بيير بورديو

بيير بورديو
بيير بورديو

Pierre Bourdieu

(20021930)

عالم اجتماع و مفكر الفرنسي


يعد (بيير بورديو)   عالم الاجتماع الفرنسي الشهير أحد أبرز الأعلام  الفكرية في القرن العشرين. يحتل مكانة مميزة في حقل الدراسات الإنسانية  .  شهد علم الاجتماع على يديه إبداعا علميا رائعا، وتجديدا فكريا حقيقيا في المصطلحات والمضامين والدور والأهداف. فقد أحدث الرجل في تحليله للظواهر السياسية والاجتماعية والثقافية تغييرا في حقل الدراسات الثقافية والأبحاث الاجتماعية النقدية وفي مفهوم علم الاجتماع نفسه. لقد هالني إنتاجه الفكري الغزير والمتميز، واطلاعه الواسع، وإرادته القوية والشجاعة في تطبيق الأفكار والمبادئ التي نادى بها في أعماله الفكرية وتصميمه الحاسم على ترجمتها إلى سلوك ومواقف وممارسات عملية من خلال مشاركاته ومداخلاته الشخصية في المظاهرات والحركات الاجتماعية والسياسية

ولد (بيير بورديو)في الأول من آب 1930م في منطقة (دنكه) من (بيآرن)في جنوب فرنسا .كان أبوه موظفا حكوميا في  مكتب البريد ومن أصل ريفي. درس بورديو الفلسفة في مدرسة المعلمين العليا في باريس ونال فيها شهادة الأستاذية في الفلسفة في عام 1954م. وكان (جاك دريدا)  الفيلسوف الفرنسي الشهير من الذين تخرجوا في نفس الدورة. أطلع  بورديوعلى أعمال (ماركس) (وجان بول سارتر)  وفي الوقت الذي كان المذهب الوجودي يطغى على الأوساط الفلسفية، توجه بورديو نحو دراسة المنطق وتاريخ العلوم ثم تابع حلقة دراسية في التعليم العالي حول فلسفة الحق عند هيجل.ولكن بعد تجربة قصيرة له  كأستاذ في إحدى الثانويات دعي من قبل المكتب النفسي للجيوش في مدينة فرساي ولكن لأسباب تأديبية أرسل بسرعة إلى الجزائر في إطار إحلال السلام  حيث أدى هناك القسم الأساسي من خدمته العسكرية. ومن 1958الى1960م تمنى أن يتابع دراساته عن الجزائر.فدرس في كلية الآداب في الجزائر واهتم بالدراسات الأنثروبولوجيية والاجتماعية و كتب  بعد عودته إلى فرنسا مباشرة كتابا بعنوان (سوسيولجيا الجزائر) ثم أصدر كتابا آخر بعنوان (أزمة الزراعة التقليدية في الجزائر). وبدأ يدرس الفلسفة في السوربون ثم أصبح مديرا لقسم الدراسات في مدرسة الدراسات العليا، ثم مديرا لمعهد علم الاجتماع الأوربي، كما انتخب عام 1982م لكرسي علم الاجتماع في «الكوليج دو فرانس»وهي أعلى هيئة علمية في فرنسا. وكانت محاضرته الافتتاحية في «الكوليج دو فرانس» بعنوان درس في درس وقد جال فيها بجدارة في ميادين النقد الاجتماعي والسياسي والتربوي والنفسي وختمها بالتحذير من ظاهرة التسامي الزائف التي تنشأ عن إساءة استخدام المعرفة. وهكذا ظل يدرس ويحاضر فيها لغاية عام 2001م. كان بيير بورديو على موعد مع الشهرة مبكرا بعد إصداره كتاب (الورثة) بالاشتراك مع (جون كلود باسرون) ولكن  تألق نجمه مع ثورة الطلاب عام 1968م التي جذبت وركزت أنظار المجتمع الفرنسي ووسائل الإعلام على الجامعة والنظام التعليمي.

وقف بورديو على الدوام ضد النظام التعليمي القائم على تلقين المعلومات ونقد بشدة المدارس ومناهجها وحسب رأيه يجب أن تكتفي الدولة بتعليم التعليم وتدريب الناس على تحصيل المعرفة فالرجل يرفض الادلجة ولا يقبل أية شبهة للتأثير السياسي في التعليم.

طور (بورديو) عددا من المفاهيم والاستعارات القوية من أجل صياغة تحليله لعلاقة القوة والسيطرة في الفضاء الاجتماعي وقد أسس الرجل لموقفه النظري من خلال مقال كتبه عام 1970م بعنوان (مخطط تمهيدي لنظرية الممارسة). وهذا المقال يستحق الإعجاب فعلا.

ومن المفاهيم الأساسية التي استخدمها بورديو في تحليله: «إعادة الإنتاج» و«الحقل» و«رأس المال الرمزي» و« العنف الرمزي» و«العرف» و«الانعكاسية» إذا كان بورديو قضى شطرا من حياته في البحث الاجتماعي وتحليل الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية فقد كرس السنوات الأخيرة من حياته المعرفية والعملية في العمل النضالي السلمي والمشاركة السياسية الفاعلة ضد الأشكال الجديدة من السلطة السياسية والاقتصادية

أهم أعماله

أنتج بيير بورديو أكثر من 30 كتابًا ومئات من المقالات والدراسات التي ترجمت إلى أبرز الألسن في العالم والتي جعلته يتبوأ مكانة بارزة بين الأسماء البارزة في علم الاجتماع والفكر النقدي منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي.

أعماله المترجمة إلى العربية

4 رأي حول “بيير بورديو”

  1. شكرا على هذه المقالة بخصوص بيير بورديو
    لقد بحثت كثيرا عن حياته لكني لم أجد سوي معلومات باللغة الفرنسية و التي للأسف لا أتقنها جيدا إلى أن وصلت إلى موقعكم هذا فلكم جزيل الشكر و أرجو إثراءه بسير حياة علماء معاصرين مثل ميشال فوكو و جاك دريدا

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.