مجلة الثقافة الشعبية:العدد الرابع

مجلة الثقافة الشعبية:العدد الرابع

لتحميل العدد أنقر فوق صورة الغلاف أو أنقر هنا

مقدمة العدد:

إن الحديث عن الثقافة الشعبية العربية، موضوع متشابك شديد التعقيد.

ولا شك أننا عندما نتعرض لجزئية محددة هي:حاضر هذه الثقافة، ينبغي أن نضع في اعتبارنا أننا سوف نخوض في بحار من الرمال المتحركة، لأننا قد نضطر رغما عنا إلى غربلة الحياة العربية من جميع جوانبها: اجتماعيا، واقتصاديا، وثقافيا .. الخ. ما كان منها، وما هو كائن.

كما أننا مطالبون بأن نضع في اعتبارنا أيضا كل ما يتصل بالتقدم العلمي، والتطور التكنولوجي، والصناعة وأثرها، وازدياد تأثير المدن في مقابل القرى ومضارب البداوة، ومظاهر الرفض والتمرد على الموروث بحثا عن هوية جديدة، في مقابل الاتجاه إلى تقديس التراث، والحفاظ على ما كان، والرضا بما هو كائن، وما صاحب كل ذلك من تغيرات يفترض أن تشمل كل مناحي الحياة العربية، وأن تؤثر فيها.

إن تناول موضوع الثقافة الشعبية وعلاقتها بثقافة النخبة صعب عسير، لأن المصادر التي بين أيدينا قليلة جدا، ولأن هذه الثقافة وتجلياتها، لارتباطها بالشعب، ظلت مرادفة في كثير من الأحيان لثقافة الغوغاء وأساليب تعبيرهم وسلوكهم، وما يرتبط بذلك من صفات: كانحطاط الذوق، وتدني التعبير، وفجاجة العادات، ومن ثم فإن المثقفين العرب كانوا إلى وقت قريب يحجمون عن الاهتمام بها ودراستها، ويعرضون عن التعرف عليها تعرفا علميا، ولا يشجعون على جمع تراثها والعناية به ودراستها، بل لعلهم كانوا أقرب إلى أن يسيئوا الظن بالجهود التي تبذل في هذا السبيل، خوفا – من وجهة نظرهم – على وحدة الثقافة العربية واستمراريتها التاريخية من أن تنهار بتأثير نزعات اقليمية.

إننا في الحقيقة في حاجة إلى رؤية علمية للثقافة الشعبية العربية؛ ذلك أننا الآن نعيش عصر الشعوب، والشعوب – كالأفراد – تحتاج إلى أن تعرف ذاتها لتستطيع التواصل مع ذوات الآخرين، وأن تجد طريقا لتعيش معها فى سلام وأمن.

وليس هناك من سبيل – فيما أرى – لتحقيق ذلك إلا بدعم الجمع العلمي المنظم لمظاهر هذه الثقافة فيما نسميه بالمأثورات الشعبية أو التراث الثقافي غير المادي الذى يضم إبداع الناس الفني وعاداتهم وتقاليدهم ومعارفهم، وأن نهتم بإعداد الدارسين والمتخصصين في دراستها وتحليلها وفهمها من جوانبها المتعددة جماليا واجتماعيا ونفسيا .. الخ.

إننا نحتاج في إطار سياسة هذه المجلة الرائدة إلى أن ندير حوارا عميقا مفصلا حول قضايا الثقافة الشعبية وإبداعاتها … حاضرها وآفاق مستقبلها ..

إنها دعوة للحوار سوف تقود بالتأكيد إلى فهم أعمق لهذه الثقافة وما تحويه من إبداع، وما تتيحه من إمكانات لتنمية أصحابها، ومجتمعاتها.

أحمد علي مرسي

رئيس الجمعية المصرية للفنون الشعبية

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.