كتاب حول الميثولوجيا الأمازيغية للكاتب الأمازيغي محمد أسوس

  كتاب حول الميثولوجيا الأمازيغية للكاتب الأمازيغي محمد أسوس

محمد ارجدال

“دراسات في الفكر الميثي الأمازيغي” عنوان الكتاب القيم الذي ألفه الأستاذ محمد أسوس حول الميطولوجيا الأمازيغية والذي نشر سنة 2007 بالرباط ضمن منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ويتألف من 199 صفحة من الحجم المتوسط والكتاب قيم لتناوله لموضوع شائك موضوع الأساطير أو الميثات الأمازيغية،إذ أنه جمع ما تبقى من نصوص هذه الميثولوجيا الأمازيغية والتي ستكون معرضة للضياع كغيرها من مظاهر الأدب الشفهي الأمازيغي .
والميث le mythe هو رواية لحدث جرى في الزمن ألبدئي ، يحكي كيف جاءت حقيقة ما إلى الوجود، لا فرق بين أن تكون هذه الحقيقة كلية كالكون مثلا أو جزئية كأن تكون حيوانا أو نوعا من النبات أو مسلكا يسلكه الإنسان أو مؤسسة …إذن الميث هو دائما سرد لحكاية خلق ، تحكي كيف كان إنتاج شيء ، كيف بدأ وجوده ، كيف وصلنا إلى الوضع الحالي في العالم (لماذا ابتعدت السماء عن الأرض ، الموت، الشقاء…) كما تبرر الطقوس وتفسر أوجه النشاط الاجتماعي وبدايات هذا النشاط ( الغذاء ،الزواج ، العمل…) وتختلف عن الحكاية التي تكون عبارة عن حوادث عجيبة عن الأبطال في صراعهم مع قوى الشر(الغولات مثلا) دون إن تبرر شيئا أو تفسره ودون أن يعتقد بصحتها، فالميث حين نعرفه نعرف أصول الأشياء .
وقد آتت فكرة الاهتمام بالميتولوجيا الامازيغية من طرف الأستاذ “محمد أسوس” لأن هذا المجال ظل بكرا ولم ينشغل به الباحثون والدارسون ولم يطله أي اهتمام حتى من طرف المستمزغين الذين اصدر بعضهم أحكاما تبخيسية في حق الأمازيغ تفيد بأنهم لم ينتجوا ميثولوجيا لقصور الخيال لديهم أو لعدم انشغالهم بفهم وتفسير العالم والظواهر من حولهم (h.basset نموذجا) .كما أن دراسته لهذه النصوص الميثية تعكس له رؤية المجتمع الأمازيغي للعالم وتشكل الأساس الأنتروبولوجي لمتخيلها، وتقدم له المفاتيح التي تمكن من فك رموزها وأنساقها التفافية كما تمكنه من كشف ما استغلق أحيانا من الغاز وأمثال …
وقد اعتمد المؤلف أثناء جمعه لنصوص الميثولوجيا هذه على الرواية الشفهية بمناطق مختلفة ببلاد تامزغا وكذا على بيبلوغرافية مهمة من المراجع والتي احتلت ست صفحات من الكتاب خمسة منها بالفرنسية وواحدة بالعربية وقد تناول الكتاب دراسة العديد من هذه الميثات مثل : ميت تاسليت اونزار و طقوس الاستمطار ، وكذلك ميت من القول إلى النجوم آو وحدة المتخيل الأمازيغي ، فدراسة لثلاثة ميثات امازيغية عن أصل الحجر والقرد والدموع ثم تامغرا ووشن والفوضى الكونية وكذا الكسكس والبرنس كرمزين ثقافيين تم تحدث عن الكلام والمرأة في الميثولوجية الأمازيغية وكذا عن الجنسانية الجامحة من خلال ميث تاكمارت إيسمضال كما تناول بعض رموز طقوس الاجتياز من خلال ميث ايخس بواديف، كما أورد ميث عن أصل الثعبان ثم التصور الكوسمولوجي الأمازيغي للكون من خلال النسيج أزطا كما ختم كتابه بدراسة تحليلية عن الوعي بالذات في الفكر الميثي الأمازيغي .
والأستاذ محمد أسوس باحث وشاعر وأديب له العديد من المقالات والإبداعات القصصية والشعرية الأمازيغية بالعديد من الجرائد الوطنية كما اصدر مؤلفات منها معجم امازيغي عربي فرنسي عن الحيوانات (أماوال نـ ئمودرن) ضمن منشورات مؤسسة تاوالت ومؤلف ixfawn d isassen ، ويعتبر كذلك من المناضلين الأمازيغ داخل الحركة الأمازيغية منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي والتي قدم لها الكثير.
ومن أمثلة الميثات الأمازيغيةالتي تناولهاالكتاب، ميث أصل الثعبان الذي سنورد نصه :
“أنجبت امرأة توأمين ، احدهما لا أيدي ولا أرجل له فحارت الأم في أمره بعد أن الفته في خرقة ثوب وعلقته في سارية البيت ،فنصحتها جارتها بأن تسكب أمامه دلوا من الماء وتأمره بأن يسير كالماء ، ،ففعلت فخرج من بالوعة البيت ليسكن منذذلك الحين في البناء الحجري المحاط بالبيت حيث صار ثعبانا وعدوا للإنسان.”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.