الإعاقة والتمثلات الاجتماعيّة في المجتمع التونسي

  tar-o-yazit

 د.الحبيب النّهدي[1]

الإهداء إلى أبني يُمْنْ جعلت اسمه لمقاماتي وحركاتي وسكناتي

‘‘الوصم المتصل بالإعاقة يؤدي إلى القمع الاجتماعي والاقتصادي في جميع أنحاء العالم’’[2] بيثاني ستيفنر

تقديم عام:

هل يمكن حل التناقض بين وصم الشخص بالإعاقة ومحاولة إدماجه في نفس الوقت؟ فهذا التساؤل يحيلنا إلى لبّ المشكل المتمثل في محاولة إدماج من هو غير قادر على ذلك. فكأنّما هي  مفارقة تدعو للاستهجان والسخرية ولا سبيل إلى حلّ الإشكال والخروج من مأزق المفارقة إلاّ  إذا مررنا إلى مستوى أعمق في التفكير والبحث عن رمزية عميقة فيها نتاج المعنى مما يساعد على بناء العلاقات التفاعلية  بين معنى الإعاقة من جهة وقدرة المجتمع على تمثل معاناة المعوق ومساعدته على أن يتأقلم مع الحياة اليوميّة من جهة ثانية. فليست المسألة إذن في وجود وسائل متطورة مساعدة للشخص ذي الإعاقة على الاندماج وإنما لا بدّ من تجاوز المحيط المعيق للتواصل التفاعلي.

لذلك فإن مفارقة إدماج ما لا يدمج لا يمكن الخروج منها إلاّ بفضل تهيئة الذات وإعادة النظر في العلاقة بين السوي واللاسوي على المستوى الذهني والجسدي، أي تغيير الأسس المعرفية في علاقة الشخص ذي الإعاقة بذاته وفي علاقته بالعالم وفي علاقته بالآخر. فكيف تبنى العلاقة منذ التنشئة الأولى بين العائلة وطفلها ذي الإعاقة؟ وهل أن التعامل مع إعاقة الفتاة مثلها مثل إعاقة الفتى؟ وكيف يمكن أن نخلص الشخص ذا الإعاقة من نزعة اليأس والقنوط دينيا وإيمانيا؟ ما هي الآليات التي بفضلها نرتقي إلى مستوى الاندماج الفعلي للشخص ذي الإعاقة؟ وما هو دور المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مدنيا؟

قد لا نقدر أن نلمّ بكلّ تمفصلاّت الإشكالية إلاّ إذا حاولنا بما اُستطعنا أن نبني تمشيا نظريا ومقاربة موضوعية على ضوئها نضع الإطار العام لمسألة الطفل ذي الحاجات الخاصة في المجتمع. ولكي نحقق الأبعاد العميقة للذات الإنسانية وجب أن نعتمد على المقاربة التفهميّة المقاصدية عبر سبر أغوار ذات الشخص ذات الإعاقة أي ندعه يعبر عن نفسه بنفسه وأن يتدرب على كيفية إقامة تواصل فاعل بينه وبين المجتمع  دون عوائق مثل الإقصاء والتهميش  لهذا السبب فإننا نظريا نثمن منهجية ايرفينغ غوفمان  [3]Erving Goffman  التي تساعدنا على الفهم فقد اهتم بالعلاقات بين الأفراد من خلال الإنصات للمحادثات والتفاعلات من خلال الملاحظة بالمشاركة وكذلك بما أسماه بمسرحة الاستعارة  métaphore théâtrale وبين الفرق بين هويّة المعوق المفترضة والواقعية والوصم ينشأ من التمثلات التي يكونها الفاعلون حول الإعاقة لكونها مرتبطة بصور نمطية. فالفرد الذي يعاني من الوصم يختلف عن الآخر وكلّ واحد من ناحيته يبني استراتجيته وفق ما يدركه ويتمثله ومن هنا تنشأ المواقف  والتفاعل بين الموصوم والفرد السوي.هذه  ظاهرة تجلب اُهتمام الباحث لأنّ المعوق ينظر  أحيانا إلى هذه المقارنة باُعتبارها احتقارا. ويسعى في البحث عن التناقض وعن الانتقاص الكامن فيه فالانطباع الأولي هو الذي يحدّد العلاقة مع الغير عبر التفاعل وقد اعتمد  ايرفينغ غوفمان  Erving Goffman  في مقاربته تلك على تحليل الخطاب وكذلك الاستناد إلى البحث الوثائقي والسير الذاتية التي تعبر عما يتألم منه الشخص ذو الإعاقة.[4] وعلى نفس المنهج اعتمدنا في تجربتنا الخاصة من خلال ما عشناه من وضعيات أثناء تدريسنا أو كذلك من خلال جمع أمثال رائجة ومستعملة  لدى الناس وعلى الإنصات لاستعمالات اللغة اليومية في مختلف الفضاءات والاعتماد على شهادات أشخاص ذوي الإعاقة  في بعض البرامج التلفزية أو التحقيقات والحوارات الصحفية حول الإعاقة. ويبقى الميدان هو المحك الأساسي للبحث العلمي كما أنّه حان الوقت لندع الأشخاص ذوي الإعاقة يفصحون عن أفكارهم وأحلامهم بما يعيد لهم دورهم باُعتبارهم مواطنين أحرارا ولهم القدرة على العطاء والبذل.

I – معطيات حول الأطفال ذوي الحاجيات الخصوصية في تونس:

يعتبر الشخص معوقا “كل شخص له نقص دائم في القدرات والمؤهلات البدنية أو العقلية أو الحسية ولد به أو لحق به بعد الولادة، يحدّ من قدرته على أداء نشاط أو أكثر من الأنشطة الأساسية اليومية الشخصية أو الاجتماعية ويقلّص من فرص إدماجه في المجتمع”.[5] وهذا التعريف القانوني لا يستوفي المعنى لأن الإعاقة سوسيولوجيا تختلف حسب السياقات الاجتماعية وحسب نوعيّتها وحسب اختلاف الجنس والعمر ومستوى الدخل العائلي  ومحل الإقامة ومدى القرب من المصحات الاستشفائية أو البعد عنها كما يمكن أن تختلف حسب الثقافات ودرجة الاعتقاد الشخصي وإيمانه. ولذلك  يجب معرفة عوامل عديدة ولا يحق لنا أن نضع جميع الإعاقات في خانة واحدة. لهذه الأسباب لا تفيدنا المعطيات الإحصائية[6] لأنّها تعتريها نقائص فيما أشارت إليه من متغيرات نوعيّة هامة ولكن الاعتماد على ما هو متوّفر على الأقل يساعدنا على  ضبط  بعض المؤشرات والبيانات الأولية التي من خلالها نقف على الأولويات التي يجب أن نضعها في اُعتبارنا عند التحليل .

أثبتت الإحصائيات أن عدد المعوقين في تونس يبلغ حوالي 151 ألفا، أي بنسبة 1.6 بالمائة من مجموع السكان ويتوزع المعوقون حسب الجنس:  ذكور  560 100 بنسبة 66.4٪ وإناث 863 50 بنسية 33.6٪ ويمثل عدد المعوقين السمعيين نسبة 12.5  من مجموع المعوقين. وتمثل 0.2٪ نسبة الإعاقة بين الفئات العمرية:  صفر-4 سنوات ويمثل زواج الأقارب أهم سبب في الإعاقات في تونس والذي يمثل بدوره نسبة 23 في المائة من مجموع حالات الزواج.  كما يبلغ عدد المدارس الدامجة لغاية السنة الدراسية 2007-2008، 263 مدرسة بينما بلغ عدد المعوقين المدمجين (1124) من بينهم 324 إعاقة سمعية. وبلغ عدد المدارس المحتضنة والأقسام التحضيرية الدامجة 57 بينما بلغ عدد الأطفال المعوقين بالسنة التحضيرية 93 طفلا.

وما لاحظناه في هذه الإحصائيات  أنّها لم تشمل مؤشرات الربط بين الدخل والإعاقة  مثلا أو بين نسب التواجد في الريف والحضر [7] أو حسب نسب الفقر بالإضافة إلى ما عرف عنها أنّها لم تكن تتسم بالمصداقية فإننا نستند عليها وقتيا لأنّه يصعب الحصول على أرقام محينة بعد الثورة لتبين الحجم الذي يمكن أن تمثله هذه الفئة في المجتمع الأصلي وبالتالي نضبط مستوى التدخل الذي نحن مطالبون به. كما يمكن لهذه المعطيات الإحصائية أن تفيدنا في إبراز الفوارق بين الجنسين أي التعامل مع الإعاقة حسب مفهوم النوع الاجتماعي.

ونظرا لطبيعة هذه الدراسة التي تنحو منحى المقاربة الكيفية فسنقتصر على هذه المعطيات دون غيرها ولمن يرغب في المزيد يمكنه الاعتماد على ما ينشر في النشريات المتخصصة في ذلك. ولكن نؤكد  أهميّة دراسة هذه المؤشرات النوعية مع تدعيمها بمؤشرات تكون أكثر ارتباطا بالقيم والمتغيرات التي لا يمكن قياسها ولكن يمكن تحليلها وفق منهج مختلف قد نجد صداها في دراسة أخرى.

ويمكننا أن نكتفي في هذه الدراسة بعدد الأشخاص ذوي الإعاقة ومدى توزعهم  حسب الجنس وحسب المناطق الريفية والحضرية. وهي تعود إلى سنة 1999  والتي تبين الفوارق حسب الريف والحضر 1,05  % ففي الوسط الحضري 0,91 % وفي الوسط الريفي – الرجال 1.29 % في الوسط الريفي – النساء 0.69 % في الوسط الحضري – أكثر المعوقين الذكور يوجدون بالوسط الريفي – % من الأطفال الحاملين للإعاقة هم يعانون من التخلف الذهني والسمعي.

ولئن كانت هذه  المعطيات الكميّة على أهميتها تساعدنا في ضبط مؤشرات الإعاقة حاضرا لتخصيص الاعتمادات المادية  وضبط حاجيات الدخل وآلياته مستقبلا فإنّ الأهم من كلّ ذلك هو ضرورة التطرق للمعطيات الكيفية التي تمس الأبعاد النفسية والاجتماعيّة للأشخاص ذوي الإعاقة.

II- التمثلات الاجتماعية للأطفال ذوي الحاجيات الخاصة:

إنّ تغيير السلوك مؤشر لتغيير القيم فالسوي بالأمس يمكن أن يصبح معوقا اليوم والعكس بالعكس’’[8] برنار لوي

نستعمل التمثلات الاجتماعية بالمفهوم الذي استعمله S. Moscovici لتحليل مسارات التفاعل بين الأفراد فيما بينهم وبين المجموعات قصد فهمها. بحيث ليس هناك قطيعة بين العالم الخارجي والعالم الداخلي للأفراد والجماعات وليس هناك حقيقة موضوعية وإنّما هناك حقيقة متمثلة بمعنى ما يمتلكه الفرد أو المجموعة في النسق المعرفي وتحدد الوضعيات الاجتماعية ضمن نسق المواقف والتصرفات ذلك أنّ كلّ تمثل ينتج رؤية شاملة نحو الموضوع المقصود ويقوم بهيكلة الواقع ويساعد على الاندماج في نسق المواقف والقيم.

إن التمثلات الاجتماعية هي رؤية للعالم ومجموعة منظمة من المعلومات والمعتقدات والمواقف والآراء تمكن الفرد من  أن يعطي معنى لسلوكه ويفهم الواقع وفق مرجعية ينتمي إليها. فهي دليل للفعل ضمن وضعية. تحدد التفاعل بين الأفراد وانتظاراتهم والرهانات التي تضبط مسبقا. و‘‘خلال عملية التواصل يلعب التمثل دور المصفاة التأويلية، فالفرد يؤول الوضعية ويفك رموزها ويفهم سلوكات محاوريه وفقا لتمثله للوضعية، وهكذا فإنّه غالبا ما تحدد التصورات والسلوكات وتقود الممارسات الاجتماعية’’[9]

وانطلاقا من هذا التعريف نتبين مركزيته في فهم وضعية الشخص ذي الإعاقة فلئن ساعدت الوسائل الطبية الطفل على تخطي صعوبات الاندماج في محيطه الاجتماعي فالطب النفسي مثلا قادر على ان يخفف من وضعه ويعمل على تقليص الفوارق بينه وبين سائر الأطفال بما يقدمه من مفاهيم علمية لتفسير ما عليه وما يجب أن يتصرف فيه. والتحدي الأكبر بالنسبة إلى المعوق هو أن يتجاوز الصعوبات وهذا مشروط  بتقبل وضعيته التي تساهم في اندماجه.

 فالطفل الذي يصنف باعتباره حاملا لإعاقة بدنية أو ذهنية لا يتم إدماجه بنفس الكيفية في محيط مع الغير الذي هو مثله في الإنسانية ومختلف عنه بما لا يحمله من إعاقة. فلهذا السبب ينظر إليه المجتمع  على أنّ لا شفاء له ومحكوم بالإقصاء والفقر والفشل وهذا -كما سنرى- يعود بالأساس إلى دور التمثلات الاجتماعيّة. فالأطفال المعوقون يواجهون صعوبات اجتماعية كبيرة إلى حد أنهم يكونون منبوذين وهذا لا يساعد على الاندماج. فقضية الاندماج الاجتماعي لها هامة مما يفسر الصلة الممكنة بين الإعاقة من جهة وبين نسبة الإدماج من جهة أخرى وهي التي تعطينا فكرة عن مدى نجاعة تدخل الوسط الاجتماعي وقيمة التمثلات الاجتماعيّة. في وضعية التواصل مع المعوق والتي يمكن أن تتفرع إلى عناصر ثلاثة:

إعاقة بدنية: – ذهنية – سمعية – بصريّة – كلامية – حركية – توحد-  صرع

متعدد وسائط تقنية طبية: كراسي متحركة – سمّاعات اصطناعية – برمجة إعلامية  خاصة – البراي – ممرات خاصة

ردود أفعال المجتمع: العزل – التمييز – أساليب العلاج – السحر – الشعوذة  الأولوية في المساعدة – الوسم بالإعاقة – الشفقة – القبول – الرفض والتجاهل

لو توقفنا عند  العنصر الثالث والذي هو المحور المتعلق بتمكين الشخص ذي الإعاقة لوجدنا أنّه يمثل العنصر المعرقل للاندماج وأنّه ينتمي إلى ما يكوّن تلك التمثلات الاجتماعية فلا بد حينئذ من تفكيك هذه المكونات منطلقين من نماذج تكشف عن هذه التمثلات التي تكونت حول الأشخاص ذوي الحاجبات الخصوصية.

II – 1 في مستوى النوع الاجتماعي أنثى/ذكر

ما يسترعى انتباهنا هو عسر اندماج الإناث في محيطهن رغم قلة عددهن مقارنة بالذكور[10] فلقد لاحظت تعرض بعضهن إلى التحرش من قبل الذكور بحيث يتم استغلال ضعفهن العقلي والتغرير بهن وهناك قضايا من هذا النوع عرضت على المحاكم. هذا العنف المسلط على الأنثى ذات الإعاقة يثير انتباه الباحث و يسأل لماذا لا يثير ضجة مثلما يحدث للفتيات السويات ومن هنا فإن هذه الوضعيات الخطيرة لا تفيدنا بشيء إذا اكتفينا بالإحصاء  بل من المفيد أن تحيلنا مباشرة إلى ضرورة التركيز على المعطى النوعي الذي يحيلنا إلى مستوى أعمق نتبيّن فيه العوائق التي تحول دون نمو شخصية المعوق بصفة متوازنة والإظهار الكامل لإمكاناته. فهذا يعود للإحساس بالضيم لدى الأنثى ذات الإعاقة وهو نابع من هيمنة ذكورية تنضاف إليها الإعاقة فتتعمق المأساة. فالتحديات التي تعيشها الفتاة أعمق.  فهي تريد أن تتعلم وأن تعمل وأن تتزوج وتنجب الأبناء لحفظ كرامتها. وهذه النظرة الدونية تتجلى من خلال القول ‘‘تخذها صحيحة وحتى يفلح فيها ربي’’ أي تتزوجها دون إعاقة حتى يبارك الله فيها’’ وهذا التصور هو ما  تشكل في المخيال الجماعي وما يتمثله الفرد عند نظرته للمرأة خصوصا إذا ما كانت تعاني من إعاقة.

II- 2 في مستوى المعتقدات الشعبية:

أ- من بين مكونات التمثلات الجماعية المعتقدات الشعبية التي تكونّت عبر التاريخ وتداخلت فيها عناصر متشعبة من مختلف التراكمات من الاعتقادات والطقوس منذ البدايات لتواجد الإنسان على هذه الأرض والتي تنتشر في مختلف جهات البلاد ومن مظاهرها المثيرة للتساؤل المحيط المؤثر في نفسية المعوق مثل الأشخاص الذين هم يتطيرون من الأعور ويتجنبون لقاءه خاصة في الصباح. ورغم أن استعمال اليد اليسرى ليس إعاقة ولكن الموقف منه يعبر عن ضرب من الإقصاء المعنوي فيقال مثلا إن الذي يأكل باليد اليسرى فكأنما (الشيطان يكل معه –وهذا حرام)

ب- كذلك في مستوى اللاواعي الجمعي للأحلام التي تمثل ضربا من ضروب التمثل بحيث تؤثر في المواقف والتصرفات ف‘‘العمى’’  في المنام ضلالة في الدين وهو أيضا ميراث كبير من عصبته والعمى أيضا غنى فمن رأى أنه أعمى استغنى ومن رأى “ أنه أعمى فإنه ينسى القرآن وإن رأى أن إنسانا أعماه فإنه يضله“ ومن رأى “ أنه صحيح السمع فهو دليل على فهمه وعلمه وصحته وديانته ويقينه وفمن رأى أنه أصم فإنه فساد في دينه[11]

ت- كما يعتبر البعض الإعاقة عقاب من الله ‘‘عاقبوا ربي لفعاله’’ وخلافا لذلك يرى البعض أنّه امتحان للإنسان ‘‘ربي ابتلاه بالشر’’

ج- كما يمكن سرد بعض المواقف التي تبث في وسائل الإعلام فهناك في بعض الأحيان مواقف كان لا بدّ ألاّ تمرر لأنّها تمسّ من كرامة المعوق كالذي سخر من أحول العينين عندما وجه له نقد كما نجذ الوسائل الإعلامية المهيمنة تصنع تصورا مثاليا عن الجسد الجميل المثير الفاتن والمغري خاصة في الإشهار والأساليب الدعائية وهذا هو الخطير فلا بد إذن من البحث عن الصورة التي يقدمها الإعلام بطريقة غير مباشرة وتقدمها الأفلام والمسلسلات وهي تبني المواقف وتوجه الرأي العام ولا بدّ إذن من إعادة تهيئتها لتستجيب إلى احترام ذات الشخص المعوق  فكم من شخص ذي إعاقة أضفى الكراهية على جسده ونبذه لأنّه لم يحقق له الانجذاب الجنسي في فترة مراهقته وذلك ‘‘من خلال صور معايير الجمال التي تصنعها وسائل الإعلام الجماهيرية وتنشرها’’[12]

وهذه العينات وحدها كفيلة بأن تعطينا فكرة عن واقع الشخص ذي الإعاقة في المجتمع وما يسلط عليه يوميا من عنف رمزي ومادي يحبط أعماله ومحاولة الاندماج في النشاطات اليومية للمجتمع. ومجرد تأمل رمزيّة هذا التأويل لاحظنا ازدواجية في الاستعمالات فالعمى هو ضلال وهو في نفس الوقت غنى وهذه الخاصية تكاد نجدها في كل مكونات التمثلات الاجتماعيّة فهي آلية أساسية تنبني عليها الشخصية التونسية وتحدد المواقف والسلوكات.

II- 3 في المستوى الاستعمال اللغوي:

إنّ الاستعمالات اليومية للغة وما تتضمنه من بناء رمزي مؤثر تشير إلى معاناة المعوق من العنف المعنوي والتداخل بين الاستعمالات الموجهة للمعوق أو حتى لغيره من الأسوياء فالكلمة الأكثر رواجا هي كلمة مُعَاقْ التي تطلق على الفاشل في الامتحان فيقال ‘‘عَوْقْ’’ وعلى الذي لا يطيع والديه ‘‘عائق’’ كما تستعمل أيضا كلمات حسب نوعية الإعاقة فتكوّن  قاموسا مستعملا إلى الآن مثل ‘‘البكوش’’ الأطرش’’ ‘‘الأعمى’’ ‘‘العايب’’ ‘‘المنغولي’’ ‘‘المهبول’’ ‘‘والأبله’’ ‘‘المشلول’’ ‘‘العمشه’’ وينعت بهذه العبارات أيضا الأشخاص الأسوياء مثل ‘‘يا الأعمى’’ لمن لا يقدر على رؤية شئ بقي يبحث عنه وهو بالقرب منه أو ‘‘معوق في مخه’’  أو لوصف الفوضى في الطرقات ‘‘شلت حركة المرور’’

ففي هذا البناء النسقي للغة نكاد ننسى استعمال الاسم الشخصي للمعوق والذي هو بناء رمزي لهوية الفرد والذي يمكنه من حضور متعين بما سمته عائلته أوليس هذا أخطر على الإنسان من هذا الطمس للاسم ومن هذا الموت الرمزي للكيان ذلك أن في مناداة الشخص باسمه الذي سمي به اعترافا بكيانه وبثا للثقة في نفسه.

غير أننا نلاحظ في كثير من الأحيان أن الإعاقة تطلق على الأسوياء فتكشف عن معنى  الإزاحة في استبعاد الشخص ذي الإعاقة من هذا الوصم فليس فيها ما يدعو للاحتقار ولكن في المقابل تقبل المعوق لها يكون جارحا لذاته لأنّه اتخذه مثالا يوصف به ما هو منحط وسلبي وقد تستعمل  كلمة المعوق للأسوياء استنقاصا فأننا نجد فيه ضمنيا تفضيل المعوق  بالمقاييس العميقة للمعاني خاصة إذا كان متميزا وحريصا على تأكيد ذاته ونجاحه فالإنسان الذي عميت بصيرته وصمت أذنه عن الحق هو معوق وهذا ما يحيلنا إلى الآيات القرآنية التي استعملت استعارة العمى أي عمى البصيرة وعدم الإيمان وهي ليست إلاّ امتحانا من الله لتمحيص قدرة عبده على قربه من الله وإيمانه بالقضاء والقدر خيره وشره[13]  وفي السيرة النبوية هناك حديث يؤسس لفكرة الاعتناء بالأعمى فقد يكون أفضل من أن  نعتقد أنهم يرون.[14] لهذا كان لا بدّ حينئذ  أن يبني الشخص ذو الحاجيات الخاصة ذاته انطلاقا من نظرة المجتمع  التي تلقي النظرة السلبية على الأسوياء ولا يلقي بالنعوت التي لا تبني هوية المعوق الفردية فكثيرا ما يؤدي الاستنقاص إلى نظرة سطحية تركز على الجسم وإعاقته وعلى المظهر دون أن تتجه إلى الجوهر كما سبق وأن أشرنا إليه لأنّ الاستنقاص يجرح ويقصي  الشخص ذا الإعاقة وتحدث فيه هزّة تزلزل كيانه لأنّ هذه النظرة الخارجية تؤسس لجوهر الأفراد في المجتمع التونسي وهي شكل من العنف الرمزي المسلط عليه يشعره بأنّه غير مقبول من قبل الآخر وهو ما يجعل الاندماج مستحيلا. ويفصح المجتمع بما يستعمله من أمثال شعبية عديدة أو من أقوال تختزل هذا الشعور بالوصم والنبذ. كما نلاحظ دوما هذه الازدواجية والمفارقات في التمثل للشخص ذي الإعاقة التي تحتاج منا تفكيكا وتحليلا حتى نتبين الاستراتجيات العينية في إقصاء المعوق.

III- 4 في مستوى الأمثال العاميّة:

تعكس الأمثال العاميّة[15] مواقف المجتمع من الأشخاص ذوي الحاجيات الخاصة فنجد:.

أ- أمثالا عاميّة ايجابية: أكثر أهل الجنّة البله – خلق عباد كيف ما شاء وراد – لا تظهر الشماتة بأخيك فيعاقبه الله ويبتليك – ما عمى إلاّ عمى القلب — سعدك يا الأطرش

ب- أمثالا عاميّة سلبية:  لشكون تحرقص يا مرة الأعمى –  ما تحركت العمشا إلاّ ما تفرق المحضر – الأعور خو الشيطان – بنت زوالي وعوراء – عوراء وتغمز – منظرك في المليح تسبيح ومنظرك في القبيح كفر بالله – الحنا حرشاء والحنانة عمشا والعروسة طرشة – قد ظل من كانت العميان تهديه – ضرب الأعمى واكسر عصاه منتش أحكم من ربه اللي عماه  – كعور وعطي للعور- عمياء وشدّت سارق

أعمى وطاح في دشيشة – العمش ولا العمى – زي عكاز لعمى مره في الطهر ومرة في النجاسة – أعطاه ربي وعانه نقصله في ذراعه وزاده في لسانه – جايطبها (أو يكحلّها) عماها – واللي تطيبه العمشى ياكلوه ذراريها[16]

منذ القراءة الأولى نتبين طغيان الأمثال السلبية على الأمثال الإيجابية فبم نفسر هذا التناقض في الخطاب في الاستعمالات اليومية للمجتمع التونسي سواء كان ذلك في المعتقدات أو من الأمثال العامية؟

لا شكّ أنّ للتمثلات الاجتماعية قدرة على جمع المتناقضات لأن مرجعياتها مختلفة حسب سياقات تراكمت تاريخيا من خلال التجربة اليومية التي تعود جذورها إلى البداية الأولى لنشأة الإنسان ونقلتها الأساطير والحكايات والأغاني والأمثال المأثورة وحتى بعض الوقائع التاريخية التي كان لها ثقل على الذاكرة الجماعية وهي التي  شكلت نموذجا نمطيا يقود التصرفات ويكون الفرد قد تلقاه في محيطه الاجتماعي ونشأ عليه وانطبع به سلوكه فحدد نظرته للظواهر.

والمواقف السلبية تفسر بعامل نفسي حيث نرى الأفراد يكرهون كلّ ما من شأنه أن يثير اشمئزازهم ويؤثر في انفعالاتهم ,ويحبذون رؤية ذلك من بعيد ويشعرون  بالشفقة والرثاء والحزن .كما أنّهم لا يحبذون الجسم العليل فليس هناك إلاّ الشعور بالوصم الاجتماعي ولا نجد في أي مكان صورا ايجابية تعبّر عن إنسانية المعوقين. هناك اثارة الشفقة أو العطف فحسب.

وقد يساهم المعوق بدوره في عسر الاندماج مثل أن يتخذ من إعاقته ذريعة للتواكل على الغير  (فيحترف الاستجداء) ويصبح بذلك عنصرا غير فاعل في المجتمع وهو ما يجعله غير مرغوب فيه أحيانا علما وأن غيره من المعوقين يمكن أن يبدعوا في مجالات متعدّدة أو أن يصبح عدائيا تجاه الأسوياء أو المجتمع برمته حتّى وإن عامله الآخر بلطف وعفوية ودون أي شعور بالشفقة ترى البعض من المعوقين يضمرون النوايا السيئة والغلظة للأسوياء.

إنّ سبب هذه المواقف يعود إلى عدم وجود ثقافة تضبط  سلوك الأفراد فتدربهم على كيفية التعامل مع المعوق وقيام اتصالات متبادلة تقطع مع مشاعر العار والازدراء لحالة الوصم الاجتماعي.[17] التي تحدد نظرته إلى ذاته وتجعل  عائلته تبالغ في الخوف عليه فيتم عزله عن أقرانه فيؤدي ذلك إلى العزلة والوحدة  ويشعر الوالدان بالإحباط النفسي في إنجابه مما يعمق المأساة. فالضرورة تقتضي منا القطع نهائيا مع هذه العقليات واستثمار الجانب الايجابي في شخصية المعوق ولن يتم ذلك إلاّ إذا تحملت الأسرة مسؤولة تنشئة طفلها ذي الإعاقة على تمثلات اجتماعية ايجابية سبق ذكرها  لتدعم ثقته بنفسه وتعمل في نفس الوقت على الإحاطة به وتعوده على مواجهة وضعيات معيشية محرجة حتى يمسرح ردود فعله التفاعلية الايجابية

وإذا ما كانت هذه العائلة فقيرة فيمكن أن تتدخل الدولة لتقديم الدعم وذلك في نطاق التضامن وفي نطاق جمعيات المجتمع المدني التي  تتعامل مع وضع الإنسان بصفة عامة.

لقد لاحظنا وضعيات عديدة عاينا فيها معاناة المعوق وردود الفعل السلبية تجاهه وكيف أنّه بمجرد تصحيح هذه التمثلات الجماعية ندرك حجم التغيّر في المواقف فمن بين تلك الوضعيات محاولة دمج الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في المدارس العادية [18] ولقد عشت مواقف وتصرفات وأستحضر منها  حالة واحدة كافية لتعطينا فكرة عامة.

تتمثل الوضعية في أني  درست تلميذا كان يعاني من صعوبة النظر وينتظر زرع قرنية وأتذكر أنّه رفع إصبعه للكتابة على السبورة ولما أذنت له بالخروج ضحك زملاؤه وقالوا لي ‘‘إنّه لا يرى جيدا وسيعطل لنا سير الدرس وإنّ بقية الأساتذة يشتكون من بطء مشاركته قلت لهم الفائدة في عدم إقصائه فإنّ كان لا يرى فالأكيد أن يوظف حاسة السمع[19] وإنّى أرى فيه الرغبة والحرص على المشاركة وأعطيتهم أمثلة عن طه حسين والمعرى وذكرتهم بتألق الأشخاص ذوي الحاجيات الخصوصية في المسابقات الرياضية الدولية. فبعد أن كان هذا التلميذ يبكي تشجع وكتب على السبورة وقد كانت إجابته صحيحة وأتذكر أني في مرة  طلبت منه التمثيل مع بعض من أصدقائه ولم يخيب ظني. وقد جاءت أمّه تشتكي من سوء معاملته فطلبت من المدير أن يعامله في الامتحانات معاملة خاصة بأن توضح له الكتابة أكثر في الامتحان وأن يعامل برفق. وما زاد يقيني في اندماجه هو أنّه تحصل على معدل قريب من الحسن خلافا للبعض الذين سخروا منه ولن أنسى السعادة التي غمرته في آخر السنة وأنا أقبله أمام والدته وأقول لها اُبنك يرى بإرادته وبصيرته وهو ذكي لأنه رغم الصعوبات نجح فهو عكس من يتمتع بالامتيازات ولكن عميت قلوبهم وبصائرهم ولذلك لا تكمن الإعاقة إلاّ في المحيط وعلينا  أن نبذل مجهودا في تغيير المنظومة التربوية  التي يحقق فيها الشخص ذو الإعاقة كيانه وكما أن العمل الوقائي يتمثل في الاعتناء بالطفل منذ سنواته الأولى لأنّه كلّما تقدمنا في اضطرابات التعلّم[20] إلاّ واستفحلت الظاهرة فلا بد من دراسة هذه الأمراض وتشخيصها والبحث عن حلول لها[21]

إن التواصل الحقيقي مع المعوق يتمثل في التواصل الرمزي فالإعاقة الذهنيّة مثلا تستوجب علاقة عاطفية ذكية ومتينة أمّا الإعاقة الجسدية فتحتاج إلى مخاطبة العقل وقوى الإرادة والمشاعر في المعوق ومن هنا نحقق دوما البعدين في الإنسان البعد المعرفي والبعد المشاعري (مثل الإيمان، الصبر، والدعاء، الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره) وكلّ ذلك يبني الثقة بين السوي والمعوق وبين المعوق ونفسه. فالشخص ذو الإعاقة ليس إلاّ ذلك الشخص الذي لم ننظر للجانب السوي فيه ولهذا فنحن جميعا ذوو إعاقة في جانب من الجوانب وفي معنى من المعاني.

استنتاجات وتوصيات:

‘‘نحن جميعا معرضون لأن نكون من بين المعوقين والأفضل أن ننسى هذا المشكل المغلوط (إعاقة) وأن نعمل من أجل مزيد من المعرفة والتحكم في سير دواليب المجتمعات الإنسانية’’[22] كلود قايل

إنّ بناء الكيان الحر للشخص ذي الإعاقة لا يكون فقط بإقرار آليات وإجراءات قانونية[23] ولا بمجرد استبدال كلمة ‘‘إعاقة’’ بكلمة ‘‘ذوي الحاجيات الخاصة’’ بل هي سيرورة تبنى منذ النشأة الأولى للطفل ومساعدته على بناء شخصيته بشكل ملائم لإعاقته. ولبلوغ هذا المستوى لا بدّ من العمل على تغيير التمثلات الاجتماعية لتغيير الممارسات تجاهه[24] والقطع نهائيا مع كلّ توظيف الاهتمام به في الدعاية السياسية وفي الأنشطة الاجتماعية التي تغالط الرأي العام الدولي وتوهم بوجود عناية لحقوقه لأنّ ذلك يمسّ من كرامته. لهذا فإنّ ‘‘المسألة تؤول إلى تطوير في الذهنيات مما يتطلب مزيدا  من التربية الاجتماعية والوعي العام والإعلام الموجه إلى هذا النوع من المشاكل فدور المدرسة العادية ودور وسائل الإعلام أساسي حتى يتمتع المعوق بسعادة الطفولة ويتهيأ للانسجام الأكثر اكتمالا في الحضيرة القومية اقتصادية واجتماعيا وثقافيا‘‘[25]

إن المعوق في المجتمع التونسي عرف كلّ الإبعاد والإقصاء-ثمّ المساعدة ولكي نتجاوز ذلك إلى مرحلة أخرى أهم فهي محاولة بناء هويّته المستقلة والنافذة ويتطلب ذلك ردّ الاعتبار إليه في الجانب الروحي والنفسي والاجتماعي والاستقلال المالي والتماسك الاجتماعي. وحتّى يتم تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من تحقيق أمنهم المادي والنفسي ويحقق استقلاليتهم في مستوى جيّد من الحياةbien- être  لا بدّ من أن يكون مواطنا له حقوق وعليه واجبات[26] ويحقق التواصل الاجتماعي مع الغير.

وختاما نقدم هذه المقترحات  حتّى نستطيع أن نغيّر النظرة السلبية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة

بما أن شكل الفضاء الذي يتصرف فيه المعوق في أغلبه  فضاء للعزلة  نتساءل  كيف نضمن العلاقة الجوهرية بين الحق والحياة الاجتماعية كما أشار إلى ذلك  Gurvitch[27] فنجعل هذا الفضاء فضاء اندماج.

يحمل بعض الناس أفكارا سلبية حول مجموعة بشرية أخرى وذلك يعود إلى غياب الوعي فلا بدّ من ثورة معرفية وعلينا أن نرى مواطن الجمال في الإعاقة.

ضرورة إرساء ثقافة للتواصل مع الأطفال ذوي الحاجيات الخاصة بتنظيم أيام دراسية تحسيسية والبحث عن أفضل تقنيات المرافقة لذوي الحاجيات الخاصة وتعميمها على مختلف المجالات.

تحقيق مبدإ تكافؤ الفرص بين الجنسين والإنصاف بين الجهات وإرساء شبكة مهيأة.للمدارس الدامجة

نشر السير الذاتية لمعوقين نجحوا في الاندماج[28] وإدراجها في الكتب المدرسية للمساهمة في تغيير النظرة حول الإعاقة

تمكين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الإفصاح عن تجاربهم الخاصة في منتديات ومهرجانات وهنا يكمن في دور جمعيات المجتمع المدني التي تعمل من أجل تشريك الشخص ذي الاعاقة من المشاركة في برامجها.

ارتقاء  المجلات المخصصة إلى مستوى أعمق في طرح قضاياهم خاصة منها قضية الجمال والجسد وقضايا الحياة الجنسية والمراهقة والانجذاب العاطفي وهي قضايا تمسّ كيانهم

البحث في إشكالية الموت الرحيم الذي ينادي به البعض للتخفيف من آلام الإعاقة وهل يبرر للبعض قتل معوقه شفقة عليه؟

الانخراط الفعلي الإنساني وعدم البقاء في عزلة نتيجة الإعاقة وذلك بعدم المبالغة في مجاملة المعوق والشفقة عليه وكذلك العلاج الطبيعي الطبي وجعل التعليم وسيلة علاجية

تنمية أهمية الانجذاب الآخرين للمعوق.

تنمية العاطفة نحو بناء فلسفة النشاط المتصل بالإعاقة من خلال المساواة والجمال والاعتزاز بما يحمله الفرد من إمكانات إبداعية

تطوير الرغبة في تشجيع التغيير الايجابي لصالح المعوقين أي أن نتفهم كيف يؤدي الوصم المتصل بالإعاقة إلى القمع الاجتماعي والاقتصادي في جميع أرجاء العالم.

مناهج المدارس الرسمية العامة تخصص دورات تكوينية لرفع الوعي حول قضايا  الإعاقة لدى المدرسين والمكونين.

اعتزاز  المعوق بذاته  وتقبل المجتمع لقدراته وما لديه من إمكانيات

القبول بالإعاقة على أساس أنّها قضاء الله وقدره وأن الصبر على البلاء هو عبادة

ونشير إلى أن هذه الدراسة ليست إلاّ محاولة تحتاج ممن يكسبها بعدا جدليا ويمكن أن تدفع نحو المقصد الأنبل في العلوم الإنسانية هي الفهم ومزيد من الفهم للإنسان به هو فكر وفعل وعقيدة  وتبقى نتائجها دوما نسبية إلى حين أن يتكفلّ غيري بالقيام بدراسة معمقة يعتمد فيها على المقابلات والاستمارات وتحليل المحتوى للخروج بعمل تأليفي يؤسس لرؤية مستقبلية للتفاعل الرمزي بين البشر مهما كانوا ومهما صاروا.

الكلمات المفاتيح: التمثلات الاجتماعية – التفاعل الاجتماعي – التواصل – الوصم – الرمزي

المراجع والهوامش:

بوحديبة (عبد الوهاب): حقوق الطّفل المطبعة الرسمية 1992

بيثاني ستيفنر العيش مع الإعاقة ص: 26-27 وضع الأطفال في العالم 2006 المقصون والمحجوبون يونيسف منظمة الأمم المتحدة للطفولة 2005 وكذلك الإهمال والوصم يمكن أن يؤديا إلى إقصاء الأطفال المعاقين ص: 28 – 29

القانون التوجيهي للنهوض بالأشخاص المعوقين للنهوض بالأشخاص المعوقين وحمايتهم الصادر عن شهر أوت 2009

الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التقرير الأولي المقدم من الدول الأطراف بموجب المادة 35 من الاتفاقية تونس* [1 تموز/يوليه 2010]

نظرة المجتمع للإعاقة منتدى الأستاذ سعود عيد الغنزي

www.dr-saud-a.com %2Fvb%2Farchive%2Findex.php%2Ft-39798

Abderrazak (Ammar) : Idées et attitudes face aux handicapés physiques et mentaux Contribution à leur intégration sociale) publications de l’université de Tunis 1985

La situation des enfants en tunisie Analyse et recommandations UNICEF 2004

Abric J-C psychologie de la communication théories et méthodes  Paris Armand Colin 2 éme Edition. 1999

Cyrielle Bonnet La Sociologie Novembre 2008 Stigmate, les usages sociaux des handicaps associo.free.fr/Files/12_25_erving_goffman_stigmate.doc

La  construction de la différence :(Langages, Croyances, Représentations liées au Handicap) Par Marie Angélique Guèye

 http://www.t7di.net/vb/archive/index.php/t-41414.html

Goffman (Erving) : Stigmates les usages des handicaps Paris Ed de Minuit 1977


[1]أستاذ جامعي وباحث في علم الاجتماع من تونس.

[2] بيثاني ستيفنر العيش مع الاعاقة ص: 26-27 وضع الأطفال في العالم 2006 المقصون والمحجوبون يونيسف منظمة الأمم المتحدة للطفولة 2005 وكذلك الإهمال والوصم يمكن أن يؤديا إلى إقصاء الأطفال المعاقين ص: 28 – 29 لقد استفدت من هذا المقال أيما استفادة سردت الكاتبة  تجربتها الشخصية حول الإعاقة الفائدة – بيثاني ستيفنز هي طالبة حقوق في جامعة فلوريدا وهي ناشطة في مجال الإعاقة.

[3] Goffman (Erving) : Stigmates les usages des handicaps Paris Ed de Minuit 1977

[4] Cyrielle Bonnet L3 Sociologie Novembre 2008 Stigmate, les usages sociaux des handicaps

associo.free.fr/Files/12_25_erving_goffman_stigmate.doc

[5]حسب أحكام الفصل 2 من القانون التوجيهي رقم 83 لسنة 2005 المؤرخ 15 آب/أغسطس 2005 المتعلّق بالنهوض بالأشخاص المعوقين وحمايتهم،

[6] أنجزت وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن دراسة مسحية للمعوقين بالجمهورية التونسية خلال الفترة 2001-2002″ إجراء مسح شامل حول المعوقين في تونس، تمّ على إثره إدراج المعطيات الإحصائية الخاصة بهذه الفئة ضمن التعداد العام للسكان الذي يجرى بشكل دوري كلّ 10 سنوات. وإضافة إلى ذلك فإنّه يتم حاليا على مستوى الوزارة المذكورة وضع اللمسات الأخيرة لمنظومة إعلامية متخصّصة تهدف إلى استغلال المعطيات الإحصائية المتعلقة بالأشخاص الحاملين لإعاقة بصفة حينية اعتمادا على عدد بطاقات الإعاقة المسلمة إلى أصحابها.

[7]La situation des enfants en Tunisie Analyse et recommandations UNICEF 2004 pp:101-106

[8] نقلا عن الجلاصي (عثمان) بعض النماذج الفرنسية في الإدماج المهني ص: 15 مجلة اندماج عدد مزدوج عدد 12/13 جوان/أكتوبر 1987 الفرع الجهوي بولاية تونس

[9] Abric J-C psychologie de la communication théories et méthodes  Paris Armand Colin 2 éme Edition. 1999 p :13

[10] لا نجد أي دراسة اهتمت بالإعاقة في مستوى النوع الاجتماعي مثل الكريديف وللأسف رغم تخصصه في هذه المقاربة.

[11] تعطير الأنام في تفسير الأحلام عبد الغني النابلسي

www.al-mostafa.com هذه النماذج من التأويلات للأحلام تحتاج إلى دراسة مستقلة وفي هذا الصدد نحيل القارئ إلى مقالنا الحبيب النهدي ‘‘الموت في اللاوعي الجمعي الأحلام: كتابات معاصرة عدد 49 فيفري مارس 2003 صص: 44-50

عور “ من رأى في المنام أنه أعور العين نقص نصف ماله أو نصف دينه أو أصاب إثما كبيرا عظيما وقد ذهب نصف عمره فليتق الله وليتب إلى الله في النصف الثاني وقيل إنه ينتظر منفعة من ناحية ويرجو أن ينالها وقيل إن كان له أخ أو ولد فإنه يموت وإن رأى إنسانا أنه أعور فإن كان مستورا “ ص 85 “ فهو رجل مؤمن يشهد بالصدق وإن كان فاسقا فإنه يذهب نصف دينه أو يصيب هما أو مرضا يشرف منه على الموت وربما يصاب في نفسه أو إحدى يديه أو إحدى شفتيه أو امرأته أو أخته أو شريكه أو زالت عنه النعمة

‘‘كافر إنسانا أعماه فإنه يزيله عن رأيه والأعمى رجل فقير يعمل أعمالا تضر به في دينه بسبب فقره وإن رأى كافرا أنه أعمى فإنه يصيبه حزنا ومضرة أو غرما أو هما وإن رأى أنه أعمى ملفوف في ثياب جدد فإنه يموت

‘‘ومن رأى ’’ أنه أعمى فإن عليه غزوة أو حجة ومن رأى “ أنه أعمى فإنه يحمل ذكره ولا يؤوب في قوله وربما كان تأويله ينال حكما وعلما لقصة إسحاق ويعقوب عليهما السلام وإن رأى أعمى أنه قد استدبر القبلة فهو في ضلالة

‘‘ومن رأى’’ أن عينيه قد عميتا فإنه رجل يهتك الستر بينه وبين الله ومن عمى بصره في المنام افتقر بعد غناه أو استغنى بعد فقره أو فقد من يعز عليه من مال أو ولد أو أهل وربما طمست عين بئره أو فقد حارسه أو مات جاسوسه أو كان ممن ينكر المعروف أو كان مريضا ورؤى قد برق بصره دل على موته وربما دل العمى على الصمم وربما دل العمى لأرباب الطاعة على احتقار الدنيا والنظر إليها بعين النقيصة ويعمى بصره عنها وربما دل العمى على كتمان الأسرار والعمى للغريب دليل على أنه لا يرجع إلى وطنه والعمى للمسجون خلاص لأن الناس يرحمون الأعمى ويأخذون بيده إلى حيث شاء ومن كان طالبا لحاجة دل على أنه لم يظفر بها لأن العين إذا عميت لم تظفر بمقصودها

-‘‘خرس “ هو في المنام فساد الدين وقول البهتان فمن رأى أنه أخرس فإنه يسب الصحابة رضي الله عنهم أو يغتاب أشرافا من الناس أو هو فاسق والأبكم “ ص 195 جاهل والخرس في المنام إبطال حجة للحاكم أو صمت وعند الحاجة إليه كأداء الشهادة والغرس عزل عن ولاية وهو للمرأة خير

[12]راجع بيثاني ستيفنر العيش مع الاعاقة ص: 26 مرجع سبق ذكره

[13]وشرّه فقد ورد في سورة البقرة  ‘‘صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿18﴾ أي لا يسمعون الحق ولا يرون نور الايمان ورضوا بالضلال وآية 24من سورة هود  مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ’’كذلك ورد ت  عبرة هامة في سورة عبس وَتَوَلَّىٰ ﴿1﴾ أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ ﴿2﴾ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ ﴿3﴾ أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ ﴿4﴾ أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ﴿5﴾ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ﴿6﴾ وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿7﴾

المرجع http://madeena.org/vb/showthread.php?t=11308

[14]أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى ﴾لأجل أن جاءه الأعمى عبد الله ابن أم مكتوم وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله، وكرر ذلك ولم يعلم أنه أي رسول الله مشغول بذلك، أي بدعوتهم إلى الإسلام وقد قويَ طمَعُه في إسلامهم، وكان في إسلامهم إسلام من وراءهم من قومهم، قاله القرطبي. فَكَرِهَ رسولُ الله قطعَه لكلامه فعبس عليه السلام وأعرض عنه فعوتب في ذلك صلى الله عليه وسلم ، والذين كان رسول الله يناجيهم في أمر الإسلام هم: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل عمرو بن هشام، وأُبيُّ وأمية ابنا خلف على خلافٍ في بعضهم. وجاء لفظ الأعمى إشعارًا بعذره في الإقدام على قطع كلام رسول الله للقوم وللدلالة على ما يناسب من الرفق به والصَّغْوِ لما يقصده رضي الله عنه. قال الثوري: فكان النبي بعد ذلك إذا رأى ابنَ أم مكتوم يبسط له رداءه ويقول: “مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي” ويقول له:”هل من حاجة” ، واستخلفه مرتين على صلاة الناس في المدينة المنورة في غزوتين من غزواته صلى الله عليه وسلم ، وكان يؤذّن له عليه السلام مع بلال وغيره رضي الله عنهم.

[15]حتّى لا نعيد ما سبق أن عرفناه وبررنا أهميته العلمية يمكن الرجوع إلى دراستنا التالية: الحبيب النهدي: ‘‘محاولة في دراسة المواقف أمام الموت (من خلال الأمثال والتعبيرات العاميّة ) مجلة IBLA  1-2004 صص: 25-39

[16] الإعاقة في الأمثال الشعبية مُنْتَدَيَات تَحَدِّي الْإِعاقَه المرجع:

Powered by vBulletin Copyright ©2000 – 2010, Jelsoft Enterprises Ltd

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

[17]راجع بيثاني ستيفنر العيش مع الاعاق مرجع سبق ذكره

[18] عاينت لما كنت مدرسا بالتعليم الثانوي حالات من الاندماج التي مر أصحابها بصعوبات كبيرة ونظرة بقية التلاميذ والأساتذة لهم:

  • الحالة الثانية: يجد صعوبة في النطق ويعطل في بعض الأحيان الدرس
  • الحالة الثالثة هي تلميذة لها صعوبة في النطق وحاولت أن أضبط تصرفات زملائها
  • لكن دوما هناك تشكي من الأساتذة وملاحظات تقدم للمدير باستمرار
  • شهادة فاخر تحت عن  تلميذ يدرس لا ينطق جيدا أيضا وكيف كان يسخر منه زملاؤه
  • مدرسة التقدم 2  (مالك):نقص في النظر يرتدي النظرات لا يمثل مشكل
  • رفيق ينعت الأعمى في بعض الأحيان فينفعل
  • الكتابة باليد اليسرى والسخرية منه
  • رسالة مفتوحة من معاقيين إلى رئيس الدولة تم الحاقهم بالمدارس العادية حشروا في أقسام ‘‘لا يشاطروننا محنتنا ولا نتساوى معهم في حظوظ المتابعة’’ حسب عبارتهم الواردة في الرسالة وليد البوغانمي (حي شاكر) محمد الأسعد الضاوي (ابن خلدون) وليد البوشامي  (حي التضامن) فريد كراوس (الوردية 4) وليد بن عمارة (الملاسين) المنصف الغالي (المنستير) راجع نص الرسالة منشورة بمجلة حقائق عدد 420 22 إلى 28 أكتوبر 1993
    • Femmes et Réalité N2 octobre 2010 propos recueillis par Kalthoom Jemail : Insolite au masculin suicide auto avorté .

[19]في القول ‘‘والأذن تعشق قبل العين أحيانا’’ ففي هذا المثل ضرب من الإبداع وإزاحة عن قيمة يجب أن نتفطن لها  ذلك أن المجتمع يركز فقط على جانب الإعاقة دون الانتباه إلى بقية الحواس التي يمكن استثمارها وإبرازها لاندماج المعوق بما له قدرة على الإبداع في المجال الذي يناسب إعاقته (نقص النظر-نقص السمح) هذا يندرج في موضوع التنشئة الاجتماعية وتربية الحواس والمدارك العقلية للطفل (الذكاء الحركي)بالإضافة للآلام الجسدية التي يقاسي منها المعوق

[20]تفاعلا مع الندّوة الجهويّة التّحسيسيّة حول اضطرابات التّعلّم بتاريخ 29 جانفي 2010 التي نظمتها الإدارة الجهويّة للتربية والتكوين 2 والمنظمة التّونسيّة والأسرة ولعلّ الطريقة التقليديّة في تربيّة الطفل تمثل وسيلة ذات فاعليّة رمزيّة لا ندعو للعودة إليها وإنّما نريد أن نبيّن الطابع الرمزي الإبداعي إنّ استعمال اللوح والكتابة عليه بالقصب وانمحاء ذلك بالطين فيه دربة على إتقان الخطّ وهي تمكّن الطفل من علاقات تفاعليّة مع المحيط فهو الذي يعدّ الحبر من مادة صمغيّة مستخرجة من شقائق النعمان التي يستحضرها من المراعي والحقول وكذلك الطين الحرّ الذي هو مادة تطهريّة طبيعيّة وصحيّة ويبدأ الطفل مع عالم الكتابة ضمن معنى القدّاسة وهو كتابة آيات القرآن وهذا المعنى القدسي يخلق الرغبة والدافعيّة في التعلّم ثم أن المؤدب دوره أساسي لأنّه يحرص على استعمال الوعد والوعيد في التربيّة. اليوم نحو أفرغنا الكتابة من كلّ طابع قدسي وكلّ معنى ولم نبتكر للأسف بدائل عن هذه الوسيلة التفاعليّة الرمزيّة كاستعمال المكثف للحاسوب من قبل الطفل يولّد لديه صعوبة مع التعامل مع الكتابة على الورق ويخلق لديه عدم التأقلم مع المدرسة التي تفرض عليه الكتابة ولا بدّ من دراسة تبحث في هذه الفرضيّة.

هناك ميزة للحاسوب إذ بعض البرمجيّات تمكن الطفل من النطق وهي تساعده على أن يتبيّن خطأه وكذلك تساعده على الكتابة وتبيّن له الكلمة الخطأ وهذا ما يساعد الطفل على أن يتعلّم لأنّ ذلك لا يتمّ في محيط ضغط من قبل المدرس أو التلامذة.

[21] دولاي (جان): أمراض الذاكرة ترجمة ميشال أبي فاضل منشورات عويدات بيروت – باريس الطبعة الثانية 1989

[22]نقلا عن الجلاصي (عثمان) مرجع سبق ذكره

[23]القانون التوجيهي للنهوض بالأشخاص المعوقين للنهوض بالأشخاص المعوقين وحمايتهم الصادر في شهر أوت 2009 كنفاذ ذوي الاحتياجات الخاصة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصال والنهوض بهم في مستوى التشغيل والإدماج الاقتصادي وانجاز الخطّة الوطنيّة لتهيئة المحيط لفائدة المعوق مثل الأخذ بعين الاعتبار مساراته في الطرق والإدارات والبناءات ووسائل النقل وتخصيص نسبة 1% من الانتدابات بالوظيفة العمومية ودور جمعيات المجتمع المدني من شأنها أن تساهم في إعادة بناء هويّتهم .

[24] Voir Abderrazak (Ammar) : Idées et attitudes face aux handicapés physiques et mentaux Contribution à leur intégration sociale) publications de l’université de Tunis 1985

دراسة قيمة نشرها عمار عبد الرزاق في كتاب عنوانه ‘‘أفكار ومواقف تجاه المعوقين الجسدي والعقلي محاولة في إدماجهم الاجتماعي’’ والذي صدر سنة 1985 لا بدّ من العمل على تحيين معطيات هذا الكتاب بما يستجيب لمطلبات اللحظة التي نحن فيها الذي باع لي كتاب حول الإعاقة بأرخص الأثمان رغم أنّه كتاب علمي قائلا إلي أن القراء لا يقبلون على مواضيع المعوقين.

كما يمكن أن نشير إلى ما قاله عماد الدين شاكر رئيس المنظمة الوطنية التونسية لفاقدي البصر ورئيس المنظمة العربية للمعوقين في ندوة دوليّة حول التنمية المندمجة والمعوق 3 و 4 نوفمبر بجنيف Gèneve أن المعوق لا يعيش مشاكل على المستوى الفردي وإنّما على المستوى الجماعي ومؤسساتي ولهذا فإنّ الهدف الأساسي في هذا المجال يجب أن يكون متجها للعقليات وبذلك يكون قد احتل مكانة بوصفه مواطنا يتمتع بحقوقه ويقوم بواجباته ومندمج في سياق التنمية.

[25]بوحديبة (عبد الوهاب): حقوق الطّفل المطبعة الرسمية 1992 ص: 114

[26] لقد أتت القوانين والمواثيق الدولية لإنصاف حقوق  الأشخاص ذوي الإعاقة فقد نصت اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل في المادة 23 من ‘‘وجوب تمتع الطفل المعوق عقليا أو جسديا بحياة كاملة وكريمة. في ظروف تكفل له كرامته وتعزز اعتماده على النفس وتيسر مشاركته الفعلية في المجتمع’’ ومن أهم ما جاء في الفقرة 3 ‘‘تحقيق الاندماج الاجتماعي للطفل ونموه الفردي بما في ذلك نموه الثقافي والروحي على أكمل وجه ممكن’’  فالطفل حسب هذه القوانين يتمتّع بالشخصية الاجتماعية لأنّه يتمتع بالذاتية الإنسانية. فهو كائن ضعيف ضعفين ضعف الطفولة وضعف العجز الحاصل عن قصور جسدي أو نفسي أو عقلي فيجب أن يكون محلّ رعاية خاصة دقيقة ومجهود مضاعف’’ ولا بد من العمل على إدماجه في الحياة العامة انظر بوحديبة (عبد الوهاب): المرجع نفسه ص: 98

[27] Abderrazak (Ammar) : Idées et attitudes face aux handicapés physiques et mentaux Contribution à leur intégration sociale) publications de l’université de Tunis 1985  p:12

[28] عبد الفتاح العيدودي الذي أنجز موقعا يساعد المكفوف على الإبحار عبر الانترنت مجلة المرأة نوفمبر 2005 صص: 20-22

درة والي عوّضت استعمال يديها باستعمال ساقيها وهي أستاذة جامعية بكلية الحقوق بصفاقس تخصصت في القانون ترى نفسها عادية وما حققته لا يعتبر معجزة نجاحاتها هي نتيجة الطموح وليس التحدي, تستعمل سيارة خاصة استوردتها من ألمانيا.

فادي البحري نائب رئيس المنظمة التونسية  للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حوار معه في برنامج ساعة القناة الوطنية 1 يوم 18 أفريل 2012 استنقاص وتزيين أن يكون مشارك الحق في التعليم والتكوين والصحة والشغل بطاقة موحدة نطالب النفاذ إلى المعلومات ومحيط دامج وشمولي تفكير الولوج وتعامله باعتباره مواطنا له حقوق حرية كرامة لا بد من تغيير النظرة

حالة نجاة الثامري التي قدمها برنامج المسامح كريم بتاريخ 20 أفريل 2012 عمرها 30 سنة متزوجة ولها بنت هوايتها الرسم بالفم

ذكر أهم العلماء الذين عانوا من الإعاقة مثل باستور – أديسون – ديفنشي – أنشتاين وفقاً للمعلومات التي أحيلت إلى الدول الأطراف فيما يتعلق بتجهيز تقاريرها، لم تُحرّر هذه الوثيقة رسمياً قبل إرسالها إلى دوائر الترجمة التحريرية بالأمم المتحدة

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.