كتاب “ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون؟”

كتاب "ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون؟"

عنوان الكتاب: ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون؟

المؤلف: فيرونيكا سترانغ 

صدر حديثا عن سلسلة انثروبولوجيا كتاب: ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون. ترجمته من الإنجليزية الى العربية الأستاذة في قسم الترجمة الدكتورة هناء خليف غني.

مقدمة المترجمة

بعد انتهائي من قراءة كتاب الباحثة الأنثروبولوجية فيرونيكا سترانغ المعنون بـ (ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون؟) عام (2009)، أخترت أن استهل هذه المقدمة بطرح السؤال ذاته مع إضافة حرفين يكشفان عن التنوع الكبير في موضوعاته وطروحاته.

أما السؤال فهو الآتي: (ما الذي لا يفعله الأنثروبولوجيون؟)!. إنه سؤال عفوي يسير، ولكنه عميق الدلالة لجهة تسليطه الضوء على أهمية الأدوار التي يمكن للعاملين في هذا الحقل المعرفي تأديتها.

تُظهر سترانغ، في مقدمة كتابها، حرصاً شديداً على جلاء الأسباب التي تقف حائلاً دون معرفة الناس حقيقة ما يفعله الأنثروبولوجيون أو، في الأقل، شعورهم بالحيرة نحوه، وهي، أعني (فيرونيكا سترانغ) تلقي باللائمة على  الصور النمطية الشائعة في الأدب والأفلام والتلفزيون عن المغامرين الاستعماريين، بخوذهم المعدنية الذين يعيشون مع القبائل البدائية او شبه البدائية في الغابات، أو المهووسين الملتحين الذين ينتعلون الصنادل والجوارب، ويتوجهون في رحلات إلى المناطق الغريبة والنائية.

و”سترانغ” مصممة على تحدي هذه الصور النمطية لإيمانها أنَ التدريب الأنثروبولوجي- خلافاً للصور النمطية الشائعة- يحوز إمكانات تطبيقية هائلة في نطاقٍ واسعٍ ومتنوع من المجالات الحياتية والمهنية. وتأسيساً على ذلك، يرمي هذا الكتاب إلى تقديم فكرة وافية-وهذا ما تطمح إليه الكاتبة- عما يفعله الأنثروبولوجيون على أرض الواقع مشفوعاً بأمثلة مستقاةً من عددٍ من المجالات المختلفة، وهي تلفت انتباه القراء إلى تعذر تقديم وصفٍ كاملٍ أو شاملٍ للأعمال والمهمات التي يؤديها الأنثروبولوجيون، فهي أكثر من أنَ يحصيها هذا الكتاب. والأنثروبولوجيون، بحسب ما يؤكده الكتاب، موجودون في كل مكان، في المواقع والميادين كافة، وهم على أتم الاستعداد لتوظيف معارفهم وخبراتهم في خدمة المجتمع.

وإذا كان هذا هو الحال في المجتمعات الغربية المتطورة التي شهدت ولادة الأنثروبولوجيا حقلاً معرفياً قبل ما يقارب القرنين، فكيف هو الحال في مجتمعاتنا؟! حيث تعاني الكثير من التخصصات ولاسيما الإنسانية التجاهل وتدني النظرة إليها، وتسير العملية التعليمية في المؤسسات الأكاديمية بمعزلٍ عن احتياجات المجتمع أو قدرته على مواكبة التطورات في العالم.

وإضافةً إلى السؤال/العنوان، ثمة اسئلة أخرى كثيرة لا بد من الإجابة عنها كي يحصل القارئ على فكرةٍ وافيةٍ عن ’ما يفعله الأنثروبولوجيون‘ مثل (ما الأنثروبولوجيا؟)، و(لم يتعين علينا دراستها؟) و(ما الذي سنتعلمه منها؟) و(ما الذي سيقدمه الأنثروبولوجيون للمجتمعات التي يعملون فيها؟). وهذه الأسئلة وغيرها سيجيب عنها الكتاب مستنداً في ذلك إلى عددٍ كبيرٍ من الأمثلة، والحالات الدراسية، والتجارب.

يبدأ (ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون؟) بمقدمة تعريفية حيوية ومفيدة تتحدث عن الطرائق التي يمكن بوساطتها للمناهج البحثية وأسلوب التفكير العملي والواضح الذي يمتاز به هذا الحقل من الإسهام في معالجة المشكلات في نطاقٍ واسعٍ من الحقول منها البيئة، والتنمية والإغاثة، والدفاع، وحقوق الإنسان، والسياسات الاجتماعية، والفنون الإبداعية، والمتاحف والصحة، والتربية، والجريمة، وتكنولوجيا الاتصالات والتسويق والتجارة؛ وينتهي بخاتمة أختارت لها المؤلفة عنواناً فرعياً جذاباً هو (تطبيق الأنثروبولوجيا) تشدد فيها أن تطبيق معارف هذا الحقل ومناهجه هو ما يضمن النجاح في تطوير أدواته واجتذاب المزيد من الطلاب والدارسين للتخصص فيه. وبكلمات موجزة، تزود دراسة الأنثروبولوجيا الباحثين والدراسين بجملة من المهارات المفيدة والجوهرية التي تساعدهم في عمليات البحث، والتقصي، والتحليل.  

وزيادة على تقديمه قدراً لا بأس به من المعلومات عن التطبيقات الأنثروبولوجية في مفاصل الحياة المعاصرة كافة، وفعله ذلك بطريقة بسيطة ولغة سهلة تضمن تمكن القراء من فهم مادته واستيعاب المعلومات الواردة فيه، يوفر الكتاب فرصة مثالية للقراء الراغبين في التعرف إلى ما يجري في داخل المطبخ  المعرفي الأنثروبولوجي خصوصاً الطلاب المبتدئين الذين يدرسونه لأول مرةً. كما أنه يوفر رؤيةً بانوراميةً شاملةً وقيمةً عن الأنشطة والأعمال التي يؤديها الأنثروبولوجيون، وهو مفيد للطلاب في أقسام الأنثروبولوجيا لدوره في تعريفهم بالمسارات المهنية المستقبلية التي يمكنهم أنَ يسلكوها بعد تخرجهم في الجامعة. إنه رحلة استكشاف ممتعة يتنقل القارئ في صفحاته بين مدن العالم ومناطقه ليتعرف إلى ثقافات، ومجتمعات، ورؤى، وممارسات، ومفهومات، وطقوس غريبة عنه.

والكتاب، برأيي، هو تتمةً لكتاب آخر سبق أنَ ترجمته إلى اللغة العربية بعنوان (الأنثروبولوجيا التطبيقية: سياقات التطبيق ومجالاته المتعددة) للعام (2005) تحرير ساتش كيديا وجون ڤان ويلجن، عن بين الحكمة، بغداد، العراق. يضم هذا الكتاب عدداً من الدراسات القيمة أعدَها باحثون أنثروبولوجيون بارزون تناولوا فيها إسهامات حقلهم العملية، والإمكانات المتاحة لتوظيف مفهوماته ومناهجه. وعلى شاكلة (ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون؟)، يغطي (الأنثروبوولجيا التطبيقية) عدداً كبيراً من المجالات والحقول منها التنمية والصحة والبيئة والتغذية، والتربية، والشيخوخة، والتهجير والتوطين وغيرها. وتبعاً لذلك، بالإمكان القول: إنَ الكتابين كليهما يكشفان، بنحوٍ لا يدع مجالاً للشك وبأسلوبٍ جذابٍ، إمكان توظيف المعارف والمهارات والمناهج الأنثروبولوجية والإفادة منها تطبيقياً في معالجة المشكلات الاجتماعية والصحية والاقتصادية والتقنية التي تواجهها المجتمعات المعاصرة.

وقد حرص الأنثروبولوجيون المسهمون في الكتابين، بسبب التزامهم الحقيقي بحماية تنوع الجماعات البشرية وبقائها ورغبتهم في خدمة مصالحها…حرصوا على العمل في مواقع حياتية حقيقية تضمن لهم ممارسة تأثير حقيقي  في حيوات الناس حول العالم. وعلى شاكلة كيديا وويلجن في (الأنثروبولوجيا التطبيقية)، حرصت سترانڠ في (ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون؟) على إثراء كتابها بمقدمة وفصل ختامي شرحت فيه السبب في تأليفه والغاية منه زيادة على تقديم سياق تاريخي تفصيلي عن الأنثروبولوجيا التطبيقية والتعريف باتجاهاتها المستقبلية.

اربع سنين فحسب تفصل بين الكتابين، وقد يتساءل القارئ ما الجديد الذي يقدمه كتاب سترانڠ ويجعله مختلفاً عن سابقه؟ ويمكن القول في الإجابة عن هذين السؤالين: إنَ  الكتابين يختلفان؛ ولكنهما يكملان بعضهما بعضا، وما يجمعهما هو الحرص على توكيد أهمية تطبيق المعارف الأنثروبولوجية في التصدي للمشكلات التي تواجهها المجتمعات البشرية مستعينين في ذلك بعددٍ كبير من المواقف والمواقع التي ثبتت فيها نجاعة الحلول والمقترحات التي قدمها الأنثروبولوجيون. أما أهم الجوانب التي تميز (ما الذي يفعله الأنثروبولوجيون؟) عن سابقه فهي كثرة الروايات التي سردها الأنثروبولوجيون بضمير الشخص الأول التي تعج بالكثير من التفاصيل الممتعة عن تجاربهم الشخصية والعملية في داخل المؤسسات الأكاديمية وخارجها. ولقد أضفت هذه الروايات على مادة الكتاب حيويةً ولمسة دفء من شأنها أنَ تجعله قريباً من قلوب القراء. فحقل الأنثروبولوجيا، مثلما نعرف، ليس محض نظريات، ومفهومات، ومناهج، ومصطلحات، بل إنه تجارب حياتية شاملة فيها الكثير من الآمال، والتوقعات، والانتقالات، والخيارات، وقِس في بعضٍ من الأحيان الاحباطات التي يخبرها الأنثروبولوجيون فتدفعهم إلى مواصلة العمل في هذا الحقل أو ربما تركه والانتقال إلى حقلٍ أخر. يتحدث الأنثروبولوجيون في هذه الروايات عن الأسباب التي دفعتهم إلى اختيار دراسة الأنثروبولوجيا والعمل فيها، والظروف التي جعلت أعمالهم تنمو وتزدهر لتغدو مهناً لها مكانتها، ويشعرون حيالها بحب كبيرٍ ويمارسونها بشغفٍ.

إن حرص الكاتبة على الجمع بين المادة العلمية وهذه الروايات الشخصية تجعل هذا الكتاب فريداً من نوعه. أما الجانب الآخر الذي ينفرد به الكتاب فهو تطرقه إلى التطبيقات الأنثروبولوجية في عددٍ كبيرٍ من السياقات والمجالات الجديدة- التي لم ترد في (الأنثروبولوجيا التطبيقية)- مثل الإغاثة، ومنظمات المجتمع المدني، والعرق والعرقية، والتنوع الثقافي، والتصوير الفوتغرافي، والأفلام، والعروض الأدائية، والمتاحف، والهوية، والتراث الثقافي عرضت فيها جملة من المصطلحات والمفهومات الجديدة أبرزها، في رأي، هو (أنثروبولوجيا الإنقاذ) المعني بتوثيق الثقافات والجماعات المعرضة لخطر الانقراض او الاختفاء و(أنثروبولوجيا التراث الثقافي) المعني بتدوين هذا النوع من التراث وحفظه للأجيال القادمة وأنثروبولوجيا النصب التذكارية ’المرتجلة‘.

وتبرز أهمية هذه الأنواع من الأنثروبولوجيا في وقتٍ تتعرض فيه الكثير من المواقع الآثارية والتراثية في العراق إلى هجمة شرسة تهدد وجودها بسبب العمليات العسكرية والاهمال الحكومي المتواصل ومحاولات تحويلها إلى مشاريع تجارية مربحة!      

إنَ العالم الذي نعيش فيه هو عالم سريع التغير وفي حاجة مستمرة إلى المعلومات المستندة إلى الأبحاث العلمية وإلى الاستخدام البراغماتي لمهارات العلوم الاجتماعية، وهذا من شأنه خلق فرص عمل جديدة للأنثروبولوجيين التطبيقيين في عددٍ متزايدٍ ومتنوعٍ من المواقع. وهنا يتعين لفت انتباه الأنثروبولوجيين إلى ضرورة تكييف أدوارهم، ووظائفهم، ومقارباتهم، ومناهجهم، واولوياتهم التقليدية ومواءمتها مع متطلبات العصر وضغوطه المتواصلة ابتغاء ممارسة عملهم بكفاية وفاعلية.  وثمة أمر آخر لا يقل أهمية هو ضرورة أن يستند التدريب والتعليم الأنثروبولوجيين إلى تقنيات اثنوغرافية صحيحة، والاستعانة بالأدوات المعاصرة، ومناهج المشاركة ابتغاء النجاح في تلبية احتياجات بيئات العمل سريعة التغير ونشر النتائج التي يتوصلون لها بأسلوب كفوء يضمن وصولها إلى عددٍ أكبر من القراء وفي الوقت ذاته الاستمرار في تحقيق هدف تمكين المجتمعات حول العالم من مواجهة المشكلات بأنواعها كافة ومساعدتها في التصدي للقضايا الملحة التي تؤرقها.

لم يعد الأنثروبولوجيا غريباً بعد الآن، فالأنثروبولوجيون منهمكون حالياً في دراسة العالم الواقعي المحيط بهم بدلاً من الاكتفاء بدراسة المجتمعات المحلية في المناطق النائية. إنهم منشغلون في دراسة ما يعترض الإنسان في عالم اليوم من مشكلات وتحديات مثل الفقر في المدن الكبيرة والإتجار بالبشر، وتجارة الأعضاء البشرية، واللجوء، والملكية الفكرية، وحقوق الأطفال والنسوية. إنهم يصغون لما يقوله الناس ويشاهدون ما يفعلونه ثم يحاولون فهم أفعالهم وكلماتهم من خلال وضعها في سياقٍ مناسبٍ.

وأود في ها المقام أنَ احيل القارئ إلى كتاب (لن يعود غريباً بعد اليوم: الأنثروبولوجيا في الخطوط الأمامية) الذي حرره جيرمي مكلانسي، لأهميته في تعريف المعنين بالاشتغالات الأنثروبولوجية المعاصرة. وعلى شاكلة الكتب الأخرى التي ترجمتها، رأيت أنه من الأنسب شرح بعض من المفهومات والتعريف ببعض من الجماعات والأحداث والمناطق التي لم تُسلط الكاتبة ضوءاً كافياً عليها ربما لاعتقادها أنها معروفة وشائعة بين جمهور القراء الغربي. وهذا من شأنه تعزيز الذخيرة المعرفية للقارئ العربي في هذا الحقل. ولذا، فكلما لحظ القارئ (المترجمة) في نهاية الهامش، فهذا يعني إضافة منها على هوامش النص الأصلية، والله الموفق. 

وختاماً، هذا الكتاب المترجم بمنزلة دعوة إلى الدوائر والمؤسسات الحكومية للإفادة من الخدمات التي بقدرة العاملين في حقل الأنثروبولوجيا تقديمها وتوكيد على أهميته ودوره في معالجة مشكلات المجتمعات المعاصرة ولاسيما المجتمع العراقي الذي يعاني عدداً لا حصر له من المشكلات المزمنة التي أثقلت كاهله، كما أمل أنَ يشكل إضافةً نوعيةً مفيدة إلى سلسلة الكتب والدراسات الأنثروبولوجية المترجمة إلى اللغة العربية.  

فيرونيكا سترانغ Veronica Strang

فيرونيكا سترانغ عالمة أنثروبولوجيا ثقافية، وبيئية، واجتماعية،  مجدة وناشطة وغزيرة الإنتاج تركز في دراساتها البحثية ومؤلفاتها الأكاديمية على علاقة البشر بالبيئة واستخدام الأرض والموارد الطبيعية خصوصاً المياه. عملت سترانڠ بين عامي 1994 و1997 باحثةً في معهد التغير المناخي التابع لجامعة أكسفورد، وتزامن ذلك مع عملها مدرسةً في متحف بت رڤرز ومعهد الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، ثم عملت في جامعة ويلز في المملكة المتحدة حيث دشنت مشروعها لمراجعة قضايا المياه. يتناول كتابها (معنى المياه) الصادر عن دار بيرغ للنشر في 2004، الذي استندت فيه إلى دراستها الثقافية لمنطقة نهر ستور في دورست، تأثير المعاني الرمزية المُشفرة في المياه في أنماط استخدام الناس لها ومواقفهم حيال الحفاظ عليها.

بعد أنَ حصلت ڤيرونيكا على زمالة بحثية من المعهد الأنثروبولوجي الملكي في (أنثروبولوجيا الإنقاذ)[1] في عام 2000، عادت إلى استراليا لتسليط الضوء على جهود الجماعات الأصلية في عملية التفاوض على الحصول على الأراضي والموارد. في عام 2005 استقر المقام بڤيرونيكا في نيوزلندا حيث عملت رئيسة لكلية العلوم الاجتماعية في جامعة اوكلاند للتكنولوجيا، ثم استاذةً لمادة الأنثروبولوجيا في جامعة اوكلاند، من 2005 إلى حد الآن. وبعد حصولها على منحة من مجلس الأبحاث الاسترالي (2003-2007)، أجرت سترانڠ دراسة عن جماعات مختلفة من مستخدمي المياه على طول نهريَ برسبين وميتشل. وتمثلت إحدى النتائج الرئيسة لهذه الدراسة في إصدار كتابها (تشجير العالم: الوكالة والهوية وحيازة المياه) عن دار بيرغان في 2009. كانت الغاية من الدراسة الاثنوغرافية التي اعتمدها المشروع المساعدة في التنسيق بين الأبحاث العلمية، الاجتماعية، والطبيعية المعنية بقضايا المياه. وأدى ذلك إلى تعيينها في المجموعة الاستشارية العلمية ثم في اللجنة الموجهة لبرنامج البيئة المائية الدولي التابع لمنظمة التربية والثقافة والعلوم/اليونسكو. وتثميناً لجهودها العلمية والبيئية، مُنحت سترانڠ جائزة المياه الدولية المعنونة (أضواء المياه الريادية).

شاركت سترانڠ في 2008 في تنظيم مؤتمر دولي في اوكلاند حول علاقات الملكية، واشتركت مع مارك بوس في تحرير رسالة علمية اشرفت عليها جمعية الأنثروبولوجيا الاجتماعية بعنوان (الملكية والاستحواذ) عن دار بيرغ في 2010. كما أجرت بحثاً مماثلاً بصفتها زميلة في معهد الدراسات العليا في دورهام في 2009 وعملت في الوقت نفسه في تطوير مشروع متمازج المعارف، بالتعاون مع زملائها الأستراليين، غايته إدماج البيانات الاثنوغرافية، والايكولوجية/البيئية، والهايدرولوجية في دراسة الأحواض النهرية.

تضم قائمة اشتغالات سترانڠ البحثية الحالية عدة موضوعات منها الأنثروبولوجيا البيئية، وقضايا المياه، وبعض من الأعمال النظرية بالتعاون مع فريق بريطاني-كندي حول (التفكير بالمياه)، إضافةً إلى التعاون مع فريق بريطاني-كندي آخر لدراسة أنثروبولوجيا الموارد [الطبيعية]. أنتُخبت سترانڠ في 2013 رئيسةً لجمعية الأنثروبولوجيين الاجتماعيين في المملكة المتحدة ودول الكومنولث. وتمثلت إحدى ثمار حصولها على الزمالة البحثية من جامعة دورهام في 2009 في اشتراكها في مشروعٍ بين-معرفي ومقارن دولياً لدراسة الكوزمولوجيات الدينية، والكائنات المائية إضافةً إلى مشروعٍ طويل الأمد لتطوير عددٍ من المسارات البشرية-البيئية المتنوعة. وإلى جانب هذه الأنشطة، تنهمك سترانڠ حالياً في تأليف كتيب صغير عن (تاريخ الماء الثقافي) لصالح صحيفة رياكشن(Reaction). ومن مؤلفاتها الأخرى (الماء: الثقافة والطبيعة) (2015)، واشتركت مع جون مكليش في كتابة (قيادة البحث متمازج المعارف: تغيير المشهد الأكاديمي)(2014)، ثم اشتركت مع الكاتب نفسه في إصدار كتابٍ آخر هو (تقييم البحث بين-المعرفي: دليل عملي)(2015). ومن أصداراتها الأخرى: (أساس غير مشترك: المناظر الثقافية والقيم البيئية) دار نشر بيرغ (1997). نشرت سترانڠ كذلك فصولاً منفردة في عددٍ من الكتب منها (تخيل المجتمعات المحلية ثانيةً: مقاربة أخلاقية جديدة لسياسة المياه)(2016)، و(حقائق غير مريحة والتسوية في علاقة البشر بغيرهم من الكائنات)(2015)، و(تمثيل الطبيعة: الكائنات المائية في التاريخ والخيال)(2015)، و(علاقات مفهوماتية: الماء والايديولوجيات والانتهاكات النظرية)(2013)، و(أشكال مائعة: حيازة المياه في استراليا)(2011)، و(الماء في مناطق الجماعات الأصلية الاسترالية)(2009)، و(أساس غير مشترك: المناظر الطبيعية بوصفها جغرافيا اجتماعية) (2008). 

محتويات الكتاب

مقدمة المترجمة

تعريف بالكاتبة

شكر وتقدير

مقدمة

الفصل الأول: الأنثروبولوجيا والدفاع

الفصل الثاني: الأنثروبولوجيا والإغاثة

الفصل الثالث: الأنثروبولوجيا والتنمية

الفصل الرابع: الأنثروبولوجيا والبيئة

الفصل الخامس: الأنثروبولوجيا والحكم

الفصل السادس: الأنثروبولوجيا والأعمال والصناعة

الفصل السابع الأنثروبولوجيا والصحة

الفصل الثامن: الأنثروبولوجيا والفن والهوَية

الخاتمة

الملحق الأول: دراسة الأنثروبولوجيا

الملحق الثاني: قراءات إضافية

الملحق الثالث: مصادر أخرى

مصادر

 

هوامش:

[1] أنثروبولوجيا الإنقاذ (Urgent or Salvage Anthrpology) هي دراسة أثنوغرافية توثق الثقافات التي على وشك التعرض إلى خطر الانقراض. وهذا النوع من الأنثروبولوجيا معني تحديداً بجمع الأعمال الثقافية والبقايا البشرية أكثر منه جمع البيانات والصور. حينما سُكت المفردة في ستينيات القرن العشرين، كانت تُشير بنحو رئيسٍ إلى الجهود الآثارية لجمع المعلومات الثقافية عن المناطق قبل تغيير طبيعتها بفعل بناء مشاريع الطاقة، والسدود، والخزانات، والطرق، أو قبل أنَ تسوى لأغراض الري.(المترجمة)

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.