كتاب مدخل عام في الانثروبولوجيا

madkel-anth

نسخة خاصة بموقع أرنتروبوس بإذن خاص من المؤلف 

لتحميل الكتاب أنقر فوق صورة الغلاف أو أنقر هنا

الكتاب : مدخل عام في الانثروبولوجيا

المؤلفمصطفى تيلوين

الناشر: دار الفارابي – بيروت ومنشورات الاختلاف – الجزائر 2011

عدد الصفحات126 صفحة

يبحث الكاتب الجزائري مصطفى تيلوين، في أصول وسبب نشوء مصطلح الأنثروبولوجيا، ويرى أنَّه رغم قدم هذا المصطلح أو هذه الكلمة في تاريخ المعرفة الإنسانية، إلا أنَّ استعمالها بدأ فعليا مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث ازداد الاهتمام بها وبالخصوص في الأوساط الثقافية الأنكلوساكسونية التي تشمل
بريطانيا وأميركا.
ونوّه الكاتب في مؤلف الموسوم ب ”مدخل عام في الأنثروبولوجيا”، الصادر حديثا عن منشورات دار الفارابي ببيروت ومنشورات الاختلاف بالعاصمة، وعبر صفحات العمل التي قاربت ال 200 صفحة من الحجم المتوسط، أن هذه المرحلة منصبا على الأنثروبولوجيا البيولوجية أو الفيزيائية، أي أنَّ الجسد كان محور اهتمامات دراسات الأنثروبولوجيا ومركزها. وبعد ذلك تمَّ جمع الموضوعين كليهما في موضوع واحد سمي ب ”الأنثربولوجيا الاجتماعية”. على أن هناك اتفاقا اصطلاحيا على إنَّ الأنثروبولوجيا هي علم من العلوم الإنسانية يهتم بدراسة الإنسان من حيث قيمه قيم اجتماعية، دينية، أخلاقية، اقتصادية وثقافية، أما في عصرنا الحالي فإنَّ الأنثربولوجيا ترتبط عادة بفكرة الأجناس والأعراق البشرية والإنسانية من حيث قيمها وثقافتها، ومن أشهر ممثلي هذا التعريف الأنثروبولوجي الفرنسي كلود ليفي شتراوس.
وعن مصطلح علم النفس الاجتماعي فيرى الباحث مصطفى تيلوين بأنَّه قد وُضع لأوَّل مرَّة من قبل ”تارد”، وهو عالم فرنسي مختص في علم النفس وعلم الاجتماع، وكان ذلك عام 1898 للإشارة إلى علم جديد، يدرس ويفسِّر السلوكيات والعلاقات بين الأفراد التي تعتبر أساسا للظواهر الاجتماعية. أما اليوم فهذا المجال قد تطوَّر كثيرا وتوسَّع بشكل لا حدود له، بالخصوص عندما ارتبط بالأنثروبولوجيا.
ولهذا وجب أن نتساءل، ما هي العلاقة الموجودة بين علم النفس الاجتماعي والأنثروبولوجيا؟ تتجلى هذه العلاقة من خلال دراسة تلك العلاقات الواقعية والخيالية الموجودة بين الأفراد والجماعات والمؤسسات في مجتمع ما. وقد وضع علم النفس الاجتماعي في علاقته بالأنثروبولوجيا مجموعة من المتغيرات الرياضية لتكميم هذه العلاقات انطلاقا من المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد والقيم المفروضة عليه.
وهي التي تؤثِّر على سلوكياته، ومن بين المتغيرات التي يريد الأفراد تحقيقها وبالخصوص في المجتمع الفرنسي على سبيل المثال: هي عمل مستقر، وصحة بيولوجية ونفسية بالإضافة إلى الأمن، الحرية، السلام، العدالة، والمساواة أمام القانون، ممَّ يبيِّن المؤلِّف مصطفى تيلوين أنَّ هناك أربع نظريات يراها الأهم في الأنثروبولوجيا.

مقدمة الكتاب 

تعتبر الأنثروبولوجيا علما من العلوم الإنسانية التي لاقت رواجا كبيرا وشهرة واسعة خصوصا في الدول الأنجلوساكسونية وبشكل متميز في الولايات الأمريكية باعتبار هذه الأخيرة خليطا ومزيجا من الثقافات والاثنيات فأغلب الإبداعات النظرية والعلمية كانت في هذا البلد، أي الولايات المتحدة الأمريكية واتسمت الأبحاث الأنثروبولوجية في مجملها بالنزعة الثقافية، وأطلق على علماء الأنثروبولوجيا الأمركيين اسم أصحاب المرجعية أو التيار الثقافي من دون أن ننسى فرنسا التي دخلت خريطة البحث الأنثروبولوجي من خلال مجموعة من الأسماء العالمية أمثال: “كلود ليفي سترواس” “جورج دوميزيل” و “مارسيل موس” إلا أن غايات الأنثروبولوجيا وأهدافها في فرنسا كانت تختلف اختلافا كبيرا عما هو موجود في أمريكا.

فالهدف الاستراتيجي والرئيسي للانثروبولوجيا الفرنسية أو الإثنولوجيا هو معرفة الآخر، أي معرفة ثقافته وطريقة تفكيره وقيمه من أجل امتلاكه أو بالأحرى استغلاله واستعماره، باختصار، إن الأنثروبولوجيا الفرنسية كانت لها أهداف استعمارية، إذ ساعد الأنثروبولوجيون ساسة فرنسا في استعمار الكثير من الدول وعلى رأسها الجزائر. إن هذه المقاربة بين مرجعيتين أنثروبولوجيتين مختلفتين بين الدول الانجلوساكسونية التي تتزعمها أمريكا والدول الفرنكفونية التي تتزعمها فرنسا. لكن بالرغم من بعض العناصر السلبية التي احتوتها إلا أن إيجابياتها كانت أوسع وأشمل فكيف ذلك؟ إن الأنثروبولجية مهما كان المكان الذي أنتجت فيه فإنها، بالدرجة الأولى، بحث إنساني؛ فبفضل هذا العلم استطعنا نحن كائنات القرن الواحد والعشرين، أن نعرف نمط وطبيعة وطريقة تفكير المجتمعات التقليدية، ومن خلال هذا الكتاب سنحاول رصد وتتبع أهم إنتاجات الأنثروبولجيا من الناحية التنظيرية والميدانية، وأهم التيارات والمدارس التي ساهمت في بلورة وصياغة الشكل العام للبحث الأنثروبولوجي من دون أن نهمل الاقطاب الذين حركوا هذا العلم بمختلف مدارسه وفروعه ونظرياته ومفاهيمه المركزية والأساسية. ولهذا، فالإشكالية التي يتمحور حولها بحثنا هذا تتجلى في: ما هي الأنثوبولوجيا؟ ما طبيعتها؟ ما هي موضوعاتها الرئيسية وفروعها المختلفة؟ وما هي أهم المناهج التي أبدعت في هذا المجال؟ أو ما هي أهم المدارس التي فعلت صيرورة البحث الأنثروبولوجي ومن هم أقطابها؟ وما الفرق بين النظري والميداني في هذا المجال؟.

إن أي بحث كما نعرف بداهة، تحركه مجموعة من الدوافع سواء أكانت ذاتية أو موضوعية؛ فالدافع الذيتي هو اهتماماتنا في هذا المجال الذي رأينا فيه تحقيقا لانشغالاتنا المعرفية، وبالتحديد تلك الاهتمامات العلمية والميدانية التي لم نجدها في العلوم الإنسانية الأخرى. أما الدافع الموضوعي والعلمي فيتجلى في محاولة إغناء المكتبة الجزائرية ببحث جديد لعله يفيد المختص، وبالخصوص الباحث المهتم بهذا المجال وعلى رأسهم الطلبة، ومن هنا أسسنا لذلك داخل إطار منهجي تاريخي وتحليلي من دون أن نقصي مناهج أخرى كالمنهج الوصفي ومنهج ضبط التصورات والمفاهيم ومنهج المقاربات وككل بحث جاد فإن هناك صعوبات واجهتنا هي قلة المصادر والمراجع ذات العلاقة في هذا المجال. وهذا ما دفعنا لاعتماد الترجمة كوسيلة لاغناء هذا البحث وإثرائه.

5 رأي حول “كتاب مدخل عام في الانثروبولوجيا”

  1. شكرا أستاذ مبروك بوطقوقة، فعلا أنت مكسب للأنتروبولوجيا المعاصرة في الجزائر والعالم العربي.

    رد
  2. كتاب مهم .. شكرا لمجهودك دكتور مبروك .. الرابط حمل لي 87 صفحة فقط اي توقف التحميل عند المبحث الثاني ولم يحمله .

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.