أنثروبولوجيا التأبيد الاجتماعي 1/2

salem

انثروبولوجيا التأبيد الاجتماعي

نظرية الممارسة عند بيير بورديو .. تأبيد الهيمنة الذكورية

بقلم: أحمد سالم ولد عابدين

الجزء الأول

 المفاهيم المؤسسة لنظرية الهيمنة :

 على الرغم من تعدد النظريات الاجتماعية المفسرة لأشكال الحياة و للتفاعلات البين بشرية و المفسرة للبنى الثقافية و الاجتماعية للمجتمعات البشرية سواء الراهنة أو الماضية ، فقد ظلت نظريتان متميزتان من هذه النظريات الاجتماعية ، و لفترة طويلة من الزمن مهيمنتين على المشهد السوسيولوجي ، حيث قد توزع اغلب علماء الاجتماع انطلاقا من هاتين النظريتين . و النظريتان هما نظرية الفعل الاجتماعي و نظرية البنية الاجتماعية ، و يرى أنصار كل من النظريتين أن جميع أنواع الظواهر الاجتماعية يمكن أن تفسر انطلاقا من نظريته . في حين أن الواقع هو عكس ذلك « إذ إن النظرية التي تستطيع تفسير الظواهر المتعلقة بالبنية لا يكون بمقدورها تفسير الفعل البشري ( أو بالأحرى تأويله ) »[1] و العكس صحيح .

إن الأمر إذن يستدعي إيجاد نظرية تكون بمثابة دمج للنظريتين ، و ذلك ما حاول عالم الاجتماع الشهير بيير بورديو القيام به من خلال تقديمه لنظرية جديدة تحاول تفسير كل من البنية والاجتماعية و الفعل الاجتماعي ، و تسمى هذه النظرية بنظرية الممارسة .

لقد أثرت النظريات البنيوية في مجالات عدة من المعرفة كالفلسفة و علم الاجتماع و الأدب و التحليل النفسي و الانثروبولوجيا ، و « يمكن إرجاع أصول البنيوية بوصفها مدرسة فكرية إلى عدة جذور : احدها يمتد من الانثروبولوجيا البريطانية و الفرنسية ( … ) و الآخر يشكل جزءا أساسيا من تراث علم الاجتماع الفرنسي ممثلا باجوست كونت في أوائل القرن التاسع عشر ، و دوركايم في بداية القرن العشرين »[2] .

 و ترى هذه النظرية أن الحياة الاجتماعية محكومة ببنى تحدد شروط التفاعل في العالم الاجتماعي ، و«  يقصد الباحثون في المجال الاجتماعي بعبارة بنية تنظيما و اتساقا للعلاقات الأكثر ثباتا بين الواقع و الجموع الاجتماعية ( … ) فالبنية تعتبر تركيبا و هندسة »[3]  فليس للأفراد أي تدخل في هذه الحياة إلا ذلك الذي تحدده لهم البنى التي ينتمون إليها . إن الأنساق الاجتماعية ( أو الحقول ) بهذا المعنى هي التي تفسر الحياة الاجتماعية .

و قد كانت مدرسة فرانكفورت من أوائل الذين تنبهوا إلى ضرورة إعطاء دور للفعل الاجتماعي الذي يقوم به الأفراد في المجتمع ، حيث طالبت المدرسة بإعطاء دور للنوازع و الأفعال الذاتية للأفراد بالتوازي مع وجود الطبقات الاجتماعية .

أما النظريات التفاعلية فترى أن أفعال الأفراد هي التي تشكل البنية الاجتماعية التي ليست شيئا أكثر من شبكة من العلاقات التي يصنعها الفاعلون الاجتماعيون . و من أهم من ذهب إلى هذا التصور مدرسة شيكاكو و العالم الاجتماعي تالكوت بارسونز .

إن الانقسام الحاد لعلماء الاجتماع و توزعهم ، إما إلى القول بالفعل الاجتماعي أو إلى القول بالبنية الاجتماعية ، ه الذي جعل بيير بورديو يسعى إلى نظرية تفسر الفعل الاجتماعي و في نفس الوقت تفسر البنية الاجتماعية؛ كما يضاف إلى ذلك « أزمة التفسير في العلوم الاجتماعية . فالنظريات الكلاسيكية ، و خاصة البنائية الوظيفية لم تستطع كما تزعم ، أن تتنبأ بما حدث في أوروبا أو حتى تفسيره ، و أصبحت هذه الأزمة ، إحدى مشكلات فلسفة العلم ، و حامت الكثير من الشكوك حول العلوم الاجتماعية »[4] .

إن نظرية الممارسة بهذا المعنى هي نظرية اجتماعية تكون ذات أبعاد نقدية للنظريتين السابقتين ، و في نفس الوقت تأخذ من كل منهما أفضل ما عندها و تترك الباقي ، غير أن ما أخذه بورديو من النظريتين عرّضه للتحليل و النقد و أضاف عليه و حوّر فيه ، حتى أصبح يمتلك خصوصيات و معاني غير تلك التي وضعت له في النظرية الأصلية المنقول منها .

لقد تعامل بورديو مع البنية الاجتماعية على شكل حقول حيث استحدث بورديو مفهوم الحقل ليشير إلى بعض المعاني التي كانت تشير إليها كلمة بنية في النظريات البنيوية . إن هذا السعي إلى بناء نظرية نقدية اجتماعية تكون الأساس الذي يمكن من خلاله الانتقال من البنية إلى الفعل أو من الفعل إلى البنية هو ما نتجت عنه نظرية الممارسة الاجتماعية .

إن الارتباط إذن وثيق بين الممارسة الاجتماعية و السوسيولوجيا النقدية لبورديو لكل من الذات و الموضوع ، فبورديو يرى « ان الانحياز الفكري إلى احدهما ، هو احد مشكلات علم الاجتماع التأسيسي ، فالنزعة الذاتية تقدم شكلا من المعرفة عن العالم الاجتماعي يتمركز حول الخبرة الأولية و تصورات الأفراد ( … ) أما أصحاب النزعة الموضوعية ، فإنهم على العكس ، يحاولون الكشف عن العالم الاجتماعي من خلال التركيز على الشروط الموضوعية ، و إهمال الخبرة الذاتية الفردية »[5].

نظرية الممارسة الاجتماعية ، إذن ، ترى ان « السياقات الاجتماعية التي نجد أنفسنا فيها ، تؤثر فينا جميعا . غير ان هذه السياقات ليست هي وحدها التي تسير سلوكنا و تتحكم به . فنحن نمثل بل و نصنع شخصيتنا الفردية »[6] .

لا تقول إذن نظرية الممارسة الاجتماعية بالحتمية المفروضة على الأفراد ، و لا تقول كذلك بالإرادة المطلقة و الحرة للأفراد في تشكيل العالم الاجتماعي . و تنطلق نظرية الممارسة من انه على الرغم من ان الحرية الظاهرة لنا ، إلا انه « ليس الفاعلون الاجتماعيون فاعلين أحرارا ، إذ تحد من حريتهم قيود اجتماعية ، لكن ليست فعالهم محددة اجتماعيا بشكل تام . يملك الفاعلون قواهم السببية الخاصة التي لا يمكن اختزالها بالقوى السببية التي تملكها البنى »[7] .

العلاقة بين البنى الاجتماعية و الأفعال الاجتماعية ليست علاقة انفصال ، بل العلاقة « بين الممكن بنيويا و ما يحدث فعلا بين البنى و الأحداث ، هي علاقة شديدة التعقيد »[8] . و لما كانت هذه العلاقة شديدة التعقيد بين البنية و الفعل ، فقد انتقد بورديو بشدة « التيارات الفكرية الذاتية كالفينومينولوجيا و نظريات الفعل و علم الاجتماع التأويلي و الانثروبولوجيا التأويلية و التحليل اللغوي ، و قبل كل ذلك الوجودية ( … ) و قد عارض بورديو أصحاب هذه النزعة ( الحديث هنا ليس عن النزعة الذاتية ، بل عن النزعة الموضوعية ) و خاصة دوركايم و سوسير و ليفي شتراوس و ألتوسير و جاء مشروعه كمحاولة لإقامة علاقة جدلية بين الذاتي و الموضوعي ، أو ما يسميه بورديو موضوعية الذاتي »[9] .

لقد وعى بورديو ضرورة إدماج التفكير النظري في الممارسة الاجتماعية ، حيث لا تستطيع أي معرفة مهما كان نوعها القيام بدون تفكير نظري على الرغم مما تذهب إليه بعض النظريات التجريبية و التي ترى ان التجربة قد تغنينا عن أي تأمل نظري لموضوع الدراسة . كما ان التجربة و البحوث الإمبريقية ضروريتين للممارسة الاجتماعية حيث يرى بورديو ان البحث الإمبريقي بدون النظرية خواء و ان الظرية بدون بحث امبريقي هراء .

لقد اعتمد بورديو في مقاربته لنظرية الممارسة على نوع من البنيوية التكوينية ، حيث يرى ان عمليات التفاعل داخل حقل ما هي عمليات ايجابية حيث يؤثر الأعوان في الحقل و يؤثر الحقل في الأعوان ، عن طريق التشكل الدائم للحقل و لرؤوس الأموال النوعية للأفراد . و إذا كان الآمر كذلك « فإلى أي حد نكون فاعلين بشريين ناشطين نتحكم في الشروط و الظروف التي تكتنف حياتنا الإنسانية ؟ ( … ) ان هذه القضية ما زالت محط اهتمام و تجاذب بين علماء الاجتماع . إذ يشدد فيبر و بعده التفاعليون الرمزيون ، على العنصر الإبتكاري النشط الخلاق للسلوك البشري »[10] .

بورديو و نظرية الهيمنة :

ان حرص بيير بورديو على إظهار علاقات القوة المتضمَنة في الحياة الاجتماعية و السياسية ، و التي غالبا ما تكون خبيئة و غير مرئية ، هو الذي دفع به الى ابتكار مفاهيم كان و جودها ضروريا من اجل الوقوف على اشكال الهيمنة الظاهر منها و الباطن ، و لكشف اكثر حالات الهيمنة الحاصلة في المجالات المختلفة تسترا و اختفاء.

ان تبني بورديو لنظرية اجتماعية تجمع ما بين البنية و الفعل الاجتماعي ، و تشكل في الوقت نفسه اساسا جديدا لفهم الواقع الاجتماعي ، إضافة الى قوله بضرورة و جود مفاهيم مفتوحة و إجرائية ،هو ماجعله يبني قاموسا مفهوميا ،تعتبر الإستعانة و الإسترشاد به ضرورية لفهم العالم الاجتماعي على حقيقته الدينامية. و تعتبر من جهة اخرى هذه المفاهيم المفتاحية ضرورية من اجل فهم نظرية بيير بورديو حول الممارسة الاجتماعية ، إذ لا يمكن قراءة أو فهم أعمال بورديو بدون الاستعانة بهذه المفاتيح إلا قراءة مبتورة .

لذلك لجأ بورديو إلى علوم مختلفة ليستعير منها مفاهيم يحملها دلالة خاصة ، و ‹‹ يقترح بورديو تحليل الحياة السياسية بمفاهيم الاقتصاد كالعرض و الطلب و الانتاج و الاستهلاك ››[11]

و من اهم المفاهيم المفتاحية لفهم نظرية الهيمنة  : المجال ، الهبيتوس ، إعادة الانتاج ، العنف الرمزي ، رأس المال النوعي .

المجال : Le champ

يترجم البعض كذلك كلمة  champ  بالحقل ، غير ان المعنيين يؤديان نفس الدور . و مفهوم المجال هو مفهوم انتزعه بورديو من معناه العادي الذي يعني قطعة الارض ليحوله الى مفهوم له دلالته الخاصة .

يحيل المجال الى عالم اجتماعي متكامل العناصر ، يمتلك من المواصفات تلك التي يمتلك أي عالم اجتماعي آخر كالسلطة و علاقات القوة و التنافس و الصراع و راي المال . و يعتبر مفهوم المجال مفهوما إجرائيا ضروريا لفهم الصراعات في الحياة الاجتماعية و لفك الغاز الواقع الاجتماعي .

و في مجال العالم المَعيش لا يوجد مجال واحد للتفاعلات الاجتماعية ، بل توجد عدة مجالات مختلفة ، و هذه المجالات ‹‹ يمكن فهمها في آن واحد كفضاءات مشكلة من الواقع (او المراكز ) التي تتوقف خاصيتها على المكان الذي تشغله في هذه الفضاءات و التي يمكن تحليلها في اسقلال عن مميزات شاغليها ( التي تحددها جزئيا ) ››[12] .

ان الحقل بهذا المعنى هو فضاء موجود في الواقع ، فهو ان كان يرتبط من جهة بالفاعلين و المشتغلين في فضائه ، فانه كذلك يستقل عنهم ، بل و يحدد طريقة ممارسة الفعل للمنخرطين في فضائه. ويوجد في حقل خاصية تميزه عن عيره من الحقول ، فالحقل الاجتماعي مثلا يختلف عن الحقل السياسي ، و الحقل السياسي يختلف عن الحقل الفني . و تشتغل ميكانيزمات كل حقل في استقلال عن غيره من الحقول وفق منطق اشتغاله الخاص ‹‹ ففي كل مرة ندرس حقلا جديدا ، سواء كان حقل الفيلولوجيا في القرن 19 او حقل الموضة الراهنة او الحقل الديني في العصر الوسيط ، نكتشف بعض الخاصيات النوعية الخاصة بحقل معين و نطور معرفتنا بالآليات الكونية للحقول التي تتميز عن بعضها البعض بمجموعة من المتغيرات الثانوية ››[13] .

غير انه اذا كان كل حقل ينفصل عن الحقول بمميزات تميزه عن طريق منطق اشتغاله الخاص ، فان الحقول ترتبط ببعضها البعض عن طريق علاقة تشابكية تسمح للفاعلين الانتقال من احها الى الاخر . و يسعى بورديو الى توضيح غوض معنى الحقل فيقول ‹‹ أُطلق لفظ مجال على مكان اللعبة ، أي المجال الذي تقوم فيه علاقات موضوعية بين افراد او بين مؤسسات في حالة تنافس لاكتساب مزايا متماثلة . و الميسطرون في هذا المجال الخاص (…) هم اؤلئك الذين يمسكون من اعلى بزمام السلطة »[14] .

المجال اذن هو دائرة للتفاعلات الاجتماعية ، فالفاعلون الاجتماعيون الذين ينتمون الى نفس المجال تحكم علاقاتهم التفاعلية قوانين انتجها ذلك المجال حيث لايجوزالخروج عليها ، فالصراعات و التفاعلات يجب ان تكون متفقا على كيفيتها داخل المجال من طرف الفاعلين .

المجال هو اذن فضاء للصراع ، و الغرض من الصراع هو الهيمنة على هذا المجال . فالفاعين مثلا في المجال السياسي يسعون الى الوصول الى قمة هرم السلطة السياسية ، و العلاقات التي تحدث داخل المجال من علاقات صراعاع و تحالفات هي من اجل السيطرة و الهيمنة على المجال ، و مما يحدد مراغكز القوة في مجال محدد هو الرصيد الذي يمتلكه الفاعلون في هذا المجال ، و يعبر عن هذا الرصيد براس المال النوعي ( الخاص بكل مجال ) ، و تتعدد انواع الرسمال و اهمها هو الراسمال الاقتصادي و الراسمال الثقافي ، ف « المجال الاجتماعي مبني بطريقة ، بحيث يكون الفاعلون او المجموعات موزعين فيه باعتبار وضعهم في التوزيعات الاحصائية حسب مبدأي التفرقة : راس المال الاقتصادي و راي المال الثقافي اللذان هما بلا شك اكثر تاثيرا في البلدان الصناعية كالولايات المتحد او اليابان او فرنسا »[15] . اما في البلدان الاقل تقدما و البلدان النامية و المجموعات التي في نوعها ، فان هناك انواعا اخرى من الرسمال تتحكم في الحفول مثل راس المال الرمزي .

الهابيتوس Habitus

يمكن ان يترجم الهابيتوس بالتطبع او السجية او السمت .

 مفهوم الهابيتوس من اكثر مفاهيم بورديو اثارة للجدل منذ ظهوره اول مرة في كتاب الممارسة الاجتماعية .

الهابيتوس في معناه العام هو مجموعة من الاستعدادات التي يتربى عليها الافراد ، و يكتسبونها ايضا . و الهابيتوس كذلك هو نسق « يعمل وفق آليات داخلية معقدة تكون حدود النسق و تشكله ، في استقلالية عن محيطه ، و تظهر الى العلن في ممارسات تعبر عن الهوية الاجتماعية لصاحبها و انتمائه »[16].

الهابيتوس اذن هو تلك الاستعدادات التي يكتسبها فاعل اجتماعي في حقل ما بشكل لا واعي ، و التي تمكنه من التكيف و الاندماج في التفاعلات التي تجري في المجال الذي ينتمي اليه . و الهابيتوس ان كان عبارة عن مجموعة من الاستعدادات التي تلقن للفاعل ، فهو كذلك آلية يمكن تطويرها من طرف الفاعل نفسه ( و ذلك عند ارتباط الهابيتوس براس المال النوعي ) .

الهابيتوس بهذا المعنى آلية تحدد و تتحدد من خلال اعمال الفاعلين عبر التاريخ الماضي و شحن الفرد الجديد بتلك الاستعدادات ، فمعرفتنا » بالهابيتوس المتعلق بطبقة ما لا تكفي للتنبؤ بما سيقوم به احد افراد هذه الطبقة ( اما المهيمنة او المهيمن عليها ) في وقت محدد وفي موقف محدد . لأن التنبؤ المضبوط معناه حذف الزمان و الواسطة و اعادة تاكيد اولية النموذج على الممارسة العملية »[17].

الهابيتوس الخاص بحقل معين لا يشتغل الا وفقا لآليات ذلك الحقل ، بحيث لا يمكن نقله الى حقل آخر دون المساسا بميكانيزما اشتغاله و تحويرها حتى تتفق مع آليات ذلك الحقل . اذن فلك حقل هابيتوسا خاضا به .

و قد ستخدم بورديو مفهوم الهابيتوس في اطار محاولته النزول منزلة بين المنزلتين ، منزلة الفعل الاجتماعي ، و منزلة البنية الاجتماعية .

الهابيتوس كذلك هو « نسق من الاستعدادات الدائمة و القابلة للنقل ، انه ( و الكلام هنا لبورديو ) : [ بنى مبنية مستعدة للاشتغال بصفتها بنى بانية ، أي بصفتها مبادئ مولدة و منظمة لممارسات و تمثلات يمكنها ان تكون موضوعيا مكيفة مع هدفها دون افتراض القصد الواعي للغاية و التحكم السريع في العمليات الضرورية لبلوغها ] . و بصيغة اخرى انه عبارة عن مجموعة من العلاقات التاريخية المودعة في احضان الاجساد الفردية على شكل اخاطيط و استعدادت ذهنية و جسدية للادراك و التقويم و الفعل ، و التي تنتج عن عملية التنشئة الاجتماعية للفرد ، و تجعل منه فاعلا اجتماعيا في اطار حقل اجتماعي معين »[18].

يشتغل الهابيتوس في فضاء حقل ما ، و هو محمول من طرف فاعل اجتماعي ، و كلما كان الهابيتوس المحمول اقدر على التكيف مع التفاعلات داخل الحقل الخاص به ، كلما كنا في امكان حامله الارتقاء في سلم ذلك الحقل . فالهابيتوس بهذا المعنى هو آلية مساعدة في سبيل الارتقاء و الهيمنة على المجال الذي يعمل وفقا له ذلك الهابيتوس .

ان غموض مفهوم الهابيتوس و عدم امكانية تحديده مطلقا ، قد جعل البعض «  يعتبر خطأ انه الاعمال الروتينية المححدة في الحياة اليومية ، او انه مرادف لتعبير التنشئة الاجتماعية ، و لكنه في الواقع جزء من نظرية بورديو حول الممارسة الاجتماعية و يعني التعبير بوضوح عن الميول في الفضاء الاجتماعي ( … ) كما ان الهابيتوس هو نوع من التعبير عن استثمار ( قد يكون لا شعوريا ) لاولئك الموجودين داخل الفضاء الاجتماعي في نقاط القوة المتضمنة فيه . و الهابيتوس نوع من القواعد للافعال – علم نحو الافعال – يؤدي غرض التمييز بينه طبقة ( المهيمِنة ) و اخرى ( المهيمن عليها ) في المجال الاجتماعي »[19].

الهابيتوس اذن هونسق استعدادات يدخل به الفاعل مجال التفاعلات في حقل ما ، و الغرض منه هو تزويد الفاعل بنماذج اولية للفعل تمكنه من الاستمرار في خوض الصراعات و تحسين العلاقات داخل مجال معين من اجل السيطرة و الهيمنة على ذلك الحقل .

و تتعلق النماذج التي يزود بها الهابيتوس الفاعل داخل الحقل باربعة نماذج هي المستوى العرفاني و المستوى الخلقي و المستوى الجمالي و مستوى هيئة الجسد .

———————————–

إعادة الإنتاج : reproduction

إعادة الإنتاج هي استيراتيجية يمكن من خلالها لنسق ما ان يحافظ على علاقات القوة التي بداخله ، و ان يبين حدوده و يحافظ عليها . و بمعنى آخر فان اعادة الانتاج في حقل ما هي تلك الالية التي من خلالها يمكن للمسيطرين على ذلك الحقل ان يحددوا من خلالها آلية اشتغال الفاعلين داخل ذلك الحقل من اجل ان تظل السيطرة و الهيمنة دائما متاتية للمهيمنين على ذلك الحقل .

اعادة الانتاج اذن هي ميكانيزما وظيفتها استمرارية التراتبية داخل حقل ما ، و في نفس الوقت عزل ذلك الحقل عن الحقول الاخرى و تحصينه ضد دخول أي اعوان من خارجه الا وفق الشروط التي تحددها آلية اشتغال الحقل نفسه .

و يعتبر مفهوم اعادة الانتاج مفهوما جوهريا في نظرية بورديو السوسيولوجية ، بل اننا قد لا نبالغ اذا قلنا ان هذا المفهوم « ياخذ مكانا مركزيا و يشكل نقطة تقاطع المفاهيم الاخرى في نظريتهما ( بورديو و باسرون ) السوسيولوجية ، و هذا يعني ان مفاهيم الهابيتوس و راس المال الثقافي ، و العنف الرمزي ، و الاقصاء الاجتماعي و سلطة اللغة ، هي مفاهيم تتمحور حول مسالة اعادة الانتاج »[20] .

من جهة اخرى لايمكن فهم او مقاربة نظرية بورديو حول اعادة الانتاج ، او حتى نمط اشتغال أي نسق ، بمعزل عن مفاهيم اخرى تدخل ضمن سياق اعادة الانتاج و تعتبر اليات يشتغل عليها النسق من اجل اعادة انتاجه ، و هي مفهومي اعادة التاويل و اعادة الترجمة .

ترتبط اعادة التاويل بمنطق اشتغال النسق على حدوده الخارجية حتى يحافظ على خصائصه ، فليس بامكان فاعل اجتماعي من خارج الحقل ان يدخل في مجاله و ان يشترك في العمليات التفاعلية داخله الا اذا اخذ احقل افعال ذلك الفاعل على انها افعال لا تتعارض مع معطيات الحقل .

و النسث يفعل ذلك من خلال تاويل و غربلة افعال الفاعل ، فيقبل منها تلك التي لا تتعارض مع منطق استغاله و يرفض الاخرى . ان مفهوم اعادة التاويل بهذا المعنى هو مفهوم يحدد من خلاله النسق « علاقته بالمحيط و يحمي حدوده التنظيمية أي استقلاليته من دون خضوع او تاثر بما يصيبه من تدفقات خارجية »[21] .

ان انسق بهذا المعنى بنية غير صلبة بل مرنة ، تتفاعل مع غيرها من البنى عن طريق التاثير و التاثر ، فتسمح باعادة التاويل للطلبات الخارجية حتى تتسق معمنق اشتغال ميكانيزمات النسق نفسه . لكن النسق لا يسمح باعادة التاويل و الانفتاح على الانساق الاخرى الا من اجل ترسيخ مزيد من الانعزال و الانفصال عن تلك الانساق و تقوية مجاله الخاص على حساب الانساق الاخرى .

من هنا تدخل اهمية المفهوم الثاني ، مفهوم اعادة الترجمة ، فاذا كانت اعادة التاويل ترتبط بمنطق اشتغال النسق على حدوده الخارجية ، فان اعادة الترجمة هي تلك الالية التي يقوي من خلالها النسق اليات اشتغاله الداخلية عن طريق صياغة جديدة للافعال التي ياتي بها الفاعلون  الذين قبلهم النسق سابقا عن طريق اعادة تاويل افعالهم ، فاعادة الترجمة بهذا المعنى « هي الية نسقية تتمثل في قيام النسق ( … ) باعادة صياغة داخلية للطلبات التي قبلها النسق ان كانت طلبات مطابقة لمبادئه ، و وفقها باعتبارها معلومات خاصة به يصلب بها بنيته الداخلية فيربط بناه الداخلية بعضها مع بعض و هو معنى الملاحظة الذاتية »[22] .

من جهة اخرى ، و في سبيل تاسيس نظرية جديدة للمارسة الاجتماعية ، يرى بورديو ان اخادة الانتاج في البنى القائمة لا تتم عن طريق تاثيرات البنى على الفاعلين الاجتماعيين بواسطة التنظيم الذانتي كما تقول نظريات البنية الاجتماعية التي لا تعطي للافراد دورا في اعادة الانتاج و الحفاظ على النسق .

كما ان بورديو لا يقف موقف نظريات الفعل الاجتماعي التي تعطي كل دور للفاعلين الاجتماعيين ، و ابراز اهمية ارادة الاعوان في اعادة الانتاج . فاعادة الانتاج بهذا « تمثل المقاربة النسقية التي اعتمدها بورديو في نظريته تجاوزا للتحليل البنيوي الوظيفي  ليبني على انقاض ما تحطم بفعل نقده له ، نظرية الانشاء الذاتي للنسق  »[23].

رأس المال النوعي :

يحتل مفهوم الراسمال النوعي مكانة اساسية في نظرية بورديو السوسيولوجية حول الهيمنة ، فراس المال النوعي هو مصدر مهم من مصادر السلطة ، ففي كل مجال من مجالات الممارسة هناك افراد يمتلكون مزايا غير مادية تجعلهم يتوزعون من خلال امتلاكهم لهذه المززايا ( الؤوس الاموال النوعية ) ، حسب تدرج هرمي . فالسلطة المتحكمة في ذلك المجال يمتلكها اناس لهم راسمال نوعي اكبر من الذي لدى الفاعلين الاخرين في الحفل .

و يخول الارسمال النوعي اصحابه انتزاع اعتراف الاخرين ان المهيمنين على الحقل ، هم اناس فعلوا ذلك عن جدارة و استحقاق حيث يمتلكون مقدارا من الراسمال النوعي لا يمتلكه الاخرين . و يحصل الافراد على رؤوس اموالهم النوعية عن طريق علاقة معقدة يعطي بموجبها هابيتوسا ما لاحد الاعوان في حقل ما رصيدا يسمح له بالدخول و التفاعل ( اما عن طريق التنافس او عن طريق الصراع ) مع الاعوان الاخرين في سبيل امتلاك النزيد من ذلك الراسمال ، و هذا الراسمال هوالذي تتحدد من خلاله مراتب التدرج الاجتماعي الاولى في الحقل بالنسبة للفرد في الحقل النوعي .

و توجد عدة انواع من الرسمال النوعي « وقد ركز بورديو على اربعة اشكال منها هي : الراسمال الاجتماعي ، و الراسمال الثقافي ، و الراسمال الرمزي ، و الراسمال الاقتصادي »[24] .

ان الراسمال النوعي اذن هو تلك الطاقات و الامكانات و المؤهلات النوعية التي يمتلكها الافراد و يعتمدون عليها في ممارساتهم الاجتماعية و صراعاتهم من اجل اكتساب السلطة النوعية للحقل ، يقول بورديو « عندما اتحث عن الراسمال النوعي ، فانني اريد القول بان قيمة الراسمال تتحدد انطلاقا من العلامة التي يقيمها مع حقل معين ، و بالتالي حدود هذا الحقل »[25] .

و اذا كان ماركس قد الف عن الراسمال و اهميته ، فان بوريدو قد انتقل بهذا الراسمال من صفته الطبيعية الاقصتصادية الى صفة اكثر تجريدا هي راس المال الرمزي .

ان راس المال الرمزي إذن هو رصيد يمتلكه المهيمنون في مجال ما فهو بمثابة كاريزما تجعل من يمتلكها يعترف له الآخرون بهيمنته، و هذا الاعتراف الطوعي من قبل الأعوان الآخرين هو ما يعطي الشرعية للمراتب العليا التي يتمتع بها المهيمنون ، ومن أجل توضيح هذا المعنى ” لا يدخر بورديو جهدا في العودة إلى فيبر لتعريف الرأسمال الرمزي. لقد وجد في مفهوم الكاريزما قرابة تجعله يتقرب في أحيان كثيرة منه ثم يتباين عنه. القرابة تكمن في أن رأس المال الرمزي ليس سوى صورة أخرى لما أسماه فيبر الكاريزما. أما التباين فإن سببه أن فيبر جعل من مفهوم الكاريزما شكلا خصوصيا للسلطة بدلا من أن يجعله بعدا لكل سلطة. لذلك يقترب الرأس المال الرمزي من مفهوم الشرعية أكثر من أي مفهوم فيبري آخر لكونه حالا في كل السلط أو هو ذات السلطة التي تمارس بها الهيمنة”[26].

هذا من جهة ، و من جهة أخرى ، و بما أن رأس المال الرمزي يحيل إلى سمو المكانة و الرفعة و الشرف ، فهو بذلك يشير إلى  “درجات المكانة التي يكتسبها الفرد و يتم التعبير عن هذه المكانة أو القوة الرمزية من خلال علامات التمييز داخل كل مجال ، تلك العلامات التي تعمل على إبراز و تأكيد المكانة الاجتماعية”[27]. يشعر الفاعلون الاجتماعيون عن طريق التنشئة و عمليات التربية بوجود رأس المال الرمزي ، غير أنهم لا يعترضون على وجوده بصورة أكبر عند الأشخاص الذين يتمتعون بقدر أكبر منه و ذلك لأنه أصبح مغروسا فيهم هذا التسليم نتيجة للسلطات التي تحث الآخرين من أجل اندماجهم في الحقل على التسليم بقيمة ذلك الرأس مال الرمزي. يعني هذا القول أن الرأس مال الرمزي هو مجموعة رؤوس الأموال الأخرى و قد تم إدراك أهميتها من طرف الأعوان كقوى تتعزز مكانة المرء من خلال حيازتها ، فكل ما كانت حيازة المرء للرأس مال أكبر كلما تدرج أكثر في الهرم التراتبي للمجال الذي يتفاعل فيه مع الأعوان الآخرين. السلطة الرمزية إذن هي قوة لا مادية يعترف بها الفاعلون الاجتماعيون الآخرون ، ” إن ما يُعطي لكلمات الأستاذ و القول المرجعي قوتها و سحرها ، و ما يجعلها قادرة على حفظ النظام أو خرقه إنما هو الإيمان بمشروعية الكلمات و من ينطق بها ، و هو إيمان ليس في إمكان الكلمات أن تنتجه و أن تولده”[28].

الرأس مال الرمزي هو تلك الرؤوس الأموال الأخرى ( الثقافية ، الاجتماعية ، الاقتصادية) عندما تتحول إلى قوى رمزية تعطي لأصحابها مكانة رمزية مرموقة.

الرأس مال الثقافي :

الرأس مال الثقافي هو ذلك الرصيد الثقافي الذي يحوزه الأعوان الاجتماعيين عن طريق استثمار ثقافاتهم ، فهو يعني مجموعة من المعارف و المهارات النظرية و العملية التي يتمتع بها فرد ما في سياق ثقافة معينة، و يتحدد رأس المال الثقافي في عصرنا هذا عن طريق حيازة الشهادات المدرسية و الجوائز المقدمة من طرف المؤسسات الثقافية و التعليمية. و يرتبط الرأس مال الثقافي بالهيمنة عن طريق استخدامه في تثبيت الأوضاع القائمة بالنسبة للمسيطرين ، أو في قلب الموازين بالنسبة للطامحين. و يرتبط الرأس مال الثقافي كذلك بالهابيتوس الخاص بالأعوان، حيث ” ينتقل إلى الأفراد بطريقين : الأول من خلال الأسرة : فعن طريق الأسرة يكتسب أنماط التفكير و الاستعدادات و نظم المعنى ، و يكتسب قيما محددة للسلوك، و الثاني عن طريق نظام التعليم الذي يعتبره بورديو العائق الثقافي الأكبر ، لأنه مسئول عن إعادة إنتاج الأوضاع القائمة”[29].

الرأس مال الاجتماعي :

يتمثل الرأس مال الاجتماعي في تلك العلاقات التي يقوم بها الفاعلون الاجتماعيون مع غيرهم من الفاعلين في حقل اجتماعي معين.فهو يشكل مجموع المعارف و العلاقات الاجتماعية و الصداقات ، و هذا الرصيد يمنح صاحبه بالإضافة إلى رؤوس الأموال الأخرى قوة يستعين بها في تفاعله و صراعه في المجال الذي ينتمي إليه. إن الحقل يتشكل من شبكة معقدة من العلاقات الاجتماعية، و هذه الشبكة تضم في ثناياها العديد من الشبكات الأخرى المترابطة، و الفرد ” عضو في شبكات اجتماعية مختلفة و متنوعة و هذه الشبكات هي مفتاح الفوائد المادية و الرمزية، و لا بد من أن يمتلك رأس مالا اجتماعيا يمكنه من استثمار العلاقات الاجتماعية المتنوعة لزيادة الرأس مال الكلي الخاص به مثل علاقات الجيرة و العمل ، و القرابة…الخ”[30]. الرأس مال الاجتماعي هو إذن تلك المنابع التي يكتسبها الفرد بوصفه عضوا في جماعة.

الرأس مال الاقتصادي :

هو ذلك الكم المتراكم من المقتنيات المادية التي يحوزها الأفراد و التي يستخدمونها في سبيل تقوية مواقعهم في عمليات الصراع و التنافس، و رأس المال الاقتصادي كغيره من أنواع الرأس مال يمكن تنميته، كما أنه يمكن تنمية رؤوس الأموال الأخرى عن طريق الاستفادة من طريق رأس المال الاقتصادي الذي هو من أهم أنواع رأس المال و أكثرها شيوعا. و يعبر عن رأس المال الاقتصادي برأس المال المادي كذلك ، ” و عندما نفكر في رأس المال المادي فإن ما يتبادر إلى الذهن هو العُدد و الآلات و المعدات و المصانع التي توفر البنى التحتية و السعة التشغيلية لإنتاج البضائع و تقديم الخدمات.[31]

الهوامش:

[1] – إيان كريب ، النظرية الاجتماعية ، ترجمة د محمد حسين غلوم ، مجلة عالم المعرفة ، العدد 244 ، ص 15 ، المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب ، الكويت

[2] – إيان كريب ، نفس المرجع السابق ، ص 196

[3] – جاك لوغوف التاريخ الجديد ، ترجمة د محمد الطاهر المنصوري ، ص 194 ، المنظمة العربية للترجمة ، الطبعة الأولى  ، يوليو 2007 ، بيروت ، لبنان

[4] – مجلة إضافات ، العدد الثامن ، خريف 2009 ، ص 9 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، لبنان

[5] – نفس المرجع السابق ، ص 10

[6] – أنتوني غدنز ،علم الاجتماع ، ترجمة د فايز  الصياغ ، ص 51 ، المنظمة العربية للترجمة ، الطبعة الأولى أكتوبر 2005 ، بيروت لبنان

[7] – نورمان فاركلوف ، تحليل الخطاب ، ترجمة د طلال وهبة ، ص 58 ، المنظمة العربية للترجمة ، الطبعة الأولى ديسمبر 2009 ، بيروت ، لبنان

[8] – نورمان فاركلوف ، المرجع السابق ،ص 60

[9] – مجلة إضافات ، العدد الثامن ، ص 10 مرجع سابق

[10] – أنتوني غدنز ، مرجع سابق ، ص 702

[11] – عمر برنوصي ، مجلة وجهة نظر ، ص 12 العدد 24 شتاء 2005 السنة الثامنة

[12] – بيير بورديو ، مفهوم الحقل ، ترجمة حسن احجيج ، مجلة فكر و نقد

[13] – بيير بورديو ، نفس المرجع السابق

[14] -بيير بورديو ، الخياطة الرفيعة ، ترجمة محمد سبيلا

[15] -بيير بورديو ، اسباب عملية :إعادة النظر  بالفلسفة  ص 29 تعريب د أنور مغيث  ، الطبعة الأولى يناير 1998،  دار الأزمنة الحديثة بيروت لبنان

[16] – بيير بورديو ، الهيمنة الذكورية ، ص 186 ترجمة سلمان قعفراني ، المنظمة العربية للترجمة  بيروت 2009

[17] – جون ليشته ، خمسون مفكرا أساسيا  من البنيوية إلى ما بعد الحداثة ، ص 107 ، ترجمة د فاتن البستاني ، المنظمة العربية للترجمة بيروت 2008

[18] – يوسف الادريسي ، آليات تحليل الخطاب الادبي عند بيير بورديو ، مجلة فكر و نقد

[19] – جون ليشته ، خمسون مفكرا أساسيا من البنيوية إلى ما بعد الحداثة  ، مرجع سابق ص 106

[20] – علي اسعد وطفة ، اضافات ص 178

[21] – بيير بورديو و جان كلود باسرون، إعادة الإنتاج ص 385، ترجمة د. ماهر تريمش ، المنظمة العربية للترجمة ، الطبعة الأولى بيروت 2007

[22] – – بيير بورديو و جان كلود باسرون، إعادة الإنتاج ص 385، ترجمة د. ماهر تريمش ، المنظمة العربية للترجمة ، الطبعة الأولى بيروت 2007

[23] – نفس المرجع السابق ، ص 33

[24] – مجلة إضافات العدد الثامن ، ص 17 ، مرجع سابق

[25] – بيير بورديو ،ما هو الحقل ؟ ترجمة حسن احجيج ، مجلة فكر و نقد

[26]  – بيير بورديو و جان كلود باسرون ، إعادة الإنتاج ،  صفحة 56 ، مرجع سابق

[27]  أنظر Field,John  نقلا عن أحمد موسى بدوي ، مجلة إضافات ، العدد التاسع  ، شتاء 2010 ، ص 18، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، لبنان

[28] – بيير بورديو و جان كلود باسرون ص 58 ، مرجع سابق

[29] – مجلة إضافات العدد التاسع ، ص 18.، مرجع سابق

[30] – Field,John  ، مجلة إضافات ، العدد التاسع ، ص 18 ، مرجع سابق .

[31] – جيريمي ريفكين ، عصر الوصول ، ترجمة صباح صديق الدملوجي ، ص 93.، المنظمة العربية للترجمة ، الطبعة الأولى سبتمبر  2009 ، بيروت ، لبنان

رأي واحد حول “أنثروبولوجيا التأبيد الاجتماعي 1/2”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.