مثل: أدعية الزواج – ألوان الخيل – الأزياء الشعبية – اللعب بالعصا ..إلخ).

3- الواصفات المعقدة : وتمثل هذه الواصفات جملة لغوية أو عبارة مفيدة تتشكل من عدة كلمات وأحياناً من عدة صيغ لغوية . (مثال : زفة سبوع المولود – موسيقى أغاني الحصاد ..إلخ).

2 – 2 الرموز الدالة

ترتبط رموز المكنز بمنهج موحد في المكانز العالمية والعربية، والرموز تتألف عادة من أرقام أو حروف أو كلاهما معاً. ويرتبط الرمز الرقمي بالتصنيف الهرمي للموضوعات. وقد ارتبطت الموضوعات الستة في مكنز الفولكلور بالأرقام من 1 إلى 6 كما عرضنا. وكل موضوع يتم تفريعه من العام إلى الخاص إلى الأكثر خصوصية. فالعادات والتقاليد تحتل (الرقم 3). وعادات الميلاد (3-01)، وعادات الحمل (3-01.01)، وعادات الوحم (3-01.01.07).. وهكذا. أما الرموز التي تضبط كل مصطلح فهي: (ت و)  تبصرة توضيحية Scopenote يذكر فيها شرح مختصر للمصطلح أو طريقة استخدامه. (م ش)  المصطلح الأشمل وهو أعم وأعلى من المصطلح الأعرض والمصطلح المذكور. (م ع)   المصطلح الأعرض  BroaderTermأي أعم أو أعلى من المصطلح المذكور. (م ض)  المصطلح الأضيق  NarrowerTermأي أكثر تخصصاً من المصطلح المذكور. (م ت)  المصطلح المتصل  RelatedTermالذي يشير إلى الترابط أو الاتصال بين مصطلحين أو أكثر غير العلاقات المشار إليها سابقاً. (س ل)  أي مستخدم لـ  Usedforويرمز للمصطلحات  التي  يحال منها إلى المصطلح المستخدم. (ا س)  بمعنى استخدم Use ويرمز للمصطلح غير المستخدم ، حيث يشير إلى استعمال مصطلح آخر مستخدم.

2-3 قاعدة المعلومات الإلكترونية

لعل الجزء المكمل لمنهج المكنز هو إعداد قاعدة معلومات إلكترونية متخصصة له حتى يتسنى تطبيقه. فبدون قاعدة معلومات يبقى المكنز في مرحلة التنظير. وهناك العديد من قواعد المعلومات الكبرى التي يمكن أن تستوعب ملايين العناصر التي ترد تحت مصطلحات المكنز. غير أن المادة الفولكلورية هي مادة مرتبطة بالوسائط المتعددة multimedia والتي تستوعب الصورة والصوت والفيلم والنص المدون. ومن ثم فإن قاعدة المعلومات يجب أن تكون من القوة بحيث تساير منهج المكنز واتساعه. وقد عكف مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية على إعداد قاعدة معلومات متخصصة تحوي جميع واصفات المكنز، و تم اختبارها عملياً. وعليه فإننا الآن نملك قاعدة معلومات مخصصة لتوثيق مواد الفولكلور. كما قام المركز بالمبادرة الأولى في تطبيق هذا المكنز، حيث اختبر باستخدام حواسب إلكترونية ذات قدرات عالية وفائقة السرعة مثل برنامج  Oracle 9Iالذي يتيح استيعاب ملايين العناصر المدونة والمصورة والمرئية والصوتية، واسترجاع المادة الفولكلورية من جميع الأوجه (الموضوع – المكان – الزمان – جامع المادة – الإخباري..إلخ)، فضلاً عن إنشاء موقع متخصص على شبكة الإنترنت يتيح للمستخدمين في أي مكان في العالم الاستفادة من المادة الفولكلورية، كما يتيح لهم تزويد المكنز ببعض المواد أو الواصفات التي يرغبون في التعامل معها. وتأسست فكرة البرنامج على مبدأ أن يقوم المستفيد من مكنز الفولكلور باسترجاع المادة عن طريق طرح الأسئلة التي قد تتباين بدورها بين العام والخاص والأكثر خصوصية. وإذا كان منهج الإدخال والاسترجاع يقوم على التعرف على المادة موضوعياً (مثلاً : أغاني التهنين 4-11.01.07)، فهو يتيح أيضاً التعرف عليها جغرافياً (أغاني التهنين في القليوبية)، وزمنياً (أغاني التهنين في القليوبية في التسعينات). ويتسع العمق الزمنى للمادة الفولكلورية بحيث يستوعب المواد التراثية (مثال: عادات الزواج في القرن السادس عشر). فضلاً عن بيانات الرواة والإخباريين، وبيانات الجامعين، وبيانات مدخل المادة، والبيانات التي تتيح مادة ببليوجرافية عن الموضوع المراد البحث فيه… وهكذا. ولايستغرق الحصول على المادة الفولكلورية على هذا النحو – في مرحلة الاسترجاع – سوى ثوان معدودات. أما مرحلة إدخال المادة على الحاسب فهي التي تحتاج إلى جهود مضنية وعمل متواصل من التدريب على توثيق المادة، وإجراء عمليات الاستخلاص والتكشيف والتدوين.

2-4 تحديث المكنز

يدخل في منهجية إعداد مكنز الفولكلور عملية “تحديث المكنز” وهذه العملية مرتبطة في الأساس الأول بالتطبيق العملي للمكنز، حيث قد تصادف عمليات التطبيق غياب بعض المصطلحات أو تعديل البعض الآخر “فالإجراءات الخاصة بإعداد المكانز وتحديثها عادة ما تستند إلى أسس عملية، واضعين في الحسبان أنه ينبغى أن يكون كل من المكشفين والمسؤلين عن عمليات إجراء البحث والاستطلاع قادرين على ترشيح المصطلحات الجديدة، كلما دعت الحاجة إلى مصطلح مناسب للتعبير عن فكرة ما. وعادة ما تنطوى مراجعة المكنز وتحديثه على إضافة المداخل أو المصطلحات الكشفية الجديدة. وحذف بعض المصطلحات الكشفية (التي ثبت أنها غير مفيدة). وكذا تفريع بعض المصطلحات الكشفية إلى عدد من المصطلحات الكشفية الأكثر منها تخصيصاً. وقد يحتاج التحديث إلى تعديل تعريف أو تحديد أو استعمال بعض المصطلحات الكشفية، أو إدخال تعديلات، بالإضافة أو الحذف في العلاقات التفريعية وإضافة أوحذف بعض علاقات الترابط أو النسب بين المصطلحات.

ويوصي المعهد الوطني الأمريكي للمواصفات المعيارية (ANSI) بأن تتجمع كل طلبات إدخال التعديلات، حيث تراجع من جانب لجنة التحرير الخاصة بالمكنز أو أحد المعجميين. ومعايير قبول المصطلحات الجديدة وإقرار العلاقات الجديدة في لغة التكشيف، هى نفسها التي اتبعت في بناء المكنز الأصلي23. ونشير في هذا السياق إلى أن بناء مكنز الفولكلور قابل لإضافة آلاف المصطلحات الجديدة دون الخلل ببنيته التصنيفية، ومن ثم فإن عملية التحديث والحذف والإضافة ستتم خلال عمليات الجمع والتوثيق، على أن تصدر كل خمس سنوات – مثلاً – طبعة جديدة تضم التعديلات والإضافات المقترحة .

2-5 إشكاليات تطبيقية في توثيق المادة الفولكلورية

هناك إذن خصوصية في تصنيف وفهرسة المادة الفولكلورية تختلف عن تصنيف المواد الأخرى ، وهذه الخصوصية تعود إلى أن المادة الفولكلورية تعتمد على الجمع الميدانى باستخدام أكثر من وسيط: الكاسيت – الكاميرا – الفيديو – النص المدون.

وسنعرض هنا لواحدة من الصعوبات التي تشكل تلك الخصوصية، تلك المرتبطة بالمادة التي تم جمعها باستخدام الكاسيت Cassette إذ من المعروف أن هذا النوع في علم الفهارس يتسع لأعمال فكرية متعددة “ فقد تشتمل على قطعة موسيقية أو مجموعة من المؤلفات الموسيقية، كما أنها قد تشتمل على أغنية أو أغاني أو على خطب سياسية أو دينية أو اجتماعية، وقد تشتمل أيضاً على مجموعة كتب أو قصص سواء للكبار أو الصغار أو مجموعة إرشادات أو محاضرات علمية أو قصائد شعرية. كما قد تشتمل على أصوات حيوانات أو طيور أو على أصوات بعض الظواهر الطبيعية كأصوات الزلازل والرعد والأمطار والرياح أو أصوات أدوات وأجهزة ومعدات مثل أصوات محركات السيارات أو الطائرات وغيرها24. وهناك نظم وتقنيات لفهرسة تلك المواد، غير أن الاختلاف في فهرسة المادة الفولكلورية المسجلة على كاسيت يعود لسببين رئيسيين :

الأول : أننا أمام مادة غير تجارية ومن ثم فهي لا تحوي معلومات جاهزة لاستخدامها في عمليات التصنيف أو الفهرسة. إذ أن الباحث في ميدان الفولكلور يقوم بمقابلة بعض الإخباريين ليجمع معلومات عن عادات الزواج – مثلاً – أو معتقدات حول الأولياء أو آداب المائدة..الخ وعند الانتهاء من تسجيل المادة يقوم الباحث بتدوين بعض المعلومات الخاصة بها على الشريط، وهي في الغالب معلومات مبدئية عن المادة، لكن المعلومات التفصيلية لا يتسع لها الشريط أو الغلاف. وعلى سبيل المثال فإن بيان المسؤولية هنا هو الإخباري أو الراوي الذي تم التسجيل معه، ولا يكفي أبداً أن يُذكر اسمه فقط حيث أن بحث المادة الفولكلورية يحتاج إلى بيانات كافية حول هذا الإخباري، حتى يتسنى للباحث أن يعود إليه لاستكمال بعض المعلومات أو تفسير المادة الفولكلورية التي يقولها، وذلك من خلال بيان الحالة كالسن والديانة والموطن الأصلي والحالة الاجتماعية وخبراته السابقة ..الخ، ومن ثم فإن فهرسة المادة على هذا النحو ستجعلنا أمام بطاقة جديدة ذات عناصر متخصصة أقرب لفهرس التراجم، كما يدخل في الأهمية إلى جانب الإخباري بيانات عن الباحث الذي قام بجمع المادة الميدانية وسيرته العلمية، وهي في النهاية معلومات تعطي دلالة على دقة المادة التي تم جمعها من خلال التعرف على القائم بعملية الجمع وخبرته الميدانية، كما تشير أيضاً إلى إمكانية العودة لجامع المادة للمزيد من المعلومات.

الثانى: يتعلق بمنهجية تصنيف المادة التي يحويها الشريط، فنحن إذا كنا نتعامل مع نماذج الكاسيت التقليدية بأن نضع الشريط في إطاره الموضوعي المناسب: أغان – خطب – قصص – شعر.. الخ فإن الكاسيت الذي يحوي مادة فولكلورية لا نستطيع تصنيفه في إطار موضوعي واحد أو اثنين أو ثلاث، إذ اننا امام مادة يقوم شخص – الإخباري – بسردها دون أن نضع له أي قيود في هذا السرد اللهم في ضبط الحوار الذي يكون الجامع مسؤلاً عنه حتى لا يتشتت الإخباري في سرد موضوعات شخصية .

فإذا تصورنا مثلاً أن باحثاً يقوم بجمع مادة فولكلورية حول موضوع عادات الزواج، فإن الإخباري في هذه الحالة سيروى له العادات المرتبطة بالزواج، وقد يسرد معلومات حول بعض المعتقدات السحرية المرتبطة بالظاهرة، وقد يمد الباحث ببعض الأغاني الشعبية حول الزواج، وقد ينتهي إلى رواية بعض الحكايات الشعبية، فضلاً عن موضوعات أخرى – تقترب من أو تبتعد عن موضوع الزواج – غير أن الباحث لا يستطيع أن يغلق التسجيل بحجة أن الإخباري قد خرج بعض الشيء عن الموضوع أو تناول موضوعات أخرى، إذ أن هذه الموضوعات قد تكون على درجة من الأهمية بحيث لا نتمكن من جمعها في المستقبل. وقد يسرد الإخباري وصفاً تفصيلياً حول زي العروس والتبرك بالأولياء ..الخ. وهكذا نكون أمام مادة ميدانية غزيرة بحكم نوع المادة الفولكلورية نفسها وبراعة الجامع في إدارة الحوار، غير أننا في نهاية عملية الجمع وانتهاء الرحلة الميدانية التي ربما تستغرق عدة أيام أو أسابيع أو أشهر، يقوم الباحثون بعدها بإيداع المادة الميدانية بأرشيف الفولكلور، ثم يأتي دور القائم بالتوثيق، حيث تكون الحصيلة ثلاثون شريطاً في محافظة مطروح أو قنا – مثلاً – وفي هذه الحال لا يمكننا أن نتعامل مع الثلاثين شريطاً صوتياً بالطريقة التقليدية في التوثيق، فهي لا تمثل هنا ثلاثون موضوعاً، بل إنها في الواقع قد تمثل أكثر من ثلاثمائة موضوع. ففي المثال السابق الذي يتحدث فيه الإخباري عن موضوع الزواج، نجد أن الشريط الواحد قد اشتمل في واقع الأمر على الموضوعات التالية : المعتقدات الشعبية حول السحر – المعتقدات الشعبية حول الأولياء – اختيار الشريك – الخطبة – الشبكة – الزفاف – الدخلة – الحكايات الشعبية – أغانى الزفاف – زى العروس. ولا سبيل للوصول إلى هذه الموضوعات والعلاقات التي تربطها بعضها  البعض سوى باستخدام أداة موحدة للتوثيق كمكنز الفولكلور، حتى يتسنى توثيق المادة واسترجاعها بالأسلوم العلمي الأمثل.

3 – منهج الاستخلاص في توثيق المادة الفولكلورية :

إذا اتفقنا على منهج موحد لتوثيق المادة الفولكلورية تحت رأس موضوع ورقم موحد ودال، فإن الخطوة التالية في التوثيق هي منهجية عرض المادة الفولكلورية. فهل سنقدم المادة الفولكلورية في صورتها الخام ؟ .. بمعنى : هل سنقدم جميع ما يسرده الإخباري دون ضبط؟.. هل ندخل جميع الصور الفوتوغرافية التي ترد للأرشيف – مع تصورنا أننا نملك هذا الأرشيف؟.. هل جميع ما قمنا بتصويره بالفيديو سيتم عرضه كما هو دون أي تدخل منا؟. واقع الأمر أننا مطالبون في عملية عرض المادة الفولكلوية باستخدام منهج من شأنه أن يقدم هذه المادة صالحة مباشرة للبحث والتحليل العلميين. ومن ثم فنحن في حاجة لاستعارة المنهج المتبع في علم الاستخلاص، كما استعرنا من قبل منهج علم المكانز. مع توظيف هذا كله في إطار علم الفولكلور.

ويعرف مفهوم الاستخلاص في علم المعلومات بأنه «التحليل من أجل تقديم أهم ما تشتمل عليه الوثائق من معلومات مناسبة. والاستخلاص لغة استخراج الوثائق لشيء ما. والاستخلاص اصطلاحاً فن استخراج أكبر قدر من المعلومات المناسبة من الوثيقة والتعبير عنها بأقل عدد من الكلمات25. وفي مجال علم الفولكلور فإن الوثائق المشار إليها هي المادة الفولكلورية الميدانية، ومن ثم فإن استخلاص العناصر الممثلة للمادة هو القراءة المتعمقة لها ثم رصد ما تحويها من عناصر بحيث تعبر بصورة علمية عن مضمون ما جاء على لسان الإخباري. ويرصد علم الاستخلاص مجموعة من القواعد الدولية ، والتي يأتي في مقدمتها: تجنب الجمل الطويلة وأن الجمل ذات الإثنى عشر كلمة هي مستخلص صالح للقراءة، على أن تكون هذه الجمل متماسكة بعيدة عن الكلمات المضللة، مع التركيز على أن يعكس المستخلص الأفكار التي وردت بالوثيقة والهدف منها.

وعند التصدي لهذه العملية ينبغي مراعاة أن استخلاص العناصر يشمل جميع ما ورد على لسان الإخباري وليس العناصر الرئيسية فقط كما هو الحال في منهج آرني تومسون، أي أن المعلومات التي ترد في العناصر الشارحة توازي المعلومات التي وردت على لسان الإخباري تماماً. وهو ما جعلنا نؤكد على عبارة العناصر الممثلة وليس العناصر الرئيسية. وهذا الأسلوب يحتاج بداية إلى خبرة عالية بالمادة الفولكلورية التي تم جمعها من الميدان، فضلاً عن الخبرة في استخلاص العناصر التي تشمل تلك المادة، إلى جانب صياغة منهج موحد مكتوب يتفق عليه يشرح أسلوب التعامل مع المادة الميدانية وتحويلها إلى عناصر ممثلة، إذ نقوم بتوثيق الأفكار التي تشتمل عليها المادة الفولكلورية، بحيث ينتج لدينا نصاً موازياً للمادة الميدانية. وسوف نستفيد من هذا المنهج في إطار علم الفولكلور بالتدريب على عمل استخلاصات للمادة الفولكلورية، بحيث تتخذ شكل النصوص الممثلة للمادة كما سيأتي شرحه.

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن لكل نص ميداني الأسلوب الذي يناسبه في الاستخلاص، ومن ثم فإن مواد العادات والمعتقدات بصفة عامة هي أكثر المواد التي يتناسب معها أسلوب الاستخلاص، أما مواد الإبداع الشعبي فهي تختلف في تكشيفها تبعاً لنوع كل مادة. فالمواد الإبداعية كالأمثال والأغاني والألغاز تدون كما هي دون أي تدخل. أما الحكايات الشعبية تخضع لمنهج تومسون وهو يساير مفهوم الاستخلاص ولا يتعارض معه. أما المواد النثرية كالعادات والمعتقدات ووصف الالات الموسيقية والحرف.. إلخ. فجميعها تخضع لمنهج استخلاص النص. هذا بالنسبة للمادة المدونة. أما المواد المصورة والمرئية فلها تقنياتها المختلفة التي تناسبها، وهي من أشق العمليات في الإعداد لاستخلاصها، ولعل أهم الخطوات في إعداد المادة المرئية هو استخدام تقنيات المونتاج (ضمن برامج (الأدوب بريميير AdobePhotoShop )، وضبط الصور الفوتوغرافية ضمن برامج (الفوتو شوب PhotoShop)، وتقنيات الصوت ضمن برامج (الويف wave). وتعد المادة المصورة من المواد الأساسية والمهمة في وسائل عرض عناصر المأثورات الشعبية ضمن منظومة الوسائط المتعددة، ويكاد يكون لكل موضوع فولكلورى جانبه المصور الذي يضيف له بعداً جديداً في العرض. وعلى الرغم من أن التصوير مرتبط دائماً بالعناصر التشكيلية والثقافة المادية والحرف الشعبية، فإننا نرى أن معظم الممارسات الفولكلورية ترتبط دوماً بالعنصر المصور.

وتحتاج عملية إعداد المادة المصورة بداية إلى حرفية تقنية في التقاطها، بحيث تمثل الموضوع المراد التعبير عنه على نحو ما نجده في مكنز الإتنوفوتو بباريس، والذي يقوم على تحليل عناصر الصورة. كما تدخل هنا تقنيات الوسائط المتعددة في ربط النص والصورة والحركة والصوت في مستخلص موحد تحت موضوع موحد، على أن تتخذ المادة الفولكلورية في صورتها الموثقة الشكل الموسوعي التالي :

التفاؤل بالأشخاص 2-15.33.07 عند الارتباط بالزوجة يزيد رزق الزوج عشر جنيهات فيقال لها قدم السعد . كما يطلق على الشخص الذي يأتي للبيت ويأتي معه الخير أنه قدم السعد، وهناك شخص مشهور بالبركة. وبالنسبة للمولود الجديد، هناك من يكون قدمه “ناشف” ويرتبط بذهاب الرزق (يقال قدم الفقر)، وهناك ولد قدمه بخيت أو بنت بخيته (يقال قدم السعد)، وهو عادة ارتباط قدوم الطفل بحدث سعيد – زواج مثلاً – أو انقضاء مصلحة ما، ومولد طفل يوم عيد – عيد الميلاد مثلاً – يعد من الأيام المباركة التي تدعو للتفاؤل بقدوم هذا الطفل . (عبد الستار سعيد حامد – قنا، جرجوس، مركز قوص – 65 سنة – متزوج – له ثلاثة أبناء : موسى، عبد العظيم (مدرسان)، زليخة – موظفة)

هذه المادة تم معالجتها من لغة الإخباري للغة الاستخلاص. وتحتل على شريط الكاسيت حوالي 14 ثانية، والإخباري يدلي بهذه المعلومات ضمن روايات متعددة في التراث الشعبي. والهدف هنا أن نستخلص المادة، ونضعها في إطارها التصنيفي في المكنز، للعرض والتحليل على هذا النحو حيث تتيح قاعدة المعلومات الإلكترونية بقية الوسائط المتعددة لهذه المادة. كما تتيح الإطار الجغرافي والزمني لها.

خلاصة :

ما أردنا طرحه في هذه الدراسة أن عملية توثيق المادة الفولكلورية تحتاج إلى منهج موحد حتى لانكرر أنفسنا، وحتى نستطيع الاهتداء إلى منظومة لحفظ ذاكرتنا العربية من خلال محاور ثلاثة :

– رأس موضوع موحد يحمل رقماً من خلال أداة رئيسية كمكنز الفولكلور

– إعداد المادة الميدانية واستخلاصها في منهج موحد أيضاً حتى تكون قابلة للاسترجاع والتحليل

– قاعدة معلومات كبرى تستوعب هذه المادة بوسائطها المتعددة

وأظن أننا قد بدأنا في تحقيق هذا الحلم – على المستوى المحلي– ونشرع الآن في تحقيقه على المستوى العربي . ويبقى أن يتدرب الباحثون على استخدام تلك الأدوات حتى نمتلك أرشيفاً علمياً مؤسس على منهج رصين.

المراجع

1 – أنظر : دورسون ، ريتشارد. نظريات الفولكلور المعاصرة / ترجمة محمد الجوهري ، حسن الشامي .- الإسكندرية : دار الكتب الجامعية ، 1972 .- 183ص .- ( مكتبـة التراث الشعبي؛ 3)._ صدرت طبعة جديدة مع تطبيقات ميدانية بعنوان: النظرية في علم الفولكلور : الأسس العامة ودراسات تطبيقية ، 2003

2 – حسن الشامي . نظم وأنساق فهرسة المأثور الشعبي .- المأثورات الشعبية .- س3،ع12(أكتوبر 1988) .- ص 79

3 – أنظر : مكنز الجامعة : مكنز ثلاثي اللغات : العربية ، الإنجليزية ، الفرنسية / جامعة الدول العربية . الأمانة العامة . مركز التوثيق والمعلومات . – ط1 (العربية) .- تونس: المركز ، 1987 .- 2مج . – تم تعريبه عن مكنز UNBIS (UnitedNationBibliographicSystem)

4 – أنظر : مكنز أليكسو : مكنز عربي ثلاثي اللغة . – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم  ALECSO ، 2002 . – (ثلاثي اللغة : عربي ، إنجليزي ، فرنسي ، وعُرّب عن مكنز اليونسكو UnescoThesaurus)

5 – شعبان عبد العزيز خليفة، محمد عوض العايدي. قائمة رؤوس الموضوعات العربية الكبرى : الدراسة. – الرياض : دار المريخ للنشر، 1985.

6 – أنظر : تصنيف ديوي العشري : طبعة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. الكويت : شركة المكتبات الكويتية، 1984) .

7 – أنظر : احمد رشدي صالح. فنون الأدب الشعبي .- ط1 .- القاهرة: دار الفكر، 1956، 2مج (146، 183ص)

8 – أنظر : عثمان الكعاك . المدخل إلى علم الفولكلور , – بغداد : وزارة افرشاد ، 1964 . – 57 ص . – (السلسلة الثقافية)

9 – عبد الحميد يونس.الأرشيف : تصنيف المواد الفولكلورية . – دراسة غير منشورة ، [1982] ، ص1

10 – أنظر : محمد على أبو ريان. تصنيف التراث الشعبي ومدى ارتباطه بالعلوم الإنسانية.- ص283-336.- في : ندوة التخطيط لجمع ودراسة العادات والتقاليد والمعارف الشعبية، 13-17 يناير 1985.- الدوحة: مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية، 1984.- (سلسلة ندوات التخطيط لدراسة التراث الشعبي لمنطقة الخليج والجزيرة العربية؛ 3)

11 – أنظر : هاني العمد. في التراث الشعبي وإشكالية تصنيفه.- المأثورات الشعبية.- ع2(أبريل-مايو-يونيو 1986)

12 – أنظر : سيد حامد حريز . تصنيف العادات والتقاليد الشعبية .- المأثورات الشعبية .- س3،ع12(أكتوبر 1988)

13 – أنظر : أحمد مرسى . الأدب الشعبي العربي : المصطلح وحدوده .- الفنون الشعبية .- ع21 (أكتوبر- نوفمبر- ديسمبر 1987).- ص22

14 – أنظر : عاتق بن غيث البلادي . الأدب الشعبي في الحجاز . –  [مكة] : دار مكة للطباعة والنشر ، 1982 . صـ3-7.

15 – أنظر أدلة جمع التراث الشعبي التي صدرت في الفترة من 1969 حتى 1997 :

v   محمد الجوهرى (وآخرون). الدراسة العلمية للعادات والتقاليد الشعبية. الجزء الثالث، دليل العمل الميدانى لجامعي التراث الشعبي.- الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية: 1992.- 200ص.- (صدرت ط1 عن: مكتبة القاهرة الحديثة، 1969) .

v   محمد الجوهري. الدراسة العلمية للمعتقدات الشعبية: .- الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية.، 1992 .- 2ج    v علياء شكري. الدراسة العلمية لعادات الطعام وآداب المائدة . الجزء الرابع . دليل العمل الميداني لجامعي التراث الشعبي .- الإسكندرية : دارالمعرفة الجامعية ، 1993 .-238ص.

v   رجب عبد المجيد عفيفي ، محمد الجوهري. الدراسة العلمية للثقافة المادية الريفية. الجزء الخامس من دليل العمل الميداني.- الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1993.- 323ص.

v   محمد عمران. الدراسة العلمية للموسيقى الشعبية . الجزء السادس، دليل العمل الميداني لجامعي التراث الشعبي.-الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1997.- 293ص.

16 – أنظر : شهر زاد قاسم حسن . مفاهيم التصنيف الموسيقي وإشكالاته التطبيقية .- المأثورات الشعبية .- س3،ع12(أكتوبر 1988)

17 – أنظر : الناصر البقلوطي . نحو تصنيف منهجي لعناصر الثقافة المادية في الوطن العربي .- المأثورات الشعبية .- س3،ع12(أكتوبر 1988)

18 – أنظر : إبراهيم حسين. الأزياء الشعبية في الوادي الجديد / إشراف علياء شكري، محمد الجوهري. صفوت كمال .- القاهرة، 1992 .- أطروحة (ماجستير) – أكاديمية الفنون – المعهد العالي للفنون الشعبية.

19 – أنظر : مكنز الفولكلور .- 2مج .- المجلد الأول (القسم المصنف). المجلد الثانى (القسم الرئيسي) . – ط1 . – القاهرة : المكتبة الأكاديمية ، ومركز توثق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية ، مج1(2006) – مج2 (2008) .

20 – محمود أحمد إتيم (إشراف) . الدليل العملي للتحليل الموضوعي والتكشيف . – تونس : مركز التوثيق والمعلومات، جامعة الدول العربية ، 1987 . – 223ص .– (سلسلة الأدلة العملية ؛2)، ص30 .

21 – مكنز الفولكلور ، مرجع سابق ، ص25

22 – راجع قواعد التعبير عن موضوعات الأوعية وأشكال رؤوس الموضوعات في : شعبان عبد العزيز خليفة، محمد عوض العايدي. قائمة رؤوس الموضوعات العربية الكبرى : الدراسة. – الرياض : دار المريخ للنشر، 1985. – صـ 22 . أنظر أيضاً : شعبان خليفة . فزلكات في أساسيات التحليل الموضوعي ورؤوس الموضوعات . – الجيزة : المؤلف ، 2002.

23 – حشمت قاسم . مدخل لدراسة التكشيف والاستخلاص . – القاهرة : دار غريب ، 2000 ، صـ 105

24 – سعد الهجرسي . المكتبات والمعلومات : أسس علمية حديثة ومدخل منهجي عربي . – الرياض : دار المريخ للنشر ، 1990 . – 865 صـ ، 24 سم . صـ215

25 – أنظر : حشمت قاسم . التكشيف والاستخلاص . – القاهرة : دار نهضة مصر ، 2000

*  كاتب من مصر

المصدر: مجلة الثقافة الشعبية، عدد 7

رأي واحد حول “منهج توثيق المادة الفولكلورية”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.