شبكات التواصل الإجتماعي (حل أم مشكلة) – نموذج شبكات التعارف للزواج [2 من 4]

dat_s_1

بقلم : د. رامي ناصر

1 – مقدمة

2-تعريف تقنيات التواصل الاجتماعي

3-أنواع مواقع التواصل الاجتماعي

4- أهمية شبكات التواصل الاجتماعي

5- مميزات شبكات التواصل الاجتماعي:

   تتميز الشبكات الاجتماعية عن غيرها من المواقع في الشبكة العنكبوتية بعدة ميزات، من أبرزها:

  • تهدف الشبكات الاجتماعية إلى خلق جو من التواصل في مجتمع افتراضي تقني يجمع مجموعة من الأشخاص من مناطق ودول مختلفة على موقع واحد، رغم إختلاف وجهاتهم ومستويات ثقافاتهم.
  • الاجتماع يكون على وحدة الهدف سواء التعارف أو التعاون أو التشاور أو لمجرد الترفيه فقط وتكوين علاقات جديدة، أو حب الاستطلاع والاكتشاف.
  • العضو المشترك هو فاعل في هذا المجتمع، يرسل ويستقبل ويقرأ ويكتب ويشارك، ويسمع ويتحدث، فدوره هنا تجاوز الدور السلبي من الاستماع والاطلاع فقط.

بإختصار تتميز هذه الشبكات الاجتماعية بالمميزات التالية:

  • العالمية: حيث تلغى الحواجز الجغرافية والمكانية، وتتحطم فيها الحدود الدولية، حيث يستطيع الفرد في الشرق التواصل مع الفرد في الغرب، في بساطة وسهولة.
  • التفاعلية: تعطي حيزًا للمشاركة الفاعلة فالفرد فيها، مستقبل وقارئ، مرسل وكاتب ومشارك.
  • التنوع: تعدد استعمالاتها، فيستخدمها الطالب للتعلم، والعالم لبث علمه وتعليم الناس، والكاتب للتواصل مع القراء… وهكذا.
  • سهولة الاستخدام: فالشبكات الاجتماعية تستخدم بالإضافة للحروف وبساطة اللغة، تستخدم الرموز والصور التي تسهل للمستخدم التفاعل. فبات لها لغتها ورموزها الخاصة” اللغة الدردشية”
  • التوفير والاقتصادية: اقتصادية في الجهد والوقت والمال، في ظل مجانية الاشتراك والتسجيل، فالفرد البسيط يستطيع امتلاك حيز على الشبكة للتواصل الاجتماعي، وليس ذلك حكرًا على أصحاب الأموال، أو حكرًا على جماعة دون أخرى.

 6-إيجابيات وسلبيات شبكات التواصل الاجتماعي:

     لكل شيء إيجابيات وسلبيات تعود الى غاية ووجهة الإستعمال، فإن هذه الشبكات لها إيجابياتها وسلبياتها. تضاربت الآراء بين رافض ومؤيد لانتشار المواقع الاجتماعية على الشبكة العالمية العنكبوتية (الانترنت).

هناك دراسات وبحوث قام بها العديد من الباحثين الاجتماعيين والأطباء في مجال علم النفس والطب أيضا، استنتجوا من خلالها أن هناك العديد من التأثيرات السلبية التي تنتج من الإدمان عليها كالانعزال في غرفة واحدة أمام شاشة، الأمر الذي يؤدي حسب آرائهم الى حالة من السكون والخمول.

على العكس فالبعض الآخر (من الأطباء وعلماء الإجتماع) يرى أن هناك حالة إيجابية لذلك فهو يسمح للمشترك بالبوح بكل ما في نفسه من دون خجل أو خوف، ومن جانب آخر فإن هناك العديد من المشاكل التي تسببها هذه الشبكات الاجتماعية منها : انتهاك الخصوصية وهدر الوقت ومشاكل زوجية، بل وصل بها الحال لتصبح منبرًا للسياسيين والمعارضين تعبر عن آرائهم وأفكارهم.

هذا السجال بين مؤيد ومعارض لا نهاية له، فالمؤيد يتسلح بالإيجابيات للدفاع عن رأيه والعكس صحيح. لكن لابد من الإقرار بحقيقتين: أولهما أننا مستهلكين للتكنولوجيا لذلك بات الإقرار بأهميتها وضرورتها أمراً مفروضاً أكثر منه إختيارياً. الحقيقة الثانية أنه لا وجود لتقنية سيئة وأخرى حسنة بل هناك إستخدام سيئ وإستخدام جيد للتقنية. من هنا الأجدى لنا بدل هذا السجال العقيم، تعليم وتثقيف الجيل الجديد كيف يستفيد بإيجابية من هذه المواقع.

يمكن الاستفادة من الشبكات الاجتماعية في الإيجابيات التالية:

  • الاستخدامات الاتصالية الشخصية:

وهو الاستخدام الأكثر شيوعًا، ولعل الشرارة الأولى للشبكات الاجتماعية اليوم كانت بهدف التواصل الشخصي بين الأصدقاء في منطقة معينة أو مجتمع معين، وهذا الهدف موجود حتى الآن برغم تطور الشبكات الاجتماعية على مستوى الخدمات وعلى مستوى التقنيات والبرمجيات، وبرغم خروجها من حدود الدولة إلى العالم.

  ويمكن من خلال الشبكات الاجتماعية الخاصة تبادل المعلومات والملفات الخاصة والصور ومقاطع الفيديو، كما أنها مجال رحب للتعارف والصداقة، وخلق جو مجتمع يتميز بوحدة الأفكار والرغبات غالبًا، وإن اختلفت أعمارهم وأماكنهم ومستوياتهم العلمية.

  • الاستخدامات التعليمية:

   إن الدور الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية في تطوير التعليم الإلكتروني حيث تعمل على إضافة الجانب الاجتماعي له، والمشاركة من كل الأطراف في منظومة التعليم بداية من مدير المدرسة والمعلم وأولياء الأمور وعدم الاقتصار على تقديم المقرر للطلاب.

فاستخدام الشبكات الاجتماعية يزيد فرص التواصل والاتصال في خارج نطاق المدارس، ويكسر حاجز الوقت فيمكن التواصل خارج وقت الدراسة، ويقضي على كثير من الرسميات داخل المدارس، ويمكن التواصل الفردي أو الجماعي مع المعلم، مما يوفر جو من مراعاة الفروق الفردية، كما أن التواصل يكسب الطالب مهارات أخرى كالتواصل والاتصال والمناقشة وإبداء الرأي، وهي مساحة ضيقة جدًّا داخل أسوار المدارس، في ظل تكدس الطلاب في الفصول وكثرة المواد، مع وجود الأنظمة والمساحات الضيقة للمناقشات والتداولات.

  • الاستخدامات الحكومية:

اتجهت كثير من الدوائر الحكومية للتواصل مع الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف قياس وتطوير الخدمات الحكومية لديها، ومسايرة للتقنية الحديثة، بل أصبح التواصل التقني مع الجمهور من نقاط تقييم الدوائر الحكومية وخدماتها المقدمة، وتتميز هذه الخدمة بقلة التكلفة والوصول المباشر للمستفيد الأول، والتغذية الراجعة المباشرة، مما يساعد في تفادي الأخطاء والوصول بالخدمة المقدمة للإتقان والتميز.

ويمكن الاستفادة من الشبكات الاجتماعية في حجز المواعيد وتأكيدها، ونشر التعليمات والإجراءات، والتواصل مع الرئيس مباشرة، وإبداء الملاحظات والمقترحات.

  • الاستخدامات الإخبارية:

أصبحت الشبكات الاجتماعية مصدر أصيل من مصادر الأخبار لكثير من روادها، وهي أخبار تتميز بأنها من مصدرها الأول وبصياغة فردية حرة غالبًا لااحترافية ، لاستخدامات مختلفة سياسية أو دعائية. وقد تميزت المدونات الخاصة باستقطاب الباحثين عن الأخبار، ومواقع الأخبار المتخصصة، وقنوات إخبارية كبيرة، في أحداث مختلفة سابقة، وكان لأصحابها التأثير الكبير في نقل الأخبار الصحيحة للرأي العام.

  • الاستخدامات الدعوية:

فتحت الشبكات الاجتماعية الباب للتواصل والدعوة مع الآخرين مسلمين أو غير مسلمين باختلاف لغاتهم واختلاف أجناسهم وبلدانهم، وأصبح لكثير من الدعاة صفحاتهم الخاصة ومواقعهم الثرية، وهو انتقال ايجابي للتواصل العالمي في ظل الانغلاق الإعلامي الرسمي في كثير من الدول، وفي ظل أنظمة تعيق التواصل المباشر وتقولب الداعية والعالم على قوالب جامدة وتتميز الدعوة عن طريق الشبكات الاجتماعية بالعالمية والفورية والتحديث المستمر، مع كسر حاجز الوقت والزمان، والسهولة في الاستخدام والتواصل، والتوفير في الجهد والتكاليف.[1]

من أهم الشبكات الاجتماعية:

  •  الفيس بوك (Facebook) :أكبر مواقع الشبكات الاجتماعية من ناحية سرعة الانتشار والتوسع ، قيمته السوقية عالية، نقطة القوة الأساسية في الفيسبوك هي “التطبيقات” التي أتاحت الشبكة فيها للمبرمجين من مختلف أنحاء العالم ببرمجة تطبيقاتهم المختلفة.
  •  ماي سبيس (MySpace): الموقع الذي كان الأكثر رواجًا قبل أن يدخل في منافسة شديدة مع الفيسبوك مؤخرا .
  •  أوركوت (Orkut): منتج غوغل والذي لم يلقَ رواجًا كبيرًا في أمريكا لوجود العملاقين فيسبوك وماي سبيس .
  •  نت لوج (NetLog).
  •  هاي 5 (Hi5).
  •  لنكد إن (LinkedIn): شبكة اجتماعية للمحترفين ، يضم الموقع قرابة مليونين محترف ومحترفة في مجالات متنوعة ومختلفة يتشاركون في مجموعات اهتمام . الخاصية المتميزة في الموقع هي خاصية التزكيات ، فبإمكان مديرك أو زملائك السابقين في وظيفة معينة شغلتها تزكيتك عن عملك في الشركة.

7 إحصائيات وأرقام مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي:

ورغم الاتهامات التي تطارد هذه المواقع من انتهاك للخصوصية إلى التجسس على البيانات الشخصية للمستخدمين، إلا أن قوتها تزداد يوما بعد يوم، ويزداد تعلق المستخدمين بها، والدليل على ذلك ارتفاع عدد مستخدمي موقع “فيسبوك”، على سبيل المثال، حيث وصل عدد مستخدمي هذا الموقع في العالم العربي حتى شهر إبريل/نيسان 2012 م إلى 43 مليون مستخدم، مع نمو واضح في استخدام اللغة العربية ضمن وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك وفقًا لأحدث نتائج “تقرير الإعلام الاجتماعي العربي”.

وتفيد الإحصاءات بأن نسبة مستخدمي فيسبوك من سكان العالم العربي ارتفعت من 4% منذ عامين إلى حوالي 12% اليوم، 70% منهم من شريحة الشباب، الأمر الذي يشير إلى تبني قطاعات متنامية من المجتمع العربي لوسائل الإعلام الاجتماعي بهدف إحداث تغيير في مجتمعاتهم.[2]




[يتبع الأسبوع القادم]




كاتب المقال : د. رامي ناصر : باحث أنثروبولوجي من لبنان ، خبير في دراسة الواقع وإعداد خطط التنمية الإستراتيجية ، مؤسس ورئيس جمعية «تشارك» التشارك والتشبيك للعمل الإنمائي، مسؤول فريق إعداد الخطط في وكالة التخطيط والتنمية – البقاع (لبنان) ، مشارك ومعد لأكثر من ورقة بحثية في الأنثروبولوجيا الثقافية وفي التاريخ الريفي ، مهتم بمواضيع التراث الشعبي والتراث الثقافي اللامادي .

البريد الإلكتروني : [email protected]




ملاحظة: تم نشر هذه الورقة ضمن فعاليات المؤتمر الرقمي الأول للإنسانيات والعلوم الإجتماعية – والذي صدرت أعماله لاحقاً ضمن كتاب – (يمكن تحميله مجاناً)




الهوامش:

[1] وسائل التواصل الاجتماعي الوظيفة، الدور، الآثار www.almaaref.org/books

[2] معمر الخليل،م.س

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.