تغطية أعمال اليوم الثالث

الملتقى الدولي حول ” المعرفة الإستعمارية والهويات في البلاد المغاربية”

متابعة أ. فتحبة الخير

استمر يوم الثلاثاء الموافق 9-11- 2010 نشاط الملتقى الدولي حول المعرفة الاستعمارية والهويات في البلاد المغاربية، الذي تتوالى جلساته العلمية بقاعة المجاهد بمقر المركز بمشاركة أساتذة من الدول العربية الشقيقة المغاربية وبعض الدول الأجنبية الصديقة، ويتابع هذا الملتقى باحثات وباحثون متخصصون في شتى فروع التاريخ والعلوم الإنسانية الأخرى.
أقيمت هذا اليوم الثلاثاء الموافق 9-11- 2010 جلسة علمية واحدة عند الساعة التاسعة والنصف صباحاً ، وذلك لإتاحة الفرصة لضيوف الملتقى لزيارة الجامعة الأسمرية بمدينة زليطن، ومدينة لبدة الأثرية وترأس هذه الجلسة الدكتور محمد عيسى بلقاسم أستاذ التاريخ القديم بجامعة الفاتح بطرابلس وشارك فيها كلُ من :

المشارك الأول الدكتورة نورا لافي من الجزائر وهي باحثة بمركز الشرق الحديث ببرلين / جمهورية المانيا ، وكان عنوان بحثها ” إتوري روسي: الاستشراق الإيطالي والعلم الإستعماري في ليبيا” وملخصه كما يلي:-
. إيتورى روسي 1894 .1955 شاب من قدماء المحاربين في الحرب العالمية الأولى ، وصل إلى طرابلس في سنة 1920 كمترجم . وزاول وظيفته في الإدارة الاستعمارية منمياً ثقافته و معرفته الأكاديمية حول المجتمع المحلي. ومن خلال هذه الشخصية الرئيسية للمعرفة الاستعمارية الإيطالية حول المجتمع وتاريخه سنسعى الى دراسة الروابط بين المعرفة الواسعة وجمع المصادر والعلوم الإدارية للاستعمار من جهة والمجتمع المحلي من جهة أخرى. من خلال ذلك ستتضح أبعاد مشكلة الهوية الاستعمارية المعقدة أصلا ودورها في التأويل والفهم بكل ما يكتنفه ذلك من غموض ما زال يؤثر في المعارف الحالية.

Abstract
Ettore Rossi Italian orientalism and the colonial knowledge in Libya
(in French)

Ettore Rossi (1894-1955), à la fois jeune ancien combattant de la Première Guerre mondiale et jeune diplomé, arrive à Tripoli en 1920 en tant qu’interprète. Il y mène une carrière dans l’administration coloniale tout en développant sa connaissance académique de la société locale.
Au travers de ce personnage fondamental pour le savoir colonial italien sur la société et l’histoire libyennes, il s’agit dans cette communication d’étudier les rapports entre érudition, collecte des sources, sciences administratives de l’occupation coloniale et société locale, au confluent desquels se dessine la dimension d’une identité complexe aux racines à son tour de réinterprétations dont la prégnance, mais aussi l’ambigüité, continue d’irriguer les connaissances actuelles.
المشارك الثاني هو الدكتور أحمد خوجة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، وكان عنوان بحثه ” المعرفة الانتروبولوجّية في خدمة الدولة الإستعماريّة من خلال مثال جاك بيرك (1910-1995) رجل الإدارة و المترجم و الكاتب ” ، وملخصه كما يلي:-
في هذه الورقة سنحاول تناول إشكالية استخدامات المعرفة الانتروبولوجيّة وتوظيفاتها الممكنة في بلدان المغرب العربي من خلال الأثر الثري والدسم والمترامي الأطراف والكثيف الذي تركه لنا المستشرق الفرنسي جاك بيرك. ولا تكمن أهميّة أثر “بيرك” في معايشته بالعمل و الفكر للفترة الاستعمارية التي عرفتها المجتمعات المغاربية، بل أيضا في مواكبتها زمنيا لهذه المجتمعات إثر حصولها على الاستقلال ودخولها في مرحلة بناء الدولة الجديدة. غير أن هناك سؤالا مهما يبقى مطروحا و يتعلق بمدى إنتاج “بيرك” لمعرفة تعبّر حقّا عن خصوصية هذه المجتمعات وتصف وصفا دقيقا ومتينا دينامياتها الداخليّة والخارجيّة. وهو سؤال سنحاول الإجابة عليه من خلال القيام بقراءة متأنيّة خطية وطولية تتجنب الوقوع في فخّ إقامة محاكمات للاستشراق.

Abstract

Anthropological knowledge in the service of colonial state through the example of Jacque Burk (1910-1995), administrator, translator, and

In this paper we will attempt to address the problematic uses of anthropological knowledge and their possible employment in the Arab Maghreb countries through the rich, sprawling, and thick legacy left for us by French orientalist Jack Burke The importance of the legacy of “Burke” does not lie in his coexistence by work and thought with the colonial period known to the Magharibi societies only but also in its accompaniment in time of these societies following their obtainment of independence and their entry into the phase of building the new state . However, there is an important question still being posed relating to the extent of Burk’s production of the knowledge that truly expresses the particularity of these societies and precisely and solidly describes their internal and external dynamics. This is a question that we will attempt to answer through a careful linear and longitudinal reading which avoids falling into the trap of holding trials for orientalism.

المشارك الثالث هو الدكتور فيديريكو كريستي من كلية العلوم السياسية جامعة كتانيا بإيطاليا، وعنوان بحثه ” المدن والأراضي الليبية من خلال البحوث الإيطالية في عهد الإستعمار” ، وملخصه كما يلي:-
في العهد العثماني كانت المعرفة بالبلاد الليبية وبمدنها تعتمد أساساً على كتب الرحالة وتقارير البعثات الدبلوماسية أما في عهد الاستعمار الإيطالي فقد تنوعت مصادر المعرفة بالبلاد اعتماداً على اختصاصات مختلفة . وإضافة إلى ذلك يمكننا أن نشير إلى عمل غير المختصين الذين أنتجوا معرفة هامة جداً بالعادات والتقاليد الشعبية الليبية.
وفي ما يخص التاريخ أنجز أتورى روسي عملاً مهماً جداً تعلق بتاريخ المنطقة الطرابلسية إلى غاية 1911. أما في موضوع علم الآثار والتراث المعماري فإن أعمال سالفاتوري أوريجيما تستحق التنويه بها.
وإذا ما اعتبرنا الكم الهائل من الوثائق والمخطوطات والمخططات والصور والبحوث الديمغرافية التي يوجد الآن جزء كبير منها محفوظ في الأرشيف الإيطالي فإنه يمكننا القول بأن المعرفة الاستعمارية تشكل اليوم مصدراً أولياً في تجديد المعارف المتعلقة بتطور المدن علي التراب الليبي ، وذلك رغم إنها صممت أولاً من أجل مراقبة الفضاء الإقليمي والسيطرة عليه .

Abstract
Libyan cities and territories through the Italian researches
in the era of colonialism
Connues à l’époque ottomane surtout à travers les descriptions des voyageurs, les rapports des agents diplomatiques et quelques (rares) plans, les principales villes de la Libye ainsi que son territoire furent étudiées à l’époque coloniale dans le cadre de plusieurs disciplines. Aussi le travail des non spécialistes sur les traditions populaires etc est très important. Pour l’histoire Ettore Rossi dédia un essai très important à Tripoli et à la Tripolitaine jusqu’à 1911. Pour ce qui est de l’archéologie et du patrimoine architectural, les travaux de Salvatore Aurigemma pour Tripoli méritent d’être cités
Couplés par une production importante de documents (plans, photographies, enquêtes démographiques) aujourd’hui en grande partie conservés dans les archives, bien que visant avant tout le contrôle de l’espace (urbain en particulier) dans des buts sécuritaires, les travaux de la période coloniales constituent une source de premier ordre pour le renouvellement des connaissances sur l’évolution des villes et du territoire libyen à l’époque contemporaine.

بعد ذلك فتح باب النقاش حول القضايا التي تناولها الباحثون في ورقاتهم البحثية ، وطرح بعض الحضور تساؤلات تم الإجابة عليها ، كما إضاف بعض الأساتذة تعليقاتهم المتضمنة معلومات أثرت هذه الجهود العلمية الخيرية