أبوظبي للثقافة تترجم موسوعة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي

أبوظبي-العرب أونلاين: في إطار استراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لصون التراث الثقافي المادي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، تُعزّز الهيئة من جهودها لتسجيل عدد من ركائز التراث الوطني في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، وفي مُقدّمتها حرفة السدو “مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات”، والألعاب الشعبية، وفن العيّالة، وتراث التغرودة.

ويُذكر أنّ الخبراء والباحثين في التراث المعنوي في الهيئة قد أعدوا قوائم جرد لما يزيد عن 200 عنصر من بين عناصر التراث الثقافي غير المادي في الدولة ضمن الإجراءات التي تتطلبها اليونسكو لاعتمادها في القائمة التمثيلية لديها.

كما وتواصل الهيئة تعزيز تعاونها مع منظمة اليونسكو، والتعريف بأهم إنجازاتها في مجال صون التراث الثقافي غير المادي، حيث بادرت إدارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى ترجمة موسوعة اليونسكو حول قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية الذي يحتاج إلى صون عاجل.

وتوضح الموسوعة أن الهدف من هذه القائمة تعبئة الجهود الدولية وتنسيقها من أجل صون التراث الثقافي غير المادي المعرض للخطر على نحو عاجل وبطريقة ملائمة ثقافياً، علماً أن مقتضيات الترشيح تتطلب من الدولة صاحبة الطلب إثبات أن العنصر المرشح لللإدراج في قائمة الصون العاجل يفي بجميع المعايير الخمسة الآتية: أن يكون العنصر تراثاً ثقافياً غير مادي- أن يكون في حاجة ماسة إلى الصون، وأن بقاءه في صورته الراهنة محفوف بالمخاطر- أن تكون قد وضعت تدابير للصون، من شأنها تمكين الجماعة، أو الأفراد المعنيين من مواصلة حفظ العنصر ونقله- أن يرشح العنصر من قبل الجماعة، أو الأفراد المعنيين، بحرية ووعي مسبق- أن يكون العنصر قد أدرج في قائمة التراث الثقافي غير المادي، الموجود في أراضي الدولة التي قدمت الترشيح- أن تجري مشاورات بناءة بين اليونسكو والدولة التي ترغب في إدراج العنصر في القائمة.

وكانت دولة الامارات قد وقعت وسلطنة عمان في مارس الماضي على الملف الخاص بالتغرودة والعيالة لرفعه لمنظمة اليونيسكو بهدف تسجيله في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وتمّ تقديم الملف لليونسكو على أن تبحثه لجنة الخبراء التابعة في مايو المقبل لتقييمه، والمتوقع أن يتم الإعلان عن نتائج التقييم في نوفمبر المقبل في جزيرة بالي بإندونيسيا.

ولعبت الإمارات الدور الرئيسي في نجاح جهود إدراج عنصر الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونيسكو خلال الاجتماع الذي عقد في نيروبي في نوفمبر 2010.

كما نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مؤخرا ورشة عمل بخصوص إعداد ملفي تسجيل كل من “السدو” الذي يمثل مهارات النسيج التقليدية في دولة الإمارات، وملف آخر يتعلق ببعض ألعاب الأطفال التقليدية في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها الصقلة و التيله و الجحيف و الدسيس والنشابه والمريحانه وخوصه بوصه، وغيرها.

ويستعرض الإصدار الجديد لليونسكو الذي قامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بنقله للغة العربية، “12” عنصراً من عناصر التراث غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، تتوزع في دول مختلفة من العالم من بينها: تقنيات النسيج التقليدية “الغزل، والصباغة، والنسيج، والتطريز” لجماعة “لي” الإثنية القاطنة في جزيرة هاينان بالصين، بغرض التعريف بالخطوات التي اتبعتها هذه الجماعة لإدراج هذا العنصر التراثي في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل.

فقد عرفت نساء هذه الجماعة تلك الصناعة التقليدية منذ القرن الثالث قبل الميلاد، من خلال معرفتهن المباشرة في عالم النباتات، والأصباغ الطبيعية، وتحويل القطن والقنب، والألياف الأخرى إلى ملابس و أقمشة، وكانت الأم تنقل هذه الخبرات إلى ابنتها. والشيء اللافت أن هذه التقنية ولا سيما التطريز المرتبط بها، أصبحت فيما بعد وسيلة- وفي ظل غياب اللغة المكتوبة – وشاهداً على تاريخ وثقافة “لي” وأساطيرها ومعتقداتها وتقاليدها. ورغم قدم هذه التقنية وانتشارها الواسع في هذه الجزيرة إلا أن عدد النسوة اللواتي كن يمارسنها في خمسينيات القرن الماضي انخفض إلى خمسين ألف إمرأة تقريباً ، ثم انخفض العدد اليوم إلى الألف فقط ، علاوة على أن أعمارهن تتجاوز السبعين عاماً. لا بل إن عدد من يتقن مهارات التطريز على الوجهين منهن لا يتعدى خمس نساء فقط .