انطلاق أشغال الملتقى الدولي حول الإنسان الكامل بعنابة

ماهية الإنسان الكامل في التصوف التطبيقى

تحتضن مدينة عنابة ابتداء من اليوم، ملتقى دولياً حول ”ماهية الإنسان الكامل في التصوّف التطبيقي”، ينظّمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، وذلك في إطار الطبعة السابعة للقاء ”تصوّف، ثقافة وموسيقى”، ويعدّ هذا اللقاء أحد أرقى المقامات الروحانية الجزائرية الذي دأبت على تنظيمه.

و سيقوم الموقع بنشر تغطية كاملة لأعمال الملتقى و تلخيص المداخلات خلال الأيام القادمة .

و نكتفي اليوم بنشر تغطية الصحافة لهذا الملتقى:

1- جريدة المساء الجزائرية:

في إطار الطبعة السابعة للقاء ”تصوّف، ثقافة وموسيقى”‏
عنابة تناقش ”ماهية الإنسان الكامل في التصوف التطبيقى”

رشيد ك.

تحتضن مدينة عنابة ابتداء من اليوم، ملتقى دولياً حول ”ماهية الإنسان الكامل في التصوّف التطبيقي”، ينظّمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، وذلك في إطار الطبعة السابعة للقاء ”تصوّف، ثقافة وموسيقى”، ويعدّ هذا اللقاء أحد أرقى المقامات الروحانية الجزائرية الذي دأبت على تنظيمه.

وحسب أحد المشاركين، فإنّ الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام، يحضره باحثون أكاديميون ذوو شهرة عالمية من أكثر من عشرين دولة عربية وغربية وإسلامية منها ألمانيا، أذربيجان، بلغاريا، فرنسا، الهند، إيران، إيطاليا، الأردن، كازاخستان، لبنان، مقدونيا، المغرب، باكستان، روسيا، سويسرا، سوريا، طاجيكستان، تونس، تركيا، أوزبكستان واليمن، وستتمحور هذه الدورة في الأساس حول ”أثر نظرية الإنسان الكامل في سير السلوك” دون التغاضي عن باقي الأبعاد التقنية، النفسية والجمالية التي هي من صميم التجربة التأملية في الإسلام.

ويشير مصدرنا إلى أنّ هذه التظاهرة الدولية ذات الطابع الأكاديمي والفني والتي جرت دورتها الأخيرة في مدينة جانت، تتمحور هذه السنة حول القطب ”أحمد بن علي البوني”، وذلك بغرض استكشاف المدى الإشعاعي لهذه الشخصية الصوفية الجزائرية العملاقة ومروّج ”علم السيمياء” في العالم أو ”علم الحروف والألفاظ”، الذي ينبني على أساسه هذا العلم الكوني الذي لطالما استطرد ابن خلدون في ذكره بمتن مقدّمته الشهيرة ”إذ من يملك مفتاح الحروف يملك مفتاح الوجود”.

وإثر ازدهار هذا العلم في الجزائر على يد عالم السيمياء الكبير أبو العباس أحمد بن علي البوني،صاحب كتاب ”شمس المعارف الكبرى” وكتاب ”منبع أصول الحكمة” -المولود ببونة (عنابة حاليا) والمتوفى في تونس (وقيل في مصر) عام 622ه/1225م – وانتقاله إلى المشرق برزت ”الحركة الحروفية” التي تؤسّس قمة التأمّل الصوفي المنصبّ على الأبجدية، في القوقاز في حدود القرن الرابع عشر حيث عرفت رواجا كبيرا بفضل الهمّة الخارقة للصوفي الكبير فضل الله نعيمي أسترابادي أحد ورثة تعاليم الحلاج، ابن سينا، الغزالي، ابن عربي وجلال الدين الرومي، إلاّ أنّ التصوّف الحروفي الذي انتقل بفضل تلميذه الشاعر عماد الدين نسيمي واصل مسيرته في الأنضول وبلاد البلقان، حيث احتفظ بإرثه الروحي في نطاق الطريقة البكتاشية وهي طريقة فتوة منحدرة من الفنون القتالية للرماة المرابطين في بغداد انخرطت في قيدها العساكر الانكشارية.

وذكر الأستاذ سعيد جاب الخير في هذا المقام ل”المساء”، أنّ إشعاع الطريقة امتدّ شرقا حتى وصل بلاد ما وراء النهر بآسيا الوسطى، انطلاقا من أفغانستان بفضل المساعي الحثيثة للشاعر الصوفي الشهير قاسم الأنوار وعرفت في الهند في القرن العاشر هجري (سادس عشر ميلادي) تحت تسمية ”النقطوية” أسّسها الشيخ محمود بسخاني، بعدها في الأندلس وجنوب فرنسا، وكان لزاما انتظار سنوات الخمسينيات من القرن العشرين لتصل الحروفية إلى أوربا الغربية في شكل اختراقات خطية أو تهليلات كتابية قائمة على تنظيم خاص للحروف والأشكال من إبداع الكاتب السينمائي والشاعر الفرنسي جون إيزيدور غولدشتاين بتخلّيه عن استعمال الكلمات، وارتبطت هذه المدرسة التي خلفت ”المدرسة الدادائية” وعاصرت الفلسفة الوجودية بشاعرية الأصوات وحركة وموسيقى الأبجديات، والحال أنّ الحروفية لا زالت تسعى، مشرقا ومغربا، لتطوير معايير جمالية وأدبية وشعرية وعلمية ولاهوتية جديدة ولا تأل جهدا في سبيل توسعة نطاق بحثها إلى سائر فروع المعرفة ومجالات الكون كالعمران، علم النفس، الفيزياء، الكيمياء، الخ…

ولمناقشة وتدارس كل هذه الجوانب المعقّدة والمغمورة في الإنسان باعتباره ”خليفة الله وحارس الكون”، تصبو أشغال الدورة السابعة للملتقى الدولي ”تصوّف، ثقافة وموسيقى” بمدينة الله، مدينة القديس أوغسطين ومدينة أحمد البوني، بما سيمكّن الباحثين من إبراز عناصر فكرية جديدة ونادرة حول تقاليد روحية شبه مجهولة وبالخصوص حول جوانب من الظاهرة المركزية في الإسلام الموسومة بالتصوّف المفعم بقيم التسامح والتضامن والسلام مع إبراز وقع الفكر الصوفي الجزائري على التراث الثقافي للإنسانية.

2- حريدة الخبر الجزائرية :

افتتاح المهرجان الدولي للتصوف بعنابة

ك. ش.

تنطلق اليوم وإلى غاية 13 ديسمبر الجاري بعنابة، فعاليات الطبعة السابعة من المهرجان الدولي ”تصوف، ثقافة وموسيقى”، التي ينظمها المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، بتكريم العلاّمة الراحل أبو العباس أحمد بن علي البوني، وبمشاركة 21 دولة إسلامية يمثلها مختصون في علم ”التصوف”، لتدارس موضوع ”ماهية الإنسان الكامل في التصوف التطبيقي”.

3- وكالة الأنباء الجزائرية

ملتقى دولي حول ماهية الإنسان الكامل في التصوف التطبيقي بعنابة
وكالة الأنباء الجزائرية

افتتحت يوم السبت بعنابة أشغال الملتقى الدولي حول ماهية الإنسان الكامل في التصوف التطبيقي بمشاركة باحثين و أكاديميين من أكثر من 20 دولة يمثلون مختلف قارات العالم.

وينظم هذا الملتقى الذي يندرج في إطار الدورة السابعة للمهرجان الدولي “صوفية ثقافة و موسيقى” بمبادرة لمركز البحث في ما قبل التاريخ و الأنثروبولوجيا تكريما لروح الغمام و المفكر ”أبو عباس أحمد بن علي البوني”، أحد أبرز وجوه التصوف في شمال إفريقيا و أشهر المؤلفين في العلوم الخفية و علوم التنجيم.

وفي تدخله خلال جلسة افتتاح هذا الملتقى الذي يحضنه أحد فنادق المدينة بحضور سلطات الولاية و إطارات قطاعي الثقافة و الشؤون الدينية أشار مدير مركز البحث في ما قبل التاريخ و الأنثروبولوجيا، سليمان حاشي، إلى أن اختيار مدينة عنابة لاحتضان هذا الملتقى الذي وصفه ب”موعد السخاء العلمي و تعبير عن إسلام التسامح و المحبة و الأخوة يأتي أيضا تكريما لشخصيات أخرى على غرار القديس أوغستين أبو الفكر العصري و سيدي إبراهيم أحد أهم الوجوه التي تركت بصماتها على المسيرة الثقافية لبونة.

وانطلقت الأشغال بمداخلة للكاتب رشيد بوجدرة تضمنت قراءات لنصوص صوفية لابن العربي و كذا للبروفسور سميح جيهان من جامعة اسطنبول (تركيا) عرض من خلالها حياة و أعمال أبو عباس أحمد بن علي البوني و أهم أعماله في مقدمتها “شمس المعراف الكبرى” و “منبر الحكمة”.

وتتضمن أشغال هذا الملتقى الذي يدوم ثلاثة أيام مداخلات أخرى تتناول الأعمال و الإشعاع الفكري التصوفي لأبي عباس أحمد بن علي البوني و ذلك بهدف إبراز تأثير ماهية الإنسان الكامل في التصوف التطبيقي،حسب ما أشار إليه المنظمون.

للتذكير، فإن الإمام أبو عباس أحمد بن علي البوني من مواليد عنابة و ألف حوالي 100 كتاب و يعد أحد رواد فلسفة التصوف.