الأنتروبولوجيا المعرفية والبحث عن الثوابت الثقافية

.د الغالي أحرشاو
قسم علم النفس
كلية الآداب والعلوم الإنسانية – ظهر المهراز – فاس المغرب

لتحميل الدراسة أنقر هنا

 

هل توجد لدى كل الشعوب والثقافات نفس الأساليب والكيفيات لتمثل مختلف عناصر الكون ومكوناته المتنوعة؟ ما مدى صوابية القول بوجود تمثلات ثقافية ذات طبيعة كونية؟ وإلى أي حد يصح تجاوز الطرح القائل بتنوع الثقافات؟
في محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة المحورية، ذهبنا في هذا البحث إلى مقاربة إشكالية “الثقافات الإنسانية والكفاءات المعرفية التي تحكم إنتاجها” بناء على منظور الأنتروبولوجيا المعرفية، وذلك اقتناعا منا بأن أي حديث عن الأنتروبولوجيا الثقافية لا يمكنه أن يتم خارج مدار نوع من المقاربة المعرفية لمكونات ومحددات هذه الأخيرة.
وهكذا، فبعد التعريف بمفهوم الأنتروبولوجيا المعرفية كمشروع علمي لدراسة سيرورات تَمَثُّل الألوان والأشياء والمعتقدات والكائنات الحية لدى مختلف الشعوب والثقافات، انتقلنا إلى النظر والتفصيل في إمكانيات الحديث الفعلي عن انتروبولوجيا معرفية للثقافة. وقد تمثلت أهم الخلاصات الناجمة عن هذا الطرح في الوقائع التالية:
– إذا كان اكتشاف الكليات يصح في مجال دراسة الألوان فإنه يبدو أقل وجاهة في ميدان وصف الحيوانات والنباتات والكائنات الحية.
– إن المعتقدات وإن كانت تبدو متنوعة فهي تتكون انطلاقا من عدد جد محدود من العناصر المشتركة.
– إن ثقافة أي مجتمع لا تتمثل في نهاية المطاف إلا في مدى توفر أو تواجد مثل هذه التمثلات المشتركة ومرتكزاتها المتنوعة.
– إن بعض التمثلات تكون أكثر قابلية للاحتفاظ العفوي وأكثر سهولة للاكتساب من تمثلات أخرى، وتشكل بالتالي التمثلات التي تتقاسمها مختلف الثقافات الإنسانية.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.