سوسيولوجيا الصلاة

mm_1

تقديم كتاب الصلاة لمارسيل موس[1]

‹بقلم: د. محمد الحاج سالم (تونس)

تمثل سنة 1909 تاريخًا مهمًا في تاريخ الدراسات حول الصلاة. ففيها نشر عالم الاجتماع والأنّاس الفرنسي مارسيل مُوسّ هذا الكتاب، وهو جزء من أطروحة غير مكتملة لسوء الحظ سحبها المؤلّف من المطبعة قبل أن يكتب لها الظهور إلى الناس إلاّ في نُسخ قليلة محدودة بقيت حبيسة الأوساط العلميّة آنذاك.

إنّه كتاب ذو طموح كبير، إذ طرح صاحبه على نفسه ملء الفراغ الذي تركته التوصيفات العالمة، ولكن «المتشظّية والمتفرّقة والعَرَضيّة » عند علماء اللغة وتاريخ الأديان بخصوص مسألة الصلاة، والقطع مع التصورّات الروحانيّة والذاتيّة اللاهوتيّة أو الفلسفيّة، بهدف تأسيس نظريّة موضوعيّة للصلاة متوافقة مع الرؤية الإناسيّة عند المدرسة الفرنسيّة في علم الاجتماع. وللأسف الشديد، فقد ظلّ هذا المشروع الكبير مجرّد برنامج لم يُكتب له أن يرى النور، فلم يكتمل لا على يديْ مُوسّ ولا على يديْ أيّ عالم اجتماع أو إناسة من بعده. إلاّ أنّ ذلك لا يعني أنّه ظلّ مهجوراً، إذ بقي يظهر وبكلّ حيويّة كلّما نشأت منهجيّة عامّة كبرى جديدة. وعلى سبيل المثال، فقد كتب المؤرّخ الهولندي هندريك فرنال Hendrik Versnel المتخصّص في التاريخ الروماني، ذات مرّة مع اّربً عن جازم اعتقاده من وجهة نظر تاريخ الذهنيّات، أنّه «يمكن إنجاز وصف ظاهراتي للصّلاة بشكل عامّ، حتّى خارج السياق الخصوصي للفكر اليوناني الروماني القديم[2]».

ولقد اقتضى هذا الطموح أن يبني مُوسّ حُججه على بعض المسلّمات التي تنخرط ضمن سجل «التقاليد العلميّة» الموروثة عن الفلسفة الوضعيّة الكانطيّة الجديدة، وهي لا تختلف عن تلك التي كانت مقبولة عند المؤرخ وعلماء اللغة في بداية القرن الماضي. فقد صرّح مُوسّ بأنّ هدفه كان وصف «مبادئ وقوانين» ظاهرة «يمكن أن تتّخذ أشكالاً عديدة دون أن يطال طبيعتها أيّ تغير».

إنّه الطموح إلى اكتشاف نموذج بدئي Archétype دون الخروج عن مبدأ احترام القواعد المنهجيّة. ولذلك قام مُوسّ بتحليل ظاهرة الصلاة من خلال إعادة موضعتها ضمن سياقها الطقوسي والعملي، مع محاولة تنميطها استناداً إلى نماذج دقيقة تجمع بين النماذج التولديّة (أجناس/ أنواع) والنماذج التكونيّة (الأشكال المبكّرة، البدائيّة والبسيطة/ الأشكال اللاحقة، المتطوّرة والمعقّدة). وهذه بلا شكّ استعارة من مجال العلوم البيولوجيّة، وعلى الأخصّ، من مذهب التطوّر الدارويني.

على أنّ مُوسّ يرفض الإقليميّة التي تفرضها التخصّصات ومجالاتها المرجعيّة، ويجعل مطلبه دراسة «الصلاة بشكل عامّ » بهدف «التوصّل إلى المؤسّسة نفسها » في بُعدها الكوني. وهو في هذا وفيّ لمنهجيّة خاله عالم الاجتماع إميل دوركايم  Emile Durkheimالتي ضمّنها كتابه قواعد المنهج في علم الاجتماع[3].

ويعطي مُوسّ تعريفاً أوليّاً للصّلاة يستند إلى أربعة عناصر. فهي «في المقام الأوّل فِعْلٌ… ينطوي دائمًا على جهد، وعلى صرف طاقة جسديّة ومعنويّة في سبيل إحداث مفاعيل معيّنة… أضف إلى ذلك أنّها فعل تقليدي بوصفها جزءاً من طقس… كما أنّها تتّسم أيضاً بفعاليّة كامنة فيها… لأنّها هي التي تَحُثُّ الإله على التدخّل في اتّجاه معيّن.. وأخيراً، فإنّ فعاليّتها هي نفسُها فعاليّة الطقوس الدينيّة، لأنّها تتوجّه إلى قُوىً دينيّة».

ولا بدّ علينا من وضع هذا التعريف في سياق المقارنة مع ما يكيله مُوسّ من لوم لعلماء اللغة. فهو يشير إلى أنّهم لم يسعوا إلاّ إلى «تحديد معنى الكلمات التي ينطق بها المؤمنون، بدلاً من شرح فعاليّتها، وبذلك لم يخرجوا قطُّ من مجال الاعتقاد»، بينما تجمع الصلاة عند مُوسّ بين بعديْن أساسيّ هما: الفعل والعقيدة. فالصّلاة عنده أداة شفهيّة للفعل ومضمون للفكر، أو هي – حسب عبارته – طقس وأسطورة «يظهران في نفس الوقت دون أيّ انفصام بينهما». ومن هنا إدانته لهذه الطريقة التي تعتمد التحليل المنفصل لكلمات الطقوس الدينيّة وحركاتها. وباختصار، فإنّ الصلاة «مليئةٌ بالمعنى بوصفها أسطورة… ومليئةٌ بالقوّة والفعاليّة بوصفها طقساً »، وهي «ملتقى الأسطورة والطقس معًا».

ويحدث هذا الالتقاء بين الأسطورة والطقس في الصلاة أساسًا حسب مُوسّ، بسبب طبيعتها الكلاميّة، فـ «أن نتكلّم يعني أن نفعل ونفكّر في ذات الوقت» كما يقول. ذلك أنَّ «ضرورات الخطاب تجعل من الصلاة نفسها، هي ما يحدّد ظروف إقامتها ودواعيها»، وهي «تتضمّن عدداً من دواعيها غالباً ما تكون واضحة بذاتها». وهو أيضًا يُسند إلى الصّلاة خاصيّة مزدوجة من جهة أنّها خطاب تكريس يُعبّر شكله في آنٍ عن الانتماء الاجتماعي وعن احترام التقاليد، ثمّ من جهة امتلاكها قيمة خلاّقة. فعبارات الطقوس، كما يلاحظ، «لها قيمة استدعائيّة، وهي تضع الشيء المعلَن تحت حماية كائنٍ تُسمّيه وتستحضره… فقوّتها الفذّة أو علامتها الخاصّة التي تطبع بها الأفعال، بارزة في الصلاة أكثر مما هي في أيّ مؤسّسة أخرى. ذلك أنّ الصلاة لا تُؤثّر إلاّ من خلال الكلمة، ولعمري أنّ الكلمة هي أكثر الأشياء شكلانيّة في هذا العالم. لذلك فلا سُلطة فعّالة للشّكل أوضح م للكلمة، والخَلْقُ بواسطة الكلمة هُو النموذج المثالي للخَلْق من العَدَم».

إنّنا أمام أفكار جديدة وفذّة استبقت بحقّ الأطروحات العلميّة المتميّزة على مدى العقود الأربعة الماضية، والتي تطوّرت داخل علوم اللغة تحت المسمّى العامّ: «التداوليّة La pragmatique»[4]. فما يُقيمه مُوسّ من تمييز بين العقيدة والفعل، أي بين مضامين الاعتقاد المتلفّظ بها في الصلاة وبين فعل الكلام الذي نقوم به في سياق الطقوس، يمكن اعتباره ولو جزئيًّا فاتحة لما سيقوم به لاحقاً عالما اللسانيّات جون أوستين  John Austinوجون سيرل John Searle حين ميّزا بين مقولتيْ «الفعل الكلامي L’acte locutoire»  و«الفعل الإنجازي L’acte illocutoire» في نظريّتهما حول الأفعال الأدائيّة للّغة Théorie des actes de langage performatifs. كما يمكن القول أيضاً بأنّ تصوّر مُوسّ للخطاب هو ما فتح الطريق أمام قيام علم حقيقي للسانيّات التنازل Linguistique de renonciation، إن لم نقل إنّه استبق في مبادئه تحاليل لودفيغ فيتغنشتاينLudwig Wittgenstein وإميل بنفينست Emile Benveniste وأوزوالد دوكرو Oswald Ducrot. فما يقوله مُوسّ، على سبيل المثال، حول فعل الصلاة يتطابق مع تعريف الملفوظ الأدائي عند أوستين: «… يستخدم [هذا الملفوظ] لتنفيذ إجراء. ووضع هذا الملفوظ في صيغة معيّنة، هو قيام بفعل قد يستحيل القيام به مطلقًا، على الأقلّ بمثل تلك الدقّة، بأيّ طريقة أخرى»[5]. كما نجد أيضاً صدى غريباً للكيفيّة التي يصف بها مُوسّ القيمة الخارقة والفذّة لفعل الصلاة في تعليق بنفينست حول الفعل الأدائي حين يقول: «… [هذا الملفوظ]، بوصفه فعلًا، يمتلك خاصيّة الفرادة… وهذا ما يجعله في الغالب مرفَقًا بإشارات حول المكان والزمان وأسماء الشهود، إلخ، وباختصار، فهو حَدَثٌ لأنّه يخلق الحَدَث… وهذا [أي تفرّده حدثًا] يؤدّي إلى الاعتراف بوجود خاصيّة فريدة للفعل الأدائي، وهي أنّ مرجعيّته هي ذاته، أي أنّه يتّخذ مرجعيّته واقعًا ينشئه هو ذاته، وذلك تبعًا لكونه يُتلفّظ به في ظلّ ظروف تجعل منه فعلًا»[6].

ولعلّنا في غنًى اليوم عن الإشارة إلى مدى خصوبة هذه التحليلات ورجاحتها. إلاّ أنّه لا مندوحة من الإشارة إلى المفارقة المتمثّلة في نُدرة مثيلتها في علم تاريخ الأديان، وتاريخ الأديان القديمة بشكل خاصّ، على الرغم من انبثاقها أساسًا من ذاك العلم[7].

وللإشارة إلى هذا الغنى في تحليلات مُوسّ، نعدّد هنا بإيجاز، ودون أيّ تقييم، السمات البارزة للصّلاة كما جاءت عند مُوسّ:

  1. الصلاة إحدى الظواهر المحوريّة في الحياة الدينيّة، بل هي قمّتها. لذا، فهي وسيلة مثلى لتعيين مدى تطوّر أيّ دين. ففي حين اتّجهت بعض جوانب الدين نحو الضمور (التحريمات الغذائيّة على سبيل المثال)، فإنّ الصلاة استمرّت وتطوّرت، ولم تتلاش.
  2. مقاربة مُوسّ في دراسة الصلاة تطوريّة أساسًا. فهو يشير إلى الأشكال الآليّة للصّلاة التي يعتبر أنّها كانت «الأصل»، لكنّه يرفض فكرة إمكانيّة اكتشاف أصل أيّ مؤسّسة اجتماعيّة. فقد تغ تّري الأشكال الجامدة مع مرور الزمن وغدت الصّلاة كلمات تُوجَّه إلى روح أو إلى إله بصفة أكثر تفردناً وأقلّ ارتهاناً للبواعث الاجتماعيّة بحيث غدت «صلاة حُرَّة يختار المؤمن شكلها بنفسه وفقاً لمشاعره ومقتضيات الظُّروف»، وهو ما أدّى إلى أن تُصبح الصلاة باطنيّة تمامًا. وهذه المرحلة النهائيّة هي أحد أشكال التصوّف.

إلاّ أنّ الحقّ يقتضي القول إنّ مُوسّ، شأنه في ذلك شأن دوركايم، لم يكن تطورّياً مُغالياً، إذ لم يقل البتّة بوجود مبدأ كوني يجعل الظواهر تتغ تدريجيّاَ من أشكال سفلى إلى أشكال أرقى. بل إنّه ع بكلّ وضوح عن اعتقاده بأنّ التطوّر «كلمة غير دقيقة»، وأشار بالأحرى إلى بعض التطوّرات العامّة في الصلاة. فتاريخ الصلاة يُظهر أنّه لم يكن خطّيًا وأنّ الصلاة لم تنهج بالضرورة مسلكًا وحيدًا، حيث يشير مُوسّ إلى اضمحلال أشكال صلوات مقابل تطوّر أخرى عبر الزمن. إلاّ أنّ ذلك لا يمنع أن تكون الأشكال البدائيّة للصّلاة وبنياتها وراء أكثر المظاهر تطوّرًا لهذه الظاهرة الاجتماعيّة، وهو ما دعا مُوسّ إلى أن يعتبر أهمّ أهداف إنجاز دراسة إناسيّة للصّلاة هو التوصّل إلى الكشف عن أشكالها الأوليّة.

  1. للصّلاة مضمون اجتماعي، بل هي فعل اجتماعي. فهي تتمثّل حتّى داخل المسيحيّة، بفرعيها الكاثوليكي والبروتستانتي، في عِبادة جماعيّة أو مشتركة «تفرض» نفسها على المؤمنين. فالنّاس يتعلّمون الصلاة، وهذا ما يُسهم في تعزيز الصلات الاجتماعيّة بينهم. وفي جميع الأديان تقريبًا، يتمّ تحديد أولئك الذين يُسمح لهم بأداء الصلاة، ومتى وأين وكيف يمكنهم أو يجب عليهم أن يصلّوا حسب ما تحدّده التقاليد والسلطات الدينيّة. بل إنّ الصلاة لا تمارَس في بعض المجتمعات إلاّ جماعيًّا، ولا وجود فيها لصلاة تُؤدّى بصفة فرديّة. بل إنّ الصلاة لا تتحرّر، حتّى أشدّ أنماطها فرديّة، تحرّرًا مطلقًا من بعض المضامين الاجتماعيّة، سواء على مستوى الشكل أو التأثير، فلا يمكن للفرد مطلقاً اختراع صلاة ذهنيّة «نقيّة» من عدم. لذا، فإنّ البُعد الفردي في الصلاة ولئن كان هامًّا، إلاّ أنّه يظلّ في الواقع ثانويًّا مقارنة ببعدها الاجتماعي.
  2. الصلاة في جوهرها طقس يتّخذ فيه الجسد وضعيّات محدّدة، من قيام وقعود، وركوع وسجود، وتُستخدَم فيه أعضاء الجسم من رأس ويديْن وعين ،ْني إلخ، بطرائق متعدّدة. لكنّ أهمّ ما استرعى اهتمام مُوسّ، هو طقوس تشكيل الكلمات الملفوظة في الصلاة، أي الصِّيَغ، وبنيتها ومعانيها. فالصّلاة في المقام الأوّل شكل طقوسي للتّعبير من خلال الكلام، وهي تخلق لغة طقوسيّة تقليديّة يُع بها في آنٍ عن العقيدة وعن الطقس في تفاعل عجيب نجده في قلب كلّ دين. إنّها فعلٌ وعقيدةٌ، و«كلّ صلاة هي خطاب طقوسي معتمد من قِبَل مجتمع ديني».
  3. وعلى غرار جميع الشعائر، فإنّه يُتوقّع من الصلاة حصول نتيجة محدّدة، هي ما يصوغه مُوسّ في مفهوم الفعاليّة. فالصّلاة حسب مُوسّ «تُنْتِج بعض التأثير، لأنّ لها قوى خاصّة». و«ما يجعل الصلاة فعّالة هو تأثيرها الحميمي والعميق في الوعي». ويعزو مُوسّ تلك الفعاليّة إلى الكلمات وما يعتقده المؤمن فيها، وذاك هو مغزى إشارته إلى أنّ «النّباتات تنمو بفضل الطقوس».
  4. يعرّف مُوسّ الصلاة بكونها «طقس ديني شفهي، يتّصل مباشرة بالأشياء المُقدَّسة»، وهو تعريف مشابه تقريبًا لما سبق أن طرحه دوركايم في كتابه الأشكال الأساسيّة للحياة الدينيّة. ولعلّ عذر مُوسّ في هذا أنّه سعى إلى مباشرة بحثه انطلاقًا من تعريف إجرائي مؤقّت من أجل تحديد مجال البحث قبل الشروع في التحليل.
  5. يتضمّن بحث مُوسّ، كما لاحظ ذلك مُوريس لينهاردت Maurice Leenhardt في تقديمه أعمال أستاذه، عدّة إشارات بشأن العلاقة الجدليّة بين الدين والسحر، وبشأن تعقّد هذين المفهومين وترابطهما. فمُوسّ في العموم لم يفصل بينهما وفضّل استخدام المصطلح «سحري- ديني»، وهو ما ينمّ عن تهرّبه من الخوض في مشكلة تعريف الدين.

وأخيرًا، وعلى الرغم من أنّ ما كتبه مُوسّ حول الصلاة لا يعرفه إلاّ القليلون جدًّا ويندر أن نجد من أشار إليه أو علّق عليه، فإنّنا نأمل أن تكون أهميّته على قدر ما يأمل القارئ. إنّنا إزاء بحث سبق لفيكتور كارادي  Victor Karady تقريظه بالإشارة إلى أنّنا حيال «عمل، وإن كان متشظّيًا، إلاّ أنّه لا يزال أهمّ عمل خلّفه لنا مارسيل مُوسّ»[8]، فيما وصف لينهاردت وريْقات كتاب مُوسّ القليلة بأنّها «لا تُقدَّر اليوم بثمن»[9]. وفي هذا الكتاب، سيقوم مُوسّ، كما في كتابه مقالة في الهبة الذي سبق أن قدّمناه في ترجمته العربيّة وصدر عن دار الكتاب الجديد المتّحدة في بيروت[10]، بتحدّي المفاهيم التقليديّة ليعطينا درسًا كبيرًا في كيفيّة تحليل الظواهر في مستوياتها الأساسيّة. ولعلّ من شأن دراسة متأنّية لمساهمة مُوسّ في دراسة الصلاة إذا ما نظرنا إليها على خلفيّة فتوحات الإناسة الحديثة، أن تستغرق سلسلة من المقالات، إن لم يكن كتابًا. إلاّ أنّه من المؤكّد أنّ تفحّص بعض القضايا التي أثارها مُوسّ قد يساعد على الإجابة على سؤال: لماذا تجاهل علماء الإناسة عمومًا، على مرّ السنين، بصفة تامّة تقريبًا، دراسة الصلاة من حيث هي ظاهرة كليّة وشاملة؟

أمّا مسألة تناول ظاهرة الصلاة في محيطنا العربي الإسلامي من منظور إناسي، فنفضّل عدم التعليق عليها، ونكتفي بالقول إنّ ترجمة هذا الكتاب الرائع إلى اللغة العربيّة بعد مرور أكثر من قرن على كتابته قد تكون أبلغ إجابة!




بقلم: د. محمد الحاج سالم – باحث ومترجم تونسي، حاصل على شهادة الدكتوراه في الحضارة العربية من كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة عن أطروحة بعنوان: “من الميسر الجاهلي إلى الزكاة الإسلامية: قراءة إناسية في نشأة الدولة الإسلامية الأولى”، 2014. له عدة ترجمات، منها: “مقالة في الهبة” لمارسيل موس. نشر عدة مقالات في مجلات عربية فضلًا عن مساهمات في ندوات دولية.




الهوامش:

[1]  تقديم كتاب:

Marcel Mauss , La prière, Paris: Félix Alcan, 1909

ويمثّل القسم المنجز من أطروحة مارسيل مُوسّ للدكتوراه والتي لم يكملها. وقد سحب مُوسّ هذا الكتاب من دار النشر فيليكس آلكان ) Félix Alcan ( في باريس سنة 1909 ، ولم يصدر إلاّ سنة 1968 ضمن كتاب:

Marcel Mauss, Oeuvres. 1. Les fonctions sociales du sacré, Minuit, Collection: Le sens commun, Paris, 1968, 634, pages (pp. 357 à 477).

وقد تولّينا ترجمة الكتاب إلى العربيّة، وهو حاليّاً تحت الطبع. انظر:

موسّ )مارسيل(، كتاب الصلاة، ترجمة وتحقيق وتعليق: محمّد الحاج سالم، سلسلة الأعمال الكاملة لمارسيل موسّ )الكتاب II (، دار الكتاب الجديد المتّحدة، بيروت، 2016

[2] Versnel (Hendrik Simon), «Religious mentality in ancient prayer», in: Faith, hope and worship, Versnel editions, Leiden, 1981, pp. 1-66.

[3] انظر: دوركايم )إميل(، قواعد المنهج في علم الاجتماع، ترجمة: محمود قاسم، دار المعرفة الجامعيّة، الإسكندريّة، 198

[4] Deremetz (Alain), «La prière en représentation à Rome. De Mauss à la pragmatique contemporaine», Revue de l’histoire des religions, tome 211, n° 2, 1994. pp. 141-165

[5] Austin (John), «Performatif-constatif», in: La philosophie analytique, Cahiers de Royaumont, Editions de Minuit,  Paris, 1962, p. 271.

[6] Benveniste (Emile), Problèmes de linguistique générale, t. 1, Gallimard, Paris, 1966, p. 273-274.

[7]  من الدراسات النادرة، الدقيقة والمقنعة، دراسة عالم الدراسات التوراتيّة جون بيار سونّي:

Sonnet (Jean-Pierre), «La parole consacrée», Bibliothèque des Cahiers de l’Institut de Linguistique de Louvain, n° 25, Louvain-la-Neuve, 1984.

[8] Karady (Victor), «Note de l’éditeur», in: Marcel Mauss, OEuvres, ةditions de Minuit, Paris 1968, t.1, p.356.

[9] Leenhardt (Maurice), «Marcel Mauss ( 1872–1950)» , Annuaire de l>École Pratique des Hautes Études, n° 23, Section des Sciences Religieuses, Paris, 1950.

[10] موسّ )مارسيل(، مقالة في الهبة: أشكال التبادل في المجتمعات الأرخية وأسبابه، ترجمة وتحقيق وتعليق: د. محمد الحاج سالم، دار الكتاب الجديد المتّحدة، بيروت، 2013.




المصدر: مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.